أين هو المولود ملك اليهود؟

استكشف قصة المجوس ورحلتهم لعبادة المسيح، حيث يلقى النص الضوء على التضحيات والبحث الروحي، داعيًا إلى تحقيق التوازن بين الجوانب المادية والروحية في الحياة.
30 ديسمبر 2023 - 10:28 بتوقيت القدس
أين هو المولود ملك اليهود؟

نقرأ في الانجيل عن المجوس، الذين اقتادهم النجم من الشرق الى بلادنا لرؤية وعبادة الطفل المولود. وقطع المجوس مسافات طويلة وقدموا تضحيات كبيرة لكي يروا يسوع ملك اليهود.

كان المجوس من رجال العِلم والمعرفة، اغنياء من بلاد فارس، لم يكتفوا بعلمهم ولا بمركزهم الاجتماعي ولا غناهم، بل اطاعوا الدعوة السماوية بارشاد النجم لكي يروا يسوع.

ونحن اخوتي، هل اكتفينا بالغنى المادي والممتلكات، بالمعرفة والعِلم التي من الممكن ان تكون سبب عثرة ان لم تكن من مصدر موثوق، او حتى المعرفة السطحية للكتب المقدسة، التي لا جدوى لها من دون رؤية يسوع وعبادته.

جاء المجوس من بلاد المشرق الى اورشليم، وسألوا الشعب ورجال الدين  اين هو المولود ملك اليهود ؟

كانت عندهم المعرفة ان المسيح سوف يولد حسب نبوة النبي ميخا في بيت لحم اليهودية، ومع ان المسيح جاء في ملء الزمان، وجاء يسوع الى خاصته، لكن خاصته كأمَّة اي الشعب اليهودي لم تقبله.

لكن كل الذين قبلوه، ليس فقط كحدث تاريخي او ذكرى سنوية، بل قبلوه المخلص السيد والرب على القلب والحياة، فاعطاهم السلطان ان يصيروا اولاد الله، الذين ولدوا ليس من دم ومشيئة رجُل او انسان، بل ولدوا من فوق بكلمة الانجيل الخبر السار بقوة الروح القدس.

هل قبلنا يسوع مخلص لنا، وقدمنا له مع المجوس الذهب واللبان والمُر ؟

وكما ادرك المجوس ان هذا المولود هو ليس فقط طفل عادي، بل هو القدوس ابن الله، هو ليس فقط ملك اليهود بل ملك الملوك ورب الارباب، الذي به كان كل شيء، وبغيره لم يكن شيء ممن كان، وفي المسيح يسوع نرى الهاهن العظيم الابدي لشعبه، كذلك الملك الذي يملك على القلوب والافكار.

في المسيح يسوع الرب اجتمع المجوس مع شعب اسرائيل، اجتمع الامم مع اليهود، اجتمع الاولاد مع البالغين واجتمعت النساء مع الرجال، لانه باسم يسوع توجد قوة محبة الله التي توحد القلوب والافكار بل المصير الابدي قبل كل اعتبار.

في هذه الايام الحزينة، التي يبكي القلب آلاف القتلى والجرحى والمشردين جراء الحرب التي تعصف شرقنا الحبيب، نصلي بان نكون نحن امام العرش الابيض العظيم، ملوك وكهنة لله الآب القدوس، كما ارادنا المسيح ان نكون، لانه ان ملكت محبة الله في قلوبنا واختبرنا قوة الولادة الجديدة في حياتنا، بولادة المخلص يسوع ليس فقط في مذود بيت لحم، بل في قلوبنا وكياننا، فلا بُد ان نكون سبب بركة لعائلاتنا ومجتمعنا، نكون ملوك لان الملك المسيح ملك على القلب والكيان، ولان الملكوت في قلوبنا، ونكون كهنة لاننا نتشفع امام عرش النعمة لشعبنا لكي يعرف المخلص يسوع، ملك السلام ورجاء الامم الوحيد، نعم اقول واكرر الوحيد لانه لا رجاء للخلاص من الخطية والعذاب والموت الابدي، ولا سلام حقيقي دائم، او فرح ومحبة ابدية بدون ملك المجد يسوع.

اين هو المولود ملك اليهود ؟

هذا ما سأله المجوس للشعب، عرفوا مكان المولود وسجدوا له، وقدموا له عطايا ثمينة جدا. وما زال السؤال نفسه في ايامنا هذه، اين هو المولود ؟ هل كان فقط في مذود بيت لحم ؟

انه اليوم جالس على العرش في السماء، ينتظر ان نفتح له قلوبنا ويملك على حياتنا، وكما سأل تلاميذ يوحنا المعمدان يسوع: 

" يا سيد اين تمكث ؟ "

يسوع يريد او يولد في قلوبنا، وان يمكث في حياتنا وبيوتنا وكنائسنا وبلادنا، وان ننموا نحن بمعرفته، لانه هذه هي الحياة الابدية، ان نعرف الآب وابنه يسوع المسيح، وهو يمكث مع الشعب المتواضع والوديع، يمكث من منكسري الروح والقلوب الجائعة لشخصه المبارك.

صلاتي أخوتي في هذه الايام ان يولد المسيح في قلوبنا، ونختبر المعنى الحقيقي للميلاد، بان لا تكون فقط ذكرى واحتفالات سنوية، بل اختبار حقيقي حي ويومي مع المسيح، وبان نكون نحن سبب رجاء لمن حولنا، ونقبل الدعوة السماوية لنا بان نكون ملوك وكهنة لله الآب القدوس، وندعوا كثيرين من كل قبيلة ولسان وشعب وأمّة الى ملكوت الله الابدي.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا