الطاعة المطلقة للرب يسوع: طريق الخلاص الابدي

إذا كانت الطاعة تُعد أمرًا أساسيًا في بناء العائلة والمجتمع على أساس صحي ومتين، فإن ذلك يجعل الأمر أكثر أهمية في علاقة الإنسان مع خالقه...
23 ديسمبر 2023 - 09:43 بتوقيت القدس
الطاعة المطلقة للرب يسوع: طريق الخلاص الابدي

تعتبر الطاعة في حياتنا من احد الامور الاكثر اهمية للمحافظة على كل كيان اجتماعي، سواء كانت العائلة، المدرسة، أو اي نظام اجتماعي آخر. اهمية طاعة الاولاد للاهل، على سبيل المثال هي امر فائق الاهمية، وللاسف الشديد نفتقدها في ايامنا هذه، كذلك الطاعة للمعلم في المدرسة او المدير في مكان العمل.

اذا كانت الطاعة تُعد امرا اساسي في بناء العائلة والمجتمع على اساس صحي ومتين، فكم بالحري يُعتبر الامر اكثر اهمية في علاقة الانسان مع خالقه، كما ان الطاعة تعود بالفائدة على كيان العائلة والمجتمعات، كذلك الطاعة بل والخضوع التام ايضا لله الخالق رب السماء والارض، هو ليس فقط حيوي وهام، بل يتعلق به المصير الابدي لكل انسان.

نقرأ في الانجيل عندما اوصت المطوّبة مريم التلاميذ، عند نفذ الخمر في عرس قانا الجليل، انه مهما قال لكم يسوع فافعلوه. ونحن نسأل لماذا هذه الطاعة المطلقة للرب يسوع والتي اوصت بها مريم التلاميذ في قانا الجليل، ولنا جميعًا في كل وقت وعصر ؟

ادركت مريم ام يسوع بان ابنها ليس شخص عادي منذ ولادته، لانها كانت تسمع الكلام الذي قِيل عنه وكانت تخبئ الكلام في قلبها، فهي التي سمعت من الملاك ان المولود منها هو قدوسٌ ( ومن يُدعى قدوس غير الله وحده )، وانه ابن الله يُدعى. فان كان يسوع هو المسيح الرب ابن الله، فكيف لا نسمع له كل يوم من ايام حياتنا ؟ وكيف لا نقبل دعوته عندما قال : "تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا أُريحكم" وكيف لا نصدق بطاعة كاملة وخضوع مُطلق لمن قال انه هو الطريق والحق والحياة، وبانه لا احد يأتي الى الآب الله الى به.

نعم أخوتي، طوباها مريم التي قالت انها أمة للرب، وبان يكن لها كما قال الرب، وطوبانا نحن اذا كنا مساكين بالروح لكي نقبل بطاعة دعوة الله لنا، طوبانا اذا كنا انقياء القلب ورحماء وودعاء وصانعي سلام ومضطهدين من اجل البِر باسم يسوع، هل يستحق احد اكثر من الرب يسوع المسيح ان نطيعه ونخضع لمشيئته الصالحة المرضية الكاملة لحياة كل منا ؟

صلاتي ان نسمع وصية مريم ام الرب لنا جميعا، التي ادركت ان الرب يسوع عالِم وقادر على كل شيء، وبانه ليس لنا خير بمعزل عنه !

ان كانت الام البشرية ليسوع قد اوصت بان نسمع لابنها الرب يسوع في ايام تجسده على الارض، فكم بالحري علينا ان نسمع ونطيع ونخضع لمن اعلن من السماء عن يسوع، بانه هذا هو ابني الحبيب، الذي به سررت.

هذا الصوت الذي سُمع من السماء، صوت الله الآب القدوس عندما اعتمد يسوع من يوحنا المعمدان. كذلك في جبل التجلي، اعلن الله الآب السماوي بصوت مسموع بان يسوع هو ابنه الحبيب، واوصى بان نسمع له !

ما مدى حياة التسليم والخضوع والطاعة لصوت الرب في حياتنا اليوم ؟ هل نذكر وصية المطوبة مريم في ايامنا هذه بانه مهما قال لنا يسوع ان نسمع له ؟ بان نُحِب ونغفر ونسامح من تكلم علينا بالسوء، بل وسلبنا وخدعنا واراد الشر لنا !!! هل ما زال صوت الله الآب القدوس يطن في قلوبنا بان نسمع للابن المبارك يسوع المسيح ؟

لان كل عصيان او تمرد على الله وابنه يسوع المسيح له عواقب ابدية رهيبة، في بحيرة النار والكبريت الى ابد الآبدين.

لكن طوبى لكل ابن يسمع وصية الوالدين… طوبى لكل طالب يسمع وصية المعلم...

فكم بالحري سعادة الانسان الذي يحفظ في قلبه صوت الرب كما فعلت مريم، ويحفظ وصية الله القدوس بان نخضع ونطيع الابن المبارك يسوع المسيح، عندها سوف نختبر بركات الرب على حياتنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا، وقبل كل اعتبار سوف نكون مع الله الآب القدوس في ملكوته السماوي ومع ابنه يسوع المسيح وجميع القديسين.

فهل نخاطر بعد بمصيرنا الابدي ؟ بالعصيان والتمرد على الله ووصاياه ؟ لان الله يريد رحمة لا ذبيحة... وخطية العصيان مثل عبادة الوثن !

صلاتي ان نسمع صوت الروح القدس يهمس في قلوبنا : "مهما قال لكم فافعلوه" و "هذا هو يسوع ابني الحبيب، له اسمعوا".

وان سمعنا صوته، لا نُقسي قلوبنا !

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا