مُقدمة
خصّص الآباء قراءات من التوراة في خدم الغروب، ومن بين هذه القراءات، هي قراءة من يشوع والتي نقرأها في خدمة غروب عيد "الظهور الإلهي_ الغطاس".
القراءة الرابعة في خدمة غروب "الظهور الإلهي" تكون من سفر يشوع 17 _15 ، 8 _7 :3 .
عبور نهر الأردن والمعجزة.
في الاصحاحين 4 _3 عن عبور نهر الأردن والتهيئة للعبور التي استغرقت ثلاثة أيام، وفي نفس الوقت ارسال " الجاسوس" لأريحا.
النص :" فَقَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «الْيَوْمَ أَبْتَدِئُ أُعَظِّمُكَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ لِكَيْ يَعْلَمُوا أَنِّي كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. وَأَمَّا أَنْتَ فَأْمُرِ الْكَهَنَةَ حَامِلِي تَابُوتِ الْعَهْدِ قَائِلًا: عِنْدَمَا تَأْتُونَ إِلَى ضَفَّةِ مِيَاهِ الأُرْدُنِّ تَقِفُونَ فِي الأُرْدُنِّ». فَعِنْدَ إِتْيَانِ حَامِلِي التَّابُوتِ إِلَى الأُرْدُنِّ وَانْغِمَاسِ أَرْجُلِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي التَّابُوتِ فِي ضَفَّةِ الْمِيَاهِ، وَالأُرْدُنُّ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ كُلَّ أَيَّامِ الْحَصَادِ، وَقَفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ فَوْقُ، وَقَامَتْ نَدًّا وَاحِدًا بَعِيدًا جِدًّا عَنْ «أَدَامَ» الْمَدِينَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ صَرْتَانَ، وَالْمُنْحَدِرَةُ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ «بَحْرِ الْمِلْحِ» انْقَطَعَتْ تَمَامًا، وَعَبَرَ الشَّعْبُ مُقَابِلَ أَرِيحَا. فَوَقَفَ الْكَهَنَةُ حَامِلُو تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ عَلَى الْيَابِسَةِ فِي وَسَطِ الأُرْدُنِّ رَاسِخِينَ، وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ عَابِرُونَ عَلَى الْيَابِسَةِ حَتَّى انْتَهَى جَمِيعُ الشَّعْبِ مِنْ عُبُورِ الأُرْدُنِّ."
هذه ليست المرة الأولى التي تصف لنا التوراة “بالعبور “، فقبل أربعين سنة عبر " إسرائيل " واصلا للصحراء، ونقرا في سفر الخروج 14 عن "شقّ البحر" وعبور " إسرائيل"، الا ان عبور " نهر الأردن " يختلف.
:" وَيَكُونُ حِينَمَا تَسْتَقِرُّ بُطُونُ أَقْدَامِ الْكَهَنَةِ حَامِلِي تَابُوتِ الرَّبِّ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا فِي مِيَاهِ الأُرْدُنِّ، أَنَّ مِيَاهَ الأُرْدُنِّ، المِيْاهَ الْمُنْحَدِرَةَ مِنْ فَوْقُ، تَنْفَلِقُ وَتَقِفُ نَدًّا وَاحِدًا»." 13 :3
ننتبه ان بُعد الشعب عن " تابوت العهد" هو ليس صدفة، بل دلالة لبعد " قداسة الشعب" نسبيا " لقداسة الرب".
علينا ان نتذكر ان الشعوب التي تعبد " الآلهة" اعتبروهم " تميمة_ رُقْية" ويصطحبونها معهم أينما ذهبوا، أي انا "امسك الاله بقبضتي".
بينما يبيّن هنا الله انه ليس "سلعة" يصطحبونها معهم بل عليهم ان يكونوا بقرابة الرب عن طريق الايمان ومخافة الرب.
يرمز “تابوت العهد" لحضور الله في شعبه وهو "أي الله" الذي يقود شعبه ويرشدهم للطريق وهو الذي سيدخل شعبه لأرض الميعاد. :" وَقَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: «تَقَدَّسُوا لأَنَّ الرَّبَّ يَعْمَلُ غَدًا فِي وَسَطِكُمْ عَجَائِبَ»"5 :3
مراجعة سفر الخروج 20 _19 نتعلم عن وجوب " التطهير _ الطهارة" للشعب والله يبغض "الخطيئة" وعمل الله فينا يكون حين نكون " بتوبة ومعترفين بزلاتنا" قارن رسالة يوحنا الأولى.
المسيح يحقق التوراة، ويبيّن يسوع "طريق الخلاص" الا وهي نزع الخطيئة والتوبة الصادقة والايمان بالرب.
صلب النص، الآية 10:" ثُمَّ قَالَ يَشُوعُ: «بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ الْحَيَّ فِي وَسَطِكُمْ، وَطَرْدًا يَطْرُدُ مِنْ أَمَامِكُمُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ." " بِهذَا تَعْلَمُونَ _ أي عبور الأردن" أي انا الله الحي الواحد والوحيد ليس كباقي الالهة الميّتة، بل انا الحي الذي ينتصر على كل الشعوب والأمم.
بمعنى آخر، يعرض الله الشرط، إذا حصل " جفاف الأردن وعبور إسرائيل " دلالة لانتصارهم على الأعداء. الوصف " الله حي " يعني الكثير، عالم بحاجاتنا ويعمل لتتميم حاجاتنا والحقيقة جفّف مياه الأردن حين وقف الشعب الإسرائيلي ليعبر النهر.
شقّ الله البحر الأحمر حين ضرب موسى بالعصا البحر وسنح لإسرائيل بالعبور والنجاة من جيش مصر. الله " حي" هو ويستجيب على الدوام لطالبيه بتوبة صادقة وان نؤمن على الدوام ليجترح المعجزات ويحيا بنا.
يقول يعقوب الرسول 26 :2:" لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ. " نهر الأردن وقتها ليس كما هو اليوم من ناحية كميات المياه والجريان ففي الآية 15 يصف لنا النص :" وَالأُرْدُنُّ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ كُلَّ أَيَّامِ الْحَصَادِ".
اختيار الأردن
يتمتع نهر الأردن بمكانة لاهوتية كبيرة باختياره لمعمودية يسوع، وليس صدفة.
ورد ذكر الأردن كمكان معمودية لأول مرة في سفر الملوك الثاني وقصة "نعمان" وتطهيره وشفائه واعترافه برب اسرائيل 15 _1 :5:" وَكَانَ نُعْمَانُ رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ رَجُلًا عَظِيمًا عِنْدَ سَيِّدِهِ مَرْفُوعَ الْوَجْهِ، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى الرَّبُّ خَلاَصًا لأَرَامَ. وَكَانَ الرَّجُلُ جَبَّارَ بَأْسٍ، أَبْرَصَ. وَكَانَ الأَرَامِيُّونَ قَدْ خَرَجُوا غُزَاةً فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، فَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيِ امْرَأَةِ نُعْمَانَ. فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَدَخَلَ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ قَائِلًا: «كَذَا وَكَذَا قَالَتِ الْجَارِيَةُ الَّتِي مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ». فَقَالَ مَلِكُ أَرَامَ: «انْطَلِقْ ذَاهِبًا، فَأُرْسِلَ كِتَابًا إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ». فَذَهَبَ وَأَخَذَ بِيَدِهِ عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَسِتَّةَ آلاَفِ شَاقِل مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشَرَ حُلَل مِنَ الثِّيَابِ. وَأَتَى بِالْكِتَابِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ فِيهِ: «فَالآنَ عِنْدَ وُصُولِ هذَا الْكِتَابِ إِلَيْكَ، هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ نُعْمَانَ عَبْدِي فَاشْفِهِ مِنْ بَرَصِهِ». فَلَمَّا قَرَأَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا اللهُ لِكَيْ أُمِيتَ وَأُحْيِيَ، حَتَّى إِنَّ هذَا يُرْسِلُ إِلَيَّ أَنْ أَشْفِيَ رَجُلًا مِنْ بَرَصِهِ؟ فَاعْلَمُوا وَانْظُرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَعَرَّضُ لِي». وَلَمَّا سَمِعَ أَلِيشَعُ رَجُلُ اللهِ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، أَرْسَلَ إِلَى الْمَلِكِ يَقُولُ: «لِمَاذَا مَزَّقْتَ ثِيَابَكَ؟ لِيَأْتِ إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ». فَجَاءَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيشَعَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولًا يَقُولُ: «اذْهَبْ وَاغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الأُرْدُنِّ، فَيَرْجعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ». فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: «هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ، وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ الْمَوْضِعِ فَيَشْفِي الأَبْرَصَ. أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟» وَرَجَعَ وَمَضَى بِغَيْظٍ. فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ وَكَلَّمُوهُ وَقَالُوا: «يَا أَبَانَا، لَوْ قَالَ لَكَ النَّبِيُّ أَمْرًا عَظِيمًا، أَمَا كُنْتَ تَعْمَلُهُ؟ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ إِذْ قَالَ لَكَ: اغْتَسِلْ وَاطْهُرْ؟» فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ اللهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ. فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ، وَالآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ»." وقارن 2 مل 7 _1: 6 والمعجزة.
يروي لنا كتاب:" حياة آدم وحواء" {من الكتب المنحولة} قصة آدم بعد السقوط ومكوثه لأربعين يوما في مياه الأردن واقفا بمكان والمياه تغمره حتى العنق وبعد الفترة تجمعت كل الكائنات البحرية حوله ليأكل. ولو قارنا هذه القصة مع المسيح نجد مكوث المسيح لأربعين يوما صائما، مر 13 :1 وتتجمع الحيوانات حول آدم وتنصاع له كذلك حاول الشيطان تجربة يسوع، قصة آدم ووقوفه بمياه الأردن حتى العنق نقرا في פרקי דרבי אליעזר כ, ז:" באחד בשבת נכנס אדם במי גיחון העליון עד שהגיעו מים עד צווארו ונתענה שבעה שבתות ימי' עד שנעשה גופו כמין כברה. אמר אדם לפני הקב"ה: ריבון כל העולמי' העבר נא חטאתי מעלי וקבל את תשובתי וילמדו כל הדורות שיש תשובה ואתה מקבל תשובת השבים.
מה עשה הקב"ה? פשט יד ימינו והעביר את חטאתו מעליו וקבל את תשובתו שנאמ' חַטָּאתִי אוֹדִיעֲךָ וַעֲוֹנִי לֹא כִסִּיתִי [אָמַרְתִּי אוֹדֶה עֲלֵי פְשָׁעַי לַיהוָה וְאַתָּה נָשָׂאתָ עֲוֹן חַטָּאתִי] סֶלָה {תהלים לב: ה} - מן העולם הזה, ו'סלה' - מן העולם הבא.
ישב אדם ודרש בלבו ואם כִּי יָדַעְתִּי מָוֶת תְּשִׁיבֵנִי וּבֵית מוֹעֵד לְכָל חָי {איוב ל:כג}"
لن ندخل هنا في معنى الاسم " أردن بالعبرية ירדן " والقيمة العددية ومعنى الاسم كاسم منحوت.