(انوه ان الخاطرة ساخرة ولا يُقصد منها اي شخص او طائفة ولكن اذا شعرت عزيزي القارئ انك المقصود بها فهذا دليل كونك تحمل بذور الطائفية في كينونتك).
مفكرتي العزيزة،
أعلم انني على حق وعلى خُلق ومستقيم الرأي وكتابي وتابع للكنيسة الأصلية التي لم يصبها وهن ولا يقربها هوان. أما انت...فحدّث ولا حرج. فأخطاء كنيستك واضحة وممارساتها بعيدة عن الحق وكل هذا ينعكس حتى في حياتك وممارساتك.
لا تتهمني بالتقوقع والفئوية فما انا الا طائفي لا غش فيه. انا طائفي ابن طائفي وحتى اباً عن جد. لا تؤاخذني ان افصحت لك انني أكره "اللاطائفية" لأن لا لون لها ولا نكهة. ان كنا فعلاً لا طائفيين فقد فقدنا هويتنا وأصبحنا لا شيء ولا بد ان ذلك مؤامرة امبريالية...
أستغرب من قولك لي أن يسوع لم يؤسس طائفة وتهذي حين تقول انه لم يؤسِّس ديناً. لربما لم يؤسّس طائفتك ولكنه حتماً أسس طائفتي. ألم يمت على الصليب لأجل أبناء طائفتي وسيعود ليأخذ ابناء طائفتي ليكونوا عنده؟
تعليم طائفتي هو الصحيح. انه مؤسِّس على الكتاب المقدس وقد فسّره رجال الله الافاضل والملهمون بالطّريقة الصحيحة المطابقة لقصد الله. أما بقيّة الكنائس فقد انحرفت وضلّت وابتعدت عن القصد. انها خميرة تعليم دخلت للكنائس الاخرى واشكر الله الذي لم يجعلنا مثل باقي النّاس والذي ابقى كنيستي طاهرة التّعليم.
لقد تأسست طائفتي بيد أبطال ايمان ساروا في البراري وناموا في المغاور وتكبّدوا مشاق السفر ومخاطر الوحوش لكي يحفظوا الايمان. ان تضحيتهم لا تضاهيها تضحية. كما ان قادتنا اليوم هم أفضل الوعاظ والمعلمين وتكريسهم للايمان يشار له بالبنان فكيف تقارن بين رجال الله المختلفين من طائفتك وطائفتي؟
لست عنصرياً ولكني طائفياً واتمسك بالحق. من الضروري ان يكون الحق فوق كل شيء . أما بخصوص المحبة التي تطالبوني فيها فهي موجودة بوفرة عندي لأهل الايمان (وهؤلاء هم عادة من طائفتي). كنيستي هي مستقيمة الرأي والكنيسة الجامعة انها فيلادلفيا المذكورة في سفر الرؤيا اما باقي الكنائس فهي اما هرطقات او كنائس ضلّت عن الطريق ويمكن تشبيهها ببابل الزانية. انها الأكثر تنظيماً والأكثر نشاطاً ونجاحاً وغنى. انها كنيسة القداسة والتبشير وكلمة الحق. انها المؤسسة على الصخر.انها الأعرق. انها كنيسة الدولة العظمى، انها كنيسة الممتلئين بالروح ....لا، انها ليست كنيسة الناموسية بل النعمة المتدفقة للجميع (ما عدا للعرب وللمثليين ولليهود والفقراء و...من يناقض رأينا).
اننا الكنيسة الأكبر لأن ايمانها صحيح وتبعها الكثيرون . وان قلت اننا الأصغر فسأقول لك اننا كنيسة الباب الضيق الذي يدخله قليلون.
اننا الكنيسة الأقدم ومن هنا فان طقسنا ولاهوتنا هو الأقوى. ان قلت اننا الأحدث فسأقول اننا الكنيسة التي جاءت بالايمان الصافي وتفادت أخطاء الكنائس الأقدم.
لا تحدثني عن الوحدة المسيحية اذ مملكتنا سماوية وطائفتي هي التي توجهنا بالطريقة الافضل للسماء. لا يهمني ان نسبة المسيحيين في تضاءل في الشرق فاغلبهم غير مؤمنين (فيما عدا طائفتي وعدة افراد استنيروا في كنائس ضالة). لا اؤيد اي تعاون بين الطوائف والكنائس المختلفة فانه لا شركة بين النور والظلمة.
ولو اخذوني "للطائف" لن انكر طائفتي
ولو طفت الهند والسند فلن اجد مثل طائفتي
ولو اطعموني "القطايف" لن انكر طائفتي
مياه وسيول كثيرة لا تقدر ان تطفئ محبتي لطائفتي
ولو قيّدوني في اعماق البحر فان محبتي لطائفتي ستطفو