أغلى عطية ... خذها مجانًا

تكثر في ايامنا الحاجات والامور المغريه، التي تباع غاليًا دون أن تملأ مكانًا مهمًّا أو تسد حاجةً مهمةً، انها تسكت النفس التي تبحث عنها الى حين. فكثير من الناس يرغبون ان يدفعوا اثمانًا غالية فقط للتفاخر والتعالي ولاشباع كبرياء دفينه.
17 ابريل 2012 - 10:34 بتوقيت القدس

تكثر في ايامنا الحاجات والامور المغريه، التي تباع غاليًا دون أن تملأ مكانًا مهمًّا أو تسد حاجةً مهمةً، انها تسكت النفس التي تبحث عنها الى حين. فكثير من الناس يرغبون ان يدفعوا اثمانًا غالية فقط للتفاخر والتعالي ولاشباع كبرياء دفينه.

اذا اراد الانسان ان يبحث عن الافضل، فما هو الأفضل؟ أهو المعنوي ام المادّي؟ أهو الذي يُدفع ثمنه غاليًا أم الذي يُباع برخص أو حتى يوزّع مجّانًا؟ وهل المال هو الذي يبرز قيمة الحاجه في نهاية الأمر؟ أيجب أن ندفع الكثير من المال مقابل ما نحتاجه؟

كيف يصل الانسان الى معرفة نفسه حتّى يعرف ما يحتاجه؟ كثيرون يعتقدون انهم يشترون سعادتهم بأموالهم. وكثيرون يطوفون العالم شرقًا وغربًا وهم حتى لا يمتلكون حب الطبيعة، أو التجاوب مع الأماكن التي يزورنها والتمتمع بها. وكثيرون يذهبون الى اماكن بعيده ليبحثوا فقط عن حاجة يقصدونها آملين ان يجدوا حاجتهم الافضل في ذلك المكان ولكنهم يفاجؤون عندما يعرفون ان احد اصدقائهم اشتراها من مكان قريب ومن نفس المنطقه التي يسكنوها وبثمن رخيص، فالسلعه التي أعتقدوا انها من اجود الانواع لانها غاليه اتضح أنها ليست كذلك. هذا وضع كثير من الناس فهم يرفضون الحق ويطلبون بديلاً لارضاء نفوسهم بامور هذا العالم البطالة فيدفعون أموالاً باهضه، ويبيعون بيوتهم ليرتووا بالخطيئة.

وما هي حياة الانسان بدون الخلاص المعد للجميع؟ "ما نفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟" فالرب يسوع رفع على الصليب من اجل الجميع، ليفتدي العالم، تألم ومات لأجل الخطاة وقام لكي يقيمنا معه نحن الذين قبلناه، دفع الثمن غاليًا بدماء طاهرة سفكت على صليب العار وهو بار قدّوس، ولم يبقى على الخاطئ سوى أن يقبله معترفًا بخطيئته، ويدخل مجانًا بعد التوبه. فأموال العالم كله لا تعطي الخلاص! ولا كل التقدمات والذبائح لأننا خلصنا بذبيحه واحده "المسيح" ولا كل شموع العالم إن اضيئت تقدم خلاصًا بل نور الرب الذي يدخل الى القلب ويخرج الخاطيء من الظلمه "أعمالكم كخرق باليه"، فالإنسان بطبيعته يريد ان يثبت نفسه انه بقوته يعمل كل شيء وبماله، لذا يرفض النعمة المجّانيّة التي يعطى معها كل شيء، فبدون الرب يسوع لا حياة ولا قوة ولا رجاء ولا نجاة ولا شفاء، فيه الحياة وعنده النعم. وكلما اعتقد الانسان أن لديه الكفاية ابتعد عن ذاك الذي معه الكفاية، هذا الانسان يملأه الغرور والكبرياء والاعتداد بالنفس والبر الذاتي مما يجعله يرفض التعليم فلا يستفيد من غيره بسبب الجهل وعمى البصيرة فيغلق الباب، بل يضع حاجزًا عاليًا بينه وبين تعلم الحق، فكثير من الامور الرائعة في حياة الانسان تأتي مجانًا وبدون حساب وكثير منها لا نقبلها بل تضيع من اليد سريعًا، ربّما تكون فرصة ليوم او لساعة فلا يعتقد الانسان أن به الكفايه فهو محدود فكثير من الناس دفعوا مبالغ كبيرة ثمن قصور خاوية ليس بها سعادة ولا دفئ بل وجدوا الهم والنكد وتمني الموت كل لحظة. وكثيرون افتقروا بعد الغنى وفقدوا كل شيء لانهم نظروا الى نفوسهم وليس الى صاحب البركات. هنالك شيء لا يفقد وهنالك حب لا يضيع، وهنالك عطاء لا يتوقف، ولكن ما زال هنالك غباء وجهل لدى الانسان البعيد عن الله، فالحاجه الى واحد فيه كل الكفايه ولا نحتاج معه الى شيء وعنده كل السخاء، وفيه كل الشفاء وهو الألف والياء فهل يحتاج الانسان بعد الى تبرير؟!! افتح القلب فصاحب القلب الذي يملك أعظم حب ما زال مفتوح للعطاء، ونهره متدفق ليحيي كل من يشرب منه ومن يطلبه يعطيه بسخاء.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. حنا عيد 17 ابريل 2012 - 10:40 بتوقيت القدس
كلام معبر كلام معبر
أمين اختي انعام - شكرا
2. اسامة فؤاد حنا الجاولى 27 ابريل 2012 - 03:55 بتوقيت القدس
مقال اكثر من رائع مقال اكثر من رائع
الجميل فى موضوعاتك اخت انعام انها لها مغزى روحى عميق يسترسل بنا حتى يصل الى العمق شكرا والى الامام
3. انعام ابورزق 28 ابريل 2012 - 17:46 بتوقيت القدس
شكراً أخ اسامه على تشجيعك الذي فعلاص احتاجه الرب يباركك شكراً أخ اسامه على تشجيعك الذي فعلاص احتاجه الرب يباركك