هل المسيح أمام الحاجز؟

نعيش اليوم في عالم مليء بالحروب والحقد والكراهية، وبلادنا العزيزة تشهد على ذلك. هناك ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة. ماذا يقول الكتاب المقدس عن هذه الأمور؟ وما هو دور الكنيسة؟ هل تتجاهل الآلام والصعوبات؟ ماذا كان المسيح سيقول لو كان واقفًا أمام الحاجز العسكري اليوم؟
03 فبراير 2012 - 00:37 بتوقيت القدس

نعيش اليوم في عالم مليء بالحروب والحقد والكراهية، وبلادنا العزيزة تشهد على ذلك. هناك ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية صعبة. ماذا يقول الكتاب المقدس عن هذه الأمور؟ وما هو دور الكنيسة؟ هل تتجاهل الآلام والصعوبات؟ ماذا كان المسيح سيقول لو كان واقفًا أمام الحاجز العسكري اليوم؟

"المسيح أمام الحاجز" هو شعار المؤتمر الدولي الذي ستقوم به كلية بيت لحم للكتاب المقدس في ٥-٢٠١١/٣/٩. لفت هذا الشعار الأنظار إليه وجعل الكثيرين يتساءلون عن المغزى من وراءه وما دفع لجنة المؤتمر إلى اختياره.

دعوني أؤكد أولاً على ما لا يعنيه الشعار. لا يُقصد من شعار "المسيح أمام الحاجز" أن المسيح اليوم مقيّدٌ أمام حاجز عسكري، أو أن هناك نظامٌ عسكري أو سياسيّ ما يضطهد المسيح والمسيحيين. المؤتمر ليس سياسيًا في جوهره، وإن كان سيتطرق لبعض القضايا السياسية. إنه مؤتمرٌ روحيّ بالدرجة الأولى.

لعل أبرز ما يصف الواقع اليومي للفلسطيني هو الحواجز العسكرية التي تعيق الحركة وتصعّب العلاقات وتجعل الواقع اليومي صعبًا للغاية. وهناك المزيد من التحديات تزيد صعوبتها إذا ما تذكرنا أننا نتكلم عن أقلية دينية. وأمام هذا الواقع يجد المؤمن نفسه مضطرًا للتعامل مع مشاعر الآخر نحوَه مثل التمييز والتحقير والرفض، ومع مشاعر قد تتولد داخله مثل الكراهية والحقد والغضب. لهذا نرى لزامًا على الكنيسة أن تسأل: ماذا كان المسيح سيقول لو وقف أمام الحاجز العسكري اليوم؟ إن الهدف من وراء الشعار هو أننا نريد كمسيحيين إنجيليين فلسطينيين أن نحضر المسيح إلى واقعنا اليومي لنسأل السؤال: لو وقف المسيح أمام الحاجز العسكري اليوم، أو لو كان المسيح يمرّ من خلال هذا الحاجز بشكل يومي، كما هو حال الكثيرين منا، ما كان ليقول أو يفعل؟ ما كان سيقول للجندي الخائف؟ أو لجاره المحبط اليائس العابر معه في ذات الحاجز؟ ما سيكون ردّ فعله أمام ساعات الانتظار والإذلال؟

إننا نؤمن أن المسيح معنا في كل حين وفي كل مكان، فهو قال: "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 19:28). إنه يتألم معنا ويشعر بنا ويريد أن يقودنا وسط ظروف الحياة الصعبة لأخذ القرارات والمواقف السليمة. فإنه ليس عنا ببعيد، كأنه لا يهتم بالأمور السياسية واليومية والحياتية.

من منطلق إيماننا أن المسيح ليس ربّ الكنيسة فحسب، بل ربّ الخليقة كلها وربوبيته تسود على كل جوانب الحياة، نقول ونعلن: المسيح أمام الحاجز.

منذر اسحق هو أستاذ الكتاب المقدس في كلية بيت لحم للكتاب المقدس وكلية الجليل للكتاب المقدس وهو مدير مؤتمر المسيح أمام الحاجز.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. أبو دانيال 05 فبراير 2012 - 20:12 بتوقيت القدس
المسيح فوق كل حاجز المسيح فوق كل حاجز
ابدا لم يكن المسيح امام اي حاجز، انما فوق اي كل الحواجز. لم تخطى حاجز الامواج ومشي على الماء. دخل والأبواب وغلقة واعطي سلام لتلاميذه. حجر القبر لم يقف امامه حاجز كي يقوم من الاموات ويعطي حياة لكل لكل من يؤمن به ويتكل عليه. يسوع غلب ويريد لشعب في فلسطين ان يغلبوا ويحلقوا فوق كل حاجز.