في الفترة الاخيرة نسمع بعض القصص عن اشخاص مسيحيين تركوا ايمانهم المسيحي، وتوجهوا لديانات اخرى مثل الاسلام وغيرها، ولهذا السبب فكرت في ان اكتب مقالة تتحدث عن انكار المسيح و الثمن وراء هذا الفعل.
لو اردنا ان نبحث عن موضوع انكار المسيح في الكتاب المقدس، فاننا نجد فيه العديد من المرات التي يتحدث بها الرب يسوع عن هذا الموضوع ففي متى 10 : 28 -33 :
ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها.بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم. اليس عصفوران يباعان بفلس.وواحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم واما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة فلا تخافوا.انتم افضل من عصافير كثيرة فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ابي الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السموات.
الآيات السابقة كانت حوار الرب يسوع مع تلاميذه، ومن الايات نرى اجابة مبدئية وعلى لسان الرب يسوع بالنسبة للشخص الذي ينكر ايمانه، فالنتيجه هنا هي " انكره امام ابي الذي في السموات" .
لكن هل يتوقف الامر فقط عند انكار المسيح للشخص الذي انكره؟؟؟ بالطبع لا فهذا الفعل يترتب عليه الكثير من الاشياء في المستقبل، وبشكل اوضح بالنسبة للحياة الابدية.
لو قرأنا الايه في مرقس 8 : 36 "لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه".
يعتقد الشخص الذي انكر المسيح انه انقذ نفسه من الموت، او ربما يكون لانكاره للمسيح ثمنا ماديا، وفي الحقيقه فهو لا ينظر الى النتيجة السلبية مستقبلا بالنسبة لهذا الموضوع، فكما تقول الايه السابقة انه هذا الشخص سوف يربح العالم كله، ولكن لاحظ كلمة "ماذا ينتفع" وكلمة "خسر نفسه"، في الحقيقة هذه هي الخسارة الحقيقية، ان يخسر الانسان نفسه.
حياتنا كبشر لا تتوقف فقط في مرحلة معينة عند الموت، ولكن هناك دينونة بعد الموت، ودينونة الله عادلة، من خلال الايات السابقة نستطيع ان نرى ومن خلال العدد 28 ان دينونة الله تكون في جهنم لكل من ينكر ايمانه في المسيح، وهذا ما يفهمه لنا من خلال الايات التابعة.
ايضا نرى في الايات السابقة تحذير من عدم الارتداد عن الايمان بالمسيح، مهما كانت الظروف امامنا، ففي بعض الاحيان الذي يدفع بعض المسيحيين لترك ايمانهم هو الخوف من الموت او التعرض للاضطهاد، ولكن في الآيه دعوة خاصة لكل منا "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها.بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم".
عندما ترك شعب اسرائيل الله، وبحثوا عن امور اخرى في حياتهم تكلم الرب لارميا النبي قائلا :" لان شعبي عمل شرين.تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم آبارا آبارا مشققة لا تضبط ماء".
هذا شكل حياتنا بعد انكار المسيح، وهذه الصورة التي سوف نمضي فيها نتيجة لانكار المسيح، سوف تخسر حياتك لتصبح حياة تعيشها بلا معنى، وأما ابديّتك فسوف تكون الى بحيرة النار والكبريت والتي اعدت لابليس وملائكته.
ولو سألنا أنفسنا نحن كمؤمنين متمسكين بالرب سؤالا ما هو الدور الذي لنا في مثل هذا الموضوع؟؟ هل نقف صامتين؟؟ الاجابة هنا بالطبع كلا. علينا ان نتكلم ولا نصمت، فمثلما يستخدمنا الرب مع اناس كثيرين لنوصل لهم رسالة الخلاص فهو يريد ايضا ان يستخدمنا مع هؤلاء الاشخاص، لقد ارسل الله الانبياء الى شعب اسرائيل كي يردهم عن خطيتهم، وهو يرسلنا من اجل اشخاص كثيرين في حاجة الى ان يستمعوا الى كلمة الرب والى صوت الرب، ليس بشرط ان نذهب لشخص ترك الايمان والتجأ لدين اخر، ولكن على الاقل ان نشجع ضعيفي القلوب. دعونا نكون على مثال الرسول بولس عندما يقول في 1 كو 9 : 22 "صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء .صرت للكل كل شيء لاخلّص على كل حال قوما."
ولك يا صديقي الذي انكرت المسيح، الفرصة ما زالت امامك كي تعود عن طريقك، ما زال الباب مفتوحا امامك حتى تعود وترجع الى الاحضان الابوية، فالابن الضال عاد الى بيت ابيه وقبله والده بكل فرح، والرب يقبلك اليوم كما انت وبكل عيوبك وخطاياك، هو يحبك، ويعطيك الفرصة كي تعود الى بيته. يا عزيزي يا من تفكر في انت تقدم على انكار المسيح، فانا اشجعك على ان تذهب الى مرشد مسيحي وان تتواصل معه، او ان تذهب الى احد قادة كنيستك ان كنت تشعر ان هذا الشخص قريبا منك، لكن لا تنكر المسيح.
وفي الختام اتمنى لو اتحدنا جميعا وصلينا من اجل شعب الكنيسة ومن اجل المسيحين في العالم العربي، كي يحميهم الرب في الظروف الصعبة التي يمروا بها، وكي يحمي الرب افكارهم من دخول افكار غير مسيحية الى حياتهم، ايضا نصلي من اجل ان يسدد الرب جميع احتياجاؤتهم، دعونا ان نصلي من اجل ان يفتح الرب العيون للاشخاص المسيحيين الاسميين كي يقتحم الرب قلوبهم باختبارات جديدة، تشهد عن عمل الله في حياتهم.
بركة الرب تكون معكم