لربما قد قرأت هذه الآية في الكتاب المقدس وبالتحديد في سفر نشيد الاناشيد (6:2) "شماله تحت راسي ويمينه تعانقني " , هل كان لهذه الآية تأثير على حياتك بعدما قرأتها ؟!
يا له من مشهد رائع , يا له من شعور لا يوصف , ومَن غيره صاحب المجد ربنا يسوع المسيح .
تخّيل ذراع الرب اليسرى تحت رأسك وذراعه اليمنى تعانقك , تأمل هذا المشهد، يا لها من صورة رائعة! يا له من حب إلهي وحنان عظيم قد انعمه السيد المسيح علينا , وقد يعجز اللسان عن التعبير وقد تفشل الحكمة البشرية فهم وادراك هذا الحب الإلهي لنا، فان الرب يسوع يصف هذا الحب في كتابه المقدس بهذه الوضعية : " اننا مُكتَنفون بذراعيه ".
في الحقيقة قد سمعت هذه الآية , بدايةً اعجبتني لكنها لم تؤثر فيّ , ترددت كثيرا في ذهني وشرعت اتأمل في ذات المشهد عينه إذ فيه انا شخصياً موجود بين ذراعي الرب الحّنان، وبعد فترة من التأمل قد هزّت وزلزلت هذه العبارة احاسيسي ومشاعري ... " شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" .
لا بد ان نتسأل !!!
لماذا يا رب ؟ وما سر هذا الحب العظيم ؟ ما سر هذا الحنان لي وللبشرية جمعاء؟ هل نحن مستحقون ؟ هل انت مديون لنا ؟ هل انت بحاجة لنا ؟؟! أو هل نحن ...
بالطبع لا , فان كل هذه التساؤلات يتساءلها الانسان لانه خاطئ , فعندما نريد ان نفعل ونعطي او نقوم بتضحية ما قد نفكر بهذا الاسلوب , ولكن الله على خلاف ذلك يتعامل بمحبه معنا , محبة عظيمة وليس لها حدود والبرهان على ذلك موته على الصليب من اجل الخطاة , فأن محبته هذه قد شقت السماء وعبرت الفضاء والكواكب ووصلت الى اعماق الارض بل وربطت السماء بالارض بصليبه , ذاك الصليب صليب المجد الذي اصطبغ لونه بدمه الكريم وما زال جنبه بنزف دماً بسبب خطايانا لان العالم غارق بالخطية، والشر متسلط عليه ولكن حبه اعظم من الشر ووعوده اقوى واصدق من البشر , وها محبتك وكلماتك ايها السيد الرب تسري في عروقنا وتلامس ارواحنا ومحبتك ما زالت تشفي امراضنا واسقامنا وتقوي ضعفاتنا ولايوجد لعظمتك ولمجدك استقصاء ,فاننا ما زلنا نرى عجائبك وذراعك الجبارة تعمل فينا كل يوم.
اني اشعر بشمالك تحت راسي ويمينك الجبارة تعانقني، بل ويداك تغمرني بالحنان والرأفة , هللويا.
لتتزلزل الارض امامك يا حمل الله ولتملك على كل المسكونة وليكن ملكك للابد ,نؤمن بك وبيمينك الجبارة لذلك لا تدع الشر ولا الشرير ان يمسّنا , لك المجد يا صاحب المجد وحدك . أمين.
الرب قوتي ونشيدي وقد صار لي خلاصا
هذا الهي فأمجده , اله ابي فأرفعه.
الأخ,
عطاالله حايك ,شفاعمرو