نشرت صحيفة الاتحاد وموقع الجبهة مقالاً لباحث سوري يدعى فراس السوّاح يوم 28.5.2010 يتعرض فيه للإنجيل ويشكك بمصداقيته ويدّعي أن كتّابه اختلقوا القصص اختلاقاً. يمكن قراءة المقال على الرابط: http://www.aljabha.org/index.asp?I=51434
نظراً للمقال المسيء للديانة المسيحية فقد كتب القس الدكتور حنا كتناشو مقالاً رد فيه على التجريح والادعاءات بعدم صحة ومصداقية الإنجيل وأرسله للنشر في صحيفة الاتحاد نفسها. رغم محاولات متكررة لعدة أسابيع رفض محررو صحيفة الاتحاد إصلاح ما أفسدوه ولم يقبلوا بنشر الرد. نشرنا رد القس الدكتور حنا كتناشو في مكان آخر في هذا الموقع بعنوان رد على مقال: "هل تنبأ يسوع بموته وقيامته؟".
نستغرب موقف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي الإسرائيلي اللذين نادا بوحدة أبناء الشعب الواحد ولم يتعرضا في الماضي للطوائف أو الديانات المختلفة.
كان من المفروض على القيّمين على الصحيفة تصحيح الخطأ المتمثل بنشر مقال يتعرض لأساسيات الديانة المسيحية على كل طوائفها عن طريق نشر اعتذار رسمي وواضح واتخاذ خطوات لفحص الجهة المسئولة عن هذا النشر. غير أنها لم تقم بذلك وحتى انتهكت أساسيات النزاهة الصحفية ورفضت نشر مقال يرد على المقال المسيء وهذا امر مستهجن أيضا. غنى عن البيان ان الجبهة ترفع راية المساواة والمحاربة لأجل حقوق الأقليات وتحمل حتى في اسمها لفظة "الديمقراطية" ولكن في هذه الحالة رفضت تطبيق ذلك ونشر رد موضوعي لمقال مسيء.
حاولنا نشر المقال في المواقع العلمانية الأخرى لكننا لم نلق تجاوباً ربما لمرور وقت طويل منذ المقال الأصلي (نظراً للمحاولات المستمرة لاقناع محرري صحيفة "الاتحاد" بنشر الرد للقس الدكتور حنا كتناشو).
فيما يلي نطرح بعض الأسئلة لمحرري الاتحاد:
- هل نهج نشر مقالات مناهضة للديانات هو نهج جديد في صحيفة الجبهة أم أنها كبوة؟
- هل كان محررو الاتحاد يسمحون لأنفسهم بمهاجمة ديانات اخرى أم أن ذلك سهل في هذه الحالة بسبب تشرذم المسيحيين والتهاء رجال الدين المسيحيين بأمور أخرى؟
- هل كان محررو الاتحاد سيعارضون تصحيح القليل مما أفسدوه عن طريق نشر رد لو أن المقال كان ضد ديانة أخرى؟
- لماذا ندّعي ظلم الدولة لنا كأقلية ولكن نسئ لبعضنا البعض ولا نتحلى بمقدار بسيط من الشجاعة للاعتراف بالخطأ وتصحيحه؟
- ماذا كان يقول قادة الجبهة من المسيحيين امثال توفيق طوبي،عصام مخول وحنا سويد (كلهم مع حفظ الالقاب) على هذا النشر والموقف بعده؟
- ماذا كان سيقول قادة الجبهة والحزب من المسيحيين والذين رحلوا عنا أمثال صليبا خميس، إميل حبيبي وإميل توما عن الموضوع؟
- ما هو موقف المسلمين من مؤيدي الجبهة وقادتها من هذا الموقف علماَ بأن المسلمين يكرمون المسيح؟
ما زلنا بانتظار إجابات لهذا الموقف الغريب من حركة وحزب عملا بين صفوف شعبنا لسنين طويلة بأمانة ونشاط مدافعين عن الأقلية العربية ،منادين بمبادئ متنورة ويضمنها الوحدة الوطنية.
لكل حصان كبوة، ولكن كان الأجدر الاعتراف بالخطأ وتصحيحه.
ننضم مع ما قاله الرب يسوع المسيح وهو على الصليب: "اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" ولكننا بذات الوقت نطلب إجابات صادقة على التعرض لإيماننا والهروب بعدها.