من عنوان التأمل يعلن لنا الله في كلمته المقدسة ان للصديق بلايا كثيرة !
نلاحظ هنا ان الله لا يقول كثيرة هي بلايا الاشرار كما نحن نتوقع انما كثيرة هي بلايا الصديق!!!!
انه فعلاً اعلان مفاجئ وقد يتناقض مع فكرنا البشري ومن الصعب علينا ان نتقبل هذا الواقع وحقيقة هذا الأمر، واعلان كهذا قد يدخلنا في حيرة وشكوك تجاه الرب ، لكن نحن ندرك يقيناً ان الرب يسوع المسيح- له المجد – وعدنا بالراحة لنفوسنا إن آمنا به.
بدايةً اريد ان اوضّح ان الصديق هو ذاك الشخص الذي يحيى حياة مرضية امام الله ،يتقي الرب ويؤمن به سالكاً في تعاليمه ، فالصديق هو انسان صالح ومحبوب في عيني الرب.
والسؤال الذي نسأله هنا لماذا يا رب كثيرة هي بلايا الصديق وما هو السبب او لربما الاسباب بأن يكون للصديق بلايا كثيرة ؟؟!!!! لماذا ونحن نعرف انك الهاً حنوناً ورؤوفاً فكيف تسمح بأن يكون للصديق بلايا كثيرة !
لنتأمل سوية في حقيقة الامور من خلال هذه الآية العظيمة، لنتأمل حياة الانسان هنا على الارض، فالانسان يحيا فترة زمنية محدودة وبالطبع تختلف من انسان الى آخر من حيث طابعها واستمراريتها لكن الامر الحتمي انها محدودة لها بداية ونهاية اي نحن نتكلم عن حياة ستنتهي، الامر الذي من شأنه ان يجعلنا غير سعداء تماماً وذالك بسبب طبيعتنا اننا نريد استمرارية للاشياء الجميلة والامور الجيدة التي تعود علينا بالمنفعة والسعادة.
ان هذا التفكير "طبيعي" وغالبيتنا نفكر بهذا الشكل. ولكن مهم جداً ان ندرك عمق وحقيقة هذه الحياة ولكي ندرك هذه الحقيقة يجب علينا ان نفهم هدف الله من وجودنا هنا على الارض ، فالحياة هنا هي بمثابة اختبار ( فترة تجربة وفحص) منحها الله كهدية للانسان.
لكننا نرى اختلافات كثيرة منها اختلافات بالتعددية، بالتصرفات، بالآراء والعقائد بين الناس ولكن هدف الله واحد فقط وواضح تماماً وهو ان نؤمن به ونعلنه الهاً ومخلصاً لكي ننال الحياة الابدية باسمه ونحن نؤمن انه إن كنا صديقيين فلا بد ان تكون خطة عظيمه ورائعة تم تحضيرها بلمسات الهية على يدي الرب لحياة كل منا بالرغم من كثرة البلايا.
فان الله نفسه قد يسمح بالبلايا لينجينا منها! ونلاحظ جيداً ان المنجي هو الرب وهو منجي من البلايا بلايا الصديق ! وينجينا منها كلها له المجد.
وهنا قد يقوم بعض الاشخاص العلمانيين ،الملحدين او الذين يظنون انفسهم "حكماء" بالتمادي والانتقاد لكلام الرب قائلين :"ان كان الرب يريد ان ينجي الصديق فلماذا يسمح بأن تكون له بلايا كثيرة؟" والجواب لهذا الادعاء او التسائل هو ان الرب يحبنا جدا" ويريد ان يبني علاقه معنا وحقيقة سماحه للبلايا هي ان يمتحننا وان يفتح اعيننا لكي نرى ضعفاتنا لكي يقوينا وينجينا.
ومن منا ونحن اشرار لا يمتحن الواحد الاخر (وبعض الاحيان نتيجة عدم الايمان قد نمتحن انفسنا او اقرب الاشخاص لنا) ومثالاً على ذلك فان كل صاحب عمل ولديه عمال فلا بد ان يمتحنهم ويمتحن امانتهم ونزاهتهم لمصلحة عمله؟!! وان كل طالب مدرسة اوجامعة يمتحن ليتم فحصه لكي يحصل على الشهادة اواللقب.
فكم بالحري الله خالقنا انه صاحب الحق والسلطان وحده في فحصنا! اهل نجرئ ان نسأله لماذا (بل من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله.العل الجبلة تقول لجابلها لماذا صنعتني هكذا ( رومية 20:9).
أنما يجب ان نسبحه ونشكره ونطيعه في سماحه للبلايا التي يمتحن من خلالها ايماننا ويقوينا، ولا بد للآلآم، للضيقات، للشدائد والاضطهادات ان تاتي ولكن هناك رجاء ووعد اكيد لنا من السيد الرب ان البلايا مرفقة بمعونة الهية من ذراع الرب الجبارة وعندئذٍ نرى نجاة وخلاص لنفوسنا وان ثبتنا في البلايا الى النهاية نحصل على الهدية العظمى التي نترجاها الا وهي بطاقة دخولنا الى الامجاد السماوية "الحياة الابدية" بالمسيح يسوع ربنا ومخلصنا له المجد فالكتاب المقدس يقول توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تاتي اوقات الفرج من وجه الرب، لذللك ادعوك اخي واختي وادعو نفسي من خلال كلمة الله الكتاب المقدس ان نصلي ونتضرع امام الرب في كل ما ياتي علينا ولنكن متمسكين بوعود الله :
" ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني (مز 50 : 15) " امين.
عينا الرب نحو الصديقين واذناه الى صراخهم مز 15:34)