ضلالة خطيرة تتطلب مجابهة قوية

ابتدعوا إلهاً يحمل صفات خاصة وقد اختلقوه من بنات أفكارهم. فإلههم هذا بعيد ولا يستحق أن يتصلوا به ولا أن يصلّوا له. كما انه لا يستحق منهم أن يشركوه في حياتهم اليومية. إلههم هو اله رحمة فقط ولا يعرف العدل، كما انه غير آبه بالخطية كما انه لا ولن يدين أحدا. بالنسبة لهم- تتشارك كل الأديان بذات الإله ويتشابه طريق الخلاص في كل الديانات فجميع الطرق توصل للسماء. بهذا لا يشكلون الها خيالياً فحسب بل يضعون الإله الحقيقي على مذبح مسايرة ومساومة أبناء الديانات الأخرى.
15 أكتوبر 2010 - 01:05 بتوقيت القدس

كان لي حديث مع معلم للدين المسيحي في إحدى المدارس في بلادنا. سألته عن نظرة طلابه لله فأجابني أن أغلبيتهم الساحقة يؤمنون بالله وعدد قليل للغاية فقط يجاهر بالإلحاد. غير أن "المؤمنين بالله" منهم ابتدعوا إلهاً يحمل صفات خاصة وقد اختلقوه من بنات أفكارهم. فإلههم هذا بعيد ولا يستحق أن يتصلوا به ولا أن يصلّوا له. كما انه لا يستحق منهم أن يشركوه في حياتهم اليومية. إلههم هو اله رحمة فقط  ولا يعرف العدل، كما انه غير آبه بالخطية  كما انه لا ولن يدين أحدا. بالنسبة لهم- تتشارك كل الأديان بذات الإله ويتشابه طريق الخلاص في كل الديانات فجميع الطرق توصل للسماء. بهذا لا يشكلون الها خيالياً فحسب بل يضعون الإله الحقيقي على مذبح مسايرة ومساومة أبناء الديانات الأخرى.

يبدو أن هذه النظرة تميّز الكثير من مسيحيي بلادنا. يؤمنون بكائن اسمه "الله" ولكن ما يعزونه له لا يطابق ما أعلنه عن نفسه في الكتاب المقدس. العلاقة مع هذا الاله مفقودة ولا تأثير له على حياتهم. انه ليس اله الكتاب المقدس بكل صفاته وجبروته ومحبته الفادية على الصليب بل هو من اختراعهم. لقد فصلّوا مقاساته بحسب ما يريحهم فإذا هو اله صغير سخيف وبعيد.

هذه النظرة لله هي ضلالة ومن اخطر البدع الشيطانية اذ يتوهم المؤمن بها انه  بار. انه يعتبر نفسه مؤمناً بالله، يحاول عمل الخير وربما هو حتى "أفضل" في أخلاقياته من غيره من البشر. بهذا يظن انه لا يحتاج للسماع عن الإله الحقيقي: اله العهد الجديد.

أوصى الرب تلاميذه في كل عصر وزمان بالمأمورية العظمى وهي الذهاب للعالم وصنع التلاميذ. إننا نؤمن بما علّمه العهد الجديد بأن الإنسان يخلص ويصبح تلميذاً في حال وضع ثقته بيسوع وآمن بعمله ألكفاري لأجله على الصليب وعاش وفقاً لهذه الثقة والإيمان بعلاقة ومسيرة مع الرب. من هنا فان المأمورية العظمى تتنافر وتتناقض مع الضلالة الشيطانية المذكورة التي تخدّر ضمير الإنسان فيعتقد انه لا يحتاج للإله الحقيقي.

انتشر مؤخراً الأسلوب العلمي والمنطقي في حل المسائل المستعصية في شتى المجالات ويعتمد هو الدقة والصدق في الاستنتاجات بحسب الفرضيات والمعلومات الموجودة. غير أن الكثيرين ممن ادّعوا انتهاج الأسلوب الحديث في التعامل مع المواضيع ما زالوا يتعاملون مع أهم المواضيع (وهو خلاص نفوسهم) بنهج أقصى طريقة التفكير العلمية منه.  فحتى المنطق وطريقة التفكير العلمية تنادي بفحص الحقائق. لذا كان يتوجب عليهم فحص هوية اله المسيحيين مما يقوله عن نفسه وما يقوله عنه التاريخ. كما توجب عليهم فحص صفاته ورسالته. غير أنهم وقعوا هم ايضاً في فخ الإيمان باله غير موجود حقيقة، ولكنهم خُلق من بنات أفكارهم.

هناك كتب دفاعية كثيرة في متناول اليد مثل كتب سي اس لويس ورافي زكاراياس وجوش ماكدويل وغيرهم ممن يتناولون هذه المواضيع بمهنية عالية ويثبتون أن الإيمان المسيحي بحسب الكتاب المقدس جدير بأن يؤخذ بجدية.
للأسف غطّ كثيرون ممن اؤتمنوا على رسالة الإنجيل من رجال دين في سبات عميق فلم يجابهوا هذه الضلالة الفاسدة وبهذا كانوا كالسمكة الميتة التي يجرفها التيار. بدل تأكيد أسس الإيمان المسلّم مرة للقديسين وقعوا في شرك الإنجيل الاجتماعي وعظات التربية الرفيعة ومسائل الحرب والسلام والبيئة (مع أنها مواضيع هامة لكن يتوجب أن تنبثق من أساسات عقيدة صحيحة أولاً لا أن تستبدلها).

يتوجب علينا طعن هذه الضلالة الخطيرة في صميم قلبها لأنها تقود البشر للهلاك. فمن يؤمن باله غير ما بُشرنا به، سيصبح  ملعوناً ومصيره أن يتبع إلهه الذي صنعه بنفسه حتى الهاوية.

لا بديل عن محاصرة هذه الضلالة في عقر دارها ومهاجمتها لنهدم ظنوناً وكل علو يرتفع فوق معرفة المسيح. فهل من مجيب؟

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. مادلين 15 أكتوبر 2010 - 08:44 بتوقيت القدس
الطريق السهل والطريق الصعب الطريق السهل والطريق الصعب
ادخلوا من الباب الضيق فان الباب المؤدي الى الهلاك واسع وطريقه رحب وكثيرون هم الذين يدخلون منه ما اضيق الباب واعسر الطريق المؤدي الى الحياة الابديه وقليلون هم الذين يهتدون اليه. تحدث السيد المسيح عن الباب الضيق والباب الواسع والدخول من الباب الواسع يشير الى اختيار الطريق السهل الذي لا يلتزم بضبط النفس بل مسايرة الجسد ورغبات النفس دون النقاء والطهر الروحي الذي دعى اليه المسيح له كل المجد
2. لميس ابوحنا قنبورة 15 أكتوبر 2010 - 08:45 بتوقيت القدس
ضلالة خطيرة تتطلب مجابهة قوية ضلالة خطيرة تتطلب مجابهة قوية
نعم هذا صحيح أخ بطرس للأسف كل واحد رجع وراء طرقه الشخصية , لقدر جاء الرب يسوع المسيح وحررنا من عبودية الخطية ودفع ثمن باهظ دمه المسفوك على الصليب , فأخذنا نحن الحرية ولكن لا نريد ان نعترف بانتقال الملكية الى من دفع الثمن , فصنعنا لأنفسنا مملكة وتوجنا ذاتنا عليها ملوك وأنكرنا حق السيد الذي اشترانا بدمه . هناك من يتباهون بالمعرفة ويتجادلون بالمعرفة , ولكنهم ابعد ما يكون عن المعرفة. المشكلة هي مشكلة المؤمنين الذين اخذوا معرفة الحق والذين يدّعون انهم في دائرة زمام الروح القدس , والذين يفترضون انهم الأداة التي يستخدمها الله على الأرض , ومع ذلك يتعاملون مع الله بلا قاعدة أخلاقية . الرب يحمينا من البدع والهرطقات الآتية والتي وفي جهالة تنادي ان المسيح هو صاحب القلب الكبير الذي يحبنا رغم اخطائنا ورغم فتورنا واستهتارنا وانه يتغاضى عن سقطاتنا وعن عدم امانتنا وأنه لا مانع ان يكون الأنسان مؤمنا ولا يكون ملكا للمسيح , ولا مانع ان يتكلم الأنسان عن المسيح ولا يكون خاضعا له , فأين وصلت هذ
3. مارتن 15 أكتوبر 2010 - 10:27 بتوقيت القدس
نعم نعم
كلام صحيح والاسباب واضحة المعالم الكل يتشارك في هذا المعتقد الشرق اوسطي فالمعلم هنا مسؤول كما ان الكنيسة مسؤولة والقسيس مسؤول لان هؤلاء التلاميذ لم يبتدعوا هذا المعتقد من عدم الوجود بل من موجود من حولهم في عادات موروثة في سلوكيات افراد العائلة في تصرف الوالدين يا اخي الكاتب ان معظم رجال الدين لا يعلمون من الكتاب القدس بل تقدر ان تقول معظم الكنائس والا ماذا يعرفون هؤلاء التلامذة ان لم يتفق المعلم والقسيس والعائلة على تعليمهم ان كان هؤلاء الثلاثة غير متفقين على تربية الطفل كيف سيربي هو نفسه؟ طبعا بسبتدع كما قلت اعلاه من بنات افكاره وزد على هذا مما اضفته اعلاه. اقدم لك احترامي والرب يحفظكم
4. شاول 15 أكتوبر 2010 - 13:14 بتوقيت القدس
مقال رائع مقال رائع
شكرا اخ بطرس على هذا الموضوع الهام ، فعلا نحتاج ان نقوم بالتوعية والتعليم لشبابنا خاصة عنه، ونؤكد على قول الكتاب (وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله.وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم انه يأتي والآن هو في العالم . 1 يوحنا 4:3)