في البرِّية

البرية، الظروف الصعبة التي نمر بها بحياتنا، كالظروف الصحية والمادية. نقرأ في الكتاب المقدس عن شعب الله القديم، الذي سار في البرية لمدة 40 سنة
27 أغسطس 2023 - 08:09 بتوقيت القدس
في البرِّية

عندما نتكلم عن البرية، يخطر على بالنا الظروف الصعبة التي تسود عادة هذ المكان، من حر شديد، القحط والعواصف الرملية.

هناك نوع آخر من البرية، التي من الممكن ان نمر بها في حياتنا، مثل ظروف مادية او صحية صعبة، او اي تحدي آخر في حياتنا.

نقرأ في الكتاب المقدس عن شعب الله القديم، الذي سار في البرية لمدة 40 سنة، ورغم الظروف الصعبة التي تعرض لها الشعب، لكن الله لم يترك شعبه بل كان لهم السحابة في النهار، وعامود نار في الليل، بمعنى انه كان المُرشد والقائد لهذا الشعب، ووفر جميع الاحتياجات من طعام وشراب.

سمع شعب اسرائيل في البرية انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله، كذلك عن اهمية الطاعة والخضوع للرب وعبده موسى، لكن الشعب تذمر على الله وعلى موسى باستمرار، الامر الذي ادى للاسف الى هلاك جيل كامل لانهم لم يعيشوا ما تعلموه في البرية.

نقرأ عن نبي الله ايليا، الذي أختبر قوة الله في حياته، لكن بعد ان هزم ايليا انبياء البعل واظهر للشعب ان الرب هو الله، عندما استجاب الرب له بنار من السماء التي نزلت على مذبحه، بعد هذا الاختبار المجيد هرب ايليا الى البرية من وجه آخاب وايزابيل.

لكن الله لم يترك عبده وحده في البرية، بعد ان صام 40 يومًا، بل ارسل له الملاك الطعام والشراب لكي يقويه ويرسله الى خدمته بمسح الملوك ياهو، حزائيل والنبي اليشع.

ما احوجنا اخوتي في هذه الايام الصعبة، ان نتعلم الطاعة والخضوع لله في برية هذا العالم، لان ضماننا الوحيد هو الرب وكلمته، وحتى لو واجهنا الصعوبات والتحديات، لكن الرب أمين ولا يترك شعبه يتخبط بظروف الحياة، بل هو النور الذي يُنير لنا الطريق في البرية.

كذلك نتعلم من نبي الله ايليا، انه بعد كل انتصار روحي او اي بركة في حياتنا، ان نتعلم دائما ان نثق بالله ووعوده لنا، وان لا نخاف من "أيزابيل الشريرة"، التي تمثل لنا كل تحدي روحي، مادي او اجتماعي في حياتنا، لان الله وعد انه لا يترك مُتَّقيه والذين يدعونه بالحق من كل القلب.

اعظم مثال لنا جميعا هو الرب يسوع المسيح، الذي في ايام تجسده على الارض جٌرِّب في البرية من الشيطان كونه انسان كامل، لكنه انتصر ايضا عليه كانسان لانه حفظ وعاش المكتوب.

جرب ابليس يسوع في دائرة الجسد، النفس والروح،

عندما طلب منه ان يجعل الحجر خبزا، وبان يرمي نفسه من الهيكل، وان يسجد له، لكن الرب يسوع الذي حفظ وعاش المكتوب، اجاب ابليس انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله، والتجربة التي سقط بها شعب اسرائيل في البرية، انتصر بها يسوع لانه عاش المكتوب.

ونحن ايضا، علينا ان نكون لا سامعين بل عاملين ايضا بالكلمة، لكي نرد على هجومات العدو بالمكتوب، ونتعلم من الرب يسوع ان لا نجرب الرب الهنا، ونحفظ الوصية :

" للرب الهك تسجد، واياه وحده تعبُد ".

سقط الجيل الاول من الشعب القديم في البرية لانهم لم يصدقوا الله بعدم ايمانهم، كذلك هرب ايليا النبي الى البرية من وجه ايزابيل، لكن رب المجد يسوع هزم ابليس في البرية لانه وثق بكلمة الله، التي هي الضمان الوحيد لنا والمُرشد الكامل لحياتنا في برية هذا العالم، لكي نعيش حسب فكر الله، ونتمم مقاصده في حياتنا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا