تسع مفارقات صارخة بين رجل الدين ورجل الله, والعاشرة ما أعنفها! :
•الرّسميات والجوهريّات: الأول, يقيم وزناً للرّسميات ولمَظاهر الدين الخارجية, فيما الثاني, تهمُّهُ الجوهريّات كالحق والنّقاء ومجدالله.
•الأشياء والنفوس: الأول يعتبر الأشياء أكثر من الأشخاص, أما الآخر فيثمِّن النفوس والعلاقات.
•النفوذ والسلطان :الأول, يستمد نفوذه من المركز والمال والسياسة, بينما منابع سلطان الثاني تأتي من حياة التّلامس مع الله في الشركة اليومية معه, وبالخضوع الدائم له, والسلوك بطهارة.
•الوظيفة والدعوة: رجل الدين هو أجير وموظف ودخيل يبتغي الإرتزاق. لكن رجل الله هو خادم ممسوح, له دعوة إلهية شفّافة وعميقة.
•الولائم والخدمة: رجل الدين مغرمٌ بألقاب التّبجيل التي يُطلقها عليه الناس, وبالصّدارة في كل مجلس, وبالولائم الفاخرة. لكن رجل الله لا يُعنى بالألقاب ولا بحب الظهور, ولا يتهافت على أية عزومة بل يذهب حيث الأولوية لوليمة خدمة الكلمة, وحيثما يتوافر التواضع والإصغاء.
•المساومة والقيم: رجل الدين يجيد الدّبلماسية وفن الحلول الوسط, وكذلك المساومة, حتى على حق كلام الله. أما رجل الله فرغم رقة أحشائه ولطفه, إلا انه السيف القاطع في الحق وصوْن وصايا الرب؛ إنه صاحب قيم ومبادئ كتابية واضحة.
•إرضاء الناس وإجلال الله: الأول, يعمل على إرضاء الناس لا سيّما أصحاب المناصب الرفيعة والأثرياء منهم. الثاني, يعيش في رضى الله وإجلاله قبل كل شيء.
•النقود والروح: رجل الدين يتحرك بقلب متلهف في اللإتجاه الذي يأتيه منه نور وميض الذهب وصوت رنين قِطع النقود الوفيرة. غير أن رجل الله لا يتحرّك إلا بروح الله, وفي الإتجاه الذي يختاره الرب له.
•الدين الرسمي والجلالة: رجل الدين يمثل الدين الرسمي في مجتمعه راغبا في السلطة والمكاسب الآنيّة نظير أمصيا الكاهن. أما رجل الله فيمثل الجلالة والحق ولا يطمع إلاّ بابتسامة الرضى من وجه القدوس, طائعا لصوته وحاملا عاره بسرور نظير عاموس النبي.
•النهج القاييني والنهج الهابيلي : رجل الدين يسير على نهج قايين إذ يعبد الرب على هواه متجاهلا مطالب الله وتعليماته, كما أنه يقاوم بكل وسيلة متاحة له وبكل حقد وضراوة أبناء وبنات الله الحقيقيين. أما رجل الله في المقابل فهو مثل هابيل, يعبد الله على طريقة الله, وذلك على أساس الذبيحة حيث جروحات حمل الله هي وحدها قوام قدومه وتأشيرة دخوله إلى الحضرة الإلهية بقلب مفعم بالصدق وبالإخلاص التام. وهو قادر بالنعمة ألا يضمر حقدا تجاه مقاوم, وأن يصلي لأجل الأعداء على غرار مخلصه العجيب وهو فوق على الصليب.