أحداث المستقبل (الجزء الخامس)

يقول الكتاب المقدس أنه عند رجوع المسيح للأرض سوف يملك على أورشليم، وسيجلس على عرش داود، وبالطبع تستلزم هذه العهود رجوع المسيح حرفياً وجسدياً لتأسيس مملكته.
08 مارس 2021 - 19:45 بتوقيت القدس

الملك الألفي 
يبدأ هذا المُلك السعيد بعد ظهور المسيح بالمجد مع قديسيه وبعد إبادة الأشرار ودينونة الأحياء. قبل بدء المُلك سيُقيد الشيطان "فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس... وقيّده ألف سنة، وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه... حتى تتم الألف السنة» (رؤ 20: 1-3).

نعم سوف يملك المسيح ألف سنة مُلكاً حرفياً "سيكون الرب ملكاً على كل الأرض ويكون الرب وحده واسمه وحده" (زك 14: 9). يُذكر ذلك صريحاً ست مرات (رؤ 20: 2- 7)، ويقول المفديّون في سفر الرؤيا بصريح العبارة إننا "سنملك على الأرض" (رؤ 5: 10). 

نبوات عديدة تصف مُلك المسيح على الأرض بالبر والسلام كابن داود الحقيقي: 
1. فترة سلام: "لا ترفع أمّة على أمّة سيفاً... ولا يكون من يرعب" (مي 4: 3، 4). 
2. تغيير في طباع الحيوانات: "فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل والمسمّن معاً وصبي صغير يسوقها... ويلعب الرضيع على سرب الصل..." (أش 11: 6-9). 
3. تغيير في الطبيعة: ستشترك الجبال والآكام والأشجار وكل الخليقة في الفرح والتسبيح للرب (أش 35: 1، 2؛ 55: 12، 13؛ مز 148: 7-10).

ويؤيد العهد الجديد هذا الملك الحرفي على الأرض حيث يذكره بطرس الرسول لليهود بعد يوم الخمسين باسمين آخرين "... لكي تأتي أوقات الفرج... ويُرسل يسوع المسيح... الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر" (أع 3: 19-21). وأيضاً "إن كنا نصبر فسنملك أيضاً معه" (2 تي 2: 12). 

بعد انتهاء الألف السنة، سيُحَل الشيطان من سجنه زماناً يسيراً، ويسمح له الله بأن يضلّ الأمم فيتبعه الكثيرون رغم الخير الذي تمتعوا به في الملك الألفي فتنزل نار من عند الله وتأكلهم وإبليس الذي كان يضلهم يُطرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب الى الأبد (رؤ 20: 7-10).
 
دينونة الأموات
قيل عن الرب يسوع أنه "المعين من الله ديّاناً للأحياء والأموات" (أع 10: 42). رأينا أنه سيدين الأحياء قبل الملك الألفي (متى 25) وسوف يدين الأموات بعد الملك الألفي (رؤ 20). المقصود بالأموات هم كل الأشرار الذين ماتوا في خطاياهم منذ بداية الخليقة وكانت أرواحهم في هاوية العذاب أو السجن وهو العذاب المؤقت (1 بط 3: 19) تنتظر قيامة أجسادها التي ستقف بها للدينونة أمام العرش العظيم الأبيض (رؤ 20: 11-15).

هنا في نهاية المُلك الألفي وقبل "السماء الجديدة والأرض الجديدة" سيقام جميع الأموات الأشرار في قيامة تسمى قيامة الدينونة (يو 5: 29) وكذلك قيامة الأثمة (أع 24: 15). سوف يقف الجميع أمام العرش العظيم الأبيض الرهيب الذي تهرب الأرض والسماء من وجه الجالس عليه (لذلك يظهر أن هذه الدينونة ستحدث في الفضاء). 

ستُفتح مجموعتان من الأسفار: "سفر الحياة" وفيه أسماء كل الذين افتدوا بدم المسيح، والأسفار الأخرى تحتوي سجلاً مفصلاً لأعمال غير المخلَّصين. انّ عدم وجود أسمائهم في سفر الحياة يدينهم، كما أن سجل أعمالهم الشريرة يُحدِّد أيضًا درجة ومقدار عقوبة كل واحد والجميع سيدانون "مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم". نتيجة هذه الدينونة هي الطرح في بحيرة النار والكبريت الذي هو الموت الثاني وهي المقر الدائم للعذاب الأبدي لأرواح الأشرار وأجسادهم معاً (مر9: 46).

الحالة الأبدية
بالمفارقة مع الأزمنة والتدابير التي تنتهي بزوال الأرض والسماء الحاليتين، ليس للأبدية حدود ولا نهاية، بل هي حالة دائمة مستقرة كاملة. إنّ أبدية الأشرار هي العذاب الدائم في بحيرة النار، أما أبدية الأبرار فهي الحياة مع الرب يسوع في السماء والأرض الجديدتين التي يسكن فيها البر (2 بط 3: 13). في السماء تختفي تماماً آثار الخطية وإلى الأبد ويكون المؤمنون في حالة الفرح الدائم. هناك يسكن الله مع الناس "وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم... والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت " (رؤ 21: 3-5). 

هنا نهاية هذا السرد السريع المختصر لأحداث المستقبل، واصلّي ان يكون لكل قارئ نصيب في الخلاص وبالتالي في البركة التي تبدأ بإيمانه بالمسيح وتستمر الى الأبد.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا