جنة الاسلام وفردوس المسيحية

مقارنة بين جنة الإسلإم و فردوس المسيحية.
09 ديسمبر 2021 - 07:43 بتوقيت القدس
جنة الاسلام وفردوس المسيحية

لقد وعدتنا الكتب المقدسة ان الإنسان يعيش على الأرض لفترة محدودة ثم يموت، لتنتقل روحه يوم الدينونة والحساب العادل إلى عالم آخر في السماء . ذكر القرآن، كتاب الإسلام ان المسلم بعد موته ينتقل الى الجنة، وأخبر نبي الإسلام محمد أبي ذر الغفاري أن جبريل أخبره ان المسلم ينتقل بعد الموت الى الجنة وإن سرق وإن زنى . وان ذنوب المسلمين ستحول إلى أهل الكتاب الذين سيلقون جميعا في جهنم لأنهم لم يتبعوا الإسلام دينا و لم يعترفوا بمحمد نبيا .

أخبرنا التوراة والإنجيل أن المؤمنين بالله و المبشرين باسم المسيح والتائبين عن خطاياهم والسالكين في طريق الحق، سينتقلون بالروح بعد الموت إلى ملكوت الله في السماء .

فما هي الجنة الإسلامية، وماهو ملكوت الله او فردوس المسيح في المسيحية ؟

الجنة في الإسلام
جاءت أوصاف الجنة في القرآن المصدر الرئيس للإسلام أنها بساتين وجنان وأشجار وارفة الضلال من كروم وأعناب وتين وزيتون وفيها كل ما تشتهي الأنفس وكل ما لا لم تره عين ولا سمعت به أذن .

والجنة يدخلها المسلمون المؤمنون بنبي الإسلام محمد ، ويطبقون أركان الإسلام الخمسة، يقيمون الصلاة ويؤدون فريضة الصيام والزكاة والحج ويؤمنون بالقرآن وشريعته وينفذون حدوده و يشهدون الشهادتين.  

كما يدخل الجنة الشهداء الذين قاتلوا وقتلوا في سبيل الله والدفاع عنه وعن الإسلام، ومن شارك بالغزوات النبوية وحروب المسلمين وساهم في سلب  الغنائم وسبي النساء وامتلك العبيد والإماء .
الجنة في الإسلام هي تشبيه لملذات ارضية ومتع جنسية وإشباع البطون . و فيها لحم طير مما يشتهون، وفيها كل ما حرم على المسلمين في الأرض يكون محللا في الجنة، هناك ينكح ماطاب له من حور العين بعدد اثنتين وسبعين حورية مع وصيفاتها ،  حور العين هن النساء اللائي وصفهن القرآن انهن باكرات كواعب أترابا أي ذوات النهود والأثداء الكبيرة المرتفعة التي تثير شهوة المسلم يخلقهن اله الإسلام لمتعة ذكور المسلمين جنسيا ، ولا يكتفي المسلم بواحدة بل يتناوب عليهن بالجملة فهن 72 حورية حسب وعد محمد !!
يشرب المسلم من رواد الجنة الخمر والعسل واللبن من الأنهار بكأس من معين، حيث يطوف عليهم ولدان مخلدون كاللؤلؤ المكنون لا يصدعون ولا ينزفون، يسقونهم خمرا وعسلا ولهم معهم شؤون ومنافع أخرى!  يتكئون في الخيام على سرر مصفوفة و يسكنون منازل من ياقوت وزمرد . جنة مادية بأمتياز لا وجود للروحانيات فيها . ولا ذكر لتسبيح او تمجيد الله هناك فهم في شغل فاكهون .

الجنة في التوراة والإنجيل :
جاء في سفر التكوين لتوراة موسى، أن الله خلق السماوات والأرض وكل ما فيها، وغرس في بقعة من الأرض شرق عدن وفي أرض الرافدين الجنة التي تحوي بساتين غناء. وأنبت الرب فيها كل شجرة حسنة المنظر. وثمارا متنوعة من الفواكه طيبة المأكل وكل هو ما لذيذ وحسن للعين ، و وضع شجرة معرفة الخير والشر في وسط الجنة. وكان يخرج من عدن نهرٌ ليسقي الجنة وأشجارها، ويتشعب منه أربعة فروع فيصير أربعة أنهار هي فيشون وجيحون ودجلة شرقي اشور والفرات .
وخلق الرب من تراب الأرض آدم أبو البشر و وضعه في الجنة يفلحها ويحرسها، وأوصى الرب الإله آدم ان يأكل من جميع أشجار الجنة وثمارها، ما عدا شجرة معرفة الخير والشر في وسط الجنة فهي محرمة عليهما .  وحذره ان يأكل منها  موتا يموت . ثم أخذ الرب من آدم ضلعا و سد مكانه بلحم وبنى الرب الإله امرأة من ضلع آدم جعلها زوجة له ومعينا نظيرا له . وكانا عريانين لا يخجلان كالأطفال .

وسوس الشيطان الحاسد في أذن حواء المراءة الضعيفة الإرادة وسهلة الانقياد، فزيّن لها لذة الأكل من شجرة الحياة التي حرمها الله وإن أكلا منها ستفتح أعينهما ويصيران مثل الله في معرفة الخير والشر و سيعيشان الى الابد ولن يموتا .. فأكلت حواء من ثمار الشجرة المحرمة واعطت زوجها آدم فأكل منها  وللوقت انفتحت أعينهما وكشفت عوراتهم فاختبأ وسط الأشجار خجلان من بعضهما ثم صنعا من ورق التين مآزر تغطي عوراتهما.

غضب الرب منهما لعصيانهما أوامره، وطردهما من الجنة الى خارجها . بعد ذلك الحدث لم يعد للجنة من وجود على الأرض سوى بقايا نهري دجلة والفرات في ارض الرافدين لإثبات صدق الكتاب المقدس في وصف الجنة.

الجنة في العهد الجديد
بعد تجسد كلمة الله وحلول الروح القدس في أحشاء مريم العذراء التي اصطفاها الله على نساء العالم ولد منها يسوع المسيح . مخلص البشرية من خطيئة آدم و غضب الله عليه، حيث توارث نسله تلك الخطيئة من صلبه . في ملء الزمان أرسل الله كلمته متجسدا بيسوع المسيح ليصالح الخطاة ويفتدي البشرية لأن عقوبة الخطيئة هي الموت الجسدي والروحي . ولابد من سفك دم لغسل الذنوب وغفران الخطايا كما كان في العهد القديم في زمن موسى، كانت  تقدم الذبائح والقرابين محرقة لغفران الذنوب والخطايا. فكان يسوع المسيح في عهد النعمة الجديد هو الذبح العظيم الذي سفك دمه بإرادته على الصليب ليكون الفادي للبشرية و يفتح بذلك ملكوت الله وأبواب فردوس السماء أمام التائبين المؤمنين بالرب وبكلمته والقديسين والأبرار والصالحين بدلا من سفك دم القرابين الحيوانية .

أثناء صلب السيد المسيح صلب معه اثنان من المجرمين اللصوص واحد على يمينه وآخر على يساره تحقيرا للمسيح ومساواته مع المجرمين . نطق اللص المصلوب على يمين السيد المسيح قائلا : " أما أنت المسيح فخلص نفسك وخلصنا " إنجيل لوقا 39:23
فانتهره المجرم المصلوب الآخر قال : " أما تخاف الله وأنت تتحمل العقاب نفسه، نحن عقابنا عدل، نلناه جزاء أعمالنا، أما هو فما عمل سوءً . وقال للمسيح : " أذكرني يا يسوع متى جئت في ملكوتك " فأجاب يسوع : الحق أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس " لوقا 43:23

ما هو الفردوس الذي وعد به يسوع المسيح اللص التائب المصلوب ؟

كلام يسوع بوعد اللص المصلوب أنه سيكون مع المسيح في الفردوس يدل ان مفاتيح الفردوس هي في يد المسيح. الفردوس المسيحي ليس هو جنة الإسلام فيها بساتين وأنهار و نكاح حور العين وأنهار خمر وعسل .... كلا . انها ملكوت الله أو مملكته السماوية حيث تنتقل إليها بعد الدينونة أرواح الأبرار والقديسين والتائبين عن خطاياهم والمؤمنين بالسيد المسيح ربا والها ويتبعون وصاياه . والساكنين في فردوس المسيح  تكون لهم أجساد نورانية تشبه الملائكة، وقد قال المسيح في الملكوت لا يتزوجون ولا يزوجون بل يكونون كملائكة الله . وهذا الكلام يناقض ادعاء الإسلام بوجود زواج أو نكاح الحور العين للمتع الجنسية .فهذا ليس كلام الله الخالق الحقيقي .  ملكوت الله هو مملكة القداسة والطهارة، هناك تسبيح وتمجيد لرب العالمين . فردوس المسيحية ليست جنة يمارس بها الشهوات الجنسية كما وعد رسول الإسلام أتباعه بها لكي يشجعهم على القتال والموت في سبيل كسب الغنائم وسبي واغتصاب النساء .

في ملكوت الله لا وجود للماديات بل كلها روحانيات . فلا عنب ولا تين ولا زيتون ولا خمر ولا لبن وعسل ولا حور عين ولا غلمان مخلدون ولا حور عين كواعب اترابا. انها مغريات إسلامية لبدو الصحراء المحرومين من هذه الملذات المادية على  الأرض، وعدهم النبي ان يفوزوا بها في الجنة لكي يقاتلوا معه من أجل استمرار الغزوات لكسب الغنائم و سبي النساء واحتلال اراض الشعوب الأخرى وصولا الى اسبانيا غربا و الهند والصين شرقا .فها الأسلوب المغري هو المشجع والدافع الغريزي للمقاتلين كي يذودوا بأرواحهم للفوز بجنة الأحلام الموعودة في الخيال .

جنة المسيحية واسمها ملكوت السماء او الفردوس السماوي كلها روحانيات و ليس فيها ماديات، وتلك جنة الإسلام والمسلمين وكل ما فيها مغريات و شهوات جنسية وخمر وعربدة . قارنوا بما قاله المسيح (كلمة الله وقول الحق) بما وعد به رسول الإسلام مقاتليه، ومن كان يخدع الآخر ؟

أيها المؤمن بالله...  الاختيار لك، لازال عندك متسع من الوقت مادمت حيا، فبعد الموت ينتهي اختيارك وتلاقي مصيرك الأبدي. اختر أي الطريقين للوصول إلى الله طريق الجنة للفوز ب حور العين الزائفة والنكاح المتواصل و شرب الخمر الكاذب، ام فردوس المسيح وملكوت الله الحقيقي حيث القداسة و الطهارة تعيش فيها خالدا كالملائكة قرب الله ؟

المسيح قال : " انا هو الطريق والحق والحياة " في اي طريق ستسلك ؟

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا