ولد قبل ألفي سنة على خلاف ولادة كل البشر، من روح الله ومن أم فقط، وكان كلمة الله في السماء وابنا لله على الأرض. عاش فقيرا ونشأ مغمورا في المجتمع. لم يسافر بعيدا، ولم يعبر حدود بلاده. لم يمتلك ثروة ولا نفوذا، ولم يتلق تعليما رسميا ولا تدريبا.
غير انه في طفولته ارعب ملكا، وفي صباه ادهش العلماء والحكماء بكلامه ومواعظه، في شبابه ورجولته سيطر على الطبيعة، فاسكت الريح و هدأ امواج البحر بكلمة واحدة منه. سار على امواج البحر وكانها طريق معبد.
شفى المرضى بلا دواء، ولم يأخذ اجرة من احد. لم يكتب كتابا، لكن مكتبات العالم كلها تشهد لاقواله واعماله، ولا تتسع للكتب التي تحدثت عنه. لم يؤسس مدرسة او كلية، لكن مدارس وكليات العالم مجتمعة ليس بها تلاميذ مثل ما له.
لم يمارس الطب النفسي، لكنه شفى ملايين القلوب المنكسرة والنفوس المحطمة اكثر من كل اطباء العالم المختصين.
بولادته بدأ التأريخ الجديد الميلادي، وفي كل يوم احد من كل اسبوع تتعطل الدوائر والجامعات وتقفل المتاجر في العالم اكراما ليوم قيامته وتخصص هذا اليوم لعبادته.
ظهرت في التاريخ اسماء قادة وفلاسفة وحكماء وعلماء، اندثروا، لكن اسم المسيح لا زال حيا تذكره كل الالسنة واللغات وتعرفه كل الشعوب.
لم يستطع هيرودس ان يحطمه، ولا قبر يمسكه، مات ثلاث ايام ولكنه يحيا الى الأبد. تسجد له الملائكة ويتعبد له القديسون، وتخافه الشياطين.
لأنه يسوع المسيح الرب والمخلص، الحي الى الابد.