حنان دجاجة

مزارع نشيط يستيقظ كلّ صباح باكرًا جدًّا ليذهب إلى حقوله الواسعة التي زرعها قمحًا. أحبّ المزارع الأرض جدًّا، وأخذ يعتني بها عناية فائقة، لذلك غلّت له مزارعه
21 سبتمبر 2007 - 01:00 بتوقيت القدس

اشتم أحد المزارعين الأمريكيين رائحة دخان قوية ، ففتح القناة الخاص بالأخبار المحلية بالراديو . عرف أن النيران قد اشتعلت على بعد أميال قليلة من مسكنة . اشتعلت في حقول القمح الشاسعة ، وذلك قبل تمام نضجه بحوالي أسبوعين .  وقد علم بانه متى اشتعلت النيران في مثل هذا الوقت يصعب السيطرة عليها ، فتحرق عشرات الأميال المربعه من زراعة القمح . عرف المزارع أيضاً أن الرياح تتجه بالنيران نحو حقله ، فبدأ يفكر هكذا : ماذا أفعل ؟ لا بد أن النيران تلحق بحقلي وتحطم منزلي وحظيرة الحيوانات وأفقد كل شيء ! فأبتدأ يحرق أجزاء من حقله بطريقة هادئة حتى لا يصير بيتة و حظيرة حيواناته محاطة بحقول القمح شبه الجافة . استطاع أن يحرق كل حقله تماماً دون أن يصاب بيته .....
فأطمأن أن النيران لن تنسحب إلى بيته ... حقاً قد أحرق بيديه محصولة ، لكنة أفتدى بيته وحيواناته وطيوره .

إذ أطمأن على بيته بدأ يسير بجوار حقله المحترق وهو منكسر القلب ، لأنه فقد محاصيله بيده. فذهل من منظر دجاجة شبة محترقة ، وقد بسطت جناحيها . تطلع بحزن إليها .فقد طارت بعض اللهب إليها وحرقها . فسال الدموع من عينه وهو يرى طيراً قد مات بلا ذنب .  بحركة لا إرادية حرك الدجاجة بقدمه ، فإذا بمجموعة من الكتاكيت الصغيرة تجري ...
امسك بها وأحتضنها .ففهم ما عملته الأم البطلة الحنونة التي أحاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت ، احترقت دون أن تحرك جناحيها أو تهرب ، بل صمدت لتحمي صغارها ، بينما يحزن هو على خسائر مادية !

رفع عينه إلى السماء وهو يقول :
مخلصي الحبيب ... الآن أدركت معنى كلماتك : كم مرة أردت أن أجمع أولادك ، كما تجمع الدجاجة فراخها . أشكرك لأنك وأنت لم تعرف الخطية سلمت جسدك للموت بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياي . ظنت النيران أنها تقدر أن تحطمك ، لكن في حبك حملتني بموتك المحيي إلى الحياة .

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا