قام موقع صحيفة هآرتس، بنشر مقال للأخ المحامي بطرس منصور ردًا على تمزيق الكتاب المقدس من قبل عضو الكنيست بن آري. الأخ بطرس هو أحد كتّاب لينغا الرئيسيين وقد إرتأينا في الموقع ترجمة مقاله الآخير في هآرتس ومشاركته مع القراء، يذكر أن جريدة هآرتس هي من صحف النُخبة في البلاد منذ سنوات طويلة.
لو كان هذا التلمود؟
دعونا نتخيل أن مجموعة يهودية ترسل لأعضاء الكونغرس الأمريكي نسخة فاخرة من ترجمة جديدة باللغة الانكليزية للتلمود او المشناه، فيقوم أعضاء كونغرس ملحدون أو من اليمين المسيحي المتطرف، بالتعبير عن اشمئزازهم ويمزقون الكتاب قطعًا قطعًا. لكانت صرخات التنديد للإسرائيليين واليهود بلا سامية هؤلاء الأغيار الحقيرين تتعالى و تصل بعيدًا.
حَدثَ حدثٌ مشابه هذا الاسبوع، عندما نشر خبر في وسائل الاعلام، بحسبه وجد أعضاء كنيست في صناديق بريدهم في الكنيست الكتاب المقدس الذي يشمل العهد القديم ( التوراة) وأيضاً العهد الجديد.
أظهر قسم من أعضاء الكنيست امتعاضهم على الحصول على الكتاب. وعدت عضوة الكنيست تسيبي حوتوبلي بالتوجه إلى رئيس الكنيست لمنع نشر مواد تبشيرية في الكنيست. وأسرع عضو الكنيست بن آري بالتفوه بنفس كلامها، وكإبن فخور لاهل الكتاب ندد بالأمر بكلام قاس ، مزّقه إربًا ورماه في سلة النفايات، وكل هذا أمام الكاميرات.
وقد فسر عضوا الكنيست توجههما السلبي تجاه الكتاب بأن في مضمونه مواضيع "للملاحقة والتنكيل"، بحسب حوتوبلي، وهو " حفًّز قتل الملايين من اليهود في محاكم التفتيش"، بحسب بن آري.
هل هذا التوجه لأعضاء الكنيست يتفق مع حرية التعبير، الذي يشمل حقك في نشر عقيدتك ودينك؟ هل نشر مناشير تجارية في الصناديق البريدية الخاصة بأعضاء الكنيست، مثلاً لتسويق أجهزة كهربائية أو رحلات الى الجزر اليونانية، مسموحة، أما نشر الكتاب الذي يؤمن به مئات الملايين من بني البشر في العالم ممنوعة؟
إن تفوهات وتصرفات أعضاء الكنيست تجرح مشاعر أكثر من ملياردي مسيحي في العالم وبالطبع بمشاعر المسيحيين مواطني دولة إسرائيل. الكتاب المقدس الذي يشمل التوراة ( والذي أعجب كيف سمح لنفسه عضو الكنيست المتدين مثل بن آري تمزيقه) هو نور لطريق ملايين الناس، ويشمل هؤلاء الذين يسعد أعضاء الكنيست من اليمين التملق اليهم لتجنيد دعمهم لإسرائيل.
كانت دولة اسرائيل قادرة على فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع ألمانيا، على الرغم من أن نظامه الوحشي أباد ستة ملايين يهودي، وهذا كله بعد عقود قليلة فقط من شر النازية . لماذا نحكم على العهد الجديد بالعار الأبدي، فقط بسبب أن من نكّل باليهود وصفوا وكأنهم مسيحيين. هل كل اليهود هم مئير كهانا أو باروخ جولدشتين ؟ لربما استخدم " مسيحيون" تفسيرا غير صحيح ومخجل للعهد الجديد حتى يبرروا موانعهم لأذية اليهود، ولكن في حقيقة الأمر ليس هناك أي علاقة بين هذه التصرفات و العهد الجديد والروح المسيحية.
إن العهد الجديد هو بالحقيقة الدافع لآلاف المسيحيين المؤمنين الحقيقيين، الذين جازفوا بحياتهم من أجل إنقاذ يهود من محرقة النازية . ما في العهد الجديد، و على سبيل المثال الموعظة على الجبل، حفّز أفراد ومجموعات لبناء مدارس، جامعات، مستشفيات ودور أيتام وجعلت اوروبا وأمريكا الرائدتين في التطور والرحمة في العالم المعاصر.
ألم يحن ألأوان للمصالحة مع العهد الجديد ؟
الكاتب هو محامٍ ومدير عام المدرسة المعمدانية في الناصرة