الحرب العالمية على المسيحيين؛ وضوح وتجاهل

لقد تفشت ظاهرة اضطهاد المسيحيين من حول العالم، خاصة في الدول الاسلامية. العالم يرى هذا الاضطهاد المرير ولكن القليلون يتحدثون عن ذلك.
24 فبراير 2014 - 13:57 بتوقيت القدس
لينغا

لقد تفشت ظاهرة اضطهاد المسيحيين من حول العالم، خاصة في الدول الاسلامية. العالم يرى هذا الاضطهاد المرير ولكن القليلون يتحدثون عن ذلك.

أكثرية المتحولين في العالم هم المتحولين الى الإيمان المسيحي، هم الأكثر اضطهادًا ويواجهون الضرب والسجن وحتى الموت قتلاً.

اضطهاد المسيحيين لا يحصل فقط في الدول الاسلامية، ومثال على ذلك كوريا الشمالية التي يحكمها دكتاتور متشدد وحكومة شيوعية تستهدف المتدينين.

على مدى 12 عام تصدرت كوريا الشمالية قائمة الدول الأكثر اضطهادًا للمسيحيين في العالم من بين أكثر 50 دولة مضطهدة للمسيحيين. الدول الاسلامية حصلت على 37 "مقعدًا" باللائحة من بين 50! أي 74 في المئة.

في الواقع 13 دولة غير اسلامية تمارس اضطهادات على المسيحيين، ومن بينهم دول ذات أغلبية غير اسلامية ولكن المسلمين فيها من يقوم باضطهاد المسيحيين، ومثال على ذلك كينيا، اثيويبا، وجمهورية أفريقيا الوسطى ذات الاغلبية المسيحية التي سيطر الاسلاميون المتمردون على الحكم فيها عام 2013 واحتلت المرتبة رقم 16 على القائمة باضطهاد المسيحيين. (كان ذلك قبل ان يثور المسيحيون عليهم ويطردوهم).

بعبارة اخرى، المسلمون يضطهدون المسيحيين في 41 دولة من بين أكثر 50 دولة مضطهدة للمسيحيين، اي ان المسلمين يشكلون 82 في المئة من مضطهدي المسيحيين، وهي نسبة مرتفعة جدًا.

مسلمون يقتلون مسيحيين في جمهورية وسط افريقيا
المسلمون المتمردون يقتلون المسيحيين في جمهورية افريقيا الوسطى
 

قال ريموند ابراهيم مؤلف كتاب " فضح الحرب الاسلامية الجديدة على المسيحيين"، أن الاضطهاد على المسيحيين في كوريا الشمالية قد يختفي بين ليلة وضحاها كما حصل في الاتحاد السوفياتي سابقًا، فمع سقوط النظام الشيوعي ارتاحت الكنائس وتحرر الناس من الاضطهاد وبدأوا بممارسة عبادتهم دون قيود. اليوم تلتجأ القيادة الروسية الى الكنائس وتطلب مساندتها.

بالنسبة للدول الاسلامية السيناريو مختلف. مع سقوط القذافي في ليبيا ومبارك في مصر والحرب ضد الأسد في سوريا، ارتفعت نسبة اضطهاد المسيحيين في هذه البلاد، سقوط القادة العرب زاد الاضطهاد على المسيحيين في الدول الاسلامية.

الاضطهاد في الدول غير الاسلامية متجذرة في ايديولجيا معينة او نظام زمني معين (معظمهم دول شيوعية). لكن الاضطهاد في الدول الاسلامية متجذر بالديانة الاسلامية نفسها، وهي تتجاوز أي نظام أو حاكم. زوال هذا النظام او ذاك الحاكم لا يوقف اضطهاد الاقليات الدينية الأخرى.

امرأة عراقية بجانب صور ضحايا مذبحة سيدة النجاة في بغداد
امرأة عراقية بجانب صور ضحايا مذبحة سيدة النجاة في بغداد
تصوير AFP

من بين الدول الاسلامية العربية وغير العربية التي تضطهد المسيحيين، من خلال العنف والضغوطات والقيود وأعمال التمييز المتربطة بالدين، هم: الصومال حيث تحكم العشائر والقبائل الاسلامية بالموت تقريبا على كل المسيحيين الذين تجدهم، أفغانستان، المملكة العربية السعودية، اليمن، ايران، ليبيا ومصر ودول كثيرة اخرى.

للأسف، مع كل الوثائق والاثباتات التي توّضح اضطهاد المسيحيين في هذا العالم، الا ان القليلين الذين يتحدثون عن ذلك. غالبية الدول الغربية تفضل التزام الصمت والتجاهل!

والسؤال الذي يراودنا في مـوقع لـينغا للخدمات المسيحية، هل يجب الانتظار الى حصول ما هو أسوأ لكي تبدأ الدول المتقدمة بالعمل من اجل ايقاف اضطهاد المسيحيين من حول العالم؟ ومتى ستمد الدول المتطورة يدها لعون المسيحيين المتألمين بسبب ايمانهم بالمسيح مُخلص البشرية؟!

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. يوسف دي 25 فبراير 2014 - 07:26 بتوقيت القدس
انا مسلم وأعترف بأن المسلمون عامة لا يعرفون معنى وأهمية التعايش انا مسلم وأعترف بأن المسلمون عامة لا يعرفون معنى وأهمية التعايش
احب أن يعرف البعض بأني ولدت في عائلة مسلمه ولكني اعترف بانه ويا للأسف اينما وجد المسلمون بشكل عام وجدت المشاكل معهم. لا يحترمون اراء الاخرين ولا معتقداتهم الدينيه او السياسيه ولا يعرفون معنى التعايش مع الاخرين. ديدنهم القتل والذبح وقطع الرؤوس والسحل والقهر والظلم والاضطهاد. هؤلاء هم المسلمون للاسف ولن يتغيروا. مسؤولية الكنيسه والقيادات المسيحيه كبيره ولكني للاسف ايضاً لا اراهم على قدر المسؤولية لحماية الوجود المسيحي في بلدانهم. مثلاً عندنا في لبنان القيادات المسيحية تلهث وراء المناصب والمراكز، والكنيسه لا تفعل ما يكفي لحماية الوجود المسيحي في لبنان من الهجرة والتغيير الديمغرافي. منذ العام ١٩٩٠ وحتى اليوم قام المسلمون بقيادة رفيق الحريري باكبر تغيير ديمغرافي في تاريخ لبنان عبر مرسوم التجنيس الذي ضائل عدد المسيحيين وكثر عدد المسلمين. ما بقي بدوي ولا نوري ولا فلسطيني ولا سوري ولا كردي ولا باكستاني او بنغالي الا واعطوه الجنسيه وهذه اراضي المسيحيين استولوا عليها بالقوه. اين دور الكنائس في لبنان لتحمي الوجود المسيحي؟ اين دور القيادات السياسية المسيحيه لتحمي الوجود المسيحي؟ للاسف لا يفكر هؤلاء الا بالمناصب.
قد يهمك ايضا