شهدت منطقة نورث كيفو في جمهورية الكونغو الديمقراطية مأساة دامية جديدة، بعدما شنّ مسلحون مرتبطون بتنظيم ما يُعرف بـ "القوات الديمقراطية المتحالفة" (ADF) المبايع لداعش، هجومًا وحشيًا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 89 مسيحيًا خلال الأيام الأخيرة.
الهجوم وقع أثناء مراسم دفن في إحدى القرى، حيث اقتحم المسلحون المكان وفتحوا النار عشوائيًا على المشاركين. كما امتدت الاعتداءات إلى قرى مجاورة، حيث أُحرقت منازل وسُلبت ممتلكات، تاركين خلفهم مشهدًا من الرعب والمعاناة.
وفقًا لشهادات محلية نقلتها وكالات الأنباء، كان العديد من الضحايا من العائلات التي سبق أن نزحت من مناطق أخرى هربًا من العنف، قبل أن تطالهم يد الإرهاب مجددًا. وأكدت منظمات إنسانية عاملة في المنطقة أن هذه المذبحة تعد واحدة من أعنف الهجمات التي استهدفت المجتمع المسيحي في شمال شرق الكونغو منذ بداية العام.
الكنيسة المحلية عبّرت عن حزنها العميق، ورفعت الصلوات لأجل أرواح الضحايا وأسرهم، مؤكدة أن دماء الشهداء تصرخ في وجه العالم وتطالب بالسلام والعدالة. كما دعت الكنائس والمنظمات المسيحية الدولية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية الأبرياء ووضع حد لسلسلة العنف التي تحوّل حياة المسيحيين في الكونغو إلى مأساة متكررة.
تأتي هذه الجريمة المروّعة لتسلط الضوء من جديد على حجم التحديات التي يواجهها المسيحيون في إفريقيا الوسطى والشرقية، حيث تتزايد الاعتداءات الممنهجة ضد الكنائس والمؤمنين، في ظل غياب أمني وضعف سيطرة الدولة على المناطق النائية.