هل الله مصدر الشر؟

الكثير من الناس في العالم لا يؤمنون بالله، ومن ضمن ‏اسباب عدم ايمانهم، اعتقادهم بأنه طالما الشر موجود في العالم فلابد ان الله غير موجود، اذ ‏ان الله هو خير والله الكامل لا يمكن ان يخلق كونا به شر
20 فبراير 2016 - 23:48 بتوقيت القدس

نقرأ في سفر اشعياء 45: 7 هذا الاعلان عن الله انه هو" مصور النور وخالق الظلمة صانع ‏السلام وخالق الشر"‏

لماذا يا الله؟

يرتبط بهذا العدد بعض الاعداد الاخرى التي تبدو وكأنها تعلن ان الله هو مصدر الشر ‏عاموس 3: 6 و مراثي ارميا 3: 38. الكثير من الناس في العالم لا يؤمنون بالله، ومن ضمن ‏اسباب عدم ايمانهم، اعتقادهم بأنه طالما الشر موجود في العالم فلابد ان الله غير موجود، اذ ‏ان الله هو خير والله الكامل لا يمكن ان يخلق كونا به شر، وطالما ان الله هو الذي خلق كل ‏شيء فلابد اذن انه هو الذي خلق الشر... واله مثل هذا لا يمكن ان يكون هو الله، هذا هو ‏تفكير الملحدون.‏

دعونا نبدأ هذا التحليل بشرح لمعنى كلمة شر كما وردت في اشعياء 45: 7 لانه النص الاهم ‏حتى يمكننا فهم ما هو المقصود من هذا التعبير "خالق الشر".‏

معنى كلمه الشر:‏

ليس المقصود دائما بكلمة الشر عندما ترد في العهد القديم ان يكون المعنى هو الشر الادبي ‏والانحراف عن كل ما هو مستقيم. فهذا المعنى هو احد معانى كلمه " רע - رَع " العبرية ‏وهذه المعاني كما يوردها جيزنس صـ 772 كلمه رقم 7453 كالتالي:‏
‏1-‏ شيء ما رديء ( لاويين 27 : 10 ، تث 17 : 1 ، 2مل 2 :19 ) ‏
‏2-‏ سوء الحظ ( اش 3 : 11 ) ‏
‏3-‏ اما الكلمة في المؤنث "רעה - رعه" وهي الواردة في اشعياء 45 : 7 بحسب ما يقول ‏جيزنس صـ 773 كلمه رقم 7451، فهي اما ان تشير الى ذلك الشر الذي يصنعه اي ‏انسان (ايوب 20 : 12 مز 97 : 10) او الشر الذي يحدث لاي انسان، وبذلك يكون هذا ‏الشر هو المصيبة او البلوى او المأساة التي تصيب الانسان. فالمعنى الاول هو من ‏الاتجاه الادبي اما الثاني فهو يشير الى ما هو من نتاج الاول او عقابا بسببه. في سفر ‏عاموس 3: 6 ترد ذات الكلمة وتترجم "بلية" وفي مراثي ارميا 3: 38 نقرأ "من فم العلي ‏الا تخرج الشرور والخير" ونجد في هذا النص ان فم العلي يشير الى انه لا يحدث شيء ‏على الارض والله لم يكن محددا له قبل ذلك، لا يوجد من يمكنه ان ينفذ اراده له ‏ويصدر امر وهو ضد المشيئة الالهية المعينه من قبل، لذلك فالخير والشرور " المصائب " ‏هما تحت السيطره الالهية " ‏
‏ ‏
‏ سفر الجامعه اصحاح 5 يؤكد على ان يوم الولادة ويوم الممات لهم وقت محدد من قَبل، ‏وكل ما بينهما هو ايضا محدد من قَبل" جامعه 5: 1 ". ما نفمهه اذاً ان المقصود بكلمة " ‏الشر" هنا ليس الخطية ولكن" المأسى" وبهذا المعنى ترجمتها غالبية الترجمات الحدثية الى ‏الكلمات الانجليزية الى ‏calamity , disaster‏ اشار بارنس الى انه يجب ان يفهم العدد من ‏خلال المقطع الذي فيه، وفي اش 45 : 7 نفهم ان الله سوف يُنجح كورش وان الامم التي ‏سوف يقهرها سوف تنال عواقب وخيمه، فهذا عقاب الله لها بواسطة اداتهِ كورش وكل ما ‏يحدث لها هو من مآسي هو تحت التوجيه والسيطرة الالهية. هو ليس من عمل الصدفة ولا ‏من صنع الهةٌ اخرى، انه من ارادة الله، وبهذا المعنى يكون الله هو الذي خلق الشر أي ‏عاقب شر البشر باصابتهم بمآسي.‏

الشر ليس مخلوق :‏

لا تشير كلمة خلق هنا في اشعياء 45: 7 الى تكوين شيء من لا شيء، او الى خلق مادة ما ‏تخضع لقوانين الطبيعة، فالشر ليس مخلوقاً فيزيائياً له ابعاد ممكن ادراكه كمادة ما يمكن ‏رؤيته او سماعه او لمسه.‏

النور عكس الظلمة لكن الشر ليس عكس السلام :‏

استخدم الشعر العبري في الكتاب المقدس اسلوب سمي التوازي، وهذا التوازي قد يكون ‏متشابه ويسمى توازي متشابه وذلك بان يكون هناك مقطعين احداهما له نفس معنى الاخر ‏مع اختلاف الكلمات، او يسمى توازي مضاد، اي ان احد المقطعين مضاد للاخر، وهنا في ‏اشعياء 45: 7 نجد ان النور مُضاد للظلام ولكن الشر ليس المضاد للسلام بل الخير، لذلك ‏ليس المقصود من الشر هنا هو ما عكس الخير ولكن ما هو عكس السلام اي الاضطراب ‏والقلق والمآسي.‏

في سفر الجامعة اصحاح 3 تكلم الحكيم عن 14 مريزم "الشيء وضده" من التضاد وهذا ‏الاسلوب يسمى في العبرية מריזם ‏merism‏ وهي كالتالي:‏
‏1- الولاده والموت ‏2- الغرس والقلع ‏3- القتل والشفاء
‏4- الهدم والبناء ‏5- البكاء والفرح ‏ ‏6- النوح والرقص
‏7- التفريق والجمع ‏ ‏8- المعانقه والانفصال ‏9- التمزيق والتخييط
‏10- السكوت والتكلم ‏ ‏11- الكسب والخساره ‏12- الصيانه والطرح ‏
‏13- الحب والبغضه ‏14- الحرب والصلح
وهذه الكلمه الاخيرة "الصلح" تأتي في النص العبري "שלום - شلوم" وهي الكلمة ذاتها ‏المستخدمة "السلام" في الكتاب، اذن عكس السلام هو الحرب وليس الشر فالمقصود اذن في ‏اش 45: 7 هو المأسى وليس الشر الادبي.‏

الله يكره الشر الادبي:‏

لا يمكن ان يكون الله هو مصدر الشر الادبي " الخطية " فقد اعلن كثيراً في كتابه انه يكره ‏الخطية والشر ( قارن 2 اخبار 19 : 7 ، ايوب 34 : 10 ، مزمور 5 : 4 ، 92 : 15 ، ارميا 2 : 25 ، ‏تيطس 1 : 2 ، جامعه 12 : 14 ، روميه 13 : 4 ، حبقوق 1 : 13 )‏
كان ايوب يفهم هذا المعنى جيداً لذلك قال لزوجته عندما حلت به المصائب" الخير نقبل ‏من عند الله والشر لانقبل " ايوب 2 : 10 "‏

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
مقالات تابعة للسلسلة نفسها:
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. باسم ادرنلي 21 فبراير 2016 - 00:07 بتوقيت القدس
الشر هو الرديء الشر هو الرديء
شكرأً أخي إيهاب على المقال الهام هذا. كما قلت أخي العزيز، الله خلق الشر "رَع"؛ وفي نص أشعياء 47: 5، يعني الرديء، ولا يعني الشر بمعنى الخطية، بل يعني الشيء الذي ليس بحسب مشيئة الله. وهو يكمن في خلق الله لشجرة معرفة الخير والشر، أي أن الله خلق الاحتمالية للإنسان بأن يتمرد على الله، لكن لم تكن إرادة الله بأن يفعل الإنسان هذا!!! فالله خلق شجرة معرفة الخير والشر، لكن لم تكن مشيئته أن يأخذ منها آدم. فالله يعمل الرديء لكنه لا يعمل الخطية. فما هو المقصور بالرديء، من جهة عمل الله المباشر؟؟ يقصد به أنه مثلا عندما يؤدب الله الإنسان، في عينيه هذا قبيح ورديء وليس بحسب مشيئته، لكنه يعمله لخير الإنسان. مثل الأب الذي يؤدب ابنه، لا يحسبه شيء حسن، بل رديء، لكنه يفعله لخير ابنه. إذا الله يعمل الرديء الذي ليس بحسب مشيئته ورغبته كردة فعل على خطية الإنسان، لكنه لا يفعل الشر بمعنى الخطية. مرة أخرى، شكرأً على هذا الموضوع الهام
2. ايهاب صادق 21 فبراير 2016 - 09:39 بتوقيت القدس
تعليق على رد الاخ باسم ادرنلى تعليق على رد الاخ باسم ادرنلى
اخى الحبيب باسم ادرنلى , اصلى لاجل استخدام اكثر لطاقاتك فى خدمه السيد واثق فى فاعليه كلماتك ولهذا ارجو ان تكمل هذا المقال بجزء ثانى ترد فيه على بعض الشبهات الخاصه بهذا الموضوع مثل : ارسال روح ردىء من قبل الرب ومباغتته لشاول , خروج ارواح شريره لتغوى اخاب , من الذى اغوى داود باحصاء الشعب , اعلم انك ستتناول سلطان الله المطلق والفرق بين ارادته وبين ما يسمح به . مشاركتك فى هذا المقال بجزء ثان وثالث ستسعدنى وستثرى الموضوع لما لك من قبول واسع لدى قراء الصفحه . الرب يبارك حياتك
2.1. باسم أدرنلي 21 فبراير 2016 - 13:30 بتوقيت القدس
الشكر الجزيل للكاتب إيهاب صادق
أعتقد أن المواضيع التي تحتاج للتحليل والكتابة، هائلة وعملاقة، وتحتاج إلى مئات مثلنا. نصلي أن يستمر الله ليقودنا وعيطينا القدرة والحكمة في عمل إرادته. إلى الأمام أخي العزيز، ليبارك الله قلبك وفكرك لتخدمه وتخدم جسده باستمرار.
3. ابن المسيح 21 فبراير 2016 - 15:16 بتوقيت القدس
شكرا الى الاخ ايهاب والاخ باسل المسيح يبارك حياتكم امين شكرا الى الاخ ايهاب والاخ باسل المسيح يبارك حياتكم امين
آية (1) هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لادوس أمامه أمما واحقاء ملوك احل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. لمسيحه لكورش = كان الملوك اليهود يُمسحون، وهذه هي المرة الوحيدة التي نسمع فيها عن مسح ملك أممي فهو رمز للمسيح. وهي لا تعني أن أحداً مسح كورش بدهن ولكن هذا يعنى أنه مكلف برسالة وعمل من قبل الله. لأدوس أمامه أممًا = ذكر في التاريخ أن كورش فتح 17 مملكة وكانت عادة الملوك المنتصرين أن يدوسوا على أعناق عظماء المملكة التي هزموها (يش 10:24) وكورش في هذا كان رمزًا للمسيح، فهذا قيل عن المسيح "الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكًا" (مز 110: 5) (الملوك رمز للشياطين رؤساء العالم وملوك الوثنيين الذين اضطهدوا المسيحية) وفي (مز 110: 10) قيل "حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك " وهذه تناظر لأدوس أمامه أمما. ولنقارن بين الاثنين (1، 5) في مزمور (110) فنرى مرة المسيح عن يمين الآب ومرة الآب عن يمين الابن. إذًا اليمين ليس مكانًا بل هو إشارة للقوة والمجد. أحقاء ملوك أحل = حل المنطقة علامة ضعف وانكسار وهذا ما حدث لبيلشاصر (دا 5:6). آية (2) أنا أسير قدامك والهضاب أمهد اكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد اقصف. الهضاب = هضاب الصعوبات. المصراعين = ذكر التاريخ أنه كان لبابل 100 باب نحاس مغاليقها من الحديد ونحن في المسيح تنفتح أمامنا الأبواب الأبدية لنحيا للأبد في السماء، وأمام المسيح انفتحت أبواب الجحيم ليخرج الأبرار (مز 24: 7- 10). آية (3) وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابئ لكي تعرف إني أنا الرب الذي يدعوك باسمك إله إسرائيل. ذخائر الظلمة = اعتاد الملوك إخفاء كنوزهم حتى لا يأخذها أحد من الأعداء. وكان البابليون قد كنزوا كثيرًا من ثروات الشعوب، وقد أخذ كورش كل شيء منهم، كأن الله أعطاه ثمنًا لتحرير شعبه. وذخائر الظلمة هم البشر الذين كانوا في ظلمة الخطية والعبودية قبل المسيح، وحررهم المسيح، وهم لهم قيمة ثمينة جدًا عند الله = ذخائر. واعطيك = هم كانوا للآب وصاروا للابن (يو 17:6) لذلك فاسمنا الآن "مسيحيين". آية (4-6) لأجل عبدي يعقوب وإسرائيل مختاري دعوتك باسمك لقبتك وأنت لست تعرفني. أنا الرب وليس آخر لا إله سواي نطقتك وأنت لم تعرفني. لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها إن ليس غيري أنا الرب وليس آخر. لَقَّبْتُكَ = حددت عملك كراعىَّ ومسيحى. مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إلى مَغْرِبِهَا = إذا فهمت عن كورش فهي تعنى إمتداد مملكته أما عن المسيح فهو أتي من أجل كل العالم يهوداً وأمم وإمتدت الكنيسة في كل مكان. لَقَّبْتُكَ وَأَنْتَ لَسْتَ تَعْرِفُنِي = هذه عن كورش فالله أعطاه إسمه قبل أن يولد بحوالى 100 سنة. نَطَّقْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي = نطقتك تعنى وضعت منطقة حول حقويك لتتشدد وتضرب بابل لتحرر شعبى = لأجل عبدى يعقوب. آية (7) مصور النور وخالق الظلمة صانع السلام وخالق الشر أنا الرب صانع كل هذه. خالق الشر = فبعض الأمم الوثنية ومنهم الفرس كان لهم إيمان بأن هناك إلهين إله للخير وإله للشر. والمعنى هنا أنه ليس سوى إله واحد والشر هو بسماح منه. والله لا يتسبب في الشر أو الخطية، فالخطية هي عدم القدرة أو فشل الإنسان في أن يحيا في بر، فالسرقة هي فشل الإنسان أن يحيا أمينًا. ولكن الشر المقصود هنا هو ما يحسبه الإنسان شرًا مثل الحروب والأمراض والموت، وهذه يسمح بها الله وهدفها التأديب. وكلمة شر هنا جاءت ليست بمعنى خطية ولكن الآثار التي تسببها الخطية من حزن وضيق وآلام. هذه الآثار هي نتيجة الخطية ولكن الله بمحبته حول هذه الآلام للتأديب للخلاص وهنا معنى ما نصلي به بالقداس الغريغوري "حولت لي العقوبة خلاصًا". آية (8) أقطري أيتها السماوات من فوق ولينزل الجو برا لتنفتح الأرض فيثمر الخلاص ولتنبت برا معا أنا الرب قد خلقته. هنا إشعياء ينتقل بالوحي لخلاص المسيح بدلًا من خلاص كورش الزمني. هنا نرى البر الذي لن يكون سوى بذبيحة المسيح. أقطري = أي أن البر سيأتي من السماء كما يأتي المطر من السماء. ونلاحظ أن الأرض هي الأخرى تنبت برًا = والأرض لن تنبت إلا بنزول المطر (إشارة للروح القدس الذي سيرسله المسيح). وإذا فهمنا أن الأرض هي إشارة للجسد المأخوذ من تراب الأرض نرى هنا جهاد الإنسان الذي به يقبل نعمة الله، فتصير أعضاءه آلات بر (رو6: 13). آية (9) ويل لمن يخاصم جابله خزف بين أخزاف الأرض هل يقول الطين لجابله ماذا تصنع أو يقول عملك ليس له يدان. عملك ليس له يدان = ليس من حق الإناء الخزفي أن يعترض على الخزاف قائلًا لماذا لم تصنع يدان لي. وهذا الكلام موجه لإسرائيل، حتى لا يتذمروا على الله جابله سائلًا لماذا تأخر الخلاص، أو لماذا كان الخلاص على يد كورش وليس على يد ملك منهم. وأيضًا ليس لهم الحق أن يرفضوا خلاص الأمم. الآية (10) ويل للذي يقول لأبيه ماذا تلد وللمرأة ماذا تلدين. لا يليق بإنسان أن يتذمر على أبويه معترضًا على فقره أو الحال التي هو فيها أو التي هم عليها كعائلة. آية (11) هكذا يقول الرب قدوس إسرائيل وجابله اسألوني عن الآتيات من جهة بني ومن جهة عمل يدي أوصوني. اِسْأَلُوا تُعْطَوْا... صلوا بإيمان فالصلاة جزء من نظام تعاون بين الله والإنسان. مثل الفلاح عليه أن يزرع وعلى الله أن ينمى. آية (12) أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها يداي أنا نشرتا السماوات وكل جندها أنا أمرت. أنا فعلت كل هذا فهل يعسر عليَّ أمر، هل يعسر عليَّ إصلاح ما أفسده إبليس؟! آية (13) أنا قد أنهضته بالنصر وكل طرقه أسهل هو يبني مدينتي ويطلق سبيي لا بثمن ولا بهدية قال رب الجنود. الله أنجح طريق كورش ليفك أسر شعبه. وأنجح طريق المسيح ليحررنا ويؤسس هيكل جسده (كنيسته) وكان هذا مجانًا (رو 3: 24، 25). آية (14) هكذا قال الرب تعب مصر وتجارة كوش والسبئيون ذوو القامة إليك يعبرون ولك يكونون خلفك يمشون بالقيود يمرون ولك يسجدون إليك يتضرعون قائلين فيك وحدك الله وليس آخر ليس اله. الرب يذكر هنا 3 شعوب بالنيابة عن كل الأمم وانضمامهم للكنيسة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). إذًا الخلاص لكل العالم. وستقدم الشعوب طاقاتها وثرواتها وكل مالهم من تعب أو زراعة أو تجارة للمسيح. والله أطلق شعبه من مصر ومن بابل أغنياء، وأطلقنا من عبودية إبليس مملوئين من الروح القدس، فالله لا يحرر أولاده ثم يتركهم فارغين. بِالْقُيُودِ = المقصود ليس سلاسل بل تسلط الحق على عقول الناس وضمائرهم. هي تعنى إيمان حر بالله، به يُقيِّد الإنسان نفسه بحريته بالمسيح. وحدث بعد السبي أن تحول الكثيرين إلى اليهودية (إش 8: 17 + زك 8: 23) وتحقق هذا في الكنيسة. السبئيون (SABAISM) عباد الكواكب. آية (16،15) حقاً أنت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص. قد خزوا وخجلوا كلهم مضوا بالخجل جميعا الصانعون التماثيل. اله محتجب = أفكاره تسمو عن أفكارنا وهكذا كل طرقه وحكمته. آية (17) أما إسرائيل فيخلص بالرب خلاصا أبديا لا تخزون ولا تخجلون إلى دهور الأبد. خلاصًا أبديًا= إذًا المقصود خلاص المسيح وليس خلاص كورش. آية (18) لأنه هكذا قال الرب خالق السماوات هو الله مصور الأرض وصانعها هو قررها لم يخلقها باطلا للسكن صورها أنا الرب وليس آخر. الله خلق الأرض ومنها أرض اليهود لا ليتركها خراباً بلا سكان، إذاً فهذا وعد بالعودة. كل شيء خلقه الله له قيمته ولا يوجد شيء باطل أي لا فائدة منه. وأي إنسان يقول أنه خلق بلا فائدة فهذا خطأه هو نفسه. "خلقنا لأعمال صالحة سبق الله وأعدها لكي نسلك فيها" (أف2: 10). آية (19) لم أتكلم بالخفاء في مكان من الأرض مظلم لم أقل لنسل يعقوب باطلا اطلبوني أنا الرب متكلم بالصدق مخبر بالاستقامة. لم أتكلم بالخفاء = هنا نرى صفة جديدة لخلاص المسيح أنه خلاص علني فهو عَلَّم علانية وصُلِب علانية وأرسل رسله ليكرزوا للعالم علانية. وكانت عادة الكهنة الوثنيين أن يتكلموا في الظلمة وبألفاظ مبهمة، أما أعمال المسيح فكانت علانية. لم أقل باطلًا اطلبوني = فالله يسمع الصلاة ويستجيب. آية (20) اجتمعوا وهلموا تقدموا معا ايها الناجون من الأمم لا يعلم الحاملون خشب صنمهم والمصلون إلى إله لا يخلص. اجتمعوا ايها الناجون = من بابل بعد أن تعلمتم أن الأصنام لا قيمة لها ولا تخلص تابعيها الذين يحملونها ولا تحملهم. لا يعلم = أي أن الجهال هم الذين يحملون خشب أصنامهم. آية (21) اخبروا قدموا وليتشاوروا معا من اعلم بهذه منذ القديم اخبر بها منذ زمان أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري إله بار ومخلص ليس سواي. أَخْبِرُوا قَدِّمُوا = ذكر الرب مراراً في هذه النبوة أن الإعلان عن المستقبل هو دليل الإلوهية. وهنا هو يعلمهم بكورش وعمله. إِلهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ = بار لأنه ينفذ مواعيده بالخلاص ، هو وعد بكورش ليخلصهم وها قد نفذ وعده. آية (23،22) التفتوا إلى واخلصوا يا جميع اقاصي الأرض لاني أنا الله وليس آخر. بذاتي أقسمت خرج من فمي الصدق كلمة لا ترجع أنه لي تجثو كل ركبة يحلف كل لسان. القسم هنا يدل على أن الكلام الذي يأتي بعده مهم وهو تَجْثُو لِي كُلُّ رُكْبَةٍ فمن كان يصدق وقتها أن الأرض كلها تجثو للرب أي تؤمن به. نرى هنا قبول الأمم وقارن مع (في 2 : 10) فللمسيح تجثو كل ركبة وهذا لأن المسيح هو الله يهوه. آيات (24-25) قال لي إنما بالرب البر والقوة إليه يأتي ويخزى جميع المغتاظين عليه. بالرب يتبرر ويفتخر كل نسل إسرائيل. قَالَ لِي = قال الرب للنبي. بِالرَّبِّ الْبِرُّ وَالْقُوَّةُ = هذا من جهة الرب أنه صادق في كل مواعيده وقادر أن يتممها. والبر الحقيقى للإنسان هو بر يمكن للإنسان أن يحيا به حينما تسكن حياة المسيح فينا بالمعمودية ، وهذه من ثمار الخلاص الذي كان بقوة وأتى بالبر. جميع المغتاظين = هؤلاء يخزون ويسلمون للمسيح لأنهم ليسوا قادرين على مقاومته. وبالنسبة للمسيحي فالشياطين هم من اغتاظوا من الخلاص الذي قدَّمه المسيح وحرَّر البشر من أياديهم. وهؤلاء قد خزوا بالصليب. لذلك فبنو إسرائيل الله أي الكنيسة فيفتخرون بالرب.
3.1. ايهاب صادق 21 فبراير 2016 - 23:08 بتوقيت القدس
شكر لابن المسيح
اشرك لتعليقك ودائما ما نستفيد من تعليقاتك ذات الخلفيه الكتابيه . لينغا: https://www.linga.org/defense-articles/ODA1Nw
4. ابن الرب 10 أكتوبر 2016 - 01:11 بتوقيت القدس
شرح بسيط لعلاقة الله بالشر شرح بسيط لعلاقة الله بالشر
ما علاقة الله بالشر؟ - هل هو ينشئ الشر أو يشجع عليه؟ بالتأكيد لا، لأنه إله خيِّر. - هل الله ليس له أي علاقة بالشر؟ بلى، الله له علاقة بالشر. إذًا ما هذه العلاقة؟ - الله يسمح بالشر ويوافق عليه لأن الشر نتيجة حرية الاختيار وهو قد وافق على الحرية وهو يعرف نتائجها. لكنه يتحكم في الشر وله سلطان كامل عليه. يمكن شرح ذلك بتشبيه: أن رئيس دولة وافق على إنشاء مصنع للأسلحة في دولته لأنه رئيس "ديموقراطي" ولا يخاف أفعال الآخرين حيثُ أن ذلك لن يؤثر على كينونته ومشاريعه. ومع أنه لم يكن صاحب فكرة إنشاء هذا المصنع ولم ينشئه، لكنه يحدد كمية إنتاج الأسلحة ويعطي تراخيص استخدامها ويحدد أو يصرِّح مجال استخدامها ويستطيع تحويل كل استخدام سيء للخير. فالله يحدد نوعية الشر، وكمية الشر، ومدة الشر، ومُنفِّذ الشر، ويضبط جرعة الشر مع أنه لم ينتج هذا الشر ولم يُروِّج له أبدًا، بل هو يحاربه حتى وإن كنَّا لا نرى ذلك. وهذا يفسِّر استخدام الله للشر في أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس، مع التنويه إلى أن ذلك الإله عندما يحوِّل الشر إلى خير أو عندما يصلح ما أفسده الشر لا يُرجعه إلى حالته الأولى قبل أن يصيبه الشر بل يصلحه إلى شيء أفضل بكثير من الأول مثل النجار الذي يصلح منضدة طعام مكسورة فيجعلها صالحة للاستخدام كمنضدة طعام ومكتب ومكتبة ومخزن وكنبة وسرير....إلخ. - أمَّا عن أمثلة الكتاب المقدس: ١- سمح الله لعناصر الشر أن تكون موجودة في جنة عدن، وهي لم توجد رغمًا عنه، والسقوط لم يحدث بدون موافقته، ولكن إصلاحه للمشكلة ليس أن يُرجع الإنسان إلى "الجنة" أو "الجنينة" بل إلى السماء، إلى محضر الله الدائم ورؤية وجه الله. وليس ليسود الإنسان على الأرض والكائنات التي عليها بل ليملك مع الله في السماء ويحكم معه، بل ويدين ملائكة أيضًا. ٢- سمح الله بموت عير وأونان أبناء يهوذا ويقول الكتاب أن الرب "أماتهما" (الله ليس هو مصدر الموت لكنه سمح ليد الشيطان أن تمتد لهما للموت). لعل ذلك في صالح عير وأونان حتى لا يكونا في درجة أسوأ في الجحيم إذ ربما أن الله فعل ذلك رحمةً بهما لأنه يعلم أنهما سيتمادان في الشر. ٣- سمح الله للطوفان أن يُغرق الأرض أيام نوح حتى لو استخدم كاتب الوحي كلمات مثل "أتى الله بالطوفان"، " أغرق الله..." فقد كانوا قديمًا يعرفون ويدركون أن زمام كل الأمور في يد الله سواءًا كانت أمورًا خيِّرة أو شريرة. استفادت البشرية من الطوفان أنها استرجعت العهد والعلاقة مع الله الخالق كما استفادت أن يقل عُمر الإنسان فتقل معاناته واستفاد الغارقون في الطوفان مثل استفادة عير وأونان -انظر أعلاه. ٤- سمح الله للشيطان أن يجرِّب أيوب بل حدد الله جرعة الشر ووضع الحدود التي لا يتخطاها الشيطان. ٥- سمح الله لروح الكذب أن تدخل أو تغوي أخآب عن طريق الأنبياء الكذبة ويقول الكتاب في ١مل ٣:٢٢ ٢"قد جعل الرب روح كذب (أو خداع) في أفواه جميع أنبيائك هؤلاء، والرب تكلم عليك بشر". وكل ذلك لينقذ الله شعب إسرائيل وأخآب نفسه من التمادي في الشر وقد أعطاه الله ربما آخر فرصة وهو مجروح في مركبته إلى غروب الشمس قد يكون تاب خلالها وذهب للسماء. ٦- أهاج الرب داود على إسرائيل عن طريق استخدام غواية الشيطان لداود لكي يحصي الشعب (قارن ٢صم ١:٢٤ مع ١أخ ١:٢١). ٧- أرسل الله ملوك أشور وبابل وغيرهم على شعب إسرائيل لتأديبه وإرجاعه ولكن الله عوَّضه ليس بمملكة أرضية بل سماوية وليس بمَلك أو "مسيح" أرضي لكن سماوي. ٨- مثال عن شر لم يسمح به الله: أنه أمسك أبيمالك عن الخطية. انظر تك ٢٠ ٩- أمثلة أخرى: قسَّى الله قلب فرعون، رو ٨:١١، إش٩:٦-١٠، إش ٧:٤٥، قض ١٤: ٤، لو ٢٢: ٣١، ١صم ٢: ٢٥، أي ١٢: ١٦-١٧، ١صم ١٦: ١٤. - فإن الله الذي في يده زمام كل الأمور يستخدم الشر مثلما يستخدم الخير ويستخدم الأشرار مثلما يستخدم الأبرار: فقد استخدم نبوخذنصر وكورش وتغلث فلاسر وياهو بن يهوشافاط بن نمشي واستخدم بلعام بل واستخدم الشيطان نفسه. وهو يحدد مدة الشر مثلما حدد عبودية شعب إسرائيل في مصر بـ ٤٠٠ سنة وسبي بابل بـ ٧٠ سنة ومجاعة مصر والشعوب حولها بـ ٧ سنين حتى وإن قلنا أن كل ذلك بسبب سابق معرفته لكنه بما أنه كلي القدرة كان يمكن أن يمنع أو يقلل تلك الشرور. الله لا يعاقِب ولا ينتقم من الإنسان على الأرض لكنه يؤدِّب ويُرجِع إلى الحق ولا دينونة أو عقاب على أي خطية على الأرض سواء في العهد القديم أو الجديد. فقط هناك دينونة واحدة في اليوم الأخير. أمَّا إذا أمات الله إنسانًا أو جماعة من البشر (أي سمح بموتهم) فذلك رحمةً بهم ليكونوا في حالٍ أخف في الجحيم. لقد صورت لنا ثقافة خاطئة أن الله والشيطان ندَّان (أي خصمان) متساويان يصارع أحدهما الآخر، ولذلك نفزع عندما نجد في الكتاب المقدس الشيطان يَمثُل أمام الله ويحاوره؛ بل إني أؤمن أن الشيطان لا يستطيع أن يقوم بأي شر أو غواية بدون استئذان من الله وذلك بسبب طبيعته (حاله حال الملائكة التي ما هي إلا أرواح مرسَلة خادمة). شكرًا لإلهي الذي في يده زمام كل الأمور حتى ما ارتكبْتُهُ أنا من شرور.