أمرٌ جديدٌ

تكشف لنا هذه القصة المأخوذة من لوقا عن اختيار الرب لعائلة زكريا وإليصابات لكي يبدأ معهم، ومع كل البشرية، بداية جديدة. لربما الكثيرات منّا ينتظرن بداية جديدة، وصلاتي أن يعطينا الرب موسم أعياد غير عادي
22 ديسمبر 2013 - 19:14 بتوقيت القدس

لوقا 5:1-80

تكشف لنا هذه القصة المأخوذة من لوقا 5:1-80 اختيار الرب لعائلة زكريا وإليصابات لكي يبدأ معهم، ومع كل البشرية، بداية جديدة.

ينحدر كلُّ من زكريا وأليصبات من عائلة كهنوتية، وفي ذلك الزمن كان الوضع الروحي جافًا وقاتِلاً . وكثيرون كانوا ينتظرون افتقاد الرب، ووسط هذه الظروف المحبطة، نلاحظ اختيار الله لزوجين متقدمين في السن، حتى يبدأ معهما عهدًا جديدًا.

كانت أليصابات عاقرًا، ممّا  يجلب عارًا إجتماعيًا، ففي مجتمعات معينة مثل المجتمع اليهودي، في ذلك الوقت، كانت قيمة المرأة تُقاس بعدد الأطفال الذين تنجبهم. ولقد مرت اليصبات في أوقات مؤلمة، طويلة ولكنها بقيت أمينة للرب، واثقة فيه ومصلية له.

لربما الكثيرات منّا ينتظرن بداية جديدة، وصلاتي أن يعطينا الرب موسم أعياد غير عادي ويبارك الرب حياتنا وأولادنا ويُكَلّل السنة بجوده.

تتحدى البداية الجديدة المستحيل في حياتنا. كان زكريا واليصابات "بارّين أمام الله" وسالكين بلا لوم. ولكن لم يرزقهم الرب بأولاد. قد نتسائل أحيانًا :" لماذا يسمح الله بالألم"؟ والجواب هو: إنّ الألم يخدم مقاصد الله في حياتنا ويجعلنا نستقبل الأمور الجديدة التي يريد أن يمنحها لنا. صلّت هذه العائلة اربعين سنة من أجل الأولاد، ولربما أصيبت العائلة بإحباط ويأس شديد بسبب الانتظار الطويل. أختي الفاضلة، هل تعلمين أن الله لا ينسى صلاتك التي صليتِها منذ  زمن طويل؟ معنى اسم زكريّا:الله يتذكر، فثقي بأمانته لأنه لا ينسى حتى إن نسيتي، وهو الذي سيحول المعضلة التي في حياتك إلى أمرٍ جميل،  فالرب يأتي بمقاطعة لحياتنا ليصنع تغييرًا جذرياّ.

لقد كانت الحياة تسير في هذه العائلة على وتيرة واحدة، ولكن عندما ظهر الملاك جبرائيل لزكريّا وهو يكهن في الهيكل قاطعهُ مقاطعة الهيّة قائلاً له: "طلبتك قد سمعت، وامرأتك اليصبات ستلد ابنًا وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج". البداية الجديدة التي يصنعها الله معنا تأتي دائمًا بالفرح العظيم، ولكن إذا أعطانا الله بداية جديدة، علينا أن ننظر إلى صاحب الشأن وليس إلى أنفسنا كما كان حال زكريا: "كيف اعلم هذا، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في ايامها"؟ فخيرٌ لنا ان نصمت من ان نتكلم كلام عدم ايمان (لوقا 20:1) عندما يعرض علينا الرب بداية جديدة علينا أن نؤمن كما يقول الكتاب المقدس: امنت لذلك تكلمت. فكلامنا له تأثير كبير في خطة الله.

كانت اليصابات مؤمنة، لم تبدِ شكوكًا في قدرة الله على إتمام وعده، وكان لديها مرونة لاستقبال امرٍ جديدٍ من الرب، فعندما ولدت ابنها، اتت الجارات والأقارب ليسموه باسم ابيه، ولكنها  قالت: "لا بل يسمى يوحنا"، بمعنى الله تحنن! كان هدف الناس إرجاع تاريخ العائلة بتسمية الولد على اسم أبيه، أي إرجاع الجديد الى الوراء، ولكن ما اعظم ايمان اليصابات التي ارادت ان تنسى ما وراء وتمتد للأمام، وما اجمل ان نتعلم من ايمان هذة السيّدة وألاّ نعيش على الذكريات، بل على حنان الله. تُحدث البداية الجديدة انطلاقة ومعجزة في حياتنا، فعندما كتب زكريّا اسم الولد، انفتح فمه وانطلق وامتلأ من الروح القدس وابتدأ يتنبأ. استخدم الله هذة الأسرة للعهد الجديد.

كانت اليصابات إمرأة ذات امتيازات، فهي أول امرأة تعترف بيسوع وهو لا يزال في بطن أمه (لوقا 5:1-45).

كانت تربطها هي والمُطوَّبَة مريم العذراء العطية الفريدة التي منحها الله لهما.

كانت الامرأة الوحيدة التي استطاعت ان تفهم مريم في ذلك الوقت وكان قلبها وبيتها مفتوحين لمريم، لقد قامت بدور الأم الروحية لمريم العذراء، وكانت تعلم انّ ابن مريم سيكون أعظم شأنًا من ابنها الذي سيصبح مرسلاً أمام ابن العذراء رغم قول الرب عنه "لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان".

دروس نتعلمها من حياتها: 1) الإيمان المصحوب بالثقة والرجاء بالرب. 2) الصبر والتضحية في الخدمة: لقد انتظرت اليصابات الرب فمال إليها وسمع صراخها. 3) لا يجب ان ننسى ايضًا خدمتها لزوجها عندما صمت تسعة اشهر، إنها تضحية كبيرة بأن تخدمة وهي حامل ومتقدمة سنًا. 4) الصلاة والمرونة الروحية، 5) التقوى.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا