المحبة والخضوع: أساس النجاح في الحياة الزوجية

العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة: أسسها الله في جنة عدن وأهميتها في الحياة الزوجية والاجتماعية. تعرف على دور المحبة والخضوع وكيف يمكن للشركة الروحية أن تقوي هذا الرابط المقدس.
22 فبراير - 06:33 بتوقيت القدس
المحبة والخضوع: أساس النجاح في الحياة الزوجية

منذ بدأ الخليقة وضع الرب الاله آدم وحواء في جنة عدن، حيث كانت تسود المحبة والشركة المقدسة مع الله وبينهما.
هذا الرباط المُقدس الذي اسسه الله، ووجود الله في حياة كل منهما كان اساس البركة في هذه العلاقة، حتى اوصى الرب ان يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته، ويكون الاثنان جسدا واحدا.


كانت هذه وصية الرب المقدسة للآباء في جنة عدن، وهذا ما اقتبسه الرسول بولس عندما تكلم عن هذا السر في الحياة الزوجية في رسالة افسس الاصحاح الخامس، عندما تحدث عن هذه العلاقة التي كان اساسها الله بين الرجل والمرأة، والتي تعطلت بسبب الخطية والعصيان ضد الله، وعندها دخلت الخطية الى الجنس البشري، وافسدت كل ما هو حسن وجيد قد خلقه الله، قبل كل شئ العلاقة المقدسة مع الله، كذلك عهد الزواج المُقدس.

علَّم بولس في رسالة افسس عن اهمية المحبة والخضوع في المجتمع، اماكن العمل، في الكنيسة والعائلة.
اساس نجاح كل علاقة هي المحبة، لان الله محبة، والذي وهبنا ابنه يسوع لخلاص نفوسنا، كيف لا يهبنا معه كل شئ، النجاح في علاقتنا الاجتماعية مع الجميع، النجاح في اماكن عملنا، خدمتنا في الكنيسة وقبل كل اعتبار رابط المحبة المقدس بين الرجل والمرأة، المؤسس على بذل الذات للآخر، ان نكون سبب بركة وعون وتشجيع لشريك الحياة، دون ان نركز على ضعفات وزلات الآخر بل ان نستر ونعون احدنا الآخر.

هذا ما اوصى به رسول الامم، بان يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته بعهد زواج مقدس، ان يرعى ويحمي  امرأته كما يرعى جسده، وان يحب امرأته كما احب المسيح الكنيسة، وبذل نفسه لاجلها، وعلى اساس الشركة الروحية بين الزوجين لا بد يختبرا النجاح في جميع مجالات الحياة الأخرى.


كذلك على الامرأة ان تخضع لزوجها كما تخضع الكنيسة للرب، والمسؤول الاول امام الله هو الرجل، لذلك على الزوجين ان يلتصقا بالرب بالصلاة، والشركة المقدسة مع الله ومع شعبه.
هذا ليس معناه انه لن نواجه الصعوبات والتحديات بل وحتى السقطات، لكن محبة الله في قلوبنا تستر كثرة من الخطايا، وهذا يشدد ويقوي العلاقة الزوجية، وبان تسود الشركة ببن الزوجين، بكل صراحة، وضوح وخضوع.

ابدع الله القدوس قبل آلاف السنين في خلق اول عائلة في تاريخ البشرية، لكن مع مر السنين تشوه معنا الزواج وحتى الُحب بدخول الانانية والشذوذ الجنسي، وابعاد الله عن هذا الرابط المقدس ادى الى تدمير العائلة.
لكن الله ما زال يدعونا جميعا بالرجوع اليه بقلوب تائبة وخاشعة له، لانه هو الآب القدوس الحنان الرحيم، هو المثال الكامل الذي اعلنه لنا في ابنه يسوع المسيح، الذي كان كاملا في محبته وخضوعه للآب، لكي نقتدي نحن به بعلاقتنا مع الله ومع بعضنا البعض.

ما احوجنا في هذه الايام المعقدة ان نرجع الى اساسات الايمان بكل بساطة ووضوح، ان نحب بعضنا البعض كما احبنا المسيح، وان نخضع احدنا للآخر كما خضع المسيح للآب، لان من يحب الآخر لا بُد ان يخضع له ويصنع مشيئته.

عندما يرى الاولاد  اجواء المحبة والخضوع في العائلة، فلا بد ان يتأثروا بمثال الاهل الصالح، ويخضعوا لهم على اساس المحبة، لان الله اوصى ان نُكرم الاب والام، ان نحبهم، نرعاهم ونحترم وصاياهم وارادتهم.
كذلك على الاهل ان لا يُغيظوا اولادهم، بل يكون التعامل معهم قبل كل شئ بدافع المحبة والاحترام المتبادل.

صلاتي ان نسمع وصية الرب لنا جميعا، بان تكون المحبة والخضوع اساس علاقتنا احدنا مع الآخر، لكي نختبر مجد الرب في حياتنا وعائلاتنا، آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا