ها نحن نقترب من مناسبة من أجمل المناسبات ، الا وهي عيد الأم . ان كلمة الأم تبعث الإبتسامة على شفاهنا ، وتعطي طمأنينة في داخلنا ، انها واحدة من أعذب الكلمات ، فهي تجذب الدفىء الى قلوبنا ، فالأم بستان كبير من الرقة والحنو والروعة ، انها بحر من البذل والعطاء والشفافيّة .
الكتاب المقدس يعلم بغزارة عن المرأة الفاضلة ، فهي تاج لبعلها (أمثال 4:12) وهي معينة نظيرة لزوجها (تكوين 18:2) . وفي سفر الأمثال أقوال كثيرة عن النساء ، ولكن ما أجمل ان يختم السفر بامرأة تفوقت عليهن جميعاً . انه يتكلم بشكل خاص عن مواصفات الزوجة والأم الشريفة والنبيلة ( أمثال 31) .
أنه يتكلم عن إمرأة قوية الشخصية وعظيمة الحكمة ، امرأة متعددة المهارات ، زوجة وأم بارعة ، لديها معنويات عالية ، تتمتع بقوة الجلَد والمثابرة ، امرأة قيادية لديها قوة للإدارة والنظام والتدبير ، مدركة للمواسم وكل ما هو لائق ، مدركة للاحتياجات الحقيقية لأهل بيتها ، مبدعة ، جدية مجتهدة ، لديها قلب اعتناء ورحمة ، غنية بالعواطف ، تنظر الى احتياجات الآخرين وليس فقط لأهل بيتها ، لا تقارن نفسها بالآخرين ، تمتلك الأمان القلبي ، مملوءة بالنعمة ، ولكن قوتها وكرامتها لا تنتجان من انجازاتها المذهلة ، بل تنتجان عن اكرامها لله .
فما اجمل الأم التي تتزين بلؤلؤة الروح الوديع الهادئ ( 1 بطرس 4:3) . انها أثمن من كل المجوهرات في عيني الله ، فعندما تعيش كل أم بيننا حياة محورها رب المجد يسوع فانها تزداد تألقاً في جمالها الادبي والروحي ، ويتدفق هذا الجمال الفعال والآسر الى كل افراد اسرتها لتربحهم للرب وخلاصه ، وليتمتعوا معها بحياة المجد والرضا ، فيقوم اولادها ويطو بونها ،زوجها ايضاً فيمدحها ، ويمدحها الكتاب بقوله : " اما المرأة المتقية الرب فهي تمدح " . ( امثال 30:31) . وهذا اعظم مديح ، المديح الذي تأخذه من الرب .
وأخيراً ، ما اعظم المرأة والأم التي تغطي بيتها بالمحبة ، تعمل لنفسها موشيات (أغطية) . (أمثال 22:31) . فالمحبة لا تخاف من الفشل ولا من الظروف الصعبة ولا من المستقبل ، لأن المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج ( 1 يوحنا 18:4) . المحبة تشجع وتضع الأمل في البيت ، تجعل البيت دافئ وناجح ، فرحان ، ويوجد فيه سلام وأمان ، وما أروع ان نصلي كل يوم كلمات أصحاح المحبة ، 1 كورنثوس 13 ، ونحيا كل كلمة بنعمة الرب .
المرأة اعطيت قوة للتأثير ، فصلاتي ان تكون قوتك مؤثرة للخير والبناء والمسرة .
بقلم: روز عبيد
وبهذه المناسبة ادعوك أمي وأختي الفاضلة الى الإحتفال السنوي ، الذي اعتدنا ان نحتفل فيه سوياً كأمهات وأخوات من عدة كنائس ومن مناطق مختلفة ، فتعالي لنشكر الله على اعظم هبة اعطانا اياها ، وهي هبة الأمومة ، لنشكره على مراحمه ونعمته وعنايته فينا كل هذه السنين . لا تنسي ان لك دور هام كأم ، فتعالي لنتشجع ونحن نرى أخوات غيّر الرب حياتهن وشفاهن وأطلقهن لخدمته.
اغتنمي الفرصة لتساعدي اخوات للقدوم لسماع كلمة الرب التي تنير وتحيي ، وصلي معنا حتى يكون هذا اليوم يوماً تاريخياً في حياة كل أخت ، لتختبر نعمة الله المخلصة والشافية . والى ان نلتقي في 15/3/2014 ، صلاتي ان تكوني هذه المرأة الفاضلة التي يتكلم عنها الكتاب المقدس .