ترنيمة القدّيسة مريم العذراء - (3) عظائم ورحمة

أعلنت القدّيسة مريم في ترنيمتها سبب تطويبها، وهو العمل العظيم الّذي صنعه الله في حياتها... رحمة الله لا تتوقف من جيل إلى جيل. فهو لا يتغير، وهو في كل جيل يرحم من يتقيه من ذلك الجيل
18 أكتوبر 2017 - 22:45 بتوقيت القدس

القديسة مريم العذراء

لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس: أعلنت القدّيسة مريم في ترنيمتها سبب تطويبها، وهو العمل العظيم الّذي صنعه الله في حياتها، ألا وهو اختيارها من دون نساء العالم، وإعطائها قوّة بالرّوح القدس لحبل بابن في أحشائها وهي عذراء لم تمارس علاقة جسديّة مع  رجل، أي أنّها حبلت بدون زرع بشر، وهذه العجيبة الفريدة والتي لم تتكرر في التّاريخ نهائيًا كانت في حياة مريم العذراء، وهذا امتياز فريد لها على كل نساء العالم. أي أنّ القدّيسة مريم أعطت الفضل في تطويبها لما صنعه الله في حياتها. ونلاحظ هنا بأنها وصفت لله "بالقدير"، أي أن ما حدث في حياتها كان عمل الله القدير. وبالتّالي فإن كل المجد ينسب دائمًا لله القدير، ولم تنسب القدّيسة مريم لذاتها أيَّ مجد، كما لم تنسب المجد لملاك أو قدّيس، لأنّ الله وحده صانع العجائب والمعجزات العظائم، وهو القائل: "أَنَا الرّب هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ". (إشعياء 8:42)
مزمور 3:126 "عَظَّمَ الرّب الْعَمَلَ مَعَنَا، وَصِرْنَا فَرِحِينَ".

كذلك أشارت القدّيسة مريم هنا إلى حقيقة معروفة منذ بدايات معاملات الله للجنس البشري، ألا وهي حقيقية أنّ اسم الله قدوس. أي أنّه تجتمع في شخص الله كل فضائل المحبّة والخير والحق والعدل والجمال، وهذا ما يجعله قدّوسًا، أي مختلفًا عن العالم، ومنفصلًا عن أيّ شر أو خطيّة. وحقيقة قداسة اسم الله تدلُّ على فرادة وامتياز وجلال شخصه له المجد. نقرأ في سفر النّبي إشعياء 15:57 قوله: "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: «فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ، لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ". وفي مزمور 21:33 قوله: "لأَنَّهُ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ اتَّكَلْنَا". ونقرأ في سفر أخبار الأيّام الأوّل 35:16 قوله: "خَلِّصْنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، وَاجْمَعْنَا وَأَنْقِذْنَا مِنَ الأُمَمِ لِنَحْمَدَ اسْمَ قُدْسِكَ، وَنَتَفَاخَرَ بِتَسْبِيحَتِكَ". من أجل ذلك يريد الله من شعبه أن يقدّسوا اسمه في كل شيء يفكرون به ويقولونه ويعملونه، وذلك كما نردّد في الصّلاة الرّبانيّة قائلين: "لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ". (متّى 9:6).

ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه: لدينا هنا حقيقة ساطعة وجلية: لا ينعم برحمة الله إلّا الّذي يتقي الله. فمن مات في الخطيّة، ولم يتق الله في حياته، لن يرحمه الله، ولو أقاموا من أجله مئات وآلاف الصلوات والقداديس بعد موته. فقول القدّيسة مريم هنا هو دعوة مباشرة إلى التوبة وإلى مخافة الله وتقواه. وبالتوبة فقط ننال رحمته بدافع من محبته لنا، وبدون توبة وحياة تقوى لن ننال الرحمة، وسيقع علينا غضب الله. فمن يتق الله في حياته ينال رحمة الله، ومن لا يتق الله لن يرحمه الله، ولو طلب الناس له الرحمة في حياته أو بعد مماته. هذه الحقيقة اللّاهوتيّة الّتي نطقت بها القدّيسة مريم العذراء لا يعمل بها معظم الّذين يدّعون بأنّهم يحبون القدّيسة مريم، فهم يصلّون من أجل رحمة وغفران خطايا الموتى، ويرفضون حق الله الّذي نطقت به القدّيسة مريم وهو أنّ رحمة الله لا ينالها إلّا من يتّقي الله. نقرأ في مزمور 17:103-18 قوله: "أَمَّا رَحْمَةُ الرّب فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ، 18لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا". أي أن من يخاف الله ويتقيه، ويحفظ عهد الله ويعمل بحسب وصاياه، يرحمه الله ويغفرله خطاياه. وعليه فإن الصّلاة من أجل غفران خطايا الموتى هي ضدّ إرادة الله، وهي تشجيع للنّاس على ارتكاب الخطايا لأنهم سيتكلون على كذبة غفران خطاياهم بعد موتهم بسبب صلوات النّاس لهم.

رحمة الله بلا حدود، وذلك لأن محبّته تشمل جميع النّاس ولا تستثني أحدًا. نقرأ في مزمور 8:103 قوله: "الرّب رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. وقد عرف رجال ونساء الله هذه الحقيقة ومارسوها. فمثلا نقرأ في الإنجيل المقدّس أن بطرس الرّسول بكى بسبب خطية إنكار الرّب يسوع، لذلك سارع إلى التوبة وطلب الرّحمة. كذلك نبي الله داود، طلب رحمة الله بعد سقوطه في خطيّتي الزّنى والقتل، وصلّى في مزمور 1:51-2 قائلًا: "اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. 2اغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي". كذلك صلّى النّبي داود في مزمور 13:69 وقال: "يَا اَللهُ، بِكَثْرَةِ رَحْمَتِكَ اسْتَجِبْ لِي، بِحَقِّ خَلاَصِكَ" وقال في الآية 16 من ذات المزمور: "اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ لأَنَّ رَحْمَتَكَ صَالِحَةٌ. كَكَثْرَةِ مَرَاحِمِكَ الْتَفِتْ إِلَيَّ".

كذلك فإن رحمة الله إلى جيل الأجيال، أي أن رحمة الله لا تتوقف من جيل إلى جيل. فهو لا يتغير، وهو في كل جيل يرحم من يتقيه من ذلك الجيل. لذلك على كلّ واحدٍ منّا أن يطلب رحمة الله وغفرانه ما دام على قيد الحياة، فلا يوجد غفران بعد الموت، بل دينونة الله العادلة ستقع على من رفض التّوبة واستهان برحمة الله. هذه الحقيقة يمكن تسميتها "قانون الرحمة": من يخاف الله، يحصل على رحمة الله. فالرحمة للأتقياء فقط، وينالها الناس من فيض نعمة الله الغنية وليس نتيجة لأعمالهم أو اجتهادهم.

صنع قوة بذراعه. شتّتً المستكبرين بفكر قلوبهم: عمل الله في الماضي، وما يزال يعمل في أيّامنا بقوة من أجل شعبه وكنيسته. فقد أخرج في القديم شعبه من عبودية مصر، وحطّم مركبات جيش فرعون العظيم وأغرقهم في مياه البحر الأحمر. وأسقط أسوار أريحا، وحفظ الشبان الثلاثة من أتون النار، وحفظ دانيال في جب الأسود. وعندما تطاول الملك بيْلْشاصّر على الله، وسبّح آلهة الذّهب والفضّة والحديد والحجر والخشب، وقعت عليه دينونة الموت. كذلك الملك هيرودس الّذي ضربه ملاك الرّب بسبب كبريائه ولأنّه "لَمْ يُعْطِ الْمَجْدَ للهِ". (أعمال الرّسل 23:12).

تعتبر الكبرياء من أكبر الخطايا الّتي قد تملأ قلب الإنسان، والمتكبر غالبًا لا يستمع لصوت العقل والمنطق، ويعمل ما يحلو في عينه متجاهلًا حقيقة كونه إنسان يعيش بفضل عطايا ونعم الله الكثيرة. نقرأ في سفر الأمثال 18:16 قول الوحي المقدّس: "قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ". وكذلك نقرأ في رسالة يعقوب 6:4 "يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً". وما يزال الله يعمل بحسب كلمته، فهو يقاوم المستكبرين اليوم، كما قاومهم في الماضي، مثل الملك نبوخذ نصّر الذي افتخر بقوة اقتداره وجلال مجده، فما كان من الله الّا أن عاقبه ونزع عنه المُلك وأذلّه قائلًا له: "حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ". (دانيال 32:4). وتشهد أيضًا سجلّات التّاريخ على صحّة ما تقوله مريم هنا. فمن يدرس تاريخ الأمبراطوريات والممالك العظيمة، يجد أن القاسم المشترك في تاريخها هو سقوطها المدوّي بعد فترة من الإزدهار والقوة والعظمة.

أنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتضعين: كلمة "الأعزاء" تعني الأقوياء وأصحاب المال والنفوذ والسلطة، وتشير الكلمة هنا إلى القوى السياسية والدّينية الحاكمة في فلسطين في ايام الرّب يسوع، كما وتشير إلى كل قوة سياسة وعسكريّة اغتصبت الملك والحكم والسلطة بالقوة والبطش والإرهاب، وليس بالطرق السلمية وباختيار الناس لهم بحرية.مثل هؤلاء الناس عاقبهم الله بسبب كبريائهم، وأظهر الله عدله في مجازاتهم بسبب شرورهم وظلمهم. فمن فراعنة مصر وملوك بابل، وأباطرة الصين واليابان، وقياصرة روما، وأمراء ورؤساء دول كثيرة، كل هؤلاء وقعت عليهم دينونة الله العادلة بسبب ظلمهم للناس وقتلهم لهم وتشريدهم وتهجيرهم.

ولكن الله في نفس الوقت يرفع الله الناس الذين يؤمنون بشخصه القدوس، ويعملون مشيئته في حياتهم كل يوم. فالله يرفع الخاطي الذي يتوب، والضال الذي يعود. فقد رفع الله القدّيسة مريم، هذه الشابة العذراء. ورفع داود الراعي، وموسى الراعي ودانيال ويوسف بن يعقوب، وإيليا وأليشع وأستير، وبطرس ويوحنا وغيرهم الكثيرين وحتى اليوم. وما يزال الله يعمل ويخلص النفوس مستخدمًا الناس البسطاء والودعاء. أما من يفتخر بممتلكاته وقوته ومركزه وسلطته، فمثل هؤلاء الناس لا يخدمون الله بل بطونهم، وهؤلاء يحصدون ما يزرعون، ولا مكان لهم في ملكوت الله.

أشبع الجياع خيراتٍ وصرف الأغنياء فارغين: لدينا هنا حقيقة أخرى من قانون السّماء: من يجد شبعه في الله، فإنه يحصل على ما يحتاجه من الله. وكل من يجوع ويعطش لبر الله يشبع من بر الله (إقرأ متى 6:5) أما الأغنياء، أي الذين لا يعترفون بحاجتهم لله، والذين يتّكلون على أموالهم وليس على الله، هؤلاء يرفضهم الله، ولا مكان لهم في محضر الله. تمامًا كما حصل مع رجال الدين وزعماء الشعب من فريسيين وصدوقيين وهيروديسيين ممّن عاشوا في أيام الرّب يسوع، أي أولئك الذين رفضوا الرّب وتآمروا على صلبه مع سلطات روما الّتي كانت تحتل أرض فلسطين أيّام الرّب يسوع.

عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة، كما كلم آباءنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد: كل ما قاله الله من نبوّات ووعود، ولو قبل آلاف السنين، تحقق وسيتحقق. فكلمة الله لا تسقط أبدًا، بل تتمٌّ وتنجزُ عملها كما يريد الله بالضبط. فالله صادقُ وأمينٌ. فقبل أكثر من أربعة آلاف سنة، كلّم الله أبانا إبراهيم وقال له في سفر التكوين 2:12-3: "فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ".  وقد تمّ وعد الله لإبراهيم في تجسّد رب المجد يسوع من أجل فداء شعبه وتحريره من عبوديّة الخطيّة وإعطائِه الحياة الأبديّة. نقرأ في رسالة بولس الرّسول إلى أهل غلاطية 14:3 قوله: "لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ"، ويضيف قائلًا في الآية 16: وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ:«وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ:«وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ".  فتجسد الرّب يسوع المسيح كان تتويجًا لرحمة الله ومحبته لشعبه، وتتمة لدعوة الله لإبراهيم ونسله، وهكذا "فَإِنْ كُنْتُمْ لِلْمَسِيحِ، فَأَنْتُمْ إِذًا نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَسَبَ الْمَوْعِدِ وَرَثَةٌ". (غلاطية 29:3). أي أن كل من يؤمن بالرّب يسوع، يصبح من نسل إبراهيم الحقيقي، أي نسله الرّوحي. أي أن شعب الله اليوم يتكوّن من كل شخص مؤمن بالرّب يسوع، بغض النّظر عن أصله وجنسه وعرقه وقوميته ولونه ولغته. وهذا الشّعب له الحقّ أن يرث وعود الله الكثيرة والّتي تشمل الرّحمة والخلاص والحياة الأفضل في هذا العالم، ثمّ الحياة الأبديّة في السّماء.

العناصر النبوية في ترنيمة: تنبّأت القدّيسة مريم قائلةً بأن جميع الأجيال ستطوبها.أي سيذكرون اسمها مرتبطًا بغبطتها بسبب خلاصها وتقديسها واختيار الله لها لتكون أم الرّب يسوع بالجسد. كذلك تنبّأت بأن طفلها القادم سيكون سبب بركة ورحمة وخلاص لشعبه. 

لماذا كانت القدّيسة مريم شاكرة لله في ترنيمتها؟

  • لأن الله تجاهل ما وضعه الناس من فوارق اجتماعيّة غير طبيعية بين بعضهم البعض (آية 48).
  • ولأن بركة الله كانت عظيمة في حياتها (آية 49).
  • ولأن الله شتّتً المتكبرين والأقوياء، ورفع البسطاء والمتواضعيين (أيات 50-52).
  • ولأن الله يعطي كرامة من خلال رحمته. فالعجز التام هو الضمان الأقوى للحصول على معونة الله. (آية 54).
  • ولأن الله سيبارك شعبه بناء على وعده القديم لهم (آيات 54-55).

خاتمة: لم يؤدِّ عمل الله في حياة القدّيسة مريم إلى افتخارها أو كبريائها وإعجابها بذاتها، بل قادها إلى تسبيح الله، وإلى شكره على عمله في حياتها. وأدى أيضًا إلى امتلائها برجاء حي بأن الله يعمل في العالم، ويغيّر مسيرة التّاريخ، ويحقق وعوده ونبواته بأمانة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. مرىم اشرف 06 نوفمبر 2017 - 14:11 بتوقيت القدس
لمذا الغولبان بىقاسى مع اننا ولاد الملك وتركنا لىه لمذا الغولبان بىقاسى مع اننا ولاد الملك وتركنا لىه