مسيحي يُطالِع القرآن: القلم – 7 من 7

تعرضت خلال مطالعة سورة القلم لصدمات عدّة، المنسوب إلى الله يتعارض مع منطق الله المعروف في الكتاب المقدَّس، بل يتعارض مع المنطق الإنساني أيضا؛ تخيّل أنّك بنيت حائطًا مائلًا ثمّ عيّرتَه على ميلانه...
29 أكتوبر 2016 - 00:26 بتوقيت القدس

مسيحي يطالع القران - القلم 7

تعرضت خلال مطالعة سورة القلم لصدمات عدّة، ذكرت منها التالي في القسم السابق؛
الأولى أن اسم السورة بعيد عن غالبية محتواها، كذا سورة العلق.
والثانية: لملمة أجزاء السورة من مكة والمدينة خلال فترات مختلفة ما لم يضمن انتماء جميع الأجزاء إليها، بدليل وجود المتشابهات؛ والمتشابه في القرآن عمومًا معترف به إسلاميًّا، شأنه شأن المُحكَم، وقد حصل في القرآن تشابه في اللفظ وفي المعنى وفي كليهما، لكنّ الجدير ذكره أنّ التكرار عند أهل الأدب ليس من البلاغة!
مثالًا؛ لا تُطِعْ:
فلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِين8 ... ولا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مهِين10
مثالًا آخر؛ قَالُوا إِنَّا، إنّا كُنّا:
فلَمَّا رَأَوها قالُوا إنّا لَضَالُّون26 ... قالُوا سُبحَانَ رَبِّنا إنّا كُنّا ظالِمِين29  ... قالوا يا وَيلَنا إنّا كُنَّا طاغِين31
ويوجد دليل آخر يستطيع المدقّق في القراءة رصده: الانتقال المفاجئ من موضوع إلى آخر، كقوله (سنسِمُهُ على الخرطوم) الذي تلاه مباشرة قوله (إنّا بلوناهم...) ممّا يأتي بعد قليل.

والثالثة: القسم بمخلوقات الله عوض القسم بالله. عِلمًا أنّ السيد المسيح قد نهى عن كليهما: {قيل للقدماء لا تحنَثْ بل أوفِ للربّ اقسامك. وأمّا أنا فأقول لكم لا تَحلِفوا البَتّة لا بالسماء لأنها كرسي الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم. ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء. بل لِيَكُنْ كلامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشِّرِّير}+ متّى 5: 33-37
ففي تفسير القمّص تادرس يعقوب ملطي:
[لم يكن ممكنًا في العهد القديم أن يمتنع المؤمنون عن القسم وهُمْ في الطفولة الروحيّة، لهذا طالبهم ألّا يحنثوا بل يوفوا للرب أقسامهم. أحيانًا كان يأمرهم أن يقسموا به ليس لأنه يودّ القسم، وإنما علامة تعبّدهم له وحده دون الآلهة الغريبة، بهذا كان يمنعهم من القسم بآلهة الأمم المحيطين به. أمّا في العهد الجديد فإذ دخلْنا إلى النضوج الروحي أمرنا السيّد المسيح ألّا نُقسِمَ مطلقًا بل ليكن كلامنا نعم نعم ولا لا...] انتهى.
وإليك أيضًا تفسير القس أنطونيوس فكري:
[سمح الله لليهود في طفولتهم الروحية بأن يستخدموا اسمه في القسم؛ أوّلًا: حتى يرتبطوا به ولا يرتبطوا بالآلهة الوثنية إذ يقسمون بها. ثانيًا: حتى لا يحنثوا بوعودهم بل يلتزمون بأن يوفوا أقسامهم أمام الرب. وكان اليهود حتى يتجنبوا شرّ القسم بالله وحتى لا يعاقبهم الله إن حنثوا بما أقسموا عليه، قد سمحوا بالقسم بالسماء وبالأرض وبأورشليم وبرأس الإنسان واعتبروا أن هذه الأشياء لا علاقة لها بالله. ولكن السيد المسيح هنا يعلّمنا أن كل خليقة الله لها علاقة بالله. وفي العهد الجديد ما عاد أحد يعبد آلهة غريبة، وبالتالي ما عاد القسم بالله علامة التعبد لله، فلا داعي إذًا لأن يقسم أحد بالله، خصوصًا أن اسم الله أسمى مِن أن نتعامل به في الأمور المادية العالمية، بل يذكر في العبادة فقط. والمسيحي له سمة مميزة، هي أنه لا يُقسم بل يكون كلامه نعم ولا = أي الصدق فقط. وما زاد عن الصدق، أو قلّ عنه، فهو كذب، والكذب هو من الشرير وهو {كذّاب وأبو الكذّاب}+ يوحنّا 44:8] انتهى.

صورة من فيلم- يسوع يعلم تلاميذه

والرابعة: تعيير المولود من زنا بكلمة "زنيم" وقد ورد معناه في الشعر:
زنيمٌ ليس يُعرَف مَنْ أبوهُ – بغيُّ الأمِّ ذو حَسَب لئيمِ 
وهذا ممّا ورد في تفسير القرطبي. وقد ورد فيه التالي أيضا- بتصرّف:
[ومعظم المفسِّرين على أن هذا نزل في الوليد بن المغيرة.
وقال حسّان بن ثابت:
وأنت زنيمٌ نِيطَ في آل هاشم – كما نيطَ خلفَ الراكبِ القدحُ الفردُ
قلت: وهذا هو القول الأول بعينه. وعن علي بن أبي طالب أنه الذي لا أصل له؛ والمعنى واحد... وقالت ميمونة: سمعت "النبي" يقول: (لا تزال أمّتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا أوشك أن يعمهم الله بعقاب) وقال عكرمة: إذا كثر ولد الزنا قحط المطر.
قلت: أما حديث ميمونة وما قاله عكرمة ففي صحيح مسلم عن زينب بنت جحش زوج "النبي" قالت: خرج "النبي" يومًا فزعًا محمرًّا وجهه يقول: (لا إله إلا الله. ويلٌ للعرب من شرّ قد اقترب. فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها. قالت: فقلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ (قال: نعم، إذا كثر الخبث) خرّجه البخاري. وكثرة الخبث: ظهور الزنا وأولاد الزنا؛ كذا فسّره العلماء...] انتهى

وهذا المنسوب إلى الله يتعارض مع منطق الله المعروف في الكتاب المقدَّس، ممّا ورد بيانه في ج6 من المقالة، بل يتعارض مع المنطق الإنساني أيضا؛ تخيّل أنّك بنيت حائطًا مائلًا ثمّ عيّرتَه على ميلانه، مَن يَرَ هذا الحائط يعيّر بانيه لا الحائط. وهذا التعيير في النهاية من الأدلّة على أنّ القرآن من تأليف بشري، لم يمتّ بأيّة صِلة إلى الله، بل (في نسبته إلى الله إساءة إلى الله)- في رأي السيد أحمد القبانجي المذكور فيما سبق.

والصدمة الخامسة- مِن جديد هذه المقالة- مِن قول المؤلِّف (سنسِمُهُ على الخرطوم)- القلم:16 وقد اعتاد قرّاء مقالاتي على كتابة مقتطفات من تفسير القرآن قبل إبداء رأيي في التفسير، منها التالي- بتصرّف:
[اختلف أهل التأويل في تأويل "قوله تعالى" فقال بعضهم؛ معناه: سنخطِمُه بالسيف، فنجعل ذلك علامة باقية، وسِمَة ثابتة فيه ما عاش... وقال بعضهم: معنى ذلك: سنسمه سِمَة أهل النار: أي سنسوِّد وجهه]- الطبري.
ملاحظة أولى: ظنّ الطبري وغيره أنّ هذا "قوله تعالى" ليس قول مؤلِّف القرآن.
ملاحظة ثانية: عن معجم المعاني الجامع؛ خَطَمَ الوَلَدَ: ضَرَبَ أَنْفَهُ، ألصَقَ به عارًا ظاهرا. سِمَة: عَلَامة، تأشيرة.

[قال ابن عباس: معنى سنسِمُه سنخطمه بالسيف. قال: وقد خُطِم الذي نزلت فيه يوم بدر بالسيف فلم يزل مخطومًا إلى أن مات. وقال قتادة: سنسمه يوم القيامة على أنفه سمة يعرف بها؛ يقال: وسمته وسمًا وسمة إذا أثرت فيه بسِمَة وكَيّ. وقد قال تعالى: (يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه)- آل عمران:106 فهذه علامة ظاهرة. وقال تعالى: (ونحشر المجرمين يومئذ زُرْقا)- طه:102 وهذه علامة أخرى ظاهرة. فأفادت هذه الآية علامة ثالثة وهي الوسم على الأنف بالنار؛ وهذا كقوله تعالى: (يُعرَف المجرمون بسيماهم)- الرحمن:41 قاله الكلبي وغيره. وقال أبو العالية ومجاهد: سنسمه على الخرطوم أي على أنفه، ونسوّد وجهه في الآخرة فيُعرَف بسواد وجهه. والخرطوم: الأنف من الإنسان.
وقال النضر بن شميل: المعنى سنحده على شرب الخمر، والخرطوم: الخمر، وجمعه خراطيم، قال الشاعر:
تظل يومك في لهو وفي طرب – وأنت بالليل شرّاب الخراطيمِ
وقال آخر: أبا حاضر مَن يزنِ يُعرَف زناؤه – ومَن يشرب الخرطوم يصبح مسكّرا]- تفسير القرطبي.
ملاحظة ثالثة: عجيب أمر القرطبي إذ استشهد بما نزل فيما بعد لتفسير ما نزل أوّلا، فسورة القلم "نزلت" قبل "الرحمن" وهذه قبل "طه" وهذه قبل "آل عمران" كما استشهد في مناسبات عدّة بشِعر قِيلَ بعد ظهور القرآن كحجّة لدعم شيء ما في القرآن.

[ثم أوعده سبحانه فقال "سنسمه على الخرطوم" أي سنسمه يوم القيامة بسِمَة تشوّه خلقته فيعرف مَن رآه أنه من أهل النار وإنما خصّ الأنف لأن الإنسان يعرف بوجهه والأنف وسط الوجه وهذا على عادة العرب فإنهم يقولون شمخ فلان بأنفه وأرغم الله أنفه...
وقيل معناه سيجعل له في الآخرة العلم الذي يعرف به أهل النار من اسوداد وجوههم...
وقيل إن الخرطوم الخمر فالمعنى سنسمه على شرب الخمر؛ قال الشاعر:
أبا حاضر مَن يزنِ يُعرَف زناؤه – ومَن يشرب الخرطوم يصبح مسكّرا]- تفسير مجمع البيان للطبرسي.
ملاحظة رابعة: واضح أنّ التفسير الشّيعي- مثالًا: مجمع البيان- لم يختلف جوهريًّا عن التفسير السّنّي، لكنّي غالبًا ما أتيت بالتفسير السّنّيّ لأنه أوسع انتشارًا على الانترنت. فالملاحظ أيضًا استشهاد الطبرسي والقرطبي ببيت الشعر عينه، عِلمًا أنّ قائله هو الأبيرد الرياحي [الأبيرد بن المعذر... بن تميم؛ شاعر فصيح بدوي، من شعراء الإسلام وأوّل دولة بني أمية]- حسب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ج13 قاله لـ [صبرة بن جرير وكنيته أبو حاضر، كان أجمل بني تميم]- حسب "أنساب الأشراف" للبلاذري.

مجمع البيان

وتعليقي أوّلًا على قوله المنسوب إلى الله (سنسِمُه) هو أنّ مؤلِّف القرآن حاول أنسنة الله، أي جعل الله شبيهًا بالإنسان، يستخدم يده لكي يخطم أنف الرجل بالسيف. هذا في حال اعتبار معنى نسِم: نخطم، وهذا على أرض الواقع- مثالًا: غزوة بدر- أمّا إذا كان المعنى تسويد وجه الرجل يوم القيامة فإنّ الأرواح هي التي تصعد إلى الله لا الأجساد، لكن في احتماليّة أن يبعث الله الرجل من جديد، في الآخرة، فيضع على أنفه سِمة أهل النار، إساءة إلى عِلم الله العليم، عَلّام الغيوب الذي يعرف مسبقا أهل الجنّة وأهل النار أيضا، بحسب سلوك كل إنسان منذ ولادته حتّى مماته. 
فقد أعطانا السيد المسيح صورة عن أهل القيامة: كملائكة الله- في ضوء جوابه على سؤال طائفة الصّدّوقيّين اليهودية: {ففي القيامة لِمَن من السَّبعة تكون زوجة؟ فإنها كانت للجميع! فأجاب يسوع وقال لهم: تضِلّون إذ لا تعرفون الكُتُب ولا قوّة الله. لأنهم في القيامة لا يُزَوِّجُونَ ولا يَتَزَوَّجُون، بل يكونون كملائكة الله في السماء}+ متّى 22: 28-30 ومرقس\ الأصحاح الـ 12 ولوقا\ 20   

وتعليقي ثانيًا على قوله (سنسمه على الخرطوم) بمعنى الخطم وهذا المعنى هو الغالب؛ شاهد-ي حوالي 9 دقائق على يوتيوب برنامجًا تحت عنوان: آية وتعليق- الحلقة الأولى: آيات التهديد في القرآن ج1

 حاشا الله من أيّ افتراء على صفة من صفاته السامية؛ المحبّة، القداسة، الحكمة، العِلم، الرّحمة، العدل. ففي محاولة أنسنته إساءة إليه، لأنّ صفاته في منتهى الرّقيّ مطلقة وغير محدودة، بينما صفات الإنسان لن ترقى إلى صفة واحدة من صفات الله ومعلوم أنّها نسبيّة ومحدودة. فشتّان ما بين تأنّس الله (اتّخاذه جسدًا طاهرًا ظاهرًا به- شخص السيد المسيح- خاليًا من خطيئة ونقص وعيب) وبين محاولة أنسنته [إِذِ الجَمِيعُ أخطأوا وأعوَزَهُمْ مَجدُ الله، مُتبرِّرِينَ مَجّانًا بنِعمَتِهِ بالفِداء الَّذي بيَسُوعَ المَسِيح، الّذي قَدَّمَهُ اللهُ كَفّارةً بالإيمان بدَمِه، لإظهار بِرِّه، مِنْ أجْلِ الصَّفْح عن الخطايا السَّالِفة بإمهالِ الله]+ رومية 3: 23-25 
فقول قتادة: [سنسِمُ على أنفه...] أي نضربه على أنفه بآلة حادّة، كالسيف، فتبقى عليه علامة لا تفارقه مدى الحياة، يدلّ على فِعل بشريّ صِرف. وهذا ما ذكّرني بحقل، في شهادة الجنسيّة العراقية التي ما تزال معي حتى اليوم، تسلسله 4 تحت عنوان: العلامات الفارقة، تدوَّن فيه سِمة، مثل السِّمة القرآنية المذكورة وغيرها، لمزيد من التأكّد من شخصيّة حاملها.

عِلمًا أنّ الصدمة الخامسة ليست الأولى من نوعها؛ فقد مرّ بنا في مطالعة سورة العلق قول مؤلِّف القرآن في أبي الحكم بن هشام: (كلّا لئن لم ينتهِ لنسفعًا بالنّاصية)- العلق:15
ويستطيع القارئ-ة تصفّح تفسير كلّ من المدّثّر والمسد والكوثر وغيرها للعثور على الإساءة عينها إلى قدر الله وقدسيّته ونزاهته ممّا في الكتاب المقدَّس:
{وكأبناء طائِعين، لا تَتبَعوا شَهَواتِكًم ذاتَها الّتي تَبِعتُموها في أيّام جَهالَتِكُم، بَلْ كونوا قِدِّيسينَ في كُلِّ ما تَعمَلونَ، لأنَّ اللهَ الّذي دَعاكُم قُدُّوس. فالكِتابُ يَقولُ: كونوا قِدِّيسينَ لأنِّي أنا قُدُّوسٌ}+ 1بطرس 1: 14-16
والمقصود بالكتاب العهد القديم؛ انظر-ي أيضًا سِفر اللاويّين 11: 45 و19: 2 و20: 26
{مَنْ لا يَخافُكَ يا رَبّ؟ مَنْ لا يُمَجِّدُ اسمَك؟ قُدُّوسٌ أنتَ وحدَك: جميعُ الأُمَمِ ستَجيءُ وتَسجُدُ بَينَ يدَيكَ لأنَّ أحكامَكَ العادِلَةَ ظهَرَتْ لِكُلِّ عَين}+ رؤيا يوحنّا 15: 4  

والصدمة السادسة التي سأختم بها، لأنّ قلبي ضعيف لا يتحمّل المزيد، هي من قوله: (إنّا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِين)- القلم:17 
فقد انتقل فجأة من وسم الوليد بن المغيرة على أنفه إلى امتحان مشركي قريش (امتحنّا أهل مكة بالقحط والجوع. والجنّة: البستان)- تفسير كلّ من البغوي والجَلالَين.
وتعليقي: يدلّ هذا الانتقال على ضعف الحبكة الموضوعيّة في القرآن.
أمّا بعد فأيّ بستان قصد؟ أجنّة عدن أم إحدى الجنات التي (تجري من تحتها الأنهار) أم غيرها؟ مَن أصحابها؛ هل مِنهم العشرة "المبَشَّرون" بالجنّة القرآنيّة، هل "بُشِّروا" بها قبل "نزول" سورة القلم؟ لا أدري، كاد مخّي يتوقّف عن التفكير، خير للمطالع قراءة التفسير: [كانت بأرض اليمن بالقرب منهم على فراسخ من صنعاء. قال الكلبي: كان بينهم وبين صنعاء فرسخان؛ ابتلاهم الله بأن أحرق جنّتهم. وقيل: هي جنة بضوران، وضوران على فرسخ من صنعاء]- تفسير القرطبي. لكنّ اسم البلد [ضَرَوان] حسب تفسير كل من البغوي وابن عاشور. أمّا الفرسخ (ج: فراسخ) مقياس قديم من مقاييس المسافة، يقدَّر بثلاثة أميال، والميل الواحد ~ 1.6 كيلومتر. 
فتعليقي تاليًا؛ هل عرف المسلمون هويّة هذه الجنّة وأصحابها بدون قراءة التفسير أم انّ القرآن غامض بدونه؟ حاشا الله من تضليل الناس بغموض في أيّة رسالة من رسائله إليهم وحاشاه من الوحي بالغاز عجز عن حلّ بعضها المفسِّرون ولا سيّما الحروف المقطَّعة.

ـــ ـــ

مفاجأة سورة القلم: الرحمن يكشف عن ساقه

هل الله روح أم إنسان فيكشف عن ساقه؟ إليك ما قال مؤلِّف القرآن: (يومَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ويُدعَونَ إلى السجود فلا يستطيعون)- القلم:42 إنّها لمفاجأة من عيار ثقيل؛ فكم صدع النّقّاد الإسلاميّون رؤوس المسيحيّين بأن تجسّد الله بشخص السيد المسيح (افتراء على الله، كيف تنسبون إليه طبيعة بشريّة فيأكل ويشرب وينام ويُصلَب... إلخ) لذا فإنّ المسيحيّين (مفترون، ضالّون) وغير ذلك. وكان الغباء واضحًا في نقدهم لأنّهم لم يقرأوا الكتاب المقدَّس بالاستعانة بتفسير مسيحي، كما يفعل الكاتب الآن مستعينًا بتفاسير من الطبري وغيره، إنّما فسَّروا على أهوائهم وفهموا ما أرادوا به افتراء على الكتاب المقدَّس وعلى المسيحيّين، بدون وجه حقّ وبدون أن يسألوا المسيحيّين عن سبب إيمانهم مستعدّين دائمًا لمجاوبة كلّ مَن يسألهم عن سبب الرَّجاء الذي فيهم (1بطرس 3: 15) وإيمانهم صحيح منذ فجر المسيحيّة وراسخ ولا غبار عليه! لأنّ وحدانية الله نابضة في إيمانهم، قالوا ما علَّمهم الكتاب المقدَّس عن السيد المسيح: إنّ للمسيح طبيعتين؛ إلهية وإنسانيّة ما عدا الخطيئة، إنّ الله والمسيح واحد: {أنا والآبُ واحد}+ يوحنّا 10: 30 وقال له المجد: {اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رأى الآبَ... أَنِّي أَنا في الآب والآب فِيَّ! الكلامُ الَّذي أكَلِّمُكُمْ بِهِ لَستُ أتكلّمُ به مِنْ نَفسِي، لكِنَّ الآبَ الحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعمَلُ الأعمَال}+ يوحنّا\14
أمّا مؤلِّف القرآن فقد عجز عن بيان حقيقة الله التي في الكتاب المقدَّس أو تجاهلها.
شكرًا لله إذ أعلنها في الكتاب المقدَّس بأدلّة واضحة وبراهين قاطعة. أمّا تفاصيل اتّحاد طبيعتَي المسيح، بشكل الصليب في نظري، فواضحة في الإنجيل لذوي الألباب وذواتها، بإرشاد الرُّوح القدس، وإلّا فلا بدّ من استعانة الباحث-ة عن الحقّ بتفسير مسيحي. مَن يتأمَّل في الصليب يجد أنّ اتّجاه الخشبة العمودية نحو السماء- نحو الله- فالخلاص قدم من الله. أمّا اتّجاه الأفقية فيمثّل شمول الخلاص العالم أجمع، كذا النعمة والغفرأن والرحمة، لكنّ الصليب واحد ليس اثنين! ومن يتأمّل في الوصيّتين العظميَين التي أوصى السيد المسيح {محبّة الله ومحبّة القريب} مختصِرًا جميع وصايا الله، يجد اتجاه الأولى عموديًّا نحو الله، واتّجاه الثانية أفقيًّا نحو الناس، وهذه علامة الصليب. 

ها أنّ الله في خاطرة مؤلِّف القرآن كشف عن ساقه بعد وَسْم الوليد بن المغيرة على أنفه؛ نقرأ في تفسير ابن كثير- بتصرّف: [وقد قال البخاري ها هنا: حدَّثنا آدم... عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت "النبي" يقول: يكشف ربّنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى مَن كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدا] وأضاف ابن كثير: [وهذا الحديث مُخرّج في الصَّحيحَين وفي غيرهما مِن طُرُق وله ألفاظ، وهو حديث طويل مشهور] انتهى.
وقد حاول بعض أهل التأويل إيجاد معان أخرى لمسألة (كشف الله عن ساقه) إذْ ورد في التفسير ذاته- بتصرّف: [وقد قال عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: (يوم يُكْشَفُ عن ساق) قال: هو يوم كَرب وشدّة. رواه ابن جرير ثم قال: حدثنا ابن حميد... عن ابن مسعود أو ابن عباس: (يوم يُكْشَفُ عن ساق) قال: عن أمر عظيم، كقول الشاعر- على وزن الرَّجَز: وقامت الحرب بنا عن ساق... وعن مجاهد: (يوم يكشف عن ساق) قال: شدّة الأمر... إلخ] انتهى.
وقبل أن أعلِّق على ما تقدَّم؛ إليك ما قال شيخ الإسلام (ابن تيمية) بتصرّف: [وقد يُقال إنَّ ظاهر القرآن يدلّ على ذلك من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود، والسجود لا يصلح إلا لله، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه. وأيضًا فحمْلُ ذلك على الشِّدَّة لا يصحّ، لأن المستعمل في الشِّدَّة أن يقال: كشف الله الشِّدَّة، أي: أزالها، كما قال: (فلَمّا كَشَفْنا عَنهُمُ العَذابَ إذا هُمْ يَنكُثُون- الزخرف:50 ... إلخ] انتهى. فالمعنى عند ابن تيمية، وعند ابن قيّم الجوزية أيضًا، ساق الرحمن (اي ساق الله) لا الكرب ولا الشِّدّة.

فتعليقي: يكشف الرحمن عن ساقه في سورة القلم:42 بينما نقرأ عنه في القرآن (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء)- الشورى:11 أليست الساق شيئًا ممّا للمخلوق، سواء أكانت بشريّة أم حيوانيّة أم نباتيّة؟ قال الواسطي في تفسير القرطبي: [ليس كذاته ذات ولا كاٌسمِهِ اسم ولا كفعله فعل ولا كصفته صفة إلّا من جهة موافقة اللفظ...] انتهى.
لكننا إذا قلنا، من جهة موافقة اللفظ، إن الرحمة- مثالًا- مشتركة ما بين الخالق وبين عبده وهي مسألة معنويّة، فماذا نقول عن الساق وهي هنا مادّيّة؟

ـــ ـــ

خلاصة

لا يوجد كتاب في العالم احتاج قارئه إلى البحث عن سبب ورود كلّ فصل فيه وكلّ جملة ومعرفة مكان كتابتها وموضوعها مختلف عمّا قبلها وما بعدها ويتوجّب عليه الاطِّلاع على أقوال مفسِّري الكتاب ثمّ يُصدَم باختلاف أهل التأويل. فإن كان للرسالة الإلهية موضوع محدَّد فلا حاجة في نظري إلى سجع وفاصلة، إنّما إلى بيان لا غموض فيه ولا تناقض ولا تغيير ولا تبديل.
لديّ قناعة راسخة بأن الإخوة المسلمين لا يعرفون الله على حقيقته- إله الكتاب المقدَّس- إنّما عرفوا إلهًا خلقه مؤلّف القرآن بقوّة خياله وبثقافته المخزّنة في عقله الباطن لكي يحقّق له جميع رغباته وبسرعة قياسية [ما أرى ربّك إلّا مسارعًا في هواك- رواه البخاري عن السيدة عائشة] خلقه بكلمات عربيّة، خواطر مرتّبة بنسق جميل تارة وبآخر مضطرب تارة، منتهية بفواصل غلب عليها حشو وتكلّف. ولَتجدَنّ الله في القرآن رسولًا لمؤلِّف القرآن، كما في راية داعش بالضبط (الله رسول محمد) لكنّ هذا الاستنتاج قد توصّل إليه غيري بطريقته، ليس استنتاجي فحسب؛ شاهد-ي لطفًا على يوتيوب برنامج (آية وتعليق: الحلقة 20 محمد والله في القرآن الجزء 1) ومدّة الحلقة حوالي سبع دقائق.

والغريب لدى المفكِّرين من ذوي الضمائر الحيّة ما دوَّن المفسِّرون بالإجماع وما نقلوا عن أهل التأويل بأنّ القرآن مِن (قوله تعالى) أو من (قوله جلّ ثناؤه) فلم يجرؤ أحد منهم على نسبته إلى مؤلِّفه الحقيقي! قلت: حاشا الله ممّا نَسَبَ مفسِّرو القرآن إلى الله، سواء أكانوا جاهِلِين أم مُكرَهين. لكنّي قلت في مناسبة سابقة؛ إنّ وثيقة حقوق الإنسان تكفل حقّ كلّ إنسان في الاعتقاد وفي التعبير عن رأيه وفي نشر أفكاره، سواء أكان مؤلِّف القرآن أم مؤلِّف "الكتاب الأخضر" أم مؤلِّف "الأمير" أم مؤلِّف "كفاحي" ... إلخ. وفي المقابل؛ مِن حقّ كلّ إنسان نقد أيّ كتاب، بدون افتراء عليه! ومن حقّه أيضًا اعتبار القرآن نظمًا مِن خواطر مؤلِّفه، بعيدًا عن الإله الحيّ القُدُّوس.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. يوسف النويصرى 29 أكتوبر 2016 - 22:57 بتوقيت القدس
مسيحى يطالع القرآن. مسيحى يطالع القرآن.
قال تعالى فى كتابه العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) يكفينا ذلك.
1.1. محمد 03 نوفمبر 2016 - 06:55 بتوقيت القدس
تعليق
اجمل ما اجده فى دينى الاسلام هو الطمئنينه فهل يجدوا هم ذلك هم دائما فى ريبه وشك ونحن لايخطر على بالنا تلك الريبه
1.2. Daniella 03 نوفمبر 2016 - 17:24 بتوقيت القدس
تجد في القرآن الشيء ونقيضه
1 حاشا الله ان يقول ما في القرآن من خزعبلات. عليك أن تقرأ الانجيل الشريف لكي تكتشف عيوب القرآن. 2 هنا قال "ولتسمعن من أهل الكتاب أذى كثيرا" تأذى لأنهم فضحوه لم يستطع تمرير دعوته الباطلة على عقولهم المتنورة بنور المسيح. 3 قال في مكان آخر "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" وقال عن بني إسرائيل في مكان ثالث "وفضلناهم على العالمين" تملقا لكي يكسب ودهم على أمل أن يصدقوه فلم يستطع الضحك على ذقونهم فأطلق عليهم في مكان رابع "وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت" هل يليق بك ان تصدق ان القرآن من الله؟ حاشا الله هذه الخزعبلات. ففي القرآن الشيء ونقيضه.
1.3. Daniella 03 نوفمبر 2016 - 17:28 بتوقيت القدس
الطمأنينة في العالم غير الإسلامي
عت أي طمأنينة تكتب، اكتبها صحيحة أولا. لا يوجد أمان في بقعة من الأرض يعيش فيها مسلم ومعه قرآن. أين ذهب عقلك؟ الطمأنينة فقط من رب السلام السيد المسيح رب المحبة والسلام.
2. سهير.يوسف.عزمى 30 أكتوبر 2016 - 23:08 بتوقيت القدس
رد.على.مقاله رد.على.مقاله
اليهود.ماديين.جداوارسل.الله.لهم.الكتب.والرسل.لجعلهم.اسوياء.واخر.الرسل.هو.المسيح.وكتابه.الانجيل..هم.اناس.ملائكيين.وكتابهم.كانه..ارسل.لملائكه.ايضا.فالانجيل.يدعوا.للسلام.حتى.مع.الاعداء..وانت.قلت.ان.الحلفان.ممنوع.فى.المسيحيه..وهذا.كله.لكسر.ماديه.اليهود.فقد.قال.المسيح.انما.بعثت.لخراف.اسرائيل.الضاله.اما.القران.فقدنزل.كاخر.الكتب.السماويه.ويخاطب.كل.الناس.فكان.يجب.ان.يساير.الحياه.القادمه.وفطرهالانسانعندما.يضربنى.عدوى.فى.المسيحيهتسامحه.بل.وتعطيه.خدك.الاخر.وذلك.ليس.من.فطره.الانسان..فى.الاسلام..امامه3.اختيارات.اما.ارد.الاساءه.بالظبط.بدون.زياده..او.اسامحه..اواسامحه.واحسن.اليه.والله.ىحب.المحسنين.وده.يواكب.طبيعه.كل.البشر..تقدر.تقولى.من.القدم..والحروب..والمؤامرات.بين.الدول..ازاى.تتماشىمع.الانجيل.الذى.يدعوا.لحب.الاعداء؟وكيف.بحروب.انجلترا.المسيحيه.ضدكل.العالم.واحتلاله.ونشر.الدين.المسيحى.فيها..هو.الموضوع.كبير..بس..انصحك.بلاش.تدخل.للتفرقه.ولا.فى.الدين.الاسلامى.ادعوا.للدين.المسيحى.والحب.والسلام..وسيب.لباقى..نصيحه
2.1. Daniella 03 نوفمبر 2016 - 17:40 بتوقيت القدس
سهير: أكملي قراءة الإنجيل
يلزمك ان تقرئي كثيرا. ما برهانك على نزول القرآن من الله؟ حاشا الله. إن الله ثابت لا يتغير والنبوات خاصة ببني اسرائيل والسيد المسيح محور النبوات، لا نبي من بعده. لا يوجد حل للقضايا العالقة في العالم الا باتباع تعليم السيد المسيح بمسامحة الخصوم والأعداء والا فالخصومات والحروب تستمر الى الأبد. اذا كنت لا تستطيعين مسامحة خصمك غيرك يستطيع بقوة المسيح ونعمته. احتفظي بنصيحتك، الإسلام شر مطلق يجب التصدي له، اقرئي تفاسير سورة التوبة (تقريبا آخر ما ألفه محمد لا ناسخ له) واحكمي بنفسك على الميت الذي اراد قتل ثلاثة ارباع سكان الأرض إلا اذا أسلموا، أو شاهدي على الأقل تحليل سورة التوبة المنشور على الموقع في حقل فيديو كليبات جديدة: https://video.linga.org/watch.php?c=NjU3MA
3. محمد احمد محمد 03 نوفمبر 2016 - 06:51 بتوقيت القدس
تعليق على ماتتم التعليق عليه فى صورة القلم تعليق على ماتتم التعليق عليه فى صورة القلم
ارى ان حضرتك ما اقنغتنى كمسلم لو كنت مسلم مؤمن لرايت مالا تراه الان فحضرتك فى كل الاحوال غير محايد فاكيد تتملكك فكرة عدم الاقتناع فى كل الاحوال حتى لو كان داخلك الاقتناع فارجو ان حضرتك تركز فى ما هو اهم وهو ان تقرا اكثر عن دينى ودينك اوما ال اليه وربنا يهديك لدين الاسلام حتى تنجى من النار وعند الله تجتمع الخصوم وارجو ان تكون معنا .
3.1. Daniella 03 نوفمبر 2016 - 17:45 بتوقيت القدس
النار متروكة للديان العادل يا صاحب الصورة
ما اعتراضك على تحليل سورة القلم؟ الكلام الفارغ لا يطاق في هذا الزمن. حاسب نفسك أولا كيف قرأت القرآن وماذا فهمت منه قبل أن تدعو غيرك إليه ليكون معك في ضلال مبين. إنها سورة وليست صورة، هل تعرف عدد الاغلاط اللغوية في مداخلتك؟ إذا كان هذا مستواك اللغوي فبأي وجه تحاور؟ ألا تخجل من نفسك؟
4. ابن المسيح 03 نوفمبر 2016 - 08:22 بتوقيت القدس
المسيح له كل المجد المسيح له كل المجد
رد القرآن من صنع محمد )لا يوجد نص أصلي للقرآن بسبب مشكلة القراءات المختلفة المتعددة. لم يعلم محمد باقتراب وقت موته. لهذا لم يجمع القرآن في مخطوطة أصلية قبل موته الفجائي. السؤال الذي يفرض نفسه بهذا الشأن والذي لا نعرف له إجابة هو الآتي: إذا كان القرآن قد أوحي به حقا من السماء، لماذا لم يأمر جبرائيل أو أحد الملائكة محمدا أن يجمع القرآن قبل موته؟ بعد موت محمد الفجائي في عام 632 م، حاول كثير من أتباعه جمع القرآن في مخطوطة. نتيجة لذلك، ظهرت مخطوطات مختلفة لبضعة علماء، مثل ابن مسعود، عُباي ابن كعب، علي ابن أبي طالب، أبي بكر، أبي موسى الأشعري، مِقداد ابن الأسود، وآخرين. بعد ذلك، ظهرت مخطوطات قرآنية مختلفة في مكة والمدينة ودمشق والكوفة والبصرة. كانت هناك اختلافات كثيرة بين هذه المخطوطات. أجزاء كبيرة من القرآن لم تكن مكتوبة، ولهذا تم الحصول عليها من القراء الذين حفظوها وتلوها. دقة هذه المخطوطات مشكوك فيها لأن كثير من قراء وحافظي القرآن قُتِلوا في معارك حرب الردة التي استغرقت سبعة أشهر في شبه الجزيرة العربية بعد موت محمد في عام 633 م. في الواقع، جزء من القرآن قد فُقِد نهائيا في معركة اليمامة التي قتِل فيها حوالي 450 رجلا من صحابة محمد الذين حفظوا القرآن: "كان كثير من القرآن الذي أنزل معروفا لؤلئك الذين قُتلوا في يوم اليمامة...ولم يكن يعرفه الباقون، ولم يكن مكتوبا، ولم يكن أبو بكر أو عمر أو عثمان قد جمع القرآن بعد. ولم توجد هذه الأجزاء المفقودة من القرآن مع أي شخص من بعدهم" (إبن أبي داود، كتاب المصاحف، ص. 23). كما أنه من المعروف أن الذاكرة البشرية غير كاملة ومعرضة للخطأ، ولهذا الاعتماد عليها لكتابة مخطوطات يؤدي إلى أخطاء مختلفة في النصوص. في الواقع، لقد شهدت عائشة، أصغر زوجات محمد، بأن بعض الآيات القرآنية عن الرضاعة والرجم قد ضاعت (مسلم، النكاح 3421.8). ولقد أكد الخليفة الثاني، عمر بن الخطاب، أن بعض الآيات القرآنية قد ضاعت، بما في ذلك الآيات المتعلقة برجم الزناة (البخاري، الصلاة 816.82.8، 817؛ الإعتصام بالكتاب في السنة 424.92.9؛ الجهاد والسير 299.52.4؛ المغازي 416.59.5، 421؛ مسلم، الزكاة 2286.5). يقول الشيخ كشك في كتابه "آراء شرعية" (الجزء الأول، ص. 102): "كان أهم أربع مفسري القرآن هم: إبن عباس، إبن مسعود، علي ابن أبي طالب، وأبيّ ابن كعب الأنصاري." على الرغم من ذلك، بحسب البخاري، فضائل القرآن 510.61.6، أمر الخليفة عثمان ابن عفان (644-656م) لجنة مكونة من زايد ابن ثابت وعبد الله ابن زبير وسعيد ابن العاص وعبد الرحمن ابن الحارث أن يجمعوا القرآن وينقحوه بدون استشارة مفسري القرآن المتضلعين فيه والآخرين من صحابة محمد الذين استُبعِدوا من اللجنة. معرفة معظم هؤلاء الرجال الذين اختارهم عثمان مشكوك فيها لأنهم كانوا زعماء قبائل وليسوا رجال معرفة. من المحتمل أن القليل منهم عرفوا القراءة والكتابة. التقليد الإسلامي يخبرنا أن قرآن عثمان كان مؤسسا على مخطوطة القرآن التي كانت لدى حفصة (إحدى زوجات محمد وابنة عمر ابن الخطاب). تجاهل عثمان المخطوطات القرآنية الأخرى التي اختلفت كثيرا عن مخطوطة حفصة، لكنها اتفقت مع مخطوطة ابن مسعود. كثير من هذه الاختلافات في النص القرآني مسجلة في كتاب آرثر جفري "مواد لتاريخ نص القرآن." تشمل بعض هذه الاختلافات فقرات كاملة، وحذف جمل بأكملها. ليس لهذه الاختلافات الكثيرة علاقة بالسبعة القراءات المختلفة للقرآن (السبعة أحرف) التي يعتقد التقليد الإسلامي أن القرآن قد أعطي بها. إذ أنه من المفروض أن هذه القراءات السبعة ما هي إلا سبعة لهجات لقبائل عربية مختلفة. في الواقع، لم يتم تعريف وتحديد السبع القراءات القرآنية في أي وقت من الأوقات، وأنكر القرآن وجودهم (مريم 19: 97؛ الدخان 44: 58). تلا محمد القرآن بلهجة واحدة فقط. أستبعد ابن مسعود من اللجنة التي شكلها عثمان على الرغم من أن محمدا نفسه اعتبره من أهم مراجع للقرآن وأكثر العارفين به: "استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل" (صحيح البخاري، فضائل الصحابة 104.57.5؛ فضائل القرآن 521.61.6، 522، 524). من الهام جدا ملاحظة أن محمدا لم يذكر زايد ابن ثابت في هذه القائمة. كانت نتيجة ذلك حذف سورتي الحفد والخلع اللذين كانا في المخطوطات القرآنية لأبيّ ابن كعب وابن عباس، وأبي موسى. كما أضيفت سور الفاتحة (1) والفلق (113) والناس (114) (السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، الجزء الأول، ص. 221-222). لم تكن هذه السور في مخطوطة ابن مسعود. حُذفت أكثر من مائتي آية من سورة الأحزاب (33) (السيوطي، الإتقان، الجزء الثالث، ص. 72). سجل السيوطي سورتي الحفد والخلع المحذوفتين بأكملهما في كتابه " الإتقان،" الجزء الأول، ص. 185. بعد موت محمد بعشرين سنة، أصدر الخليفة عثمان مخطوطة جديدة رسمية للقرآن مؤسسة على مخطوطة المدينة المنقحة وأمر بتدمير كل المخطوطات القرآنية الأخرى، وذلك لتوحيد النص القرآني. لكن مخطوطات مختلفة كثيرة بقيت حتى القرن العاشر الميلادي، إذ رفض كثير من المسلمين مخطوطة عثمان واستعملوا مخطوطاتهم الخاصة. في الواقع، قال عبد الله ابن عمر ابن الخطاب: "لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كلَّه، وما أدراك ما كله، لقد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل أخذت منه ما ظهر" (جلال الدين السيوطي: الاتقان في علوم القرآن ج 2، ص 26). أدى أمر عثمان بتدمير كل المخطوطات القرآنية إلى تدمير مصادر أصلية هامة جدا للقرآن. فتم تدمير مخطوطة علي ابن أبي طالب، ومخطوطة أبيّ ابن كعب ومخطوطة عبد الله ابن مسعود. ثم دمر مروان ابن الحكم، حاكم المدينة، مخطوطة حفصة بعد موتها. إذا كانت هذه المخطوطات القرآنية متفقة مع مخطوطة عثمان لما كان هناك داع لتدميرها. فتدميرها يؤكد أنها اختلفت كثيرا عن مخطوطة عثمان الرسمية التي أصدرها. من الهام جدا أن نتذكر أن الذي جمع ونقح وكتب مخطوطة عثمان القرآنية هو مجلس مكون من أربعة رجال غير معصومين من الخطأ قاموا بعملهم بحسب اجتهادهم البشري المحض بدون إيحاء إلهي. كان من دوافع الاغتيال الوحشي للخليفة عثمان البالغ من العمر 86 عاما اتهامه بتحريف القرآن. رفض المسلمون الصلاة على جثته ودفنها في مقبرة إسلامية. بدلا من ذلك، تم دفنها في اليوم الثالث بعد موته في مقبرة يهودية. يدعي الشيعة أن عثمان حذف ربع القرآن لأسباب سياسية. أثبت آرثر جفري وعلماء غربيون آخرون أن قرآن عثمان لا يحتوي على كل القرآن. كما أن ما يحتويه من القرآن ليس على درجة عالية من الدقة. حذا الحجاج ابن يوسف (661-714 م)، الحاكم الأموي للعراق من الكوفة (694-714م)، حذو عثمان وأصدر مخطوطة جديدة رسمية للقرآن مُنقحة بتعديلات كثيرة بعد حذف فقرات منه لأسباب سياسية أثناء حكم الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان. كان فخورا بإدخال أكثر من 1000 حرف "ألف" في النص القرآني. ثم أمر بتدمير كل المخطوطات الأخرى للقرآن، وأرسل ستة مخطوطات جديدة إلى مصر وسورية والمدينة ومكة والكوفة والبصرة. مما أدى إلى ازدياد مشاكل النص القرآني المكتوب أنه استخدم الخط الكوفي الذي لا يحتوي على نقط وتشكيل للحروف الهجائية. معنى هذا أنه يمكن قراءة الكلمة المكونة من ثلاثة حروف بتسعة وستين طريقة مختلفة. أدى هذا القصور إلى مجادلات بين علماء المسلمين على معاني كثير من الكلمات. ذلك لأنه بتغيير النقط يتحول الحرف العربي إلى حرف آخر. فبدون نقط الحروف لا يمكن التمييز بين ب، ت، ث، ن، ي؛وبين ج، ح، خ؛ وبين د، ذ؛ وبين ر، ز؛ وبين س، ش؛ وبين ص، ض؛ وبين ط، ظ؛ وبين ع، غ؛ وبين ف، ق. تمثل تسعة رموز لحروف بدون نقط اثنين وعشرين حرفا من حروف الهجاء الثمانية والعشرين للغة العربية. فمثلا لا يمكن التمييز بين الكلمتين "غني" و "غبي" بدون نقط الحروف. إذا نصبنا كلمة "وَرَسُولُهُ" في سورة التوبة 9: 3: "وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ" يتغير معناها من أن الله ورسوله بريئان من المشركين إلى أن الله بريء من المشركين ومن رسوله أيضا. أدت الاختلافات بين المخطوطات القرآنية إلى اختلافات في الشريعة الإسلامية (السيوطي، الإتقان، الجزء الأول، ص. 226-229). فعلى سبيل المثال، يُلزم بعض علماء المسلمين المصلي أن يتوضأ مرة أخرى قبل الصلاة إذا صافح امرأة. يُلزم علماء مسلمون آخرون المصلي أن يتوضأ ثانية فقط أذا جامع امرأة. نشأ هذا الخلاف نتيجة عدم التأكد إذا كانت حركة في كلمة "لاَمَسْتُمُ" في النساء 4: 43 حركة طويلة "ا" أو قصيرة، أي "لمَسْتُمُ." بعد وفاة محمد بسنين كثيرة، قام رجال مثل الحجاج ابن يوسف وأبو الأسود الدُآلي ونصر ابن عاصم والخليل ابن احمد بإضافة نقط الحروف والتشكيل إلى النص القرآني. المشكلة الرئيسية لعملهم هي الآتي: لا يمكن الثقة التامة في عملهم لأنهم اعتمدوا على معرفتهم وحكمتهم البشرية المعرضة للخطأ، ولم يرشدهم أي وحي إلهي على الإطلاق؟ لا توجد هذه المشكلة بالنسبة للإنجيل لأنه قد كُتب أصلا بالغة اليونانية المتداولة التي كانت قد نضجت وكملت قبل وقت السيد المسيح بأكثر من قرنين من الزمان. ليس باللغة اليونانية نقط أو تشكيل للحروف. من المعروف أنه في العصر الإسلامي الأول، كانت هناك خمسة وثلاثون قراءة للقرآن مقبولة ومتداولة. أخيرا، تحت تأثير العالم الإسلامي ابن مجاهد (ت. 935 م) في بغداد، أصبح نص قرآني بحروف ساكنة هو النص الرسمي، ووضع حدودا على اختلافات النقط وتشكيل الحروف. نتج عن ذلك سبع قراءات للقرآن وأربعة عشر رواية له، إذ أن كل من السبع القراءات القرآنية جاءت من راويين مختلفين كالآتي: 1. نافع من المدينة (ت. 785 م) بحسب وارش وقالون 2. إبن كثير من مكة (ت. 737 م) بحسب البازي وقنبل 3. إبن أمير من دمشق (ت. 736 م) بحسب هشام وابن ضكوان 4. أبو عمر من البصرة (ت. 770 م) بحسب الدوري والسوري 5. أبو بكر عاصم من الكوفة (ت. 778م) بحسب حفظ وابن عياش 6. حمزة من الكوفة (ت. 772 م) بحسب خلف وخلد 7. القصاعي من الكوفة (ت. 804 م) بحسب الدوري وأبي الحريث (Cyril Glassé, The Concise Encyclopedia of Islam, San Francisco: Harper & Row, 1989, p. 324) من المهم التأكيد أن هذه القراءات والروايات القرآنية لا تعكس فقط طرقا مختلفة في تلاوته، وإنما تحتوي على فروق هامة في النص القرآني مما يؤثر على معناه. من المهم أيضا أن نذكر أن هذه القراءات والروايات القرآنية المختلفة قد اختارها ابن مجاهد من بين قراءات قرآنية كثيرة بفطنته وبمعرفته الشخصية المعرضة للخطأ وبدون إرشاد من وحي إلهي. قبل علماء مسلمون آخرون عشرة قراءات للقرآن، واعترف آخرون بأربعة عشرة قراءة. في النهاية، سادت ثلاثة قراءات قرآنية لأسباب غير معروفة كالآتي: وارش (ت. 812 م) من نافع بالمدينة، وحفظ (ت. 805 م) من عاصم بالكوفة، والدوري (ت. 860 م) من أبي عمر بالبصرة. في الوقت الحالي، قراءتين من القرآن منتشرتين كالآتي: عاصم من الكوفة بحسب حفظ (وهي أساس الطبعة المصرية للقرآن في 1924)، و نافع من المدينة بحسب وارش (وهي الطبعة المستخدمة في شمال أفريقا خارج مصر: الجزائر، ومراكش، ومناطق في تونس، وغرب أفريقيا والسودان). العلماء الغربيون وعلماء المسلمين من السنة والشيعة على السواء متفقون على أنه توجد قراءات عديدة مختلفة للقرآن. يخصص آرثر جفري في كتابه "مواد لتاريخ نص القرآن" 350 صفحة لإيضاح قراءات مختلفة للقرآن مأخوذة من مخطوطات قديمة كانت موجودة في وقت الخليفة عثمان قبل أن يصدر مخطوطته الرسمية المؤسسة على مخطوطة المدينة المنقحة. من أهم الكتابات المشهورة لعلماء الشيعة عن تحريف القرآن هو كتاب للإمام النوري إسمه: "ألإيجاز عن تحريف كتاب رب الأرباب." يقول الآتي في مقدمة الكتاب: "هذا الكتاب الحسن والبحث الموثوق به يثبت تحريف القرآن ويظهر الأعمال المخزية للمتلفين والجائرين." بعد بحث، يصل إلى الاستنتاج الأتي: "عندما نعتبر بتمعن هذه التقارير العامة والخاصة، فإننا نعلم من معانيهم الحرفية والإيعازية أن القرآن الموجود حاليا في أيدي المسلمين في الشرق وفي الغرب بين غلافين، وبحسب جمعه وترتيبه، لم يكن هكذا في حياة الرسول." ويستشهد بأقوال أكثر من اثنا عشر من علماء مسلمين محافظين يعترفوا بتحريف القرآن، مثل: الكليني والمجليسي في كتابهما "مرآة العقول،" محمد ابن حسن الصيرفي في كتابه "تحريف وإبدال،" وأحمد ابن محمد في كتابه "التحريف." تأكد كل الأدلة التاريخية أن القرآن قد تغير، وذلك على الرغم من ادعاء القرآن في سورة الحجر 15: 9 بأنه لم يتغير: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الأنعام 6: 34؛ البروج 85: 21-22). فالقرآن المتداول حاليا ليس نسخة فوتوغرافية طبق الأصل. لؤلئك الذين يؤمنون بالوحي الإلهي في القرآن، نوجه السؤال الآتي: أيا من قراءات القرآن المختلفة موحى بها؟ ولماذا؟ مشكلة أصالة النص أسوأ بكثير في الحديث الذي يروي السُنة (أعمال وأقوال محمد). السُنة ضرورية وهامة جدا لأنها تفسر القرآن وتكمله، وتقدم سياقه التاريخي وتسلسله الزمني، وتُعد مصدرا ثانويا للشريعة لأنها تتناول مواضيع لا يناقشها القرآن. تُعتبر السنة، المصدر الثاني للإسلام، على مستوى وحي محفوظ (ذكر): "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (الحشر 59: 7 ب). على الرغم من ذلك، يوجد كثير من البلبلة والالتباس بشأن السنة. في الواقع، يتمسك الشيعة بمجموعتهم من الأحاديث، ويعتبروا كثيرا من أحاديث السنيين مزيفة ومحرفة. قد منع الخليفة عمر ابن الخطاب جمع السنة. كان الخليفة عمر ابن عبد العزيز أول من سمح بجمع السنة بعد موت محمد بتسعين سنة. احتوت أول مجموعة للسنة على 138 أحاديث فقط. مجموعات الحديث السنية الأصلية هي تلك التي للإمام البخاري (810-870 م)، حوالى 200 سنة بعد وفاة محمد؛ ومسلم بن الحجاج (818-875 م). أهم مجموعة حديث للشيعة هي مجموعة الكليني (ت. 939 م). تم جمع بضعة آلاف أحاديث من مئات الآلاف من الأحاديث المتداولة. جمع السنة وأسس تقييمها اعتمد على الاجتهاد الشخصي لعلماء المسلمين، وليس على وحي إلهي. ليس بها شيئ مؤكد. يقيم علماء المسلمين الأحاديث وفقا لسلسلة المُخبرين بها (الإسناد)، وانسجامها مع القرآن. لكن هناك دلائل تشير إلى أنه تم تزوير الإسناد. العديد من الأحاديث انتشرت لفترة طويلة قبل القرن الثامن بدون إسنادات. تم إختراع وتلفيق كثير من الأحاديث من أجل دعم جماعات إسلامية متنازعة في خضم الإختلافات السياسية والدينية الشديدة آنذاك. نتيجة لذلك، بالأحاديث كثير من التناقضات. على سبيل المثال، سجل البخاري أن الوضوء يتطلب غسل أجزاء الجسم مرة واحدة فقط (البخاري 159.4.1)، أو مرتين (البخاري 160.4.1)، أو ثلاث مرات (البخاري 165.4.1)؟ منع محمد قتل النساء والأطفال في مسلم 4320.19، لكن أباحه في الغارات الليلية في مسلم 4321.19؟ إلخ. توجد كثير من التضاربات والتناقضات بين المذاهب الإسلامية الرئيسية للتفسير وعلماء المسلمين على أصالة أحاديث كثيرة. كما تختلف آراء علماء المسلمين من وقت لآخر. توجد اختلافات كثيرة على عدد الأحاديث المنسوخة (الملغية)—بين 27 و 99 حديثا؟ يعني هذا أن الإسلام يعطي معرفة ناقصة وغير محددة بما يدعي بأنه الوحي النهائي الكامل لكل الأزمنة!
4.1. ابن المسيح 04 نوفمبر 2016 - 07:33 بتوقيت القدس
المسيح له كل المجد
ايه تثنية 4:6) أسمع يا اسرائيل الرب إلهنا رب واحد:ماذا قال العرب في معنى كلمة صمد 1- الَّذِي يَصْمُد إِلَيْهِ الْخَلَائِق فِي حَوَائِجهمْ وَمَسَائِلهمْ 2- هُوَ السَّيِّد الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدُده وَالشَّرِيف الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفه وَالْعَظِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظَمَته وَالْحَلِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمه وَالْعَلِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمه وَالْحَكِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَته وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاع الشَّرَف وَالسُّؤْدُد 3- الَّذِي قَدْ اِنْتَهَى سُؤْدُده 4- هُوَ الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد كَأَنَّهُ جَعَلَ مَا بَعْده تَفْسِيرًا لَهُ 5- الَّذِي لَا جَوْف لَهُ 6- الَّذِي لَا يَأْكُل الطَّعَام وَلَا يَشْرَب الشَّرَاب 7- نُور يَتَلَأْلَأ كل تلك المعاني تعنى الصمد ويمكن الرجوع إلى هذا الرابط http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=112&nAya=2 نلحظ ان العرب الأوائل لم يستوعبوا هذه الكلمة كل واحد فسرها على هواه أما في الحقيقة فإن كلمة صمد كلمة عبرية مع أن الله واحد لكنه تكلم عن نفسه بالجمع وهذا يعني أن الله غير محدود وأنه متكامل وأنه صمد أي كلمة تصاماد باللغة العبرية (צמד) ومعناها الجمع الموحد أو الواحد المجمع ألرابط وألشادد, ( انظر الى قاوموس حزقيال جوجمان صفحة 769) وهناك أيضا كلمة أخرى مع من كلمة (صمد حمد) وهي كلمة (צמד חמד) عندما نتكلم عن الرجل المرتبط مع زوجته وهم جسد واحد( الملتصقين ببعض بحب شديد). وباللغة العربية كلمة صمد تعني( حسب المورد ) معناها الكائن والدائم أو سيد رد إلى الأخ محمد وسؤالي هو هل تتبع محمد الميت ام يسوع المسيح له كل المجد الرب يبارك حياتك عزيزى
5. الكاتب 04 نوفمبر 2016 - 10:00 بتوقيت القدس
الالتزام بالحوار في موضوع المقالة الالتزام بالحوار في موضوع المقالة
سلام السيد المسيح مع الجميع. لطفا الالتزام بالحوار في موضوع المقالة. لقد بدأت بحذف بعض المداخلات البائسة والمفلسة، حسب الصلاحية المتاحة للكاتب.
5.1. محمد 05 نوفمبر 2016 - 07:22 بتوقيت القدس
على الاعجاب فى الصفحه
تقريبا كل علامات الاعجاب للمنتسبين الى النصرانيه ليه مش عارف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟