وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره– ج13 الحمد لله على نعمة المسيح

أمثلة على ورود النعمة حرفيّا في الكتاب المقدس، نعمة الفداء العظيم المقدَّس ونعمة الحياة بالمسيح. ومن جهة اخرى، هل القرآن معجزة؟ وما هو مفهوم النعمة في الإسلام؟!
01 ابريل 2016 - 01:13 بتوقيت القدس

بُدِئَ الكتاب المقدَّس بذكر نعمة الله على الإنسان بخلق السماوات والأرض وخُتِمَ بذكر نعمة المسيح مع جميع الناس. فواضح أنْ لا فرق بين قول الكتاب المقدَّس "نعمة الله" وبين قوله "نعمة المسيح" لأنّ الخلق كلّه كان بكلمة الله وهو المسيح (بداية إنجيل يوحنّا) ونعمة الله على أنواع؛ منها الطبيعيّة كنعمة الحياة على الأرض وتوفير مستلزماتها من ماء وضوء وحرارة بضبط البعد بينها وبين الشمس، في هندسة كونية عجز أرقى العلماء، مثالًا أينشتاين، من تصوّر شكلها ودقّتها. ومنها المادّيّة، كقولك: أنعم الله علينا بالصحّة والأولاد والعيش الكريم. ومنها الفكرية، كقولك: ألهمني الرب بكتابة قصيدة أو تأليف قطعة موسيقية أو رسم لوحة فنّيّة أو حلّ مشكلة ما طال انتظاره، ومعلوم أنّ الإلهام وسلامة التفكير والتأمّل مِن نِعَمِ الله. ومنها الروحيّة التي سأركّز عليها بهذه الوقفة، لأنّ عددًا من الإخوة المعلِّقين على مقالاتي المنشورة على فيسبوك موقع لينغا ذكروا اسم نعمة غريبة من نوعها في نظري ولم تلفت انتباهي من قبل، شاكرين الله عليها. قيل عنها أيضًا (كفى بها نعمة) فيا ليت شِعري ما هذه النعمة وما مصدرها وما فائدتها وما تأثيرها على العالم؟ سأحاول البحث عن مفهومها بعد قليل. ففي ضوء معرفتي أنّ من المستحيل أن ترقى نعمة ما إلى نعمة الحياة الأبدية مع المسيح، كملائكة الله، لكلّ مَن آمن بالمسيح فاديًا ومخلِّصًا وعَمِل بوصاياه، ولا سيّما الوصيّتين العُظميَين محبّة الله ومحبّة القريب، وطبّق تعاليمه كتطبيق قوله الذي معناه: "عامل الناس كما تُحِبّ أن يعاملوك"+ لوقا 6: 31 وقوله بفصل الدولة عن الدين: {أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله}+ مرقس 12: 17

وقد سبق لي أن بيّنت أن معنى القريب في الكتاب المقدَّس هو الأخ بالإنسانيّة أيًّا كان.

ـــ ـــ ـــ

أمثلة على ورود النعمة حرفيًّا في الكتاب المقدَّس

ورد في العهد الجديد:
فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنّكِ قد وجدتِ نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمّينه يسوع+ لوقا 1: 30-31
وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه، ويقولون: أليس هذا ابن يوسف؟+ لوقا 4: 22
ومِنْ مِلْئِهِ نحنُ جَمِيعًا أَخَذْنا، ونِعمَةً فوق نِعمَة. لأَنَّ النَّامُوسَ بمُوسَى أُعطِيَ، أمَّا النِّعمَةُ والحَقُّ فبيَسُوعَ المَسِيحِ صَارَا+ يوحنّا 1: 16-17

واخترت من العهد القديم التالي:
ورَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ، وأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كانَ الرَّبُّ يُنجِحُهُ بيَدِه. فوجد يوسفُ نعمة في عينيه، وخَدَمَه، فوكّله على بيته... + التكوين 39: 3-4 من قصّة يوسف في مصر.
إِنْ سَمِعُوا وأَطاعُوا قَضَوا أَيَّامَهُمْ بالخَير وسِنِيهِمْ بالنِّعَم+ أيوب 36: 11
اَلصِّيتُ أَفْضَلُ مِنَ الغِنَى العَظِيم، والنِّعمَةُ الصَّالِحَةُ أفضَلُ مِنَ الفِضَّةِ والذَّهَب+ الأمثال 22: 1

فالأمثلة كثيرة. ومن يذهب إلى تفسير الكتاب المقدَّس يجد معنى كل نعمة من هذه النعم وسببها وفائدتها والغاية منها.

ـــ ـــ ـــ

نعمة الفداء العظيم المقدَّس

لقد أنعم الله على الناس جميعًا بفداء السيد المسيح على الصليب {إِذِ الجَمِيعُ أَخطَأُوا وأَعوَزَهُمْ مَجْدُ الله، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بنِعمَتِهِ بالفِداءِ الَّذي بيَسُوعَ المَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بالإِيمان بدَمِهِ، لإِظهارِ بِرِّه، مِنْ أجْل الصَّفْحِ عَنِ الخطايا السَّالِفة بإمهالِ الله...}+ روما 3: 23-25 لكي يحصل على حياة أبديّة مجّانًا كلّ مَن يؤمن بالسيد المسيح فاديًا ومخلِّصًا شخصيًّا لحياته؛ سواء أعاشها بعيدًا عن الله فندم وتاب ورجع إلى الله، أم قريبًا من الله ملتزمًا بوصاياه وتعاليمه؛ كما في قصّة الشّابّ اليهودي الغني (لوقا\ 18) فلم يكن التزامه بوصايا الله كافيًا للدخول إلى ملكوت السماوات! إنما أوجب عليه السيد المسيح أن يبيع أملاكه كلّها ويوزّع على الفقراء فيكون له كنز في السماء. أيضًا؛ لن يدخل إلى ملكوت السماوات الذي قال للمسيح {يا ربّ... يا ربّ} بل الذي يعمل مشيئة الله (متّى 7: 21) وغاية الله هي {أَنَّ جَمِيعَ ‏النَّاس يَخلُصُون، وإلى مَعرِفةِ الحَقِّ يُقبِلُون}+ 1تيموثاوس 2: 4 والحقّ هو يسوع المسيح؛ قال يسوع: {أنا هو الطريق والحقّ والحياة. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآب إِلاَّ بي}+ يوحنّا 14: 6‏
فالإيمان بالمسيح تاليًا مقترن بالأعمال الحسنة، بها يتبرر الانسان، لا بالإيمان وحده، لأنّ الإيمان بدونها ميت (رسالة يعقوب\2) لكنّ هذا لا يعني انّ الأعمال الحسنة بدون إيمان بالله مرفوضة، لا من الله ولا من الناس؛ بل توجد أعمال خيريّة كثيرة لملحدين، أو لا دينيّين، لا يؤمنون بوجود الله ولا يقتنعون، منها ما ضاهى عمل المؤمن ومنها ما تفوّق عليه. والمؤمن بالله يعلم أنّ الله يجازي حسب النوايا والأعمال، على أن الله يرى كلّ شيء وأنّ له {النقمة والجزاء} ممّا أشرت إليه في الوقفة السابقة.

ـــ ـــ ـــ

نعمة الحياة بالمسيح

إن الحياة التي يملأها المسيح هي حياة القداسة المغسولة بدمه الثمين وحياة السموّ بالفكر روحيًّا وبالفعل أخلاقيًّا. حينما يحيا المرء بالمسيح كُليًّا فهذا يعني أنّ المسيح يحيا فيه ليعكس محبّة المسيح ونوره أمام الناس. قال في موعظة الجبل الخالدة: {فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكذا قُدّام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجّدوا أباكم الذي في السماوات}+ متّى 5: 16 فهي الحياة التي تمّت بها مصالحة الإنسان مع الله بواسطة المسيح، بعدما غرق الإنسان في خطيئته، وارثًا طبيعة آدم الخاطئة وإن لم يرث الخطيئة نفسها (عصيان الله) فلا يعني الفوز بنصيب الحياة مع الله ما ظنّ الجهلاء في العقيدة المسيحية والمفترون عليها: (الإيمان بخلاص المسيح وإطلاق العنان بعده لرغبات النفس الدنيوية غير المشروعة وارتكاب المعاصي، على أنّ المسيح سيغفر جميع ذنوب الخاطئ بمجرّد الإيمان به أو يتشفع له عند الله)- كلّا وحاشا؛ فنقرأ في إحدى رسائل بولس الرسول: {مع المسيح صُلِبْتُ، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ...}+ غلاطية 2: 20 وفي هذا الكلام دلالة على المعمودية، يجد الباحث هذه الدلالة في أيّ كتاب تفسير مسيحي. وفي هذه الرسالة أيضا: {وأَمَّا ثَمَرُ الرُّوح فهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلام، طُولُ أَناة لُطْفٌ صَلاح، إيمانٌ وَداعَةٌ تَعَفُّف. ضِدَّ أمثال هذِهِ لَيسَ نامُوس. ولكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح قد صَلَبُوا الجَسَدَ مَعَ الأَهواء والشَّهَوات}+ غلاطية 5: 22-24 فهنيئًا لكلّ مَن يحيا على الأرض حياة القداسة التي تمهِّد إلى دخول ملكوت السماوات الذي أخبر عنه المسيح بأمثال رائعة. وحياة القداسة هي الحياة بالمحبّة الخالصة غير المشروطة والسلام الداخلي والضمير الحيّ والتسامح مع الآخر وغفران زلّاته وسائر ما في الإنجيل من تعاليم ووصايا.

وبالمناسبة؛ بئس الجاهل الذي زعم أنّ بولس الرسول "خالف برسائله تعاليم المسيح" أو "حرّفها" ونحو هذا، فليأتِني هذا الجاهل بحجّة واحدة دليلًا على كلامه، ليأتِ بآية واحدة من آيات هذا القدّيس العظيم، رسول الأمم، ليثبت بها أن بولس "خالف" المسيح- كلّا وحاشا.
فالحمد لله على نعمة تعاليم المسيح السامية التي زرعها في قلب بولس الرسول وفي قلوب سائر البشر على الأرض، لكي يتقرّبوا بها إلى الله؛ فيحبّ بعضهم بعضًا وينالوا الحياة الأبدية التي أعدَّها السيد المسيح في السماء لكلّ مَن آمَن به واعتمد، كما تقدّم.

لكنّ الله في المقابل؛ قد أعدّ بحيرة متّقدة بنار وكبريت لكل مُفتَرٍ عليه وكلّ مُجَدِّف على الروح القدس وكلّ متمرّد على وصاياه مع سبق الإصرار، هو الموت الثاني الذي لا نجاة منه، لا شفاعة لإبليس وجنوده مقبولة عند الله، لا مِن ملاك ولا نبي ولا رسول ولا قدّيس، وأيّ ملاك أو قدّيس مَن يتشفّع لإبليس؟! فنقرأ في الكتاب المقدَّس: {وأمّا الخائفون وغير المؤمنين والرَّجِسون والقاتلون والزّناة والسَّحَرة وعَبَدَةُ الاوثان وجميع الكَذَبة، فنَصيبُهم في البحيرة المتَّقِدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني}+ رؤيا 21: 8
فطُوبى (أي هنيئًا) لكلّ من استخدم عقله ولم يركنه في ثلّاجة.

ـــ ـــ ـــ

نعمة المسيح

لقد أنعم المسيح على الناس بأعمال المحبّة، بالإضافة إلى تعاليمه التي شهد لها وللأعمال أتباعه وخصومه أيضا، خلال فترة نشر رسالته الإلهية التي دامت ثلاث سنين، والمستمرّ نشرها والتبشير بها إلى اليوم بعد صعوده إلى السماء. من بينها معجزات وخوارق، شمل بها الأتباع والخصوم معًا. هي باختصار شديد: تحويل الماء إلى خمر أدّت إلى إفاقة السكارى في عرس قانا الجليل (يوحنّا\2) وإكثار السمك في الشباك في مناسبتين، تهدئة العاصفة، تكثير الخبز والسمك في مناسبتين ليشبع الآلاف، دفع الجزية من فم سمكة، إخراج أرواح نجسة من الناس وطردها، تطهير البرص، فتح عيون العميان ومنهم الذين وُلدوا عميان، شفاءات مختلفة، إحياء موتى. واللافت أنّ السيد المسيح فعل ما لم يستطع فعله نبيّ من قبل أو رسول؛ هو إعطاء تلاميذه ورسله سلطان عمل المعجزات كلّ زمان وفي أيّ مكان.
فإن قلت أخي المسلم، أو كتبت (أنّ معجزات السيد المسيح تمّت بإذن الله) فالجواب أوّلًا: قد سبق لي تفصيل موضوع سلطان المسيح الإلهي في أزيد من مناسبة؛ إذ كان السيد المسيح يفعل المعجزة بكلمة واحدة، أمام الناس وفي وضح النهار، بدون انتظار إذن من الله!
ثانيًا: لماذا لم يأذن الله بمعجزة واحدة للرسول الذي تتّبع، أمام الناس وفي وضح النهار، لإسكات نُقّاد ذلك الزمان الذين في أعرافهم أنّ المعجزة الإلهية مِن ميّزات رسول الله، أو نبيّه، فيكفّوا عن الطعن في أيّة رسالة مزعومة من الله؟

ـــ ـــ ـــ

هل القرآن مُعجِز؟

إن أجبتَ أخي الكريم بأنّ (القرآن هو المعجزة) فإنّي أظنّ أنّك مخدوع بهذا الزعم، وإنّي على يقين تامّ بأنّ القرآن من تأليف مؤلِّفه. ليتك فكّرت قليلًا في أنّ لكلّ مؤلِّف خيالًا خاصًّا به وثقافة شخصية وأسلوبًا خاصًّا في الكتابة، سواء أكَتَبَ بخطّ بيده أو بخطّ يد أخرى، مثلما بصمة الإبهام؛ لا توجد في العالم بصمة واحدة مشتركة بين شخصين! لذا رأيتُ أنّ التحدّي القرآني: (قل لئِن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله...)- الإسراء:88 ضعيف الحجّة ولا مبرِّر له. وإنْ بحثتَ في غوغل وغيره عمّا نُسِبَ إلى القرآن من إعجاز، لن تجد مفسِّرًا واحدًا من الجيل الإسلامي الأوّل مشيرًا إليه ولا من القرن الأوَّل للهجرة ولا من الألف الأوّل! وفي ضوء معرفتي: لا يوجد في القرآن أيّ إعجاز؛ لا أدبي، بل هو دون مستوى أدب الحقبة التي عاصرها مؤلِّفه مضمونًا وشكلا، إلّا إذا كان مستواك اللغوي ضعيفًا واطّلاعك على الأدب ما قبل الإسلام قليلا. ولا بلاغي والدليل: اختلاف المفسِّرين الكثير على المعنى أو التأويل. ولا علمي والدليل: دحضه وتفنيده سواء في كتب النّقّاد المطبوعة وعلى الانترنت.

ـــ ـــ ـــ

مفهوم النعمة في الإسلام

لقد صدع النقاد الإسلاميّون رأسي بقولهم: (الحمد لله على نعمة الإسلام) في مقابل إشادتي بمعجزات السيد المسيح الباهرة والمفيدة والتي لو أُحصِيَت كلّها لتدوينها في كتاب واحد لَمَا وسعها كتاب مهما يبلغ حجمه (ما معناه في آخر إنجيل يوحنّا) ويا ليت شعري تاليًا؛ ما هي النعمة المزعومة في الإسلام، هل هي نعمة حقًّا؟ إمّا اعتبروها نعمة فما هي وما فائدتها ولمصلحة مَن؟ هاتوا أيّها الإخوة المحترمون نعمة واحدة ممّا تزعمون، تاركة أثرًا في نفوس النّاس لِمَا فيها من فائدة، إن كنتم صادقين، على ألّا تكون مقتبسة من الكتاب المقدَّس ولا منسوخة! وإلّا فإن كلّ ادّعاء بدون إثبات أو توثيق محضُ هُراء.

ولقد ذهبت إلى عدد من التفاسير الإسلامية للتحرّي عن هذه النعمة فوجدت مثالًا التالي، ممّا في تفسير القرطبي (ت 671 هـ) وفي تفسير ابن كثير من بعده (وأمّا بنعمة ربِّك فحدِّث)- الضحى:11 [قال مجاهد: يعني النبوّة التي أعطاك ربّك. وفي رواية عنه: القرآن] انتهى.
وتعليقي: فالنعمة المقصودة هي إمّا النبوّة وإمّا القرآن. فإن كان القصد بالنبوّة التنبؤ بمجيء نبي بعد المسيح فقطعًا لا توجد نبوّة في الكتاب المقدَّس لتدعم قول مؤلِّف القرآن: (النبيّ الأمّيّ الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في ‏التوراة والإنجيل)- الأعراف:157 فاحتماليّة ورود هذا الزعم في الكتاب ‏المقدَّس مستحيلة في نظر كلّ مَن دَرَسَه. وإن كان القصد بالنبوّة ما تنبّأ به مؤلِّف القرآن عن المستقبل فلم يُذكَر في القرآن أنّ مؤلِّفه تنبّأ بحدوث شيء فحصل. لكن لو عثر الإسلاميّون على ما يظنّون به نبوّة منسوبة إليه، أو فسّروها هكذا، ولو استطاعوا تاليًا أن يُثبتوا بدليل قاطع أنّها تحقّقت، فإني أوفّر عليهم عناء البحث بالقول لهم باختصار شديد: لقد انتهى زمن النبوّات المقدَّسة بعد صعود المسيح إلى السماء، لأنّ السيد المسيح كان محور النبوّات التي تنبّأ بها أنبياء العهد القديم، لو كنتم تعلمون، فلا حاجة إلى أيّة نبوّة بعد مجيء المسيح إلى الأرض. فضلًا عن أنّ جميع الأنبياء كانوا من بني إسرائيل (يعقوب) بن إسحاق بن إبراهيم.

ويبقى التساؤل (ما هي نعمة الإسلام؟) قائمًا حتّى إيجاد جواب مُقنِع. وقد حاول كلّ من الإمامين الطبري (ت 310 هـ) والقرطبي وسائر المفسِّرين الإجابة على هذا التساؤل في تفسير (وأتمَمْتُ عليكم نِعمتي)- المائدة:3 بالتالي: [1. الطبري: (وأتممت نعمتي أيها المؤمنون بإظهاركم على عدوّي وعدوّكم من المشركين، ونفيِي إيّاهم عن بلادكم، وقطعي طمعهم من رجوعكم، وعودكم إلى ما كنتم عليه من الشرك) انتهى.
2. القرطبي: أي: بإكمال الشرائع والأحكام وإظهار دين الإسلام كما وعدتكم، إذ قلت: ولأتمّ نعمتي عليكم وهي دخول مكة. آمنين مطمئنّين وغير ذلك مما انتظمته هذه الملّة الحنيفية إلى دخول الجنة في رحمة الله تعالى] انتهى.
وتعليقي على التفسير الأوّل: هل اعتبار المشركين أعداء والأمر بقتالهم، عوض تعليمهم وإرشادهم، نعمة؟ وهل تهجير أبناء البلد من بيوتهم ونفيهم نعمة؟
وتاليًا؛ نَعَمْ؛ توجد في القرآن دعوة إلى عبادة الله، لكنها كانت معروفة قبل الإسلام! لم تكن جديدة من نوعها، إنّما مقتبسة من آيات التوحيد المعلنة في الكتاب المقدَّس. فلا أحد عرف الله- الإله الحقيقي- في كتاب ما قبل الكتاب المقدَّس.

وتعليقي على التفسير الثاني: كيف اعتُبِرَ دخول المسلمين مكّة لفرض الإسلام بالسيف على مجتمع متعدد الثقافات نعمة؟ ومن المعلوم عن هذه الحادثة أنّ أبا سفيان قد امتنع عن تأدية الشهادة الإسلامية الثانية قبل قيام العبّاس بن عبد المطّلب بوضع السيف على رقبته، فاضطُرّ أبو سفيان إلى تأديتها. ومعلوم أيضًا أنّ صاحب الدعوة الإسلاميّة قد أَمَرَ، بعد دخول مكّة، بإهدار دماء تسعة مِن معارضيه ولو تعلّقوا بأستار الكعبة، مِنهم مَن قُتِل ومِنهم مَن أسلم (1) فكيف سُمِّيَتْ هذه النقمة نعمة؟

أمّا دخول الجنّة فإنّ مؤلِّف القرآن نفسه لم يضمن دخولها؛ حسب الحديث التالي: [لن ينجي أحدًا منكم عمله، قال رجل: ولا إيّاك يا رسول الله؟ قال: ولا إيّاي إلّا أن يتغمّدني الله منه برحمة، ولكن سددوا. وفي رواية: (برحمة منه وفضل)...]- صحيح مسلم.
وهذا يعني لي أن أعمال "الجهاديّين" الإسلاميّين لن تنجيهم من نار جهنّم.
وتوجد بهذه المناسبة مفارقة؛ فقد قُتِلَ في موقعة الجمل الصحابيّان الزبير وطلحة، من بين العشرة المبشَّرين بالجنّة الإسلاميّة، عند أهل السّنّة، بأيدي عناصر جيش مضادّ قاده مبشَّر ثالث بها. فمَن مِنهم يدخل الجنّة؟ (2) عِلمًا أن الحديث التالي جعل في النار القاتل والمقتول: [حدثنا عبد الرحمن بن المبارك... عن الأحنف بن قيس قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل. فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل. قال: ارجع فإني سمعت رسول الله ص يقول: إذا التقى المسلمان بسَيفَيهما فالقاتل والمقتول في النار. فقلت: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه]- صحيح البخاري.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. الكاتب 01 ابريل 2016 - 20:22 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: لا مقارنة بين الإنجيل والقرآن على فيسبوك لينغا: لا مقارنة بين الإنجيل والقرآن
ام ليندا- مشكورة: [كتاب الانجيل هو كتاب حي فيه روح الله الذي يحادثنا من خلال انجيله المقدس فلا توجد مقارنة بينه وبين القران حسب علمي لكن يبقى كل انسان حسب فهمه عن عقيدته والله العالم بكل الامور] انتهى معترض: (اي انجيل تتحدثين عنه لكم عدة مؤلفين مثلا بولس وغيره الله واحد وعيسى نبي الله فقط مخلوق بشري كان ياكل الطعام ويدهب الى ... كباقي البشر) انتهى حكيم- مشكورًا: كُتب الكتاب المقدس على فترات متباعدة، بدءً من العهد القديم وحتى مجيء المسيح، وجميعهم كتبوا بالاتجاه نفسه. وكانت العديد من النبوات تتحدث عن الرب يسوع المسيح. اما القرآن فقد كتبه شخص واحد! واخره يناقض اوله. فكيف اؤمن بكتاب يناقض نفسه وكتبه شخص واحد بينما الكتاب المقدس كتب خلال الاف السنين ولم يتغير بالمرة؟!
2. الكاتب 01 ابريل 2016 - 20:37 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: الإنجيل هو فعلًا كتاب الله، لكن... على فيسبوك لينغا: الإنجيل هو فعلًا كتاب الله، لكن...
معلِّق: (الإنجيل هو فعلا كتاب الله، لاكن تم تحريفه وتلطيخه من طرف أشخاص مثلك، لهاذا أنزل الله تعالى القرآن فهو محفوظ من عند الله كما أنزل، و محمد ص هو خاتم الأنبياء، إبقى على هاذه العقيدة ولاكن تذكر بأنه سوف يأتي يوما وتعرف بأن هذا هو الحق الذي أنتم عنه غافلون) انتهى الأخ "إثبت فى إيمانك لاتخف" مشكورًا: [اذا كان رسول الأسلام وقع تحت تأثير السحر والسحر من عمل الشيطان، فكيف يكون نبيا من عند الله؟ كيف يتعامل مع الله والشيطان؟ وأين جبريل حبيب محمد مخلص الكون وفاكك كل العقد، لماذا لم يحذره من لبيد إبن الأعصم؟ طيب بلاش دى، نيجى لورقة بن نوفل من أوائل الهراطقة يموت والوحى يقف، ومحمد يزعل ويطلع على الجبل يعيط ويدور على جبريل وتجيلو فكرة الأنتحار يقوم جبريل يظهر له ويقوله لا يا محمد دا أنت رسول الله هو أنت نسيت ولا نسيت، ما تبقاش أهبل إمال إوعى ترمى نفسك، طيب ما عطفش عليه فى التحذيرة دى بحتة وحى يجبر فيها بخاطره على الأقل!! عارفين ليه لبيد سحر الرسول!! عشان سمع إن قوته الجنسية ب ٤٠٠٠ رجل، غيرة وحسد بعيد عنكم أخذ شوية شعر مقملة على مشط محمد وعقد كام عقدة على شعوذتين وحطهم فى بير بعيد وربط قوة الرسول الجنسية ٦ شهور، قطع عيش الراجل لغاية ما جاء جبريل ورقاه، معقولة كل القوة دى عشان ١١ زوجة، هم أكتر من كده الحقيقة، خديجة إتكلت على الله من هنا والراجل بقى حريقة ياجدع بالرغم من إنه كان متجوز عيوشة القطقوطة شالها من المرجيحة وحطها على حجره وكانت إتفطمت كمان. لا حول الله إيه الحكاية يا جماعة يعنى نبوة صفر، معجزات صفر، إثباتات صفر، محاولة إنتحار، وإتسحر، وفى النهاية مات مسموم من اليهودية ولبيد إبن الأعصم كان يهودى هو راخر عشان كده اللعنات نازلة على اليهود بالقنطار. وتيجوا بعد كل ده تقولوا ده نبى وسيد الكون وأشرف المرسلين... حيلكم حيلكم ما هو تعريف كلمة (شرف) فى الأسلام؟] الأخ حكيم- مشكورًا: ن الغباء ان تتهم الانجيل بالتحريف ما لم تحصل على النسخة الاصلية! فإما انت ببغاء تعيد كلام الاخرين او جاهل... عدم اثباتك للتحريف تضع الهك في موقع محرج :-) وهو كذلك.
3. الكاتب 01 ابريل 2016 - 20:42 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: شكر خاص+ النقد المتمدّن والحضاري على فيسبوك لينغا: شكر خاص+ النقد المتمدّن والحضاري
شكرًا للأحباء: حكيم، إثبت فى إيمانك لاتخف، ام ليندا، Albert Mikhail، الينا كوركيس، Lovu Story، Raghad Dawod جزيل الشكر على اهتمامهم-نّ وتعب محبتهم-نّ. أمّا بعد؛ كان من المفترض بالمعترض على المقالة أن يعلِّق بطريقة متمدّنة وحضاريّة؛ مثالًا: ورد في مقالتك (كذا) والصحيح الصواب (كذا) والدليل (كذا) والمرجع (كذا) أمّا الشتائم والمسبّات فقد عبّرت عن إفلاس المعترض فكريًّا وأخلاقيًّا! عِلمًا أن الكاتب ابن البيئة العراقية، وقد سمع بالشتائم الواردة وعرف ما هو أقبح منها أيضًا، لكنّ من المستحيل نزوله إلى مستوى الابتذال، بعدما تعب كثيرًا في تربية أخلاقه، اقتداء بأخلاق الإنجيل وانعكاسًا عن التربية المسيحية التي تلقّى من والديه المسيحيّين- رحمهما الله- وتاليًا تحيّتي إلى كلّ من تفضّل-ت بالتعليق على هذه المقالة، إيجابيًّا أم سلبيًّا، مع محبتي وتقديري.
4. الكاتب 03 ابريل 2016 - 22:46 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: لو اجتمعت انت والانس والجن على فيسبوك لينغا: لو اجتمعت انت والانس والجن
معلّقة: (اما معجزات محمد فاعضمها هو القرآن وان كنت تردينه الى النبي محمد فانا اقول لك اكتبي مثله ان استطعت وانت الآن في عصر التكنولوجيا وكما قال الله تعلى لو اجتمعت انت والانس والجن على ان تاتو بآية من مثله لما استطعت وانصحك بمشاهدة ( شفرة القرآن الكريم) فهي تكفي للرد على كل خلق الله لازدرائكم بان كاتب القرآن بشر سلام) انتهى الكاتب: أختنا العزيزة، لغتك لا تؤهلك للحوار مع الكاتب. حضرتك مخدوعة بالقرآن لجهلك قواعد اللغة العربية وافتقارك إلى دراسة الأدب العربي ما قبل الإسلام وما بعده. ستقرئين الآن للكاتب ما هو أفضل ممّا في القرآن وأنظف وأرقى وأشرف، لكنك لست أهلًا للحكم على ما ستقرئين، علمًا أن الكاتب لا يستطيع النزول الى مستوى القرآن الهابط في نظره. وقريبًا على لينغا مثل هذه الأسجوعة. وتذكّري أنّ القرآن مجموعة أساجيع مضطربة حاشا الله أن يوحي بها وبمثلها وحاشاه أن ينزل إلى مستوى أبي لهب وغيره. وفي المقالة، التي يبدو أنك تفضلت بالتعليق بدون قراءتها، أن بصمة إبهام أي شخص في العالم مختلفة عن بصمة إبهام شخص آخر، كذا أسلوب أي كاتب مختلف عن أسلوب كاتب آخر، لذا فالتحدي القرآني محض هُراء لا قيمة له- مع تقديري لاعتزازك بدينك واحترامي لك: https://www.linga.org/varities-articles/NzYwNg
5. الكاتب 03 ابريل 2016 - 22:50 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: أشهد... وأشهد... على فيسبوك لينغا: أشهد... وأشهد...
معلّق: (أشهد أن لا اله الا الله **وأن .... رسول الله**) انتهى ردّ الأخت Raghad Dawod مشكورة: نعرفها هاي راية داعش.
6. الكاتب 03 ابريل 2016 - 22:57 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: الأخ حكيم يرد على اسطوانة الإسلام الصحيح على فيسبوك لينغا: الأخ حكيم يرد على اسطوانة الإسلام الصحيح
الأخت المعلقة نفسها: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. خي المسيحي اختي المسيحية نحن بمناقشتنا لكم لانريد سوى ايصال الاسلام الصحيح الذي وصلكم اليكم بصورة مشوهة من اناس لطالما أرادو تشويه الاسلام حتى يضلوكم وانا دائما انصحكم بان تتعرفوا على الاسلام من المسلمين انفسهم او بقرآية القرآن والاحاديث الصحيحة بانفسكم وبعدها ستعرفون ان كل معلوماتكم التي ترددونها يوميا عن الاسلام ليست يوى تلفيقات وإزدراءات... إلخ) انتهى الأخ حكيم مشكورًا: اذا كانت رسمة على ورقة تقيم العالم الاسلامي على رجليه بينما طرد المسالمين من بيوتهم واغتصاب النساء وقتل الاف باسم الله لا يحرك المسلمين! ماذا تتوقعين يا (... ...) ما تقولينه لن يفيد. داعش اخذت ايات قرآنية ومن الاحاديث، ولم يستطع الازهر تكفيرهم... فمن انت يا انسانة عادية لتقولي ان داعش لا يمثل الاسلام الحقيقي؟ وماذا تردين على الاية القرآنية: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ليس فقط ما يحرمه الله وانما ايضا ما يحرمه محمد :-)
7. الكاتب 03 ابريل 2016 - 23:24 بتوقيت القدس
على فيسبوك لينغا: ردًّا على "معجزة" انشقاق القمر على فيسبوك لينغا: ردًّا على "معجزة" انشقاق القمر
الأخت المعلقة نفسها: (انت يامن تقولين ان شق القمر لم يكن حقيقيا فاعدرك لجهلك وعدم ثقافتك لالكتب النبوية وكتب الاحاديث الصحيحة وجهلك بالعلم الحديث الذي اقر هذا... إلخ) الأخت Daniella مشكورة: سؤال جرئ 91 تساؤلات حول انشقاق القمر --- ضعي هذا على غوغل وشاهدي الفيديو --- لماذا لم تذكر رؤية الإنشقاق في السعودية أو مصر او المغرب؟ ما فائدة انشقاق القمر للناس؟ من هم الشهود على الانشقاق؟ لو حصلت هذه المعجزة لما ارتد المسلمون بعد موت محمد. لو وجدت معجزة واحدة في القرآن لما وجدت مشاكل بين محمد وبين قريش وبينه وبين الذين طالبوه بعمل معجزة واحدة. الكاتب: ثم كتبت المعلقة اسم مقطع فيديو على أن فيه ردّا (إسلاميًّا) على الأخ رشيد. ومعلوم أن الأخ رشيد صادق ووثائقه صحيحة لا غبار عليه. أمّا شيوخ المسلمين ممّن يردّون على انتقاد الإسلام فإنهم كذّابون- وفق ما شاهدت وسمعت وقرأت- وما زالوا يكذبون، علمًا أن رسولهم أجاز لهم الكذب في ثلاث، لذا لا ثقة لنا بردودهم.