5 نصائح للاستعداد لعيد الميلاد

قد تشعر بالتعب والإرهاق الجسدي والفكري جراء الاحتفالات الزاخرة التي تقيمها أو تشترك بها خلال فترة عيد الميلاد المجيد. فأنا وأنت ننخرط باستقبال الأقرباء وننهمك في شراء الهدايا والحاجيات
14 ديسمبر 2014 - 17:42 بتوقيت القدس

نصائح للاستعداد لعيد الميلاد

قد تشعر بالتعب والإرهاق الجسدي والفكري جراء الاحتفالات الزاخرة التي تقيمها أو تشترك بها خلال فترة عيد الميلاد المجيد. فأنا وأنت ننخرط باستقبال الأقرباء وننهمك في شراء الهدايا والحاجيات لنحاول أن نعطي للعيد صبغة بعيدة عن روتين أيام السنة العادية. ولكن ماذا لو كان هناك طريقة نستطيع من خلالها أن نتخلص من هم الانشغالات والترتيبات الواجبة علينا ونصرف الوقت كله في التمتع بهذه المناسبة العظيمة؟ وهل من الممكن أن نكتشف معنى أعمق لهذا العيد المجيد نرتقي من خلاله فوق الشعور بالقلق والانشغال والارتباك. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التمتع بعيد أفضل:

1. ركّز على عائلتك. إن موسم عيد الميلاد هو أجمل وقت لقضاء هذه العطلة مع العائلة. ربما تكون هذه الفرصة الوحيدة طوال السنة لكثير من الأشخاص حتى يتجتمعوا بأفراد عائلتهم ويتبادلوا الأحاديث وسرد الذكريات السعيدة. ومن المؤسف أن نرى كثيراً من الأشخاص الذين ملأوا أجندتهم الكنسية بالنشاطات والاحتفالات وغابت عائلتهم عن ذهنهم. فنراهم أكثر تشتتاً وانشغالاً. إن مَهمة الخدمة عند كل إنسان يجب أن تبدأ بالعائلة. كم ينكسر قلب الله عندما يرى "نصف عائلة" في الكنيسة والنصف الآخر في البيت طيلة أيام العيد. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ (1 تيموثاوس 3: 5). لا أقصد أن نلغي خدمات ونشاطات كنائسنا بل علينا أن نحثّ الأعضاء على أهمية العائلة في حياة الكنيسة. لأن عائلة نامية تنتج كنيسة نامية، والعكس صحيح.

2. شجّع الجميع على الاحتفال. ربما هناك أفراد تفصلهم مسافة جغرافية عن أحبائهم. وليس لهم من يحتفل معهم بالعيد. وهنا يأتي دور جسد المسيح وعائلة الله التي لا يمكن أن نحيا منفصلين عنها. فدور الكنيسة أساسي ومحوري في إظهار محبة الله الآب لكل البشر. إن الله يعطي نعمة خاصة للأعضاء الفاعلين لاحتواء هؤلاء الأشخاص الذين ليس لهم عائلة محلية. فهل جسد المسيح (الكنيسة) يستجيب عندما يعطي الرأس (المسيح) أمراً ما؟ إن كنا نؤمن فعلاً أننا جسد المسيح، فعلينا أن نطيعه عندما يتكلم. والجدير بالذكر أن الله قد تكلم، فقال على سبيل المثال لا الحصر: مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ، عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ (رومية 12: 13). فلا تنسَ من ليس لهم عائلة.

3. خصّص موارداً للعطاء. إن عيد الميلاد هو عيد العطاء. يوفر لك ولي فرصة حتى نظهر محبة الله بصورة عملية. لقد قدم الله لنا عطية لا يمكن شراءها بثمن ما، ولا يمكن العيش من دونها، وهي يسوع المسيح. فإن كنا حصلنا على هذه العطية المثلى فكيف لا نعطي نحن أيضا بسرور ومن قلب ممتلئ بالشكر والعرفان. إن الكرم أصبح عملة نادرة في هذه الأيام. فنحن نعيش في عالم كثير المطالب وقليل العطاء. أما نحن، المؤمنون باسمه، فلم نتعلم المسيح هكذا (أفسس 4: 20). ما أحوجنا لأشخاص يقفون في الثغر بعطائهم السخي لدعم ليس فقط الفقراء فحسب بل دعم الكنائس المحلية والعمل المرسلي أيضاً. جد في أن تجد عملاً روحياً لتدعمه من مواردك بسخاء.

4. افرح وابتهل من كل قلبك. إن عيد الميلاد يجلب السرور والبهجة. نمّ شعوراً يرتقي فوق الاحساس بالتذمر والحزن. اعزم في قلبك أن تتبنى مواقف قلبية إيجابية، وذلك لن يتم إن لم تتخذ قراراً شخصياً وداخلياً يتوق إلى تغيير جذري. إن عيد الميلاد هو حدث ثوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فيه أبدى الله محبته الكاملة وغير مجرى التاريخ إلى ما هو أفضل. هذا العيد هو مصدر الرجاء والأمل. هو نقطة بداية لمستقبل مشرق وأبدية سعيدة. رغم انتشار الفساد والشر في بقاع الأرض كلها، إلى أن هناك ما يستحق العيش من أجله والاشتياق لرؤيته: عمل الله في حياة الناس، في حياتي وحياتك. فدواعي السرور والفرح ليست أمجاد ماضٍ أو انجازات فعلناها، ولا مشكلات حاضرٍ نتصارع معها كل يوم، بل هي رجاءٌ لا يتزعزع ولا يزول ينتظر كل من وضع ثقته في يسوع المسيح. افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ (لوقا 10: 20).

5. اعرف معنى الميلاد الحقيقي. رغم أن هذه النصيحة الأخيرة تبدو بديهية، إلى أنني يجب أن أسردها. علينا أن نتمسك بجوهر ومقصد الميلاد عوضاً أن نرتبك في مستلزمات الميلاد ومتطلباته. إن عيد الميلاد عيد متلألئ ومتميّز بشخصٍ وحيدٍ فريدٍ هو الرب يسوع المسيح. فلا تفقد معنى العيد بعدم الاحتفال بصاحب العيد. اجعله مركز الاهتمام ومحور الملاحظة. عيد الميلاد هو عيد الاحتفال بالخلاص والانتصار ورد المسلوب. فكل ما يُعمل في هذا العيد يجب أن يعكس مجد الله ومحبته. فشكراً لله على عطيته التي لا يعبّر عنها (2 كورنثوس 9: 15).

ففي هذا العيد، اعزم في قلبك أن تجعله بداية جديدة تنطلق من خلالها إلى حياة أفضل مع الله. لا تخسر هذه الفرصة في عدم قضاء وقتاً نوعياً مع عائلتك وأحبائك. شجّع الذين يفقرون إلى علاقة صحيّة وحميمة على الاحتفال واتخذ قراراً بأن تخصّص موارداً تعطي من خلالها المال والوقت والموهبة ولا سيما لعمل الله. لا تنسَ بأن توجّه قلبك نحو الفرح المسيحي الحقيقي المتأصل في شخص المسيح. وادرك قيمة هذا العيد المجيد بالتركيز والاحتفال بشخص المسيح صاحب العيد ومنبع كل فرح وبهجة وسرور.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا