مذكرات يسوع لزيارته الخاطفة للناصرة

بحثت عن الذين يعيّدون العيد بحسب قلبي. وجدت افراداً من كل طائفة ودين تمجد الطفل المولود. وجدت آخرين تبحث عن الارملة واليتيم والمريض لتسقيهم كأس ماء بارد باسمي. فرحت بهم.
22 ديسمبر 2012 - 14:54 بتوقيت القدس

دخلت الناصرة متخفياً لأرى احوال اهل بلدي في عيد ميلادي. اعارني صديق وفيّ سيارته لأصل الى مركز البلد. فطفت وطفت فلم اجد مكاناً لأوقفها. تذكرت ما قصته لي امي عن عدم ايجاد مكان لها، لعمي يوسف ولي (وكنت في بطنها) في بيت لحم. وعلى ذكر امي مريم- تخيّلت كم كانت لتسعد لو اتت معي للناصرة اليوم. كم تحب الناصرة وتذكرها حتى اليوم وتتمنى ان يزيد حب اهلها لي. لو اتت معي لكان هذا نوع جديد من حق العودة.

على اية حال- اضطررت ان اجد حلاً للسيارة فاجترحت معجزة صغيره فجعلتها تختفي لريثما اقوم بجولتي مشياً على الأقدام. احد المارة فغر فاه وكاد يُغمى عليه حين تلاشت السيارة من امامه. لربما ظن انها من علامات اعلان آخر الدنيا التي يطلقها بعض الجهلة...

لبست ملابس رثة ولم يعرفني احد من سكان بلدي مما اتاح لي معاينة الامور عن كثب. رغم الأجواء الباردة غير ان الحركة نشطة. الناس تسير زرافات زرافات . انها تبدو سعيدة ولكني ارى ان تحت الوجوه الباسمة يستتر همّ وضغط وتوتر.

تجد في كل زاوية شجرة سرو مزيّنة. ارادوا ان يعلنوا بواسطتها الربيع والحياة ولكنها ذكرتني بالشجرة التي اقتطعوا منها خشب الصليب. صليبي هو الحياة وهو ربيع الحياة ولم تكن هناك ضرورة لزينة عليه فمحبة ابي للبشر كانت الزينة.

كما رأيت الاولاد والكبار يلبسون لباس بابا نويل. فما ان يظهر بابا نويل هذا حتى يفرح الكل. عرفت السبب فهو يحمل في جعبته هدايا. البعض يسميه "شيخ العيد" ايضاً. لماذا نحتاج شيخاً للعيد وهناك رب للعيد هو طفل الميلاد؟ هل سخاء بابا نويل هو رمز لما احضرته انا في ميلادي من هدايا للبشر؟

سمعت صخباً فوجدت جمهوراً في قاعة مزيّنة يحتفلون بالعيد. مجموعة مرموقة من الشخصيات كانت تلقي الخطابات الواحدة تلو الاخرى. اصغيت لكلماتهم فسمعت كلاماً منمّقاً عن السلام. تذكرت اجواء ميلادي في بيت لحم والتي كانت خالية من السلام. هيرودس يلاحقنا فيضطر اهلي للهرب فاصبح لاجئاَ في مصر. ثم هيرودس يقتل الاطفال بالجملة في بيت لحم.

اصغيت أكثر فوجدت ان المتحدثين لا يذكرون اسمي. هل هو عيد لشخص آخر؟ لربما عيد الحانوكاة؟ أم عيد قبيلة المآيا؟

مررت بجانب البيوت في المنطقة القريبة لسكني خلال وجودي على وجه الأرض. رأيت ربات المنزل تنظفنّ البيوت وتطبخنّ وترتبنّ الموائد تحضيراً لليلة العيد.

روائح الأطعمة تسيّل اللعاب. لم يتغيّر شيء، فنساء الناصرة تصنع اشهى المأكولات تماماً قبل الفي سنة. لاحظ البعض اني لست من سكان البلد لكن لم يعرض عليّ احد ان انضم واتعشى معه. لربما ملابسي الرثة اثارت حفيظتهم. ظننت انهم سيتعرفون عليّ. ألست ابن البلد وأليس هو عيدي أصلاً؟

بحثت عن الذين يعيّدون العيد بحسب قلبي. وجدت مجموعات في اكثر من كنيسة ترتل وتصلي وتتذكر ميلادي. وجدت افراداً من كل طائفة ودين تمجد الطفل المولود.

وجدت آخرين يبحثون عن الارملة واليتيم والمريض لكي يسقونهم كأس ماء بارد باسمي. فرحت بهم. جلست معهم طويلا وعرضوا عليَ ان انضم معهم لاحتفل في ليلة العيد فاعتذرت وقلت لهم اني سأقابلهم قريباً في عشاء آخر- عشاء عرس الخروف. رأساً عرفوني وعندها اختفيت عن انظارهم.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. Luca 22 ديسمبر 2012 - 17:44 بتوقيت القدس
wow wow
كتيييييرر حلو كل عام وانت بخير
2. الرأي العام 22 ديسمبر 2012 - 18:22 بتوقيت القدس
ليدخل الجميع ليدخل الجميع
فقط اريد ان افهم..ما هو المغزى مما قد قاله الاخ؟ اكان هذا مقالاً ساخراً؟ يسوع يقود سياره ويخفيها؟ وشو دَخلَ نساء الناصره يطبخون اشهى المأكولات منذ ٢٠٠٠ سنه؟ هل شجرة الميلاد تُذّكر يسوع بخشبة الصليب؟ انها رمز يُعلر عن فرحة العيد ليس إلا.. مقال سخيف يسيء لجلالة وعظمة الرب يسوع.. الا يوجد من يراجع هذه السخافه قبل ان تُنشر؟
2.1. س 24 ديسمبر 2012 - 14:41 بتوقيت القدس
تعليقك سخيف! المقال يعبر أن أمر هام وملفت. إذا لم يعجبك الأسلوب هذا لا يعني انه سخيف.
الأخ بطرس مشهودا له، يحب الرب وحاشا له أن يستخف به. فمن يعرفه فانه لا يساوم على حق الرب ولا يراعي من يستخف بالرب. فكلامك هذا بدل على عدم معرفته شخصيا أو هناك غاية أخرى في نفس يعقوب. إذا لم يعجبك الأسلوب كونك محافظا، لا يعطيك حق الإدانة. الرب نفسه نزل أرضنا ليعيش بيننا.. ولو جاء اليوم وليس قبل ألفي عام لركب سيارة لا جحش.. وشاهد التلفزيون.. وهل هناك عيب في ذلك؟ إلا تشاهد انت التلفزيون ؟ أو تركب السيارة؟ أن كان لا يليق برب المجد فلا يليق لأولاده... شكرًا أخ بطرس، أسلوبك شيق كالعادة.
2.2. نورا 03 يناير 2013 - 21:07 بتوقيت القدس
ليدخل الجميع
المغزى يا ايها الراي العام هو مهزلة المسيحيين في بلدك الناصرة ..المغزى يا حضرة يتكلم عن اهتمام الاخوة المسيحيين بعالمهم الخاص والبعيد كل البعد عن الرب يسوع المسيح وانا اتاسف لان حضرتكم لم تفهموا مغزى هذه القصة المعبرة جدا...
3. سامر 22 ديسمبر 2012 - 21:49 بتوقيت القدس
الى ٢ الى ٢
المقال ظريف ولاذع بخصوص مظاهر عيد الميلاد في المجتمع باسلوب قصصي جميل. ولا استطيع ان اساعدك ان تفهمه فهو واضح للغاية. لم اجد فيه اي مس بجلال المسيح وكلامك خال من الصحة. الا يوج من يراقب التعقيبات قبل نشرها؟
4. Anonymous 22 ديسمبر 2012 - 22:20 بتوقيت القدس
In the description In the description
Christ-lacking celebrations is one thing, but speaking on behalf of Christ is a total other, and is in my opinion not acceptable! Who are we as humans to put words into Jesus' mouth, even if it were for a good cause, our prospective is very much different than God's, and such articles could be very misleading, if you'd like to critisize the purpose of the celebrations now-adays do it subjectively and as best as humaly possible because that's all we can aspire to be. God bless you and Merry Christmas Critisizing
5. بطرس منصور 23 ديسمبر 2012 - 15:03 بتوقيت القدس
للمنتقدين للمنتقدين
منذ مئات السنين وهناك استخدام رمزي لشخصية المسيح-كمن حضر لعالمنا مرة اخرى ليتفقد الاوضاع. اخالكم نسيتم ان يسوع تجسد وكان الاله الكامل والانسان الكامل فمن هنا لا افهم تهجمكم. موقفكم يشير انكم كنتم ستقولون للرب " حاشاك يا رب" امام قوله انه سيتجسد. لا مكان لناموسية ولكبت الابداع في كنيسة القرن الواحد والعشرين.
5.1. مؤمن 24 ديسمبر 2012 - 18:46 بتوقيت القدس
اخ بطرس مقال رائع وهادف وافكار جميلة وخلّاقة اثبت بالحقيقة ان الانسان خُلق على صورة الله
اخ بطرس مقال رائع وهادف وافكار جميلة وخلّاقة اثبت بالحقيقة ان الانسان خُلق على صورة الله
5.2. المنتصر بالرب 12 فبراير 2013 - 02:49 بتوقيت القدس
اؤيدك اخي بطرس
اسلوبك شيق ورائع, احسنت واوصلت الفكرة بشكل واضح وسلس. لا افهم التهجم, ربما نابع عن جهل وعدم معرفة لمحبة وتواضع الرب يسوع شكرا جزيلا