لأنّ الناس يكونون محبّين لأنفسهم، محبّين للمال (2 تيموثاوس 3: 2)
إنّ احدى أبرز صفات الناس في الأيام الأخيرة هي محبة الذّات. كلّنا نحب أنفسنا لكن الأنانية البغيضة هي المقصودة هنا. قد نقول أنّنا نحبّ الله والناس، لكن أعمالنّا تشهد علينا وتُظهر أنّ محبتنا لذواتنا ورغبتنا في إرضائها مُستفحلة، وهكذا نعيش لأنفسنا فقط، محاولين ارضائها بشتى الوسائل.
يواصل الانسان محاولاته أن يرفع نفسه، ولكي يستمر متربعًا على عرش الذات، نراه لا يتورع عن ازدراء الآخرين، بل قد يدوس غيره غير عابئٍ بأحدٍ... إلاّ بنفسه؟ النتيجة النهائية هي "من يحبّ نفسه يهلكها" (يوحنا 12: 25).
تظهر محبة الذّات بوضوح في محبة المال والمشكلة ليست في المال، وسيلة التعامل في البيع والشراء، بل "محبّة المال" التي هي أصل لكل الشرور ومن يسير في ركب هذه المحبّة الفاسدة، يضلّ عن الإيمان والاتكال على الله ويسبّب لنفسه ولغيره أوجاعًا كثيرة (1 تي 6: 10).
وضَّح الملك سليمان الغنيّ والحكيم، الفرق بين المال كبركة وبين التعلّق المَرَضي به: " كل إنسان أعطاه الله غنى ومالاً وسلّطه عليه حتى يأكل منه ويأخذ نصيبه ويفرح بتعبه فهذا هو عطية الله". ولكن: " من يحب الفضة لا يشبع من الفضة ومن يحب الثروة لا يشبع من دخل" (جامعة 5: 10، 19). في السعي اللاهث نحو الغنى هناك نجاساتٍ كثيرة أيضًا فالمستعجل الغنى لا يبرأ (أمثال 28: 20).
هذا النوع من الإدمان ليس للأغنياء فقط، فقد تكون فقيرًا أو متوسط الحال، لكن ان كنت تفكّر دائمًا بلهفة وتحلم بولعٍ بالمال، بل وتلهج به كل الوقت... أليست هذه هي العبودية بعينها؟
هل يجعل هذا كلّ شيء في نظرنا قابل للبيع؟ هل يشمل ذلك الضمير والأخلاق والقيم؟ إن كان الجواب نعم، فنحن غارقون في مستنقع محبة المال، والله وحده قادر أن ينقذنا منه.