استعداد المسيحي للملكوت السماوي

السيد الرب سيأتي في ساعة لا نعلمها قادما مع ملائكته فوق السحاب  ليأخذ الأبرار والقديسين والمؤمنين به معه الى الملكوت ولابد أن...
19 فبراير 2022 - 10:31 بتوقيت القدس
استعداد المسيحي للملكوت السماوي

يعيش الإنسان عمرا محدودا على الأرض يعد بالسنين، ولا يعلم كم سيعيش ومتى يموت، والموت هو نهاية رحلة الحياة الجسدية على الأرض. مات اجدادنا ونقلوا الحياة الى آبائنا، ومات الكثير من الآباء ونقلوا الحياة إلى أولادهم. وكل جيل يسلم الحياة الى جيل لاحق. فهم السابقون ونحن اللاحقون.

الحياة والروح أمانة استودعها الله الخالق في أجسادنا لنعيش فترة محددة، ثم نسلم الأمانة الى الله الذي أودعها فينا وتنتقل الروح لتقابل الرب يوم الدينونة وتؤدي الحساب عند الديان الأعظم.

المؤمنون بالله وتعاليم السيد المسيح يعلمون أن الروح تفارق الجسد يوما ما وتنتقل إلى ملكوت الله. وأن السيد الرب سيأتي في ساعة لا نعلمها قادما مع ملائكته فوق السحاب  ليأخذ الأبرار والقديسين والمؤمنين به معه الى الملكوت. ولابد أن نكون ابرارا بنظر الله لنستحق دخول الملكوت ونيل الحياة الأبدية حيث النعيم والبقاء بلا ألم ولا مرض. ولابد أن يكون أبناء المسيح مستعدين لهذا اللقاء وتلك الساعة. لقد اوصانا السيد الرب ان نكون مستعدين ساهرين بانتظار قدومه، وقال : "اسهروا لأنكم لا تعلمون اي يوم يأتي ربكم... كونوا مستعدين ففي الساعة التي لا تتوقعونها يأتي ابن الإنسان".  

يجب أن تكون مصابيحنا مملوءة بالزيت كي نستقبل العريس الذي قد يأتي في ساعة متأخرة من الليل وتكون مصابيحنا مضيئة متى جاء ونحن على استعداد لاستقباله بفرح. لقد أراد الرب أن نصنع ابديتنا بأيدينا، وهذا يتطلب منا كمؤمنين أن نكون ساهرين ويقضين لا نائمين كسولين. ان حالة الإستعداد تعني أن نجسد إيماننا بالأفعال إظهارا لمصداقية المواقف الروحية التي نتخذها. ونبدي جاهزيتها لاستقبال رب المجد القادم إلينا في ساعة لا نعلمها من حياتنا، ولابد من اليقظة الروحية، الخمول والكسل وانغماسنا بالخطيئة يطفئ مصابيحنا لنفاذ زيتها كما حدث مع الفتيات العذارى الكسولات. اللواتي فقدن فرصة العمر في إستقبال العريس القادم، فأغلق الباب وبقين خارج الدار يندبن حظهن وسوء تصرفهم.

طلب يسوع منا أن نعيش زمن حاضرنا وكأنه الزمن الأخير الذي ليس فيه مستقبل. وهذا يقتضي منا كمسيحيين توبة فورية وتغيير مسار الحياة نحو البر الآن وليس غدا. أن بشرة الخلاص لن تتغير بالرغم من التغيرات الزمنية والمكانية لإعلانها.  علينا أن نعيش حياتنا وكأن ما نقوم به الآن هو آخر ما نفعله قبل موتنا وانتقالنا من حياة الجسد إلى عالم الروح البعيد عن الجسد المادي.ونكون حينئذ مستعدين للقاء الرب باي وقت. فهو لن يبطئ في المجيء. وسيحل ملك الله الروحي الأبدي محل الملك الزمني فنحيا بسعادة وفرح مع الرب يسوع المسيح الذي افتدانا بدمه الكريم ينقلنا من عالم جسد الموت والخطيئة إلى عالم البر والحياة الأبدية السعيدة في ملكوت الله.

نحن نصغي إلى صوت الله في خياراتنا وحياتنا اليومية على الأرض، ونتكل على رحمته في يوم الدينونة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا