احببتكم قال الرب (1)

صلّي واطلب من الله أن يُظهر لك محبّته. لا تخجل، فهو يريد أن يفعل ذلك! عندما تختبر محبّته، ستتحرّر لتحبّ الآخرين.
03 نوفمبر 2021 - 07:19 بتوقيت القدس
احببتكم قال الرب (1)

"أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ.." (ملاخي 1: 2)
إنّ الله يعلن بصوت عالٍ وواضح أنّه محبّ! لطالما كانت محبّته - منذ الأزل - جوهر حملِه والدّافع لكلّ أعماله. حمل محبّته ظهر بأجلى معانيه عندما سار يسوع من أجلنا إلى الصّليب ومات لكي يفدينا من خطايانا.

المحبّة هي الّتي دفعت الله إلى خلق العالم. المحبّة هي الّتي جعلته يخطّط لوجودنا وحتّى اختيارنا، حتّى قبل إنشاء العالم. وبسبب هذه المحبّة قدّم لنا ذبيحة على الصّليب، وبسببها منحنا مقام الأبناء الأحبّاء، وشركاء في الميراث. المحبّة هي الدّافع لكلّ ما يعمله الله، لأنّ الله في جوهره هو محبّة، كما هو مكتوب: "لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ" (1 يوحنا 4: 8).

المحبّ يريد دائمًا أن يكون بالقرب من المحبوب، وإرادة الله أن نكون دائمًا بقربه. لذلك فهو يعمل عبر تاريخ البشريّة ليعيدنا إليه.

منذ خطيئة آدم وحوّاء الّتي فصلَتْنا عنه، والله يحمل حملًا ثقيلًا. وبسبب محبّته، يهمّه أن يظهر لنا ويتيح لنا التّعرّف عليه كما هو حقًّا. الله يتحمّل ألم الفُراق والبُعاد. هذا الحِمل الّذي يثقِّل قلبه يظهر في الكتاب المقدّس في صرخة محبّته، الّتي سُمِعت لأوّل مرّة في فجر التّاريخ في جنّة عدن، عندما صرخ الله للإنسان: "أَيْنَ أَنْتَ؟" (تكوين 3: 9). وبلغت ذروتها عندما أرسل يسوعَ المسيح ليموت من أجلنا على الصّليب. في هذه الصّرخة يبدأ سفر ملاخي أيضًا: "أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ..." (ملاخي 1: 2).

محبّة الله هي الدّافع وراء كلّ أعماله: "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً" (ارمياء 29: 11). تشكلّ هذه الرّسالة أساسًا لكلّ رسائل الله. محبّته هي الرّسالة الأولى والأكثر أهمّيّة الّتي يحاول الله أن يبلغها للبشر بشكل عام، ولشعبه بشكل خاصّ، وهي أيضًا أهمّ رسالة لمُرْسَلِيِّ الله. من لا يعترف بمحبّة الله ولا يدرك عمقها، لن يقدر على تطوير علاقة وثيقة وشخصيّة معه، ولن يقدر على أداء أيّ إرساليّه لأجله.

ما مدى معرفتك بمحبّة الله؟ هل اختبرتَ محبّته أم أنّك سمعتَ عنها للتّو؟ بصفتنا ملائكة/رسلًا لله، فقد دُعينا لنحمل حمل محبّته للعالم، وأيضًا للتّعبير عنها عمليًّا في حياتنا. هذا يعني يجب علينا، مثله، أن نحبّ أيضًا أولئك الّذين يصعب علينا أن نحبّهم - أولئك الّذين يكرهوننا والّذين لا نحبّ التّواجد حولهم.

فقط عندما نختبر بأنفسنا عمق محبّة الله لنا، يمكننا أن ننقل هذه المحبّة. في الواقع، تعتمد قدرتنا على المحبّة بشكل مباشر على المدى الّذي نختبر فيه شخصيًّا محبّة الله لنا.

صلّي واطلب من الله أن يُظهر لك محبّته. لا تخجل، فهو يريد أن يفعل ذلك! عندما تختبر محبّته، ستتحرّر لتحبّ الآخرين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا