الشريعة التي جاء بها نبي الإسلام

ليس من عدل الله إذلال المرأة في الدنيا وإذلالها في الآخرة. حتى عندما ينعم الله عليها بالجنة فإنّ للرجل فيها من الحور عشراتٌ يشبعن غرائزه. يقول محمد:‏ ‏ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله 72 حورية
16 يناير 2020 - 15:04 بتوقيت القدس

تحليل الزواج باربع نساء، بينما خلق الله زوجة واحدة لآدم ولم يخلق له اربع زوجات. ولو كانت شريعة الله تعدد الزوجات لخلق لآدم اربع زوجات او أكثر لاكثار النسل حيث لم يكن بشر وقتها على الارض. إذن تعدد الزوجات ليس تشريع الهي بل هو ضد ارادة الله. كاتب القرآن اقر انه لن يستطيع الأنسان ان يعدل مع الزوجات مهما حاول وحرص، والنبي محمد نفسه لم يعدل مع نسائه، فقد ابعد زوجته العجوز سودة بنت زمعة ونوى على طلاقها لكبر سنها وقبح شكلها وسواد بشرتها، فتوسلت إليه ان يبقيها وبالمقابل تتنازل عن ليلتها مع محمد ليقضيها مع زوجته الصغيرة عائشة لارضاء [النبي العادل]، وخوفا من تهديد محمد بتطليقها. فاين هو العدل بين الزوجات؟ 

شرع نبي الإسلام محمد في قرآنه، ان للمسلم الحق في ان يتزوج مثنى وثلاث ورباع من النساء وما ملكت ايمانه من سبايا الغزوات، الا انه شخصيا لم يحترم ولم يمتثل لهذه الشريعة التي اقرها بنفسه للناس. فتزوج ونكح اكثر من عشرة نساء، ومات وبحوزته تسع نساء ما عدى الإمات وملك اليمين.

شرع محمد تحليل امتلاك البشر والتجارة بهم واغتصاب النساء السبايا تحت مسمى ملك اليمين، وهذا ما يعتبره الله زنى لأنه اغتصاب امراءة بدون رضاها وهي ليست زوجة شرعية لبناء اسرة، انما امراءة سبية واسيرة حرب اخذت عنوة من زوجها اواهلها للأستمتاع الجنسي والخدمة.

الله خلق الانسان حرا وليس عبدا، اما الإسلام فحلل استعباد الناس ذكورا وإناثا. ولولا شريعة حقوق الانسان وقوانين الأمم المتحدة التي حرمت استعباد الناس ومنعت التجارة بالبشر، لبقي المسلمون يبيعون ويشترون بالنساء والرجال الى اليوم.

شرع نبي الإسلام زواج المتعة للسبايا الأسيرات. وهو زواج لامتاع جنوده المقاتلين جنسيا البعيدون عن زوجاتهم ضد رغبة اولئك النساء السبايا المحكومات عسكريا بقوة السيف، ثم حرمها نفسه بعد مدة، ثم حللها ثم حرمها حسب هواه. وهذا تلاعب بخليقة الله وشرائعه.  ولم يستلم نبي الإسلام تحليل المتعة من الله كشريعة سماوية، بل التحريم فقط حرمه بآية قرآنية. وهذا يدل على عدم رغبة الله في هذا التحليل البشري والاعتداء على النساء ضد ارادته. 

الشيعة لازالوا يتاجرون بالفتيات والنساء باسم زواج المتعة الذي يدوم لساعات اوايام محددة مقابل اجور تعطى للمرأة متفق عليها مسبقا. وبعد اشباع النزوات الحيوانية والجنسية للرجال يطلقون تلك النسوة بعد انتهاء مدة المتعة الجنسية، لتبحث تلك النساء عن رجال آخرين ممن يبحثون عن المتعة الجنسية مقابل ثمن، كي توفر لها مالا تعتاش منه كمهنة ممارسة الدعارة المتسترة بشريعة الدين والمذهب، وبالاتفاق مع رجال الدين الشيعة الذين يمتهنون التجارة بالنساء باسم زواج المتعة تحت ستار الدين. تزدهر هذه المهنة وهذا النوع من الزواج [الدعارة المقنعة بالدين] بشكل كبير في ايران.

جاء نبي الإسلام بشريعة فرض الجزية على المحتلين عسكريا من أهل الكتاب من قبل جيش الغزو الاسلامي للشعوب الخاضعة لسيطرتهم. والجزية هي ضريبة مالية تفرض على أهل الكتاب المؤمنين بالله والمحتلين من قبل المسلمين، من لا يقبل ان يؤمن بالاسلام ويريد المحافظة على ايمانه كما كان عليه هو وابائه وأجداده قبل الغزو الإسلامي، لكونه من اهل الكتاب المقدس مؤمن بالله ووحدانيته واليوم الآخر. والاسلام  يعتبر الغير مسلم كافرا حتى لو يؤمن بالله، والمسلمون بموجب هذه الشريعة يقبلون استلام الرشوة المالية (الجزية) مقابل السماح لأهل الكتاب بممارسة [كفرهم] بالإسلام!!!

قوانين حقوق الإنسان منعت مثل هذه الشريعة اللا انسانية

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. a 25 فبراير 2020 - 07:10 بتوقيت القدس
a a
الحمد لله أولا: الحجة في الشرع هي أمر الله ونهيه الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى:  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  الحشر/7. ومن أراد النجاة والهدى فمحل ذلك كله في التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى:   لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا  الأحزاب/21. والإعراض عن أحكام الكتاب والسنة الواضحة البينة ، ومعارضتها بأشياء لا تقوى على معارضتها ليس من سبيل المؤمنين المتقين ، أو التنطع في السؤال عن وجه الحكمة في أفعال الله ، التي لم تُبين لنا ، أو التدقيق في قضائه وقدره السابق ، وما كان وما يكون ، والانشغال بتلك الوساوس والترهات ، والشبهات ، عن شرع الله الذي بينه لعباده ، ومعارضة الشرع بالقدر ، فليس من فعل العقلاء في شيء . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "  ومن المعلوم أن الله تعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب لتصدق الرسل فيما أخبرت وتطاع فيما أمرت كما قال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله وقال تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله والإيمان بالقدر من تمام ذلك. فمن أثبت القدر وجعل ذلك معارضا للأمر فقد أذهب الأصل. ومعلوم أن من أسقط الأمر والنهي الذي بعث الله به رسله فهو كافر باتفاق المسلمين واليهود والنصارى " انتهى من "مجموع الفتاوى" (8/106) . فلذا يلزم المسلم أن يبتعد عن مثل هذه الاستدلالات بما خلق الله تعالى وقدره، فإن اتباع هذا النهج يؤدي إلى تحليل كثير من المحرمات وترك كثير من الواجبات. وإنما العمدة في الحل والحرمة والكراهة والاستحباب هي أوامر الشرع ونواهيه. ثانيا: جعل الله تعالى لآدم عليه السلام زوجة واحدة، وجعل لغيره من الأنبياء والرسل من بعده من زوجات عدة، ومن ذلك رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولله سبحانه وتعالى في هذا التغاير حكمة بالغة، ومصلحة للخلق راجحة. قال الله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا   المائدة /48 . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " والذي أنزله الله هو دين واحد اتفقت عليه الكتب والرسل، وهم متفقون في أصول الدين وقواعد الشريعة، وإن تنوعوا في الشرعة والمنهاج ، بين ناسخ ومنسوخ ، فهو شبيه بتنوع حال الكتاب الواحد ، فإن المسلمين كانوا أولا مأمورين بالصلاة لبيت المقدس ، ثم أمروا أن يصلوا إلى المسجد الحرام ، وفي كلا الأمرين إنما اتبعوا ما أنزل الله عز وجل " انتهى من " الجواب الصحيح " (2 / 438). قال العيني رحمه الله تعالى: " والأحكام شرعت لمصالح العباد ، وتتبدلُ باختلاف الزمان ... فلا شك أن نكاح الأخوات كان مشروعاً في شريعة آدم عليه السلام ، وبه حصل التناسل وهذا لا ينكره أحد ، ثم نسخ ذلك في شريعة غيره ، وكذلك العمل في السبت كان مباحا قبل شريعة موسى عليه السلام ، ثم نُسخ بعدها بشريعته عليه السلام " انتهى من " شرح سنن أبي داود " (4 / 356 ). فنحن لا نعلم هل كان التعدد مباحا أم ممنوعا في شريعة آدم عليه السلام ؟ ثم لو ثبت أنه كان ممنوعا ، فقد أباحه الله لمن بعده ، وأباحه لنبينا صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده إباحة قطعية ، دل عليها القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين . والحكم الثابت بدليل واحد من هذه الأدلة لا تجوز معارضته ، فكيف إذا ثبت بها مجتمعة ؟! على أنه قد يقال : كان في جعل زوجة واحدة لآدم عليه السلام مصلحة ، تفوت إذا تزوج بأكثر من واحدة . وقد أشار إليها قوله تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا   النساء/1. فجعل الله تعالى لآدم زوجة واحدة ليكون البشر كلهم من أصل واحد (أبا وأما) ، فيعطف بعضهم على بعض، ولا تشتد بينهم العداوة والنفرة . قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض. وقرن الأمر بتقواه ، بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها ؛ ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 163). والله أعلم.
1.1. صباح ابراهيم 25 فبراير 2020 - 15:48 بتوقيت القدس
الشريعة التي جاء بها نبي الإسلام
مع احترامي لك وشكري على تعليقك ارد عليك بما يلي : وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله لماذا لم يقل الله المتكلم بالقرآن [ الإ ليطاع بإذني] ، وليس بإذن الله , اليس الله هو من يتكلم بالقرآن ؟ ولماذا قال الله المتحدث نفسه : [ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب/21. والصحيح (الله) المتكلم يخاطب الناس بصيغة المخاطب هكذا : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ [يَرْجُوني] وَالْيَوْمَ الْآخِرَ [وَيذَكَرَني] كَثِيرًا فلماذا يستخدم الله المتكلم صيغة الغائب ، ولماذا انتقل الفعل المضارع (يرجو) الى الماضي (ذكر) بنفس الجملة ؟ فمن هو المتحدث بالقرآن الله ام رسول الأسلام ؟ لماذا لم ينتتبه او يعترض ابن تيمية وغيره على هذه الأخطاء ؟ تقول : جعل الله تعالى لآدم عليه السلام زوجة واحدة، وجعل لغيره من الأنبياء والرسل من بعده من زوجات عدة، ومن ذلك رسولنا محمد هل جعل الله لمحمد تسع زوجات ام اربعة فقط كما لبقية المسلمين ؟ لماذا استثنى محمد نكاح النساء بعدد غير محدد له ، وجاء بآية اي امراءة مؤمنة ان رغبت ان تهب فرجها للنبي خالصة له من دون المؤمنين ؟ هل يكأفئ الله انبيائه بالأستمتاع جنسيا ويستثنون من دون الخلق على اتعابهم ؟ تقول : وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض. هل عطف المسلمون الأوائل بعضهم على بعضهم بعد موت الرسول ، ام قتل المسلمون بعضهم بعضا وحتى ثلاثة من الخلفاء قتلوا بايدي المسلمين انفسهم عمر وعثمان وعلي . وكذلك تم قتل اولادهم من بعدهم بايدي المسلمين ؟ اين عطف بعضهم على بعض يا سيدي ؟
1.2. الفرعون المصرى 18 ابريل 2020 - 13:04 بتوقيت القدس
الشريعة التي جاء بها نبي الإسلام
أولا : الرد على موضوعكم " الشريعة التي جاء بها الأسلام التعدد سنَّة الأنبياء بنصوص الكتاب المقدس: ذكر الكتاب المقدس عددًا من الأنبياء وذكر عنهم التعدد؛ منهم: إن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم قد عددوا الزوجات ووصل الأمر بهم إلى الزواج من مئة مثل داود الذي لم يكتف بتسع وتسعين حتى تزوج تمام المئة بعد موت زوجها، وسليمان كانت له ثلاثمائة زوجة وأربعمائة جارية كما في العهد القديم مصدر التشريع الأول عند النصارى (ما جئت لأنقص بل لأكمل). التفصيل : - نبي الله إبراهيم عليه السلام، ذكر الكتاب المقدس له ثلاث زوجات؛ سارة [سفر التكوين (20: 12)]، هاجر المصرية [سفر التكوين (16: 3)]، قطورة [سفر التكوين (25: 1)]، وكذلك ذكر أنه كانت له سراري [سفر التكوين (25: 6)]. - نبي الله يعقوب عليه السلام، كان له أربع نسوة في وقت واحد؛ جاء في سفر التكوين: "ثم قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق" (32 : 22). - نبي الله داود عليه السلام، ذكر العهد القديم له تسع نسوة: 1- أخينوعم اليزرعيلية. 2- أبيجايل امرأة نابال الكرملي. 3- معكة بنت تلماي ملك جشور. 4- حجيث. 5- أبيطال. 6- عجلة. [صموئيل الثاني ( 3 : 1-6)] 7- ميكال. [سفر صموئيل الثاني (6 : 23 )] 8- بثشبع امرأة أوريا. [سفر صموئيل الثاني ( 11 : 26 )] 9- أبيشج الشونمية. [سفر الملوك الأول ( 1 : 1- 5 )] - نبي الله سليمان عليه السلام، ذكر العهد القديم أنه كانت له ألف امرأة؛ سبعمائة من الحرائر وثلاثمائة من السراري. "وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من السراري" [سفر الملوك الأول (11 : 3 )]. فهؤلاء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وداود وسليمان ذكر العهد القديم أنهم قد عددوا الزوجات، فالتعدد سنَّة الأنبياء ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره، فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهِي هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عُرِضَ عليه خيرة بنات قريش فأبى؟! إن التعدد منه صلى الله عليه وسلم كله كان لحكم منها -فضلًا عما سبق- بيان كل ما يقع في بيت النبوة من أحكام عملًا بقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 34] ولتتشرف به قبائل العرب بمصاهرته لهم، وللزيادة في تألفهم لذلك قد خلط كاتب الموضوع بين طبائع البيئات المختلفة، فلكل عصر طبيعته التي يتأثر بها من يعيش فيها، وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجواري، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها على النحو التالي: 1- الأسباب الاجتماعية: زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذا نضج اجتماعي، بحيث يتزوج الرجلُ المرأةَ العاقلة الرشيدة، وكان عليه الصلاة والسلام في سن الخامسة والعشرين وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين. تزوَّج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتُبَصِّرهن بما تُبَصِّر به كل أم بناتها. حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكرامًا لأبيها سـ3هـ. السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في غزوة أحد فتزوجها سـ4هـ. السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفي زوجها ولها أولاد فتزوجها سـ4هـ. فقد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بأرامل الشهداء الذين قُتِلُوا في جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضًا من الله عز وجل لهن. 2- الأسباب التشريعية: زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها كان بوحي، حيث رأى في المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحي. زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يُدْعَى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ﴾ [الأحزاب: 4] ﴿ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [الأحزاب: 5] وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقت منه، وأُمِرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة. 3- الأسباب السياسية: كان لبعض زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بُعد سياسيٌّ من حيث ائتلاف القلوب والحدِّ من العداوة وإطلاق الأسرى ... إلخ، ومِن ذلك: زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، سيد بني المصطلق، من خزاعة، وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6هـ. والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حِدَّة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله. والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سـ7هـ. والسيدة ميمونة بنت الحارث تزوجها سـ7هـ. مات من هؤلاء اثنتان في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما: خديجة، وزينب بنت خزيمة، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم عن تسع. وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفي صغيرًا، وريحانة بنت زيد القرظية. ثانيا ً : الرد على أسئلتك لماذا لم يقل الله المتكلم بالقرآن [ الإ ليطاع بإذني] ، وليس بإذن الله , اليس الله هو من يتكلم بالقرآن ؟ ولماذا قال الله المتحدث نفسه : [ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب/21. والصحيح (الله) المتكلم يخاطب الناس بصيغة المخاطب هكذا : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ [يَرْجُوني] وَالْيَوْمَ الْآخِرَ [وَيذَكَرَني] كَثِيرًا فلماذا يستخدم الله المتكلم صيغة الغائب ، ولماذا انتقل الفعل المضارع (يرجو) الى الماضي (ذكر) بنفس الجملة فلماذا يستخدم الله المتكلم صيغة الغائب ؟؟ هل أنت تدرك الله بحواسك الظاهرة ؟ هل رأيته ؟ هل سمعته ؟ بالتأكيد لا , إذن الله غيب غير منظور وهذا أصل الإيمان , فالإيمان هو أن تؤمن بالأمور الغيبية عنك كالأنبياء والرسل واليوم الآخر ( الدينونة ) , وليس بالأشياء المرئية أو المحسة فلن أقول لك أتؤمن انك موجود وأنت أمامي , فلا أقول لك أتعتقد أنك جالس أمامى , ولذلك سميت بالعقيدة ما أعتقده وما تعتقده . يتكلم الله في القرآن الكريم بصيغة الغائب ويتكلم أيضا ًبصيغة الحاضر فلماذا ؟؟؟ في أول سورة الفاتحة تكلم الله بصيغة الغائب قال تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) ثم انتقل بعد ذلك إلى صيغة الحاضر والمخاطب بعد اسحضاره في الآيات السابقة ومعرفة صفاته قال تعالى ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) ) وهذا من الإعجاز اللغوي بالقرآن الكريم لقد قلت في بعض ردودك عبارة (لأن لا معجزة بتاتا بالقرآن سوى المتناقضات والأخطاء الكثيرة ) قلت عبارتك على إطلاقها وكأنه أمر مُسلم به ولم تأتي بدليل واحد على كلامك يبرهنه فأنت تطلب مني الأدلة ولم تأتي بدليل واحد , قال تعالى : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (82) النساء , وإني لأشك أنك قمت بنفسك بتفنيد آيات القرآن الكريم واستخراج التناقضات والأخطاء الكثيرة التي بها , وإنما ذكرت هذه العبارة ترديدا ً لما سمعته أو لفكرة مسبقة في عقلك وهنا أود أن أوضح أن القرآن الكريم نزل على قوم قريش كما هو معلوم وهم أصحاب بلاغة وفصاحة لم يسبقهم إلى ذلك أحد ومع ذلك أعجزهم القرآن الكريم ولم يذكروا ما ذكرت بالرغم من كفرهم بكتاب الله وتربصهم بالدعوة , فلم نسمع وصف أن القرآن الكريم ملئ بالأخطاء والتناقضات إلا بعد ضعفنا بقواعد اللغة العربية من بلاغة ( علم المعاني والبيان والبديع والتشبيه والاستعارة والكناية .... إلخ ) وقواعد النحو والهجاء والإملاء واستخدامنا للغة العامية وتعدد اللهجات , فالعديد من الألفاظ في اللغة العربية قريبة في المعنى ونحن اليوم ننطقها على ألسنتنا كأنها لها معنى واحد ولا نعرف الفرق بينها بالرغم من اختلاف معناها , فمثلا ً لفظي أقعد وأجلس فنحن نقولهما وكأنهما لهما نفس المعنى , الجلوس: هو الانتقال من سفل إلى علو , والقعود: هو الانتقال من علو إلى أسفل. فعلى الأول يقال لمن هو نائم: اجلس، وعلى الثاني لمن هو قائم: اقعد , وكذلك لفظي العام والسنة فنحن نستخدم كلا اللفظين في كلامنا بمعنى واحد ولكن يوجد فرق بينهما فالعام هو لما فيه خير والسنة لما فيه شر أو بمعنى أدق السنة في جدب وقحط والعام لما فيه خير وهذا في أغلب الأحيان وفي القرآن الكريم لأنه كلام الله قال تعالى (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا)يوسف:47 (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) يوسف:49 , وغير ذلك العديد من الألفاظ التي نعتقد خطأ ً أن لها نفس المعنى , فاللغة العربية غنية بالألفاظ والمترادفات ذات المعاني المتشابهة , فآيات القرآن الكريم كلها مليئة بالأخطاء والتناقضات من وجهة نظر من لا يتقنون علوم اللغة العربية , وليس القرآن الكريم فقط وإنما أي بيت شعر من الشعر العربي الفصيح , فلا يصلهم المعنى لضعفهم في اللغة العربية وقلة فهمهم . إن التعبير الواحد قد ترى فيه إعجازاً لغوياً جمالياً وترى فيه في الوقت نفسه إعجازاً علمياً أو إعجازاً تاريخياً أو إعجازاً نفسياً أو إعجازاً تربوياً أو إعجازاً تشريعياً أو غير ذلك. فيأتي اللغوي ليبيّن مظاهر إعجازه اللغوي وأنه لا يمكن استبدال كلمة بأخرى ولا تقديم ما أُخّر ولا تأخير ما قُدّم أو توكيد ما نُزع منه التوكيد أو عمد توكيد ما أُكّد. ويأتيك العالم في التشريع ليقول مثل ذلك من وجهة نظر التشريع والقانون ويأتيك المؤرخ ليقول مثل ذلك من وجهة نظر التاريخ، ويأتيك صاحب كل علم ليقول مثل ذلك من وجهة نظر علمه. فمن هو المتحدث بالقرآن الله ام رسول الأسلام ؟ الله هو المتحدث بالطبع , فلو كان كلام النبي محمد لتحدث عن نفسه في جميع آياته وذكر زوجاته وأصحابه وحياته , ألا تتعجب أن تجد سورة كاملة بالقرآن ( سورة مريم ) يبجل فيها القرآن الكريم السيدة مريم ويمجد المسيح عيسى – عليه السلام - , ولم تأتي سورة في القرآن باسم ( سورة خديجة ) أو ( سورة عائشة ) . كما جاء في إِنْجِيلُ يُوحَنَّا ( 16 / 7 : 14 ) ( 7لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضًا. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ. 12«إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ. ) يا من تبحث عن الأدلة هل لديك دليل واحد على صدق أناجيلك الحالية وخلوها من التحريف والتزييف , وأنها نزلت على سيدنا عيسى عليه السلام وأنها كلام الله أنزله على المسيح , ولديك مخطوطات البحر الميت ( قمُران ) ؟ هل قرآتها وقارنت ما جاء بها بكتابك المقدس الحالي ؟ أم اكتفيت بما قاله لك القساوسة ؟ أليس دينك أولى بأن تتحقق من صحته ؟ وكتابك المقدس كذلك ؟؟ لماذا لم ينتتبه او يعترض ابن تيمية وغيره على هذه الأخطاء ؟ لو كان في القرآن الكريم أية أخطاء لانتبه لذلك أهل الفصاحة والبلاغة سواء أكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أو غيره من العلماء أو من تنزل فيهم من سادة قريش وشعراءها وأهل بلاغتها , ولكننا نقول مالا نفهم أو نعقل وذلك لضعفنا في اللغة العربية وجهلنا بقواعدها وبلاغتها . والعجيب أنه ورد ذكر عيسى عليه السلام 25 مرة في 25 آية بالقرآن الكريم . و ذكر اسم موسى عليه السلام فى القرآن 136 مرة في سور متفرقة . ذُكر النبي محمد بلفظ صريح في مُجمل آيات القرآن الكريم خمسة مرات فقط ، أربعةٌ منها ذُكر اسم محمد ومرة ذُكر اسم أحمد (وهو أحد أسمائه) فلو كان كلاما ً من تأليفه – حاشا لله - كما يدعي البعض هو أن يذكر أسمه آلاف المرات ويذكر أسماء أصحابه كذلك ؟؟؟
1.3. مسلمة 16 مايو 2020 - 18:35 بتوقيت القدس
ردًا على رد أ/صباح حول أسلوب الالتفات في القرآن
"كيف يمكن اعتبار القرآن قد أوحى إلى محمد، وفي نفس الوقت نجد أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- هو المتكلم في آيات عديدة كما في سورة 1 الآية 5،7 - وفي سورة 2،105 الآية 117،163 وكما في سورة 3 الآية 2، وفي سورة رقم 40 الآية 65، والسورة رقم 43 الآية 88،89 ؟؟ الجواب : إن السائل لا يعرف أساليب اللغة العربية، ولا طرائق البلغاء في الكلام، ولا منهجهم في البيان، ومعلوم أن القرآن نزل بلغة العرب، وقد تحدى الله الأولين والآخرين أن يأتوا بسورة من مثله بلاغة وفصاحة وبيانا وحلاوة وبناءا معجزا يستحيل الإتيان بكلام مثله في الحلاوة والبيان. ومن أساليب العرب في البيان أن يتحدث المتكلم عن نفسه تارة بضمير المتكلم، وتارة بضمير الغائب، كأن يقول المتكلم: فعلت كذا وكذا،وذهبت وآمرك يا فلان أن تفعل كذا، وتارة يقول عن نفسه أيضا: إن فلانا -يعني نفسه- يأمركم بكذا وكذا، وينهاكم عن كذا، ويحب منكم أن تفعلوا كذا كأن يقول أمير أو ملك لشعبه وقومه وهو المتكلم إن الأمير يطلب منكم كذا وكذا.. وهو يشير بذلك أن أمره لهم من واقع أنه أمير أو ملك. وهذا أبلغ وأكمل من أن يقول لهم أنني الملك وآمركم بكذا وكذا.. فقوله: أن الملك يأمركم أكثر بلاغة من قوله أنني الملك وآمركم.. وقد جاء القرآن بهذا النوع من البيان كما في الآيات التي اعترض بها السائل فظن أن هذا لا يمكن أن يكون من كلام الله سبحانه وتعالى: نحو قوله تعالى في سورة البقرة: {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وقوله في سورة آل عمران: {ألم، الله لا إله إلا هو الحي القيوم، نزل عليك الكتاب بالحق} فظن هذا الذي لا يعرف العربية أن الله لا يمكن أن يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب وأنه كان لا بد وأن يقول (نزلت عليك يا محمد الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه..) ونحو ذلك وهذا جهل بأساليب اللغة العربية، وموقعها في البيان والبلاغة.. ولا شك أن خطاب الله هنا وكلامه عن نفسه بصيغة الغائب أبلغ من لو قال سبحانه (ألم، أنا الله لا إله إلا أنا الحي القيوم نزلت عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه الآيات). وعلى كل حال فهذا أسلوب من أساليب البلاغة في اللغة، والظن أن هذا يطعن في القرآن وأنه ليس من عند الله وإنما من عند الرسول ظن تافه ساذج في منتهى الركاكة والجهل. وأما الالتفات في الخطاب من الحضور إلى الغيبة والعكس، كأن يخاطب المخاطب بضميره فيقول أنك فعلت كذا وكذا ثم تخاطبه تارة أخرى بضمير الغائب فتقول له: فعل فلان كذا وكذا وأنت تعنيه. فهذا كذلك أسلوب من أساليب البلاغة: كقوله تعالى: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} ولا شك أن النبي هو المقصود، ثم حول الله الخطاب إليه قائلا: {وما يدريك لعله يتزكى، أو يذكر فتنفعه الذكرى.. الآيات} (1:80،4). وأما أن القرآن كتاب تعليم وتوجيه فقد جاء ليعلم المسلمين ماذا يقولون في صلاتهم، وبماذا يدعون ربهم فقد أنزل الله سورة (الفاتحة) لتكون دعاءا وصلاة للمسلمين يتلونها في كل ركعة وفيها: {الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين} وهذا كلام الله عن نفسه سبحانه يصف نفسه بهذه الصفات الجليلة العظيمة ثم يعلم المسلمين أن يقولوا في صلاتهم ودعائهم هذا {إياك نعبد، وإياك نستعين،اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم، ولا الضالين}. فهذه السورة تعليم وتوجيه من الرب سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ليصلوا ويدعوا بها في كل ركعة من ركعات صلاتهم.. وفي هذه السورة من البلاغة والإعجاز والمعاني ما لا تسعه هذه الرسالة الموجزة. ولو أن عالما بالعربية تدبرها كفته إعجازا وشهادة أن هذا القرآن منزل من الله سبحانه وتعالى وليس من كلام بشر. والخلاصة من هذا السؤال أن صاحبه إنما أتى به من كونه لا يعلم العربية ولا أساليب البيان والفصاحة وما أظن إلا أن معظم اللغات تعرف هذا اللون من التعبير والذي يسمى بـ (الإلتفاف) أي التحول من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة، لمقاصد كثيرة كتخفيف العتاب، أو توجيه النظر إلى البعيد أو استحضار المشهد، أو التعظيم، أو التحقير ونحو ذلك من مقاصد البلغاء. وكذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة (غافر:65) {هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين، الحمد لله رب العالمين} فهو خطاب لله سبحانه وتعالى عن نفسه بصيغة الغائب وهو تعريف للعباد بذاته العلية جل وعلا.. وقد قدمنا أن هذا أسلوب من أساليب العربية في الخطاب."