شخصية وهيئة الله بحسب الكتاب المقدس

أي تشبيه عن الله نذكره في هذا المقال المتواضع هدفه ان يُقرّب المعنى الى أذهاننا، لكن الحقيقة هي انه ليس لله شبيه فالكتاب يعلمنا "فبمن تشبهون الله، وأي شبهٍ تعادلون به" (إش 40: 18)
11 مايو 2020 - 12:48 بتوقيت القدس

كل واحد منا عنده في ذهنه أفكار معينة عن الله. كيف تتخيل انت الله؟ 
قاضي، شيخ كبير بالسن، معلم، شرطي...
بلا شك ان هناك العديد من المفاهيم المغلوطة السائدة عن الله، فما هي أبرزها؟ وكيف يكون الله واحد في جوهره وفي نفس الوقت ثالوث؟

الله واحد، لكن هل الله واحد وحدانية بسيطة بمعنى ان نقول قلم واحد أو كرسي واحد؟

هناك وحدانية مركبة، فالانسان روح، نفس، جسد 
لكن عند موت الانسان تنفصل نفسه وروحه عن جسده، فكل ما هو مركب "ناقص" فهل هذا النوع من الوحدانية ينطبق على الله أو يليق به؟ لا 
فالانسان غير كامل "ناقص" إذًا عندنا وحدانية بسيطة، وعندنا وحدانية مركبة ناقصة، وعندنا ايضا وحدانية مبهمة (مجردة) بمعنى الله واحد نعم واحد، لكن هل كان قبل الخليقة يسمع، يرى، يتكلم؟ أصحاب هذا الرأي قالوا لا، أو لانعلم. فجرّدوا الله من هذه الصفات، فقالوا الله مبهم ولا يعلن عن ذاته فلا تقدر ان تعرف من هو.
-هل عقيدة الثالوث في المسيحية مقتبسة من اسطورة مصرية؟ بكل تأكيد لا، ومن المقال ككل نتأكد من هذا.

لو كان الله لا يرى ولا يسمع مثلا قبل الخليقة، والان يرى ويسمع فمعنى هذا انه حصل تغيير فيه، وكل ما هو متغير ناقص "حاشا لله" فهذا لا يليق بالله، فالله كان مكتفي بذاته قبل الخليقة فلم يكن محتاج لأي خليقة، فالله كان كافٍ بذاته لذاته قبل الخليقة وبدون اي خليقة. هذا هو نوع الوحدانية الذي يليق بالله ويسميها الكتاب المقدس بالوحدانية الجامعة، فالكتاب المقدس يعلمنا ان الله واحد لكن وحدانيته جامعة مانعة، جامعة للأقانيم ومانعة للتعدد.

هيئة الله المقصود بها (الخاصيات والصفات التي يتفرد فيها الله عن كل المخلوقات، اي هذه التي يمتلكها الله فقط).

إن الله: موجود بذاته، (الاب)، ناطق بكلمته (الابن)، حي بروحه (الروح القدس). من عنده اعتراض ان الله موجود والله ناطق والله حيّ؟ 

-أدلة من المنطق ومن الطبيعة تؤكد فكرة الثالوث..

النور يتميز عن النار يتميز عن الحرارة، لكن الثلاثة موجودون في جوهر واحد لو افترضنا ان الشمس هي الجوهر، لا اقدر ان اقول عن النور أنه النار ولا على النار انها هي الحرارة، فكل واحد مميز، فالله يعلن لنا ذاته انه جوهر واحد وثلاثة اقانيم.

كلمة أقنوم تعني: كل شخص متحد مع آخر بدون امتزاج ومتميز عنه من دون انفصال.

فكل فعل موجود عندي كإنسان يرتبط بجزء من كياني وشخصيتي، كإنسان انا اعبر عن نفسي وعن شخصيتي من خلال الافكار والمشاعر والحواس..الخ فالمشاعر مرتبطة بالنفس والافكار بالعقل وهكذا..

فهل الله يعجز ان يعبر عن نفسه؟
هناك صفات عند الله يتفرد بها الله، وهناك صفات اخرى يشترك بها مع الانسان، فالله موجود بذاته ولم يكن احد ما أو شيء ما مسببا لوجوده.
انت كإنسان هل انت موجود بذاتك أم هناك شخص أوجدك؟ بالطبع هناك من أوجدك، لكن الله هو سبب لكل وجود ولم يقم أحد أو شيء بإيجاده.

الله أزلي أبدي، ليس فقط بدون بداية لكن ايضا بلا نهاية، نحن كبشر نوجد في زمن ما وننتهي (طبعا سنستمر في الابدية اما مع الله أو بعيدا عنه).
الله موجود في كل مكان وكل وقت، ماذا تستفيد انت من هذه الصفة الموجودة عند الله انه غير محدود وموجود في كل مكان؟ ماذا استفيد انا؟ عندما تذهب بيتك وتدرك ان الله موجود، عندما تجلس في غرفتك لوحدك وتدرك ان الله موجود. ما الفرق الذي يعمله هذا الحق في حياتك؟

فالله كليّ القدرة وكليّ المعرفة وكليّ الحضور، ثابت غير متغير.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا