أعُبّادَ المسيح لنا سؤال

نحن نرحّب بالحوار المهذب ويسرّنا أن نجيب على سؤال من سأل ومن يسأل لاحقاً. ويا ليت نقد الإخوة من المسلمين يقتصر على الحوار، بدون الشروع في إصدار حكم مسبّق وافتراء وما يعقبهما من وعيد واعتداء.
17 أغسطس 2011 - 00:31 بتوقيت القدس

نحن نرحّب بالحوار المهذب ويسرّنا أن نجيب على سؤال من سأل ومن يسأل لاحقاً. ويا ليت نقد الإخوة من المسلمين يقتصر على الحوار، بدون الشروع في إصدار حكم مسبّق وافتراء وما يعقبهما من وعيد واعتداء.

أمّا ابن قيّم الجوزيّة (1292-1349 م) المنسوبة إليه القصيدة التالية على أنها مدوّنة في كتاب “إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان” فإني أشكّ بوجودها في كتابه المذكور حتى يصل الكتاب إلى حوزتي، لكنّ الثابت لديّ هو أنّ مؤلّف القصيدة، بغضّ النظر عمّن يكون، لمِن الذين أساؤوا فهم العقائد الكتابية المسيحية، ربّما بسبب الوارد في القرآن عن طائفة النصارى العربية التي ظهرت قبل الإسلام فلا يجوز تعميم مذهب تلك الطائفة على جميع مذاهب الطوائف المسيحية

وقد قررت معارضة القصيدة التي نظمها صاحبها من بحر الوافر؛ لأنها منشورة في مواقع الكترونية عدّة بطريقة تعكس غياب الجواب المسيحي المعارض وفق مفهوم المعارضة الشعريّة، قرّرت معارضتها على رغم ضعف بنائها الشّعْري وافتقارها إلى اللياقة الأدبيّة- بحسب رأيي ومع احترامي لأيّ رأي مخالف- بل افتقرت إلى حجّة يتيمة تدعم أيّاً من المزاعم في بيت ما من أبياتها، بالإضافة إلى تراكم عدد من العيوب اللغوية في بعض مفرداتها والسذاجة في أسلوب الكتابة ما لم يرتقِ إلى فصاحة الشعر العربي المعروفة لدينا وبلاغته. أنقل إلى إلقارئ-ة العزيز-ة القصيدة التي عثرت عليها صدفة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى عثوري عليها ملحّنة عبر يوتيوب

أعُبّادَ المسيح لنا سؤالٌ -- نريد جوابهُ ممّن وعاهُ
إذا مات الإله بصُنع قومٍ -- أماتوه فما هذا الإلهُ؟
وهل أرضاه ما نالوه منه؟ -- فبُشراهُمْ إذا نالوا رضاه
وإن سخِط الذي فعلوهُ فيه -- فقوّتهم إذاً أوهت قواه
وهل بقِيَ الوجود بلا إلهٍ -- سميعٍ يستجيب لمن دعاه؟
وهل خلَتِ الطِّباق السبْعُ لمّا -- ثوى تحت التراب وقد علاهُ؟
وهل خلت العوالم من إله -- يدبّرها وقد سمرت يداه؟
وكيف تخلت الأملاكُ عنه -- بنصرهِمُ وقد سمِعوا بكاه؟
وكيف أطاقت الخشباتُ حمل ال-- إله الحقّ شُدَّ على قفاه؟
وكيف دنا الحديد إليه حتى -- يخالطه ويلحقهُ أذاه؟
وكيف تمكنت أيدي عِداه -- وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟
وهل عاد المسيح إلى حياةٍ -- أم المُحيي لهُ ربُّ سواه؟
ويا عجباً لقبر ضمّ ربّا -- وأعجبُ منه بطنٌ قد حواه
أقام هناك تسعاً من شهور -- لدى الظلمات مِن حيض غِذاه
وشقّ الفرج مولودًا صغيرًا -- ضعيفًا فاتحًا للثدي فاه
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي -- بلازمِ ذاك هل هذا إله؟
تعالى الله عن إفك النصارى -- سيُسأل كلهم عمّا افتراه
أعبّاد الصليب لأي معنى -- يُعَظَّم أو يقبَّح مَن رماه؟
وهل تقضى العقول بغير كسر -- وإحراق له ولمن بغاه؟
إذا ركب الإله عليه كُرْهاً -- وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركبُ الملعون حقا -- فدُسْه لا تبُسْهُ إذ تراه
يُهان عليهِ ربّ الخلق طُرّاً -- وتعبُدُه فإنك مِن عِداه
فإن عظّمته مِن أجْل أن قد -- حوى ربَّ العباد وقد علاه
وقد فُقِد الصليب فإن رأينا -- له شكلاً تذكّرْنا سَناه
فهلّا للقبور سَجَدْتَ طرّاً -- لضمِّ القبر ربَّك في حَشاه
فيا عبد المسيح أفِق فهذا -- بدايته وهذا منتهاه

* * *

المعارضة

لنا ربٌّ تنازلَ كي نراهُ – فأثبتَ أنّهُ الربّ الإلهُ

قدِ اٌنشغلت بآلهةٍ شعوبٌ – مضت لم تُؤتَ بُرهاناً سِواهُ

يُنادي الناسَ أولاداً بلُطف – وعَطف فالأبوّة مبتغاهُ

فليسوا كالعبيد ولا إماءً – لهُ فالأرضُ جزءٌ مِن فضاهُ

تُجَمِّعهُمْ محبّتهُ بعُرس – جليليٍّ وتُختبَرُ الشّفاهُ

أتى بالنور وهّاجاً فضاءت – لنا الآفاقُ مرتفعاً سَناهُ

وأعطى للحياة كفافَ روحٍ – وجسْمٍ حيثما وسعت يداهُ

وأعطى المؤمنين به سِماتٍ – تميّز نورَهُ وتُري نـَداهُ

وأعطى المؤمناتِ وكلّ شخصٍ – يجيء إليه يسألُ عن هُداهُ

فلا زالت صنائِعُهُ عُجاباً – ولا زالت مهيمِنة قواهُ

هو الحيّ الذي ترنو إليهِ – خليقتهُ ويأسِرُها رجاهُ

هو القدّوسُ عاش كمال عيش – زماناً غيرُ محدود مَداهُ

لأنّ الجسمَ إمّا ذاق موتاً – قصيراً فالقيامة ما تلاهُ

هو الربّ الذي قهر المنايا – تذوّقها وليست مُشتهاهُ

فذاق الموت حيَّ الرّوحِ أمّا – قيامتُهُ الدليلُ فلا اٌشتباهُ

بذا كمُلت رسالة خير دِين – بحقّ ضاع حقّ ما خلاهُ

كما شهد الشهودُ فخبّرونا – بإنجيل نسِيرُ على خُطاهُ

نُجيبُ بهِ على مَن شكّ فيهِ – وظنّ السّوءَ علّ يَسُدّ فاهُ

وعلّ يعُود عن كذِب وغيٍّ – ليعْرفَ مُوقناً ماذا دهاهُ

ويَعْلمَ أيّ ربّ كان يدعو – وينظرَ في رسالةِ مَن دعاهُ

وفي التاريخ والأخلاق طرّاً – فتنقشِعَ الغشاوة عن عَماهُ

ويَحْسُبَ قيمة الإنسان صَحّاً – ولا يضعَ الأمورَ على هواهُ

لنا ربّ حقيقيّ نُباهي – به الدنيا وتشغلنا سَماهُ

ويشغلنا مصيرُ الناس إمّا – هوت مُدُنٌ أو اٌستعرت مياهُ

دعانا أن نحبّ الغير مهما – سعى كيداً وراوغ مَن نهاهُ

نحبّ إلهنا حبّاً صحيحاً – ونسعى بالسّلام إلى لِقاهُ

وننشر نورَهُ أنّى حَيينا – كمِلح الأرض ما اٌنسحقت حصاهُ

إله محبّة ومَعِين خير – وطوق نجاةِ ملتمِس رضاهُ

لنا ثقة بهِ ربّاً سخِيّاً – ولا ثقة لنا بمَنِ اٌزدراهُ

فما نُعنى بتعليم غريب – ولا في بالنا مالٌ وجاهُ

لنا فخر بربّ المجد أمّا – بربٍّ غيرِهِ تخزى الجباهُ

* * * * * * *

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا