الواثـقة

17 ديسمبر 2010 - 15:03 بتوقيت القدس

مَحَبّـتنا ومَوقِـفـنا سَواءُ -- حبيبتُنا طبيبتُنا وفاءُ

رأتْ داءً أصَابَ الشرق غصْباً -- عليهِ وفي حقيبتها دواءُ

غزتْ مُهَجَ القلوب بدون سيفٍ -- وقد غسَلَ العُقولَ الكبرياءُ

بمَنطِقِها السّليم لهُ دليلٌ -- وبرهانٌ إذا عَدُلَ القضاءُ

فلمْ تأبهْ لجَعْجَعَةٍ ولغْوٍ -- ولمْ تحْفـلْ بما نضَحَ الإناءُ

إذا اٌنتُقِدتْ أجابتْ باٌحترامٍ -- وأغـلبُ ما يُعارضُها هُراءُ

لها عِـلمٌ تُسَخّـرُهُ لنفعٍ -- ومَوهِـبة ٌ تُباركها السّـماءُ

يُـباركُها يَسُـوعُ الرّبّ فحْوى -- رسالتِهِ اٌلمَحَبّةُ واٌلرّجاءُ

أشادتْ بالرّسالة ما تسنّى -- لساحتِها حديثٌ أو ثـناءُ

يَخالُ المرءُ أنّ لها ميولاً -- لربّ المجد فاٌرتفعَ الدّعاءُ

لتحظى بالخلاص ويُكتَبَ اٌسْمٌ -- لها في سِـفرهِ أنّى تشاءُ

لذا حَظِيَتْ بجُمهورٍ عريضٍ -- لمجْهَـر بَحْثِها شهِدَ الفضاءُ

وراءَ المجهـر اٌحتشدتْ عيونٌ -- وتحتَ المجهـر اٌنكشف الوباءُ

هي العدوى إذا اٌنتشرتْ أصابتْ -- ضِعافاً حيثما حَلّ البلاءُ

لقد طالتْ ثقافتَنا سُيُوفٌ -- وقد صَدِئتْ فلا نفعَ الطَلاءُ

لتتبَعَها مُدَمّاةً سِـياطٌ -- وأحجارٌ ويُنتظَرُ الحِذاءُ

لضَرْبٍ فوق رَجْمٍ فوق جَلْدٍ -- إلى مَ الجاهليّةُ والغباءُ؟

أمَا للناس في الدنيا حقوقٌ؟ -- تَقدَّمُها الكرامةُ والإباءُ

فإنْ فقدتْ تآخِيَها نفوسٌ -- وجَرّدَها محبّـتها عِدَاءُ

لعادتْ صَوبَ إنسانٍ قديمٍ -- كما الحيوان يشغلهُ الغِذاءُ

فها هِيَ ذي اٌبنة السلطان تسعى -- بطاقتِها ودَيْدَنُها الوفاءُ

مَضَتْ في البحث واثقة ً بعزمٍ -- وحزمٍ تنتخي فلها اٌنتماءُ

لتقتحِمَ التراث بما تبقّى -- لهُ يا ليتَ أدرَكَهُ الفناءُ

وتوقِـف زحْفَ ظُلمٍ واٌضطهادٍ -- بأعلى صوتها كان النداءُ

أُحِبّ عشيرتي وأحِبّ قومي -- وإنْ ضنّوا عليّ وإنْ أساؤوا

إساءتُهمْ إليّ سَرَتْ وداداً -- وضنّهُمُ على اٌبنتِهِمْ سَخاءُ

ففي أذنَيّ تنتفِضُ الصّبايا -- وفي عَـينيّ تضطجعُ النساءُ

بلا خوفٍ ولا حُلمٍ كئيبٍ -- ولو غلبَ التهدّجُ والبُكاءُ

يُفصِّلن البلايا باٌضطرابٍ -- وحزنٍ ليس يكفيهِ العَزاءُ

فُصُولُ الضّرب والهَجْر اٌستمَرّتْ -- على الأنثى وشاعَ الإعتداءُ

تؤيّدُهُ فتاوى الدِّين حتى -- تعرّى الدِّينُ واٌنزاحَ الغِـطاءُ

عن المستور من زمن بعيد – تهَرّأ ليس يَحْمِيهِ رداءُ

إذا نطق الشيوخُ يكون خيراً -- إذا سكتوا وإلّا فالرِّثاءُ

على ما يدّعُـون بغير عِلمٍ -- وفقهٍ فالغريبُ الإدِّعاءُ

وتكفيرُ الأُلى نطقوا بوَعْي -- وصِدقٍ حيثما راحوا وجاؤوا

على مرّ العصور لهمْ كلامٌ -- صحيحٌ في بلاغـتهِ اٌعتناءُ

نصيبُ مَقولة الصّحّ البقاءُ -- وحظّ المستفيدين اٌرتقاءُ

فلا يُرجى لمغلوطٍ حياة ٌ -- بما يَطغى ويشحنُهُ الرِّياءُ

ستوقِدُ صرختي أمَلاً جَديداً -- وفي الرّوح اٌمتلاءٌ واٌنتشاءُ

بكـأسِ غدٍ نِسائيٍّ مُضيءٍ -- يُغـنَّى في مَواسِـمِهِ الرّخاءُ

بموسيقى مُساواةٍ وعَـدلٍ -- وبالحُرِّيَّة اٌكـتملَ الغِناءُ
___________________________________

شِعْر: رياض الحبيّب

*  مُهداة إلى د. وفاء سلطان وجمهورها الكريم

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. تي خوري 18 ديسمبر 2010 - 07:17 بتوقيت القدس
ساكنة القلوب ساكنة القلوب
لقد دخلت السلطانةقلوبنا ولن تخرج الشجرة المثمرة يكثر رميها بالحجارة تحياتي الى اله الادب العربي الحبيب رياط
2. James Peter 18 ديسمبر 2010 - 07:17 بتوقيت القدس
واثقة ونقية العقل و واثقة ونقية العقل و
حــواء ..العذراء مـريم ...والان الدكتورة وفــاء سلطان رسولة السلام
3. جانيت حايك 18 ديسمبر 2010 - 07:16 بتوقيت القدس
قصيدة رائعة تستحقها د.وفاء قصيدة رائعة تستحقها د.وفاء
شاعرنا الكبير والعظيم أستاذ رياض هذه القصيدة الرائعة هي أكبر هدية تقدٌمها للدكتورة وفاء ولجمهورها دام هذا القلم المعطاء للأبد كل الإحترام والإجلال
4. رياض الحبيّب 18 ديسمبر 2010 - 16:49 بتوقيت القدس
شكر وتقدير شكر وتقدير
سلام المسيح معكم جميعاً. وشكراً جزيلاً للأحبّاء الأخت الزنبقة جانيت حايك والعمّ الحبيب جيمس بيتر والأخ الغالي د. تي خوري على التفضل بعبارات الثناء والإطراء. الربّ يسوع يجازي تعب محبتكنّ ومحبتكم خيراً وكلّ حين- آمين أبادل الجميع أسمى آيات المحبّة مع أطيب الأمنيات
5. أختك إيمان العابد 22 ديسمبر 2010 - 05:18 بتوقيت القدس
يا رياضاً يألقُ في قلبه الحبُّ والرِّفاءُ يا رياضاً يألقُ في قلبه الحبُّ والرِّفاءُ
ليتَ عُمري كم يزخر في شعرِكَ البهاءُ؟! فٱستحلنا لفنـّكَ عطشى ليس بغيره في الأفق ٱرتواءُ! ألا قُدُماً على خطى الرافدَينيّين المجدُ والسناءُ! بل أنتَ محيطٌ قد ضاع فيك معراجُ الأدب والإسراءُ!
6. رياض الحبيّب 22 ديسمبر 2010 - 11:43 بتوقيت القدس
الأخت إيمان العابد: أحسنتِ الأخت إيمان العابد: أحسنتِ
سلام المسيح معك أختي الغالية إيمان العابد. شكراً لك على تعب محبتك ولغتك الشاعرية الرقيقة. الربّ يسوع يجازيك خيراً وعلانية- آمين. مع أسمى آيات المحبّة وأطيب التمنيات