حظر رفع الصلبان بمقاطعة صينية.. هل يوقف زحف المسيحية؟

في خطوة بدت وكأنها تهدف للحد من الإقبال المتزايد على اعتناق المسيحية في الصين تتجه سلطات مقاطعة جى جيانغ لحظر رفع الرموز الدينية والصلبان فوق الكنائس والمباني الدينية، الأمر الذي أحدث حالة من الجدل...
09 مايو 2015 - 00:48 بتوقيت القدس
عزت شحرور، الجزيرة نت

في خطوة بدت وكأنها تهدف للحد من الإقبال المتزايد على اعتناق المسيحية في الصين تتجه سلطات مقاطعة جى جيانغ لحظر رفع الرموز الدينية والصلبان فوق الكنائس والمباني الدينية، الأمر الذي أحدث حالة من الجدل بين سكان المقاطعة.

حظر الصلبان بمقاطعة صينية

تقدم مكتب شؤون الأديان والأقليات في مقاطعة جى جيانغ (شرقي الصين) بمشروع قرار يحظر رفع الرموز الدينية والصلبان فوق الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والمباني الدينية في جميع مدن وبلدات المقاطعة.
وأثارت مسودة المشروع موجة جدل فور نشرها على الموقع الإلكتروني للمكتب المعني بإدارة وتنظيم شؤون الأقليات القومية والدينية.

ويحدد المشروع مكان وحجم الصليب بحيث يكون على واجهة جدار الكنيسة فقط وليس على سطحها، وألا يتجاوز حجمه عُشر حجم جدار الواجهة، وأن يكون تصميمه متسقا مع المباني المجاورة والمحيط العام.

ولا يتطلب القرار مصادقة البرلمان المحلي للمقاطعة، بل سيخضع فقط للجنة خبراء لإعادة صياغته، وحال اعتماده سيمنح الحكومة المحلية سندا قانونيا لتبرير عمليات إزالة الصلبان والرموز الدينية عن أسقف وأسطح الكنائس والتي تمارسها السلطات أصلا منذ سنوات.

تبرير ورفض

ووفق إحصاءات منظمات حقوقية معنية بحرية الأديان، فإن سلطات المقاطعة أزالت الصلبان عن أكثر من 450 كنيسة في المقاطعة خلال عام 2014 ولجأت أحيانا إلى القوة لهدم بعض الكنائس بحجة البناء دون تراخيص، مما أدى إلى اندلاع موجة احتجاجات تخللتها أعمال عنف سقط خلالها جرحى من أتباع الكنائس المعارضين لتلك الإجراءات.

ورفض مسؤولو مكتب شؤون الأقليات والأديان في المقاطعة التعليق للجزيرة نت على مشروع القرار، واكتفوا بالإشارة إلى صفحتهم على شبكة الإنترنت لمزيد من التفاصيل.

وتتذرع السلطات المحلية عادة بأن الصلبان "تشوه المنظر العام للمدن" ولا تتوافق مع شروط العمران.
ويرى مراقبون وناشطون أن السرعة الفائقة في ازدياد أعداد المواطنين الصينيين الذين يتحولون إلى المسيحية هي السبب الرئيس في حالة قلق وتوتر الحكومة المحلية ومسؤولي الحزب الشيوعي الصيني، وهو ما يدفعهم لمحاربة الظاهرة ومحاولة الحد منها.

يذكر أن حالات التنصير واعتناق المسيحية في الصين باتت تلقى رواجا سريعا في ظل الخواء الروحي الذي تشهده البلاد والمترافق مع تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة.

مائة مليون

وقفزت أعداد الصينيين المعتنقين المسيحية من 23 مليونا في ثمانينيات القرن الماضي إلى نحو مائة مليون وفق مصادر مستقلة، حيث تجاوزت عدد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني الحاكم والتي تقدر بنحو تسعين مليونا.

وتعتبر مقاطعة جى جيانغ -خاصة مدينة ون جو- من أسرع المدن الصينية التي تشهد عمليات تنصير مستمرة، وباتت تعرف باسم "قدس الصين"، وتستحوذ على أكثر من نصف عدد كنائس المقاطعة التي تقدر بنحو أربعة آلاف كنيسة على الرغم من إحجام الحكومة المحلية عن منح تراخيص بناء كنائس جديدة، وأدى الأمر إلى تنامي ظاهرة ما باتت تعرف باسم "الكنائس المنزلية".

وأدى هدم كنيسة سان جيانغ -وهي واحدة من أكبر كنائس المدينة- في أغسطس/آب الماضي بحجة عدم حصولها على ترخيص إلى اندلاع موجة احتجاجات واسعة بالمدينة ترافقت مع حملة انتقادات دولية واسعة للصين واتهامها بانتهاك الحقوق الدينية بشكل منهجي، وهو ما رفضته بكين.

ولا تزال الصين ترفض إقامة علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان، وتعارض تدخله في تسمية الأساقفة الصينيين باعتبار ذلك شأنا صينيا داخليا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا