سوريا: إطلاق نار يستهدف كنيسة "أم الزنار" التاريخية في حمص والمسيحيون يطالبون بالحماية

في حادثة أثارت قلقًا واسعًا في أوساط المسيحيين داخل سوريا وخارجها، تعرضت كنيسة أم الزنار التاريخية في مدينة حمص لإطلاق نار مباشر من قبل مسلح مجهول، وذلك فجر يوم الأحد الماضي. الكنيسة، التي تُعد من أقدم دور العبادة المسيحية في العالم
12 يونيو - 08:14 بتوقيت القدس
سوريا: إطلاق نار يستهدف كنيسة "أم الزنار" التاريخية في حمص والمسيحيون يطالبون بالحماية
لينغا

حمص، سوريا – شهدت مدينة حمص السورية حادثة مقلقة فجر الأحد 8 حزيران 2025، عندما أقدم مسلح مجهول على إطلاق النار باتجاه كاتدرائية "أم الزنار" التاريخية في حي الحميدية، أحد أبرز أحياء المدينة ذات الغالبية المسيحية. الكاميرات الأمنية التقطت صور المعتدي وهو يفتح النار نحو الطوابق العلوية للكنيسة، قبل أن يفرّ من المكان.

رغم أن الحادث لم يسفر عن إصابات بشرية، إلا أن وقع الهجوم على قلوب أبناء الطائفة المسيحية في سوريا كان عميقًا، خاصة وأن الكنيسة المستهدفة تُعد من أقدم الكنائس في العالم، إذ تعود جذورها إلى القرن الأول الميلادي وتحتضن، بحسب التقليد الكنسي، جزءًا من زنار السيدة العذراء مريم.

في بيان رسمي، أدانت مطرانية حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس "الاعتداء الآثم" الذي طال حرمة دور العبادة، مؤكدة أن هذه الأعمال تهدف إلى زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار في المجتمع السوري. كما دعت السلطات المختصة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة.

مصادر محلية أفادت أن الكنيسة كانت قد تلقت تهديدًا سابقًا قبل أسابيع يطالبها بدفع "الجزية" أو مواجهة العنف، في إشارة إلى تصاعد التهديدات ضد الأقليات الدينية في بعض المناطق السورية.

وقد لاقت الحادثة تضامنًا واسعًا من مسلمين ومسيحيين على حد سواء، وعبّر كثيرون من أبناء حمص عن استنكارهم لهذه المحاولة البائسة لإثارة الطائفية.

الكنيسة المسيحية في سوريا، ورغم التحديات، لا تزال صامدة وشاهدة على تاريخ طويل من الإيمان والتعايش. ويأمل المؤمنون أن تتحرك الجهات الرسمية والدولية لحماية الوجود المسيحي في المنطقة، وصون دور العبادة من أي اعتداءات مستقبلية.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا