الله المعين في بيت العناء والشقاء

ما أجمل تعامُلات الله معنا، فإذا تتبعناها نراها كخيوط جميلة. هو يجعل من إختبارات الحياة الصعبة والقاسية قصة رائعة. إنه الرب المُحب الذي لا يهملنا ولكنهُ يتعامل معنا بنعمة فائقة ليُدّرب ايماننا
06 يونيو 2013 - 21:17 بتوقيت القدس

يوحنا 11
ما أجمل تعامُلات الله معنا، فإذا تتبعناها نراها كخيوط جميلة. هو يجعل من إختبارات الحياة  الصعبة والقاسية قصة رائعة.

لنتأمل في قصة لعازر الذي كان يقطن في بلدة اسمها بيت عنيا والتي معناها بيت الفُقر أو بيت المشقّة، واسم لعازر يعني المُساعد.

لقد كان بيت وأهل لعازر يجتازون الحزن والمشّقة ولكن الرب أحب هذا البيت وكان معيناً لهم. (مز1:46)

 في بداية الاصحاح نرى الرب ينسِب هذه القرية للمتّضعين (عدد1) ، للذين يحبونه من كل القلب وللذين يكرمون اسمه ويفتخرون بهِ (ارميا32:9). هذا البيت كان بيتًا مُكرسًا للرب. إنه بيت الإخوة الأحباء: لعازر، مريم ومرثا الذين كانوا يخدمون يسوع ويُريحوه فأحبهم.

ما أجمل أن نقدم ليسوع أغلى ما عندنا وأن لا نبخل عليه بشيء كما فعلت مريم، فهذا من أهم أُسس الإيمان الحقيقي (عدد2).

تروي لنا القصة أن الأُختان مريم ومرثا أرسلتا وراء السيّد قائلتين: "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض"(عدد3)، مُلخص هذه الرسالة هو "الذي تُحبهُ". إنها أروع رسالة، أروع طلبة وأروع صلاة. لم يقلن "تلميذك" أو"الذي يُحبك" بل "الذي تحبهُ" ويا لها من محبة!

إنها محبة عجيبة قد تسامت وظهرت في الصليب، هذه محبة لا يُمكن لأي أمر مهما كان أن يجعلها تفتر أو تنقص أو حتى تتغير. مهما كانت حالتنا إن كنا في القمم أو نزلنا إلى أسفل فمحبة الرب لنا تبقى بلا حدود.

مريم ومرثا ادركتا محبة السيّد فوثقن بها وسلمتاه الأمر إذ "جيّد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب"(مراثي ارميا  26:3). رد يسوع الذي كان حينها "إن هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله" (عدد4)، يا لها من إجابة! حتى الموت فيه مجد؟ نعم فالرب من الممكن أن يتمجد في الحزن، المرض كما بالفرح أيضاً (عدد6:5).

 "مكث يومين وصمت". أحيانًا يغير الرب تعاملاته ليرينا طُرقه، يدخلنا في تعاملات عكسية قد تبدو بغير ما اعتدنا عليها. لربما تسائل البعض من المقربين إلى هذه العائلة قائلين "أليس هذا البيت الذي اكرم الرب واستقبلهُ"؟. بالحقيقة قد يسمح الرب احيانًا لأحبائه أن يجتازوا في ضيقات من أجل تشكيلهم وإختبار معزّته لهم بعمق جديد. لقد كان يمكث الرب ويجد راحته في هذا البيت ولكنه الآن ينتظرمشيئة الآب السماوي ليحركهُ، وهذا ما يريدهُ الرب منا ايضًا، أن لا نتحرك بعواطف الجسد حتى مع أعز الناس لدينا لكن كما تعامل الآب معنا يجب أن نتعامل مع الآخرين، فيجب أن نهدأ ونمتلئ بالروح القدس حتى نواجه الآخرين ونواجه الظروف التي نجتازها.
لقد أتى الرب في الموعد المُحدّد بعد أربعة ايام، جاء وهم في حزن شديد وشعور بخيبة أمل مريرة، ولكن كل هذا كان حتى يتمجد الرب وحده وتكون مُعجزة متميّزة جدًا. لقد كان عمل عظيم، أقام شخص من الموت بعد اربعة ايام حيث كان قد أنتَن. لقد كانت أفكار الناس محدودة وأنه فات الأوان ومات لعازر(عدد21+37) لكنه غيّرأفكارهم عنه، ألم يقل لمرثا "إن آمنت ترين مجد الله"(عدد40)؟ لأن كل شيء مُستطاع للمؤمن (مرقس23:9) من خلال الرب القادر ان يفعل فوق كل شيء اكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة لتي تعمل فينا (افسس 3-21:20). هو إله غير محدود، لقد أظهرعظمته وقدرته عندما صرخ بصوتٍ عظيم قائلاً "لعازر هلّمّ خارجًا"(عدد43:44) فقام الميت وخرج يمشي وهو ملفوف بالأكفان أمام الناس وتمّت المعجزة.

إنه الرب المُحب الذي لا يريد أن يهملنا ولكنهُ يتعامل معنا بنعمة فائقة ليُدّرب ايماننا حتى يصبح لدينا ايمان ثابت لا يتزعزع وسط الصعوبات ومن ثم يمنحنا البركة. أحيانًا يؤجل حتى تحين الفرصة السانحة لانه يعرف الوقت الصحيح ليأتي به، عندما نيأس ونتقهقر فهو يُنادي علينا بأسمائنا في اللحظة الأخيرة ويأتي ليعطينا البركة، وعندما نشعر ان قوانا إنتهت يصنع المعجزة. هذا لأن الرب طيب ويسير معنا في موكب النصرة، هو يريد ان يتمجّد لكي نخبر عن عمله العظيم ونردد قائلين: "الآيات والعجائب التي صنعها معي الله العلي حسنٌ عندي أن أُخبر بها، آياتهُ ما أعظمها وعجائبه ما أقواها! ملكوته ملكوت أبديّ وسلطانهُ من دورٍ فدورٍ" (دانيال 4 وعدد 3:2)

اختي الفاضلة، هل تحتاجين الى معجزة  في حياتك؟  ثقي بأنهُ يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. عنان سلوم 06 يونيو 2013 - 22:58 بتوقيت القدس
ربنا يباركك ام ايهاب ربنا يباركك ام ايهاب
الرب عظيييم