احد الامور التي يهتم بها الاهل قبل ولادة ابنهم هي اسم المولود، فكانت العادة السائدة ان يُطلق اسم الجد او الجدة على المولود الجديد، او ان يأخذ اسم فنان، لاعب رياضي شهير، رجل سياسي او اسم نبي او رسول، وهذا يدُل على مدى تأثير الشخص على حياة الاهل.
عندما نتكلم عن خالق السماء والارض وما فيها، الله القدوس، نقرأ في الكتاب المُقدس عن اسماء كثيرة أُطلقت على اسم الله، وكل اسم منها له دلالة وتعبير عن شخص الله العظيم القدير والقدوس...
فمن الصفحات الاولى للكتاب المقدس في سفر التكوين، نقرأ بعض الاسماء منها الله، الرب الاله، روح الله ومولود المرأة، وسوف نتأمل معنى كل اسم منها كما اعلن لنا الكتاب المقدس.
الله - الوهيم (في العبرية אלוהים):
هذا الاسم في العبرية وهو في صيغة الجمع، الوهيم هو الاسم الذي لا ينطق به اليهود حتى يومنا هذا، لانهم يهابون نطق كلمة الله فيقولون الاسم - השם، وهنا نفهم من الاسم في العبرية الذي في صيغة الجمع ان الله هو واحد، لكنه هو نفسه الآب السماوي، هو يسوع المسيح والروح القدس.
الرب - האדון:
نقرأ كثيرًا في العهد القديم عن الرب الاله، دلالة على ان الله هو الرب القدير، اي القادر على كل شيء والذي لا يعسر عليه امر، وهو السيد على كل الظروف والاحوال.
احيانا نقرأ عن رب الجنود في العهد القديم، وهذا يدل على سلطان الله المطلق على الخليقة والطبيعة، وان حرب الرب وكل مؤمن هي ليست مع البشر، انما مع الرؤساء والسلاطين، واجناد الشر الروحية في السماويات، اي مع الشيطان وابليس واعوانه.
وفي العهد الجديد نقرأ عن شخص الرب يسوع المسيح، الذي هو ابن الله الحي كما يُعلن لنا ذلك الانجيل المقدس، وبان يسوع هو انسان كامل، وفي نفس الوقت هو الرب الله كما اعلن الملاك للمطوبة مريم بان المولود منك يُدعى ابن الله القدوس.
يهوه يراه - יהוה יראה:
عندما اراد ابراهيم تقديم ابنه اسحاق ذبيحة لله، ناداه ملاك الرب بان لا يفعل ذلك، وقدم عوض ابنه الكبش كمحرقة لله.
اسم يهوه في العهد القديم يدل على ان الله هو الكائن بذاته، الذي لا بداية ايام له ولا نهاية ايام، هو الله الآب القدوس وابنه يسوع المسيح الذي كان منذ الازل مع الله.
اسم يهوه يراه بمعنى ان الله رأى احتياج ابراهيم ووفر له الحل، وقدم له الكبش عوضًا عن ابنه اسحاق، كما قال الكتاب انه في جبل الرب يرى.
نرى هنا نبوة عن مجئ يسوع المسيح ابن الله بالجسد، بعد مرور آلاف السنين من حادثة جبل المريا، قدم يسوع نفسه على جبل الجلجثة ذبيحة على الصليب، لخلاص كل من يؤمن به.
يهوه نسي - يهوه رايتي - آيتي - יהוה נסי:
كان هذا اسم المذبح الذي بناه موسى بعد هزيمة عماليق، يهوه نسي اي اعجوبتي، هذا يدل ويؤكد لنا ان الله القدير هو صانع العجائب وحده، وقدرته على هزيمة الاعداء الروحيين، الشيطان واتباعه.
يهوه رافا - الرب الشافي - יהוה רפא:
هذا الوعد الذي اعطاه الله لموسى عبده وللشعب بانه الرب الشافي، وبان الرب لن يسمح باي مرض وضعه على المصريين بان يصيب شعبه، اذا اطاعوه.
اخذ يسوع في جسده فوق الصليب خطايانا ولعناتنا، ولكن اخذ ايضا امراضنا الروحية، النفسية وايضا الجسدية، وهو الذي تنبأ عنه اشعياء بانه بحبره شفينا، فهل نأتي اليه لننال هذا الشفاء الكامل ؟
يهوه شلوم - يهوه سلام - יהוה שלום:
عندما ظهر ملاك الرب لجدعون، خاف جدا بان يموت لانه رأى ملاك الرب، فقال له الرب السلام لك، لا تخف، لا تموت.
وفي العهد الجديد في افسس نقرأ ان يسوع هو سلامنا، وهو الذي هدم حائط العداوة، وفي رومية نقرأ اننا تبررنا بالايمان، وبانه لنا سلام مع الله بيسوع المسيح ربنا.
هل اختبرنا هذا السلام العجيب الذي يفوق كل عقل، الذي كلف يسوع سفك دمه على الصليب وموته، لكي يصالحنا مع الله الآب القدوس، وان يهدم كل حائط عداوة بيننا كبشر ؟!
يهوه شمه - יהוה שמה:
نقرأ في كتاب حزقيال اصحاح 48 عن المدينة والاسباط، ويختم السفر بان يهوه شمه اي يهوه هناك، كذلك في نبوة رؤيا يوحنا نقرأ عن المدينة المقدسة اورشليم النازلة من السماء، وعن اسماء اسباط اسرائيل واسماء الرسل على ابواب واسوار المدينة.
في العهد الجديد نقرأ وعد يسوع لكنيسته بانه معنا الى انقضاء الدهر.
يسوع معنا بمحبته ورعايته وروحه وكلمته، هو الرب القدير الذي وعد بان لا يتركنا يتامى...
الذي وعد الشعب القديم بانه موجود وحاضر وهو يسهر على كلمته لكي يجريها، هو الذي اخبر عنه بولس الرسول بان الله لا ينسى شعبه الذي سبق فعرفه، هو موجود، هو حي، معنا دائما الى يوم رجوعه من السماء.
كذلك الرب موجود وحي في كنيسته ووسط تسبيحات شعبه، وقريبا جدا سوف نكون معه الى ابد الآبدين في ملكوته الابدي في اورشليم السماوية.
بالفعل ان اسم الله عجيب، كما قال ملاك الرب لمنوح في سفر القضاة، هذا الاسم العظيم الجبار القدير ظهر لنا في الاناجيل بصورة طفل وديع مقمط، يسوع المسيح الذي اخلى نفسه آخذا صورة عبد، واطاع حتى الموت، موت الصليب، يسوع الذي يخلص شعبه من خطاياهم، هذا الاسم المبارك الذي سوف يأتي اليوم ( وهو قريب جدا )، الذي سوف تجثوا له كل ركبة في السماء، على الارض وما تحت الارض، ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب، لان الله الآب القدوس قد رفعه، واعطاه اسما فوق كل اسم، انه الاسم المبارك الازلي الابدي، الذي دُفع له كل سلطان في السماء وعلى الارض، ملك الملوك ورب الارباب، يسوع المسيح الرب له كل المجد والقوة والسلطان الى الابد، آمين.
