آيات من الكتاب المقدس نكون معرضين لأن نخرجها من السياق

هناك بعض الأجزاء من الكتاب المقدس، نحن مغرمون بالإقتباس منها خارج سياقها - والخطر هو أنه من خلال عدم الإنتباه إلى الآيات أو الخلفية التي قيلت في ضوءها
31 يوليو 2018 - 21:34 بتوقيت القدس
مترجم عن مجلة christiantoday، لينغا

قيل: "النص بدون سياق هو ذريعة."

إنها نصيحة جيدة، ولكن من المثير للدهشة كيف نتجاهلها كمسيحيين في كثير من الأحيان. هناك بعض الأجزاء من الكتاب المقدس، نحن مغرمون بالإقتباس منها خارج سياقها - والخطر هو أنه من خلال عدم الإنتباه إلى الآيات أو الخلفية التي قيلت في ضوءها الأجزاء التي نحبها، فإننا نخلق فكرة خاطئة.

لنأخد هذه الأمثلة الأربعة ونرى:

"لأني عرفت الأفكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر لاعطيكم اخرة ورجاء." (إر 29: 11).
هذه آية تستخدم لتبرير فكرة أن "الله لديه خطة رائعة لحياتك" - أنه لديه خطط لكل واحد منا، وسوف نكون جميعا مزدهرين ولدينا مستقبل مشرق ومليء بالأمل، وبلا شك هذا صحيح. لكن المشكلة هي أن هذا ليس ما تعنيه الآية. الله يتكلم هنا، إلى اليهود الذين كانوا في المنفى في بابل. يخبرهم أنه بعد 70 عامًا سوف يعيدهم. 
هذه آية جميلة، وتعبر عن حقيقة روحية معينة - أن الله يريد الأفضل لنا. ولكن لا ينبغي لنا أن نفترض أن هناك خطأ ما  في الله إذا لم تنجح حياتنا في العمل أو في الزواج أو في الهجرة... كما نعتقد.

"لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (مت 18: 20).
هذه آية تستخدم عادة في اجتماع صلاة ضعيف أو دراسة الكتاب المقدس، لرفع الروح المعنوية لأولئك الموجودين هناك. قد يكون هناك عدد قليل منا فقط، لكن المسيح هنا أيضاً، وهذا كل ما يهم. وبالطبع هذا صحيح. لكن هذا ليس ما تعنيه الآية في الواقع.
في السياق، يتحدث الرب يسوع عن الإنضباط الكنسي. لقد أخبر تلاميذه فقط كيف يمكنهم التعامل مع الخلافات فيما بينهم ، وقد منحهم سلطة مستمدة من سلطته. "اثنان أو ثلاثة" هم الشهود في قضية تأديبية.
إذن استخدام هذه الآية لتشجيع لقاء صغيرهو غير دقيق. إذ أنها تتعلق بالسلطة الروحية، وكيف يتم دعم سلطة الكنيسة بالمسيح نفسه. 

"لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا" (مت 7: 1).
الحقيقة هي أننا نحكم طوال الوقت. لدينا ردود فعل غريزية عندما يقوم شخص ما بشيء خاطئ. نحن نعيش في عالم أخلاقي ونسير باستمرار في طريقنا، في محاولة لفعل الشيء الصحيح. 
إن الفكرة في السياق، حيث يقول الرب يسوع ، "لأنك بنفس الطريقة كما تحاكم الآخرين، فسيتم الحكم عليك". وبعبارة أخرى، نعم ،أحكم على أشخاص آخرين - ولكن فقط  بنفس القسوة التي تحكم بها نفسك. هدفه هنا ليس الحكم ، ولكن الحكم المنافق.

في الواقع، الحكم هو أمر ضروري ليس فقط  لكونك مسيحي، ولكن لكي تكون إنسانًا. نحن نصنع اختيارات أخلاقية. بعض الأمور صحيحة وبعضها خاطئ، ومن الأهمية بمكان أن نفرق بينها - بتواضع وببطء وعلينا أن نصلي ونرجو الرب، لكن علينا أن نقر ونختار.

"أسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." (في 4: 13).
هذه آية تستخدم لتشجيع أولئك الذين يضعون لأنفسهم أهدافًا أو يواجهون عقبات - وقد يكون من الجيد في بعض الأحيان استخدامها في ذلك. لكنه ليس وعدًا شاملاً بأن يبارك الله ويزودنا بأي شيء نقرر القيام به. 

سياقها هو أن بولس يفكر في المعاناة التي مر بها من أجل الإيمان. يفكر في ما تعرض له بسبب الإنجيل، والدروس التي تعلمها. إنها تجربته أن الله قد جعله مكتفيًا من خلال كل شيء. وهذا يختلف كثيراً عن استخدام الآية كأنها نوع من الورقة الرابحة لإخراجنا من المتاعب عندما يكون لدينا أوضاع نزج أنفسنا فيها، أو نعرض أنفسنا بإرادتنا لأكثر مما يمكننا أن نحتمل أو لأمور تفوق قوتنا أو قدرتنا لأننا لم نكن مستعدين جيدًا أو لم نكن مصلين وسالكين بحسب الروح. الله يبارك الإخلاص، لكنه لا يبارك الغباء عمومًا.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا