إشارات إنجيل يوحنّا ــ ج6 المَسِيح هو المَنّ النّازل مِن السَّماء للحَياة الأبديّة

طلب اليهود من السيد آية ليؤمنوا به، فهل حسبوا إشباع الجمهور البالغ عدد الرجال بينهم حوالي 5000 نسمة بخمس خبزات شعير وسمكتين آية تافهة؟ طلبوا منه معجزة تضاهي التي حدثت في أيام موسى النبي
03 ابريل 2017 - 01:04 بتوقيت القدس

نقرأ في الأصحاح السّادس من إنجيل يُوحنّا 5-14 تكثير أرغفة الشَّعير الخمسة والسَّمَكتَين 35 و48 تعليم المسيح أنّه خبز الحياة 55 جسد المسيح طعامٌ حقّ ودمُهُ مشربٌ حقّ 63 كلامُ المسيح روحٌ وحياة 68 كلام الحياة الأبديّة عند المسيح 69 المسيح ابن الله الحيّ 70 -71 المسيح يعرف التّلميذ الخائن الذي يسلِّمُه للموت. وفي هذا الأصحاح ثلاث إشارات:-

الإشارة الأولى
{30 فأيّة آية تصنع لنرى ونؤمن بك، ماذا تعمل؟ 31 آباؤنا أكلوا المَنّ في البرّيّة، كما هو مكتوب: أنه أعطاهم خبزًا من السماء ليأكلوا 32 فقال لهم يسوع: الحقَّ الحقَّ أقول لكم، ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء 33 لأنّ خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم}+
وفي الآية الـ31 إشارة إلى الخروج 16: 14-15 والعدد 11: 6-9 والمزامير 78: 24

وفي التفسير المسيحي- بتصرّف:
 [طلب اليهود من السيد آية ليؤمنوا به، فهل حسبوا إشباع الجمهور البالغ عدد الرجال بينهم حوالي 5000 نسمة بخمس خبزات شعير وسمكتين آية تافهة؟
طلبوا منه معجزة تضاهي التي حدثت في أيام موسى النبي؛ حيث أكل آباؤهم المَنّ في البرية، أكلوا خبزًا نازلًا من السماء. لقد رأوا معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين ولم يؤمنوا. لم يكن ممكنًا أن يروا أعظم من هذا لكنّ أذهانهم لم تعد قادرة على إدراك الحقّ.
لكي يدركوا الحق؛ كشف لهم المسيح عن أعماق عمل الله مع آبائهم حين عالهم في البرية أربعين عامًا بالمَنّ النازل من السماء:
1 ليس موسى بل الله هو الذي أعطاهم المَنّ.
2 لم يكن المَنّ هو الخبز الحقيقي إنما هو رمز للمسيح.
3 الآن يقدِّم لهم الله الخبز الحقيقي الذي لا يُقارن به المَنّ قَطّ.
4 إنّ المسيح هو الخبز الحقيقي النازل من السماء، والذي من أجله أُعطِي لآبائهم المَنّ رمزًا إليه]- بقلم القمّص تادرس يعقوب ملطي.

وفي تفسير آخر- بتصرّف:
[لقد رأوا معجزة المسيح بإشباع الجموع (بخمس خبزات وسمكتين) وسمعوا عن سَيره على الماء حتّى أرادوا أن ينصِّبوه مَلِكا! ومع هذي وتلك؛ طلبوا آيات أخرى، غالبًا لسبب تشكيك الفرّيسيّين فيه. وغالبًا؛ أنّ هذا الحوار جرى في المجمع في كفرناحوم، وسؤالهم عن المَنّ راجع إلى أنّ اليهود اعتقدوا أنّ المَسِيّا (المسيح المتنبّأ عنه في كتبهم) سيُنزِل لهم مَنًّا من السماء ليشبعهم، كما عمل موسى، وسيكون إنزال المَنّ علامة المسيّا (إذ اعتبر اليهود نزول المَنّ في زمن موسى أعظم المعجزات) لم يفهموا أن المسيح سيكون لهم خبزًا سماويّا! لقد أرادوا خبزًا من السماء كلّ الأيّام لتصير حياتهم سهلة فيؤمنوا به. ويتصوّر بعضُنا إلى الآن: "إن كان الله يحبّني فلا بُدَّ مِن أنْ يعطيني ما أريد"] بقلم القس أنطونيوس فكري.

ـــ ـــ

الإشارة الثانية 
{45 إنه مكتوب في الأنبياء: ويكون الجميع متعلِّمين من الله. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآب وتَعَلَّمَ يُقبِلُ إلَيّ}+
والإشارة إلى إشعياء 54: 13 وانظر-ي أيضًا إرميا 31: 33-34
وفي التفسير المسيحي- بتصرّف:
 [بعد أن أكّد الرب يسوع، بعبارات صريحة، عجز أي إنسان عن المجيء إليه ما لم يجتذبه الآب أوّلًا؛ واصل شرحه للطريقة التي ينتهجها الآب لجذب الناس إليه. فابتدأ بالاقتباس من إشعياء 54: 13 فالله لا يكتفي باختيار أفراد فقط، بل يخاطب قلوبهم بواسطة تعليم كلمته الثمينة. وبعد هذا يأتي دور إرادة الإنسان. فالذين يتجاوبون مع تعليم كلمة الله ويتعلَّمون من الآب، هم الذين يُقبِلون إلى المسيح. فنرى حقيقتين عُظمَيَين: سلطان الله المطلق ومسؤولية الإنسان، وقد جعلهما الكتاب المقدَّس جنبًا إلى جنب. انهما تبيّنان لنا أنّ للخلاص شِقًّا إلهيًّا وشِقًّا آخر بشريّا. وإذ قال الربّ {إنه مكتوب في الأنبياء} قصد بالطبع أسفار الأنبياء، ولا سيّما إشعياء، مع أن الفكرة التي يعبِّر عنها هنا مذكورة في سائر كتب الأنبياء. فبواسطة تعاليم كلمة الله وروح الله، ينجذب الناس إلى الله]- بقلم وليم ماكدونالد.

ـــ ـــ

الإشارة الثالثة
{48 أنا هو خبز الحياة 49 آباؤكم أكلوا المَنّ في البرّيّة وماتوا 50 هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت 51 أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيَ إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم}+ 
والإشارة في الآية الـ49 إلى سِفر الخروج 16: 13

وفي التفسير المسيحي- بتصرّف: [لقد افتخروا سابقًا بموسى وبنزول المَنَّ على آبائهم في البرّيّة واحتقروا آية المسيح (تكثير الخبز والسمك) كأنها ليست بشيء بالمقابلة مع تلك، لكنهم نسوا شيئًا كبيرًا هو أن آباءهم الذين أكلوا مِن ذاك المَنَّ لم يُغيَّر المَنّ قلوبهم الرَّديَّة، ولا حَفِظَهم مِن دينونة الله. وأمّا المسيح فيُحيي كلّ مَن قَبِلهُ (فاديًا ومخلِّصًا) ويحفظ كالخبز الحقيقي الذي نزل من السماء {والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذلُهُ من أجل حياة العالم} فهو الخبز لنا باعتبار الجسد الذي اتّخذَهُ والذي قدَّمَهُ كَفّارة عن العالم.
وسيوضح المسيح هذا الموضوع أكثر فيما بعد]- بقلم بنيامين بنكرتن.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا