الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد

يتم الاستعداد للعيد في أربع نواحي رئيسيّة هي: النظافة وترتيب الأوليّات وزينة العيد والهدايا. والسؤال هنا: هل القيام بهذه الأمور يعني أنّنا على استعداد لاستقبال العيد؟ وهل يعكس هذا حقاً فكر الله للعيد؟
12 ديسمبر 2015 - 17:39 بتوقيت القدس

يبذل الناس جهداً كبيراً وإستعدادات كثيرة من أجل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، فالكل يستعد: الدّولة والمؤسسات ‏والكنائس والعائلات والأفراد. ‏

ـ الدّولة تستعدّ من حيث الأمن وترتيب جداول رجالاتها.‏
ـ المؤسّسات تستعدّ في إعطاء المعاشات والإجازات.‏
ـ والكنائس تستعد بترتيب جداول الاجتماعات وبرامجها.‏
ـوالعائلات تستعد في نظافة البيوت وزينة شجرة العيد وحتى زينة البيت، وكذلك شراء الهدايا والملابس والطّعام والشّراب ‏والحلويات للضّيافة.‏

إجمالاً: يتم الاستعداد للعيد في أربع نواحي رئيسيّة هي: النّظافة وترتيب الأوليّات وزينة العيد والهدايا. فمن حيث نقصد ‏أو لا نقصد، نرتّب جدولاً لما سنعمهل في العيد. فنضع زيارة الأهل أولاً، ثمّ زيارة الأعمام والأخوال وأولادهم وبناتهم، ثمّ ‏زيارة الأقرباء والأصدقاء، ثمّ الوجبة الرّئيسيّة ومكان تناولها. وقد يرتّب البعض لسهرة في مكان ما. كذلك نهتم بالنّواحي ‏الجماليّة من حيث زينة العيد وجمال وأناقة الملابس، ونهتم أيضاً بالهدايا والمشتريات المختلفة. أي أنّ أهم أربعة أشياء ‏نعملها استعداداً للعيد هي: النّظافة وجدول أعمالنا وزينة العيد والهدايا.‏

والسّؤال هنا: هل القيام بهذه الأمور يعني أنّنا على استعداد لاستقبال العيد؟ وهل يعكس هذا حقاً فكر الله للعيد ‏وكيفيّة استعدادنا له؟ لذلك عندما نستعدّ للأحتفال بعيد ميلاد الرّب يسوع المسيح له المجد، علينا أن نسأل أنفسنا: كيف ‏يريدنا الله أن نستعدّ؟

‏1. من ناحية النظافة: يريد الله منّا أولاً أن ننظف ونطهّر قلوبنا من كل أشكال الخطيّة، فالرّب يسوع يقول في متّى 8:5 " ‏طوبى للأنقياء القلب لأنّهم يعاينون الله". وكلمة طوبى تشير إلى فرح وغبطة وسعادة أنقياء القلوب، لأن هؤلاء فقط سوف ‏يرون الله بعيونهم. فجيّد وضروري أن تنظّف بيتك وجسدك، ولكن الأهم أن تنظّف وتطهّر قلبك من الكراهيّة والحسد ‏والحقد والغيرة، ويكون احتفالك بالتّالي احتفالاً حقيقيّاً بعيد ميلاد الرّب يسوع.‏

لا يستطيع الإنسان بقواه الذاتيّة أن ينقّي قلبه، ولكن الشّئ الرّائع والخبر المفرح لنا هو أن الله قادر ومستعدّ دائماً لكي ‏يطهّرنا من كل خطيّة، تماماً كما صلّى نبيّ الله داود في مزمور 10:51 قائلاً: " قلباً نقياً اخلق فيّ يا الله، وروحاً مستقيماً ‏جدّد في داخلي". واستجاب الله لداود وطهّر له قلبه، وهو اليوم مستعدّ أن يستجيب لك إن سألته بإيمان وإخلاص أن ‏يطهّر قلبك.‏

‏2. من ناحية الأوليّات، نتعلّم من وحي الله المقدّس أن أول شيء يجب أن نعمله في حياتنا هو أن نضع الله وبره أولاً، تماماً ‏كما يقول الرب يسوع في متى 33:6 "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه". فعندما ترتب جدولك وبيتك استعداداً للعيد، ‏تذكر أن الله يريدك أن ترتب رغبات وشهوات قلبك وفكرك. يريدك الله أن تجعل لصاحب العيد الأولوية في حياتك. ‏وعندما نضع الرب يسوع في مركز حياتنا، فإن كل الأمور الأخرى تأتي بشكل منسجم ومتناسق. فحتى ننجح في حياتنا يجب ‏أن يكون للرب الأولوية في فكرنا واهتمامنا. لذلك عندما تحتفل بالعيد، تذكر أن تعطي للرب يسوع المسيح، أي لصاحب ‏العيد، الأولوية والصدارة، وعندها فقط يكمل استعدادك للعيد.‏

‏3. من ناحية الزينة والديكور، يريد الله أن يزين قلوبنا وأفكارنا ووجداننا، وأن يعطي قيمة لحياتنا. فالله يريد لنا الأفضل ‏وذلك بإعطائنا قلباً جديداً وروحاً جديدةً كما نقرأ في حزقيال 19:11 "وَأُعْطِيهِمْ قَلْباً وَاحِداً, وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحاً ‏جَدِيداً, وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ ". يريد الله أن يزين قلوبنا وذلك بنزع القديم وخلق شيئاً جديداً. ‏فالله يريد أن يجعل حياتك جميلة، وأن يملأك بالرّوح القدس حتى تستطيع بهذه الروح أن تعيش حياة مقدسة تتفق مع ‏مشيئة الله. فهل تسمح لله في عيد رب المجد أن يزين حياتك ويباركك إلى التمام.‏

‏4. من ناحية الحصول على الهدايا أو إعطاء هدايا للآخرين، فإن الله يريد في عيد الميلاد أن يعطيك أجمل هدية، فالهدايا ‏هي أجمل ما في العيد، وأروع هدية في عيد الميلاد هي صاحب العيد نفسه، كما نقرأ في يوحنا 12:1 " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ ‏قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ". فالذي يقبل الرب يسوع المسيح رباً ومخلّصاً شخصيّاً ‏لحياته هو الذي يستلم أثمن وأعظم هدية في عيد الميلاد، لأنه بهذا العمل ينال غفران الخطايا ويصبح ابناً روحياً لله، ‏ويستحق فعلاً لقب مؤمن باسم يسوع. بقبول الرب يسوع المسيح نصبح أعضاء في عائلة الله وننال الحياة الأبدية.‏

وفي المقابل، فإن أجمل هدية تستطيع أن نقدمها لصاحب العيد في ذكرى ميلاده هي نفسك، هي قلبك، كما نقرأ في سفر ‏الأمثال 26:23 "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي".‏

عندما نذهب لحضور حفلة عيد ميلاد لقريب أو زميل أو صديق، فإننا لا نذهب فارغي الأيدي، بل نأخذ هدية لصاحب ‏العيد. وكلما كان صاحب العيد عزيزاً عليك، فإن الهدية تكون أغلى وأفضل، واليوم في احتفالك بعيد ميلاد رب المجد ‏يسوع، فإن أغلى هدية يريدها منك هي قلبك، هي محبتك له، فهل تعطه هذه الهديّة الثمينة؟ هل تقدم قلبك له؟ فالرب ‏يسوع له المجد يريد أن يعطيك الخلاص والغفران والحياة الأبدية وحق التبني، فهل تقبل هديته لك، وتهديه بالمقابل محبتك ‏وقلبك!!‏

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. فقير 14 ديسمبر 2015 - 14:11 بتوقيت القدس
اين المسيح اين المسيح
انا مسيحي من الجليل امام الرب انو ولا مره بحياتي احتفلت بعيد الميلاد او عيد الفصح لانني فقير جدا ومفش حدا من اقربائي قلي تعال احتفل معنا صرت اشكك بالمسيح ارجوكو عزوني بالكلام عن المسيح لااني سابتعد عنه