لقد اقترب وقت التصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وقبل أكثر من أسبوع دعى المؤمنون المسيانيين إلى اجتماع صلاة خاص، لجميع الكنائس، للصلاة بخصوص هذا التصويت. في هذا الصباح، وأنا أصلي لأجل البلد، فجئةً ضربني قلبي؛ ونزل عليَّ شعور بالخطر أمام سؤال صارخ:
أين الكنيسة المصلية المتشفعة للشعب الفلسطيني، أمام هذا الحدث المصيري؟
مع أنني متأكد أن مؤمنين وكنائس عربية كثيرة تصلي لشعبنا الفلسطيني ولهذا الأمر. إلا أنه قد أثار المؤمنون المسيانيين غيرتي الحسنة، وأثاروا إعجابي في عدة امور
١- تجميعهم لبعضهم البعض ككنائس وقادة، والصلاة الجماعية من أجل البلد
٢- وطنيتهم الُمبادرة، التي خرجت عن نطاق الكلمات والشعارات والانتقادات، إلى الشروع في العمل الكتابي لأجل الوطن وليس الكلام فقط
٣- إيمانهم بأن الله قادر أن يغير إذا صلت الكنيسة إلى إلهها الحي. طبعًا لا أعتقد أني اتفق تمامًا مع التوجه العام لصلواتهم، لكني مُعجب بإيمانهم
٤- أخذهم للدور والسطان الذي أقامهم عليه الرب، وهو أن يقودوا مصير البلد بالصلوات. نعم هذا السطان الذي أعطاه الرب لكنيسته
وعلى ضوء النقطة الرابعة، أريد أن أقدم للكنيسة حثًا عاجلاً للصلاة والتشفع، لأجل البلد وبخصوص هذا التصويت، من الوحي المقدس
"1 فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، 2 لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ، 3 لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ." ١ تيموثاوس ٢.
ومنها نستخلص بعض التعاليم التي تساعدنا ككنيسة على التوجه العام للصلاة
الأولوية
أذا نظرنا لعبارة "أول كل شيء"، نفهم أن الوحي هنا يتكلم عن أولوية قصوى، أهم من الكثير من الأمور والخدمات التي نقوم بها ككنيسة. الله يطلب من الكنيسة أن تصلي من أجل جميع الناس، ومن أجل الرؤساء السياسيين وغير السياسيين.
حياة مُطمئنة هادئة
إن أحد الأهداف العامة للصلاة يجب أن تركز على إحلال السلام والطمأنينة والهدوء في الأرض التي نعيش فيها. ربما نصلي من أجل تحقيق حلم سياسي معين أو غيره؛ لكن هل الحل السياسي الذي نحلم به سيحقق السلام والطمأنينة والهدوء؟ في الحقيقة لا نعلم، لكن الله هو الوحيد الذي يعلم؟ لذلك يجب أن تتمحور صلواتنا حول إحلال مشيئة الله كما في السماء كذلك على الأرض. ونفهم أن مشيئة الله تكمن في الحلول السلمية والسلام والتسامح بين الشعوب والناس، وليس أن يتحقق حلاً سياسيًا معينًا بحد ذاته، كهدف.
حياة التقوى
يجب أن تركز صلاة الكنيسة أيضًا على حياة التقوى، والتي تتكلم عن وضع يكون فيه حرية للعبادة للمؤمنين بالمسيح وغيرهم. حرية لتغيير الدين، حرية لممارسة الإرادة الحرة الأدبية التي وهبها الله للإنسان دون أي قمع واضطهاد.
حياة الوقار
وتتكلم عن الحياة التي يعيش فيها الإنسان بكرامته، دون أي تمييز عنصري أو اضطهاد، حياة يستطيع فيها أن يعبد خالقة بالطريقة التي يؤمن بها دون أن يعتدي على إنسان آخر، ودون أن يتعدي عليه إنسان آخر أو نظام.
يريد أن جميع الناس يخلصون
(عدد ٣) إن المحور العام لصولات الكنيسة يجب أن يتأسس ويتمحور حول الخلاص. فإذا اقتصرت صلاة الكنيسة وعملها على المبادئ أعلاه فقط، دون الخلاص، تُصبح مؤسسة لحقوق الإنسان تعمل لتغيير الملكوت الأرضي وليست كنيسة تعمل لامتداد ملكوت الله السماوي. لذلك يتابع الوحي في تذكير الكنيسة بالطريق لهذا الخلاص قائلاً
" لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" ( عدد ٤)
لكي لا تتقوقع الكنيسة حول ذاتها، وتبدأ تحلم، تصلي، وتعمل، لكي يتدخل الله ليحقق مشيئته السماوية، تجاه الشعب الفلسطيني والشعب الإسرائيلي.
آن الأوان لنعلن حالة الطوارئ، كما أُعلنت على زمن النبي يوئيل
" ١٣ تَنَطَّقُوا وَنُوحُوا أَيُّهَا الْكَهَنَةُ. وَلْوِلُوا يَا خُدَّامَ الْمَذْبَحِ. ادْخُلُوا بِيتُوا بِالْمُسُوحِ يَا خُدَّامَ إِلَهِي لأَنَّهُ قَدِ امْتَنَعَ عَنْ بَيْتِ إِلَهِكُمُ التَّقْدِمَةُ وَالسَّكِيبُ. 14 قَدِّسُوا صَوْماً. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. اجْمَعُوا الشُّيُوخَ جَمِيعَ سُكَّانِ الأَرْضِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَاصْرُخُوا إِلَى الرَّبِّ." يوئيل ١.
" ١٢ وَلَكِنِ الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ». 13 وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ. 14 لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَنْدَمُ فَيُبْقِيَ وَرَاءَهُ بَرَكَةَ تَقْدِمَةٍ وَسَكِيباً لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ. 15 اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ. قَدِّسُوا صَوْماً. نَادُوا بِاعْتِكَافٍ. 16 اِجْمَعُوا الشَّعْبَ. قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ. احْشُدُوا الشُّيُوخَ. اجْمَعُوا الأَطْفَالَ وَرَاضِعِي الثُّدِيِّ. لِيَخْرُجِ الْعَرِيسُ مِنْ مِخْدَعِهِ وَالْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا. 17 لِيَبْكِ الْكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبِّ بَيْنَ الرِّواقِ وَالْمَذْبَحِ وَيَقُولُوا: «اشْفِقْ يَا رَبُّ عَلَى شَعْبِكَ وَلاَ تُسَلِّمْ مِيرَاثَكَ لِلْعَارِ حَتَّى تَجْعَلَهُمُ الأُمَمُ مَثَلاً. لِمَاذَا يَقُولُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ: أَيْنَ إِلَهُهُمْ؟»" يوئيل ٢.