عظة يسوع الكبرى التطويبات {القسم الثاني}

العهد الجديد مُحتجب في العهد القديم، ولا يمكن فهمه دون فهم السياق اليهودي للنصوص. آباء الكنيسة اعتمدوا على فهمهم للتوراة والسياق اليهودي في تفسيرهم للكتاب المقدس. أول من آمن بالمسيح هم اليهود، وحافظ بعضهم على عاداتهم اليهودية، ممّا أدى إلى دخول بعض هذه العادات إلى المسيحية.
27 مارس - 08:12 بتوقيت القدس
عظة يسوع الكبرى التطويبات {القسم الثاني}

تنويه: هذه السلسلة من المقالات، هي تخليدا للراقد على رجاء القيامة قدس الأرشمندريت اميل شوفاني الأخ والصديق والمعلم الوفي.

تُنشر هذه الحلقات في موقع "لينغا" وبشكل حصري.

إنّ العهد الجديد مُحتجب في العهد القديم، والعهد القديم يفسّره العهد الجديد، ولا يمكن الاعتماد على التفسير الآبائي دون العودة للتوراة. هذا يعني ان الإطار اليهودي أساس فهم النصوص الانجيلية، ولهذا لا يمكننا فهم آباء الكنيسة دون معرفة التأثير اليهودي الذي أخذته الكنيسة واعتمدته في امكنة العبادة.

التقاليد اليهودية والنصوص الكتابية قُرِئت على ضوء قيامة المسيح، الجذور اليهودية للنصوص الانجيلية يجب فهمها وادراكها بوضوح لكي نصل لفهم كامل للنص الإنجيلي.

ما من جديد انّ اول من آمن بالمسيح وتبع المسيح هم اليهود، ولكي لا يرتدّوا عن ايمانهم بالمسيح حافظوا على عاداتهم اليهودية وحتى انها دخلت المسيحية وبقيت حتى يومنا هذا في بلاد الشرق خاصة.

من بين هذه العادات التي بقيت في المجتمع المسيحي الشرقي مقارنة والغرب المسيحي، قضيّة الحداد وكل ما يتعلّق من "لقمة المجابرة" وعدم “قصّ الشعر" و " زفّة العريس _ حمّام العريس" ومن المأكولات والخلفية اليهودية في عيد الصعود " الهيطلية باللهجة المحلية، من منتوج الحليب" و" لقمة القاضي" الخ.

التطويبات

التطويبة هي مجموعة كل ما نفهم باسم الخير، بحيث لا ينقص شيء مما يمكن ان نرغب فيه. فالتطويبة تجمع الخير الذي لا يوصف والذي لا يدرك.

" الفقر بالروح" هو "غنى الفضيلة" والفقر بالروح هو الغنى السامي لا سوس فيه، مت 19 :6:" «لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ.".

" طوبى للودعاء"، يرثون الأرض الخصبة بالثمار العجيبة، حيث نجد شجرة الحياة، رؤ 2 :22 :" فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ." التي ترويها ينابيع العطايا الروحية، يو 1 :15 :" «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ.".

"طوبى للباكين" نبكي خطايانا وضلالنا، ويقول بولس عن حزن بحسب العالم وحزن بحسب الله، الأول يُنتج الموت والثاني يحمل الخلاص، 2 كو 10 :7 :" لأَنَّ الْحُزْنَ الَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يُنْشِئُ تَوْبَةً لِخَلاَصٍ بِلاَ نَدَامَةٍ، وَأَمَّا حُزْنُ الْعَالَمِ فَيُنْشِئُ مَوْتًا.".

" طوبى للجياع والعطاش الى البرّ"

البرّ، هو ذاك الذي يقدر كل انسان ان يرغبه حين يوجّه نظره اليه ونحوه ونحو مائدة الانجيل. جاع يسوع والجوع يمكن ان يكون خيرا حين نشعر به كما شعر يسوع به. وما الطعام لهذا الجوع؟ إعمل مشيئة الرب، يو 34 :4 :" قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ." ومشيئة الله واضحة، 1 ثيمو 4 :2 :" الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ." أي يجب ان نجوع الى خلاصنا.

البرّ يطرح ذاته لرغبة الذين يسمعونه، وهو الذي صار من أجلنا الحكمة الآتية من عند الله، والبرّ والقداسة و الفداء، 1 كو 30 :1 :"  وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرًّا وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً." وأيضا الخبز النازل من السماء والماء الحيّ.

اعترف داوود بعطشه لهذا الماء، مز 3 :42 :" عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ ؟". ومز 15 :17 :" أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ.".

البرّ هو الله الكلمة الفضيلة التي تغطّي السماوات، حب 3 :3 :"  اَللهُ جَاءَ مِنْ تِيمَانَ، وَالْقُدُّوسُ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ. سِلاَهْ. جَلاَلُهُ غَطَّى السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضُ امْتَلأَتْ مِنْ تَسْبِيحِهِ."

ومن ذاق الرب مغبوط هو، مز 9 :34:" ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ." حسب وعد المسيح، يو 25 _ 23 :14 :" أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا. اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. بِهذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ.".

" طوبى للرحماء"

الله رحمة هو، وما يميّز الله الرب بار ورحيم، مز 5 :116:" الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ، وَإِلهُنَا رَحِيمٌ." الرحمة هي المحبة المتبادلة والى الحنان والطيبة.

" طوبى لأنقياء القلوب"

معاينة الله حسب يوحنا 18 :1 و 1 ثيمو 16 :6 مقارنة والخروج 20 :33:" اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِنًا فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ. وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ».".

ان نرى الله أي " نمتلكه" ترى سعادة اورشليم، مز 5 :129 واش 10 :26 :" فَلْيَخْزَ وَلْيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ كُلُّ مُبْغِضِي صِهْيَوْنَ. يُرْحَمُ الْمُنَافِقُ وَلاَ يَتَعَلَّمُ الْعَدْلَ. فِي أَرْضِ الاسْتِقَامَةِ يَصْنَعُ شَرًّا وَلاَ يَرَى جَلاَلَ الرَّبِّ.".

" طوبى لفاعلي السلام "

السلام العلوي الإلهي، لان الانسان حسب إبراهيم تراب هو وحسب اشعياء، عشب هو، واي سلام من الانسان؟ تك 27 :18 واش 6 :40:" فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ. صَوْتُ قَائِل: «نَادِ». فَقَالَ: «بِمَاذَا أُنَادِي؟» «كُلُّ جَسَدٍ عُشْبٌ، وَكُلُّ جَمَالِهِ كَزَهْرِ الْحَقْلِ." ومز 2 :37 :" فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ." والجامعة 2 :1 :" بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ.".

ثمار السلام الإلهي كثيرة هي، المحبة والفرح والطيبة والصبر وكل الخيرات. راجع غل 23 _22 :5 .

"طوبى للمضطهدين من اجل البر"

نهاية المحن لأجل الله، لو 12 :6 :" وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ للهِ."أي سعينا لمعاينة الله _ البرّ والنيل منه، اضطهادنا لركضنا وسعينا وملاحقتنا لأننا نريد معاينة الله المسيح المخلص.

هنا في الموعظة يعلّم على الجبل. في الشريعة الرهبة والخشية، وفي الانجيل النعمة والرحمة التي في الشريعة" فتح فاه"،" فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلًا:" مت 2 :5 ، ليعلّمك انّه كان يُعلّم في صَمت لا في كلامه فقط بل كان ينطق بالأعمال التي كان يعلّمها و " علّمهم" أي الكل وليس فقط التلاميذ.

التطويبات عند متّى أكمل مقارنة ولوقا، عند لوقا كانت الموعظة في مكان مُنبسط وبِنغمة خَفيفة وعند متّى تناولت العديد من الجوانِب وبشكل مباشر للتلاميذ.

لوقا " المساكين"، بينما عند متّى " المساكين بالروح" لو 20 :6 :" وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ." ومتى 3 :5:" «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." والمسكين في الروح هو وديع النفس لا يفتخر بذاته. والغني بالروح يفتخر بما ليس له، لأنه لا يتمّم وصيّة المسيح، مت 3 :18 :" وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." من يتوب حقّا يصير مثل الأطفال" مسكين بالروح".

علّمنا الربّ ان نتخلّى عن مجد الطمع الإنساني، مت 10 :4 :" حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ»" وأعْلن الربّ انّه سيختار شعبا متواضعا، ادخل برهبة كلامه التطويبية الكاملة وهي تواضع الروح، اش 2 :66 :" وَكُلُّ هذِهِ صَنَعَتْهَا يَدِي، فَكَانَتْ كُلُّ هذِهِ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَإِلَى هذَا أَنْظُرُ: إِلَى الْمِسْكِينِ وَالْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ وَالْمُرْتَعِدِ مِنْ كَلاَمِي.".

ليس معنى " المساكين" الفقير، فالفقر لا يجعل من الكل مباركا، بل الثقة المُخْلصة المغذّاة بالفقر هي التي تجعله مباركا. فبعض الذين لا موارد دنيويّة عندهم ما زالوا مُذنبين وغير مؤمنين بالله. فالعبارة " طوبى للمساكين بالروح" يعني المسيح، انّ المباركين بالثروات وبالغنى العالمي والمغتنين بالله، يرغبون في ان يكونوا مساكين في العالم، فهم مساكين بنظر العالم واغنياء بعين الله. فقراء في العالم لكن اغنياء في المسيح.

يُخلّص المنسحقين بالروح، مز 18 :38 :" لأَنَّنِي أُخْبِرُ بِإِثْمِي، وَأَغْتَمُّ مِنْ خَطِيَّتِي." لكن لا نتصور ان الفقر يستدعي البركة بالضرورة لان إضافة " بالروح" تعني ان البركة هي في التواضع لا في الفقر، الذين هم بالروح القدس فقراء طوعًا، وعنهم يتكلم اشعياء، 1 :61 :" رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ.".

"أَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ."

اليس الملكوت لأهل الفضيلة؟ التواضع هو الطريق لملكوت السموات، لو 11 :14 :" أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ»." أصل الشرّ الكبرياء وأصْل الصّلاح التواضُع.

"رفع عينيه" دعوة السامعين للسمو للرب بأفكارهم والابتعاد عن الارضيات. ورفع افكارنا ، لو 11 :13 :" وَإِذَا امْرَأَةٌ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَتْ مُنْحَنِيَةً وَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَنْتَصِبَ الْبَتَّةَ."{الانحناء القربى من الارضيات}، وقال اشعياء النبي 26 :40 :" ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟ مَنِ الَّذِي يُخْرِجُ بِعَدَدٍ جُنْدَهَا، يَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ؟ لِكَثْرَةِ الْقُوَّةِ وَكَوْنِهِ شَدِيدَ الْقُدْرَةِ لاَ يُفْقَدُ أَحَدٌ.".

يقول القديس امبروسيوس:" طوبى للمساكين، ليس كل مسكين مقدّس، الفقر لا يزيدك صلاحا ولا يصيبك بنقيصة، قد يكون المسكين صالحا او شريرا، الا اذا كان كمن وصفه النبي، ام 22 :19 :"  زِينَةُ الإِنْسَانِ مَعْرُوفَهُ، وَالْفَقِيرُ خَيْرٌ مِنَ الْكَذُوبِ." .

وطوبى للمسكين الذي صَرَخ وسمِعه الربّ، مز 6 :34 :" هذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ، وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ، وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ".

طوبى للمسكين في الإساءة، وفي الشرور وطوبى للمسكين الذي يُشبّه يسوع المسكين الذي افتقر لأجلنا وهو الغني، 2 كورن 9 :8 ومت 3 :5 :" فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. «طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." لان المسكين بالروح لا يتفاخر ولا يتعجرف بفكر جسده.

ان مساهمة المسكين تُمْتَدح أكثر من سخاء الغني، الا يُدان الغني بل يُدان اللذين لا يعرفون كيف يستعملون الغِنَى. فالنقيصة ليست بالغِنَى بل في التصرّف به.

المسكين يبْكِي على نفْسِه ويُوبّخ ضميره ليُصبح من الابرار لانّ الابرار يتّهمون انفسهم بالخطيئة، ام 17 :18:" اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ، فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ." كما في الكتاب عن المحبة، نش 4 :2 :" أَدْخَلَنِي إِلَى بَيْتِ الْخَمْرِ، وَعَلَمُهُ فَوْقِي مَحَبَّةٌ.".

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا