تناقضات قرآنية في شخص المسيح

مسيحنا الإله المبارك جاء من السماء متجسدا بكلمة الله ومتحدا بلاهوته وليس مخلوقا من تراب كمثلِ آدم كما جاء في القرآن.
25 يوليو 2022 - 07:21 بتوقيت القدس
تناقضات قرآنية في شخص المسيح

اوصانا  القرآن أن نتدبر آياته، ووضع شرطا نحتكم اليه وهو: إن وجدنا في القرآن اختلافا كثيرا، فنحكم عليه أنه ليس من عند الله . وبعد ان تدبرنا القرآن ودرسناه دراسة بحثية دقيقة، وجدناه يحتوي على اخطاء واختلافات وتناقضات كثيرة، فحكمنا عليه بشرط القرآن نفسه أنه ليس من عند الله، بل هو كتاب من تأليف بشر، لأن الله لا يخطئ ولا ينسخ ولا يبدل كلماته وآياته . اما كتابنا المقدس فهو محفوظ من اي تحريف لأن الله ساهر على كلمته ليجريها .  وجدنا الأخطاء والتناقضات في هذه الآية :

جاء في سورة آل عمران 59 : "  إن مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"

1 - الخطأ الأول لغوي : " ثم قال له كن فيكون" ... (قال له) : فعل ماضي بالزمن ,عليه يكون تكملته بالماضي ايضا والصحيح ان يقال : " ثم قال له كن فكان" .  لأن القول والكينونة كانا بزمن ماضٍ .

الصحيح ان يقال في الآية اعلاه : " إن مثل عيسى عند الله كمثل ادم (المخلوق) من تراب ثم قال له كن فكان آدم نفسا حية " .. على الرغم من اعتراضنا على تشبيه السيد المسيح الزكي المبارك الخالي من اي خطيئة بآدم الذي عصى ربه  فطرد من الجنة.

2 – التناقض المعنوي في الآية :

السيد المسيح مولود من العذراء مريم بتجسد كلمة الله وحلول روحه القدوس في احشائها الطاهرة . وليس مخلوقا كما قالت الآية القرآنية . بل الصحيح كما تحدث به الإنجيل المقدس وايده الأنبياء في العهد القديم بنبؤاتهم الكثيرة .

كما ان القرآن نفسه يناقض الاية اعلاه فيقول بآية أخرى: " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه " النساء 171

نتسائل (المسيح كلمة الله وروح منه) .. فهل [ كلمة الله وروحه ] مخلوق من تراب كمثل آدم ؟

إن كان كلمة الله مخلوق وليس أزلي، فالله كان بلا كلمة اي اخرسا سابقا (حاشا له ) ثم نطق بزمن ما بعد خلق الكلمة. فصفة النطق عنده ليست ازلية . وإن كان روح الله مخلوق، فلم يكن الله حيا سابقا وليس له روح يحيى بها !! فكيف صار له روح بزمن ما  وخلق كل الأحياء ، وهل باعث الحياة ومصدرها كان بلا روح ولا حياة ؟ وهل فاقد الحياة يمنح الحياة لمخلوقاته كافة ؟

الاية 59 من آل عمران تناقض الاية 48 من نفس السورة والقائلة بلسان السيد المسيح نفسه : " إني قد جئتكم بآية من ربكم ..."

هل العبد المخلوق من تراب يأتي بآية (اعجوبة) من رب العباد ليثبت للعباد انه قادر مثل الله على الخلق؟ وقد كانت ولادة المسيح بلا اب بشري آية للعالمين . لقد حققت ولادة المسيح المعجزية اكبر اعجوبة فريدة من نوعها وآية للعالمين بولادة طفل من فتاة عذراء بلا زرع بشري . لكن الله لا يعجزه شئ ، فالمسيح  كلمته المتجسد والمتحد بروحه المقدسة . كيف يكون روح الله وكلمته مخلوق من تراب حسب زعم القرآن ؟

إن كان كلمة الله وروحه مخلوقان من تراب حسب الآية القرآنية، فالكلمة والروح الصادران من الله ذاته ليسا أزليان بالوجود، بل مخلوقان في زمن ما! وهذا ما يناقض صفات الله الأزلية . فالخطا ليس في الله تبارك وتعالى بل الخطا في منطوق ونص الآية القرآنية وفي تفكير مؤلفها البشري.

وقول السيد المسيح " قد جئتكم بآية من ربكم " تعني أن السيد المسيح كان موجودا سابقا قبل المجئ من عند الرب وجاء منه بآية للعالمين و رسولا للبشرية بمعجزة فريدة لم و لا تتكرر في كل العالم .

فإن كان القادم من الرب بآية مخلوق من تراب الأرض كما قال القرآن فأين هي الآية ؟ وهل المخلوق من تراب يجئ بآية من الله ؟

" قد جئتكم بآية من ربكم " ... من اين جاء المسيح ليقول قد جئتكم من ربكم ؟  وماذا كان يعمل مع ربكم قبل مجيئه اليكم كإنسان ؟ وبأي صفة كان مع ربكم في السماء ؟

هل هناك اي نبي او رسول نزل من السماء للبشرية متجسدا من روح الله وكلمته حاملا رسالة او آية غير يسوع المسيح ؟

ولماذا جعله الله آية للعالمين من دون الرسل والأنبياء ؟

و اي تناقض للآية 59 مع الاية 91 من سورة الأنبياء القائلة : " فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين " .

هل نفخ الله في احشاء مريم حفنة من تراب ليخلق منها المسيح ويكون كمثل آدم ؟

ام أرسل روحه القدوس ليتحد في احشاء مريم ويولد منها المسيح بالناسوت البشري متحدا باللاهوت الإلهي ويكون آية للعالمين ؟

لماذا (اشرف الأنبياء والرسل وافضل خلق الله ) و حامل معجزة القرآن لم يوصف انه آية للعالمين كي لا يشكك الناس به نبيا و يعترف اهله وعشيرته بنبوته ولا يحتاج ان يهرب من عشيرته في مكة الى يثرب ليختبئ فيها ؟

في المسيحية نقول ان المسيح هو آدم الثاني، الذي ولد من روح الله وكلمته ومن مريم العذراء تأنسَ. ولد بالجسد ليحمل الناسوت البشري كإنسان من مريم كما ولد بالروح من اللاهوت الإالهي من الله ليكون هو الإله على الأرض، أما آدم الأول فهو صنيعة الله من تراب الأرض حيث نفخ الله نسمة الحياة في أنفه فصار كائنا حيّا .

المؤمنون بالمسيح يسوع وليس بعيسى القرآن هم المولودون ولادة روحية بالمعمودية حسب قول السيد المسيح لتلاميذه : " من آمن وأعتمد خلص" . وقال لتلاميذه المباركين :  

"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ."

لذلك نحن المؤمنون بالمسيح والمعمدون قد نلنا الخلاص بالفداء وبسفك المسيح دمه على الصليب ليغفر خطايانا وليفتح ابواب الملكوت السماوي لنا .

ان الكتاب الموحى به من الله لا يحتوي على اخطاء ومتناقضات . ولهذا نحكم على كتابكم انه من تأليف بشر .

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا