ابتهجي جدًا يا إبنة صهيون‎‎

ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت اورشليم، لان ملكك يأتي اليك، افرحوا جدًا يا شعب الرب وخائفي اسمه القدوس، ومن اختبروا محبته الفائقة المعرفة، افرحي يا...
12 ابريل 2022 - 09:45 بتوقيت القدس
ابتهجي جدًا يا إبنة صهيون‎‎

يفرح كل منا بانجازات ونجاحات الحياة، التي نحققها بمجهوداتنا الذاتية ومن خلال تضحيات كثيرة، فنرى الطالب يفرح كثيرًا بنجاحه في التعليم، والشاب بحصوله على اللقب الجامعي، وكبار السن بانجازات العمل وبان يكونوا مُثمرين ومعطائين في مجتمعاتهم.

كل هذا جيد ومطلوب، وبالفعل نفرح جميعًا بكل هذه الامور الحياتية، لكن هناك فرح اعظم وامجد وهو فرح الروح والقلب.

هذا ما تنبأ به زكريا لابنة صهيون قائلًا: "ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون"، يقول ابتهجي جدًا وليس فقط ابتهجي، لان فرح الروح الذي يهبه الله لمحبي وخائفي اسمه، يفوق كل فرح مادي او بشري، لان مصدره الله الازلي الابدي، ومنبعه من الاعماق والاحشاء من الداخل، لا يتغير ولا يتزعزع من ظروف الحياة وتحدياتها!

لماذا اوصى النبي ابنة صهيون لتفرح هذا الفرح العظيم ؟ هل لانها جميلة وقوية وغنية؟

ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون، اهتفي يا بنت اورشليم، لان ملكك يأتي اليك، افرحوا جدًا يا شعب الرب وخائفي اسمه القدوس، ومن اختبروا محبته الفائقة المعرفة، افرحي يا كنيسة الرب العروس لان عريسك جاء، هو عادل ومنصور وديع، وراكب على حمار وعلى  جحش أبن أتان.

هل جاء الملك العظيم يسوع المسيح، الوديع والمتواضع القلب، ليسكن قلوبنا وافكارنا، ويملك على حياتنا بالكامل، لنتحرر من الخطية والكبرياء والبغضة؟

هل جاء الملك العظيم ابن الله، ليملك على بيوتنا وعائلاتنا وعلاقاتنا ؟ ام اننا نقول مع الشعب القديم هوصنا هوصنا، وامام الظروف الصعبة وتحديات الحياة نقول مع رؤساء الكهنة والشعب، اصلبه...اصلبه...!!

في هذه الايام الصعبة نرى الاضطراب الحادث في اورشليم الارضية، الخوف والبغضة والانقسام، لكن كل هذا لن يكون في اورشليم السماوية، حيث يخلق الله السماء الجديدة والارض الجديدة حيث يسكن البِر، وسوف يكون لنا نصيب في اورشليم السماوية فقط اذا ملك علينا اليوم المخلص المبارك يسوع المسيح ابن الله، الذي اسمه ايضًا ملك الملوك ورب الارباب، والذي سوف يأتي عن قريب ليس كحمل وديع، بل سيرجع ملك الملوك من السماء راكبًا على فرس ابيض، واسمه أمينًا وصادقًا، وبالعدل يحكم ويحارب، وهو متسربل بثوب مغموس بدم، الذي يذكرنا بسفك دم يسوع على الصليب، موته، وقيامته في اليوم الثالث، الذي يُدعى اسمه كلمة الله (رؤيا يوحنا اصحاح 19).

هل قبلنا اليوم مجيء ملك الملوك يسوع المسيح في قلوبنا، الوديع والمتواضع، القدوس البار، لكي نستقبله عن قريب كعروسه المزينة المقدسة بدمه الكريم، وهو راكب على الفرس الابيض رمز القوة والنصرة، لكي يحل السلام الحقيقي في القلوب وبين الشعوب، ام نرفض دعوته اليوم لكي نلاقيه الديان الذي سوف يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء ؟!

افرحي وابتهجي جدًا يا ابنة صهيون، يا عروسة الحمل المبارك، يا كنيسة الرب التي اقتناها بدمه الكريم، اهتفي يا بنت اورشليم، لانه عن قريب سوف يكون مسكن الله مع شعبه، وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حُزن ولا صُراخ ولا وجع في ما بعد، لان الامور قد مضت، وكل شيء سوف يكون جديد، لان الذي وعد هو الصادق والامين، له كل المجد والكرامة والسلطان الى الابد، آمين.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا