من هو ملاخي ومتى كُتِبَ السّفر؟

لا توجد في سفر ملاخي أيّ تفاصيل تحدّد هويّة النّبيّ نفسه. لم يقال لنا من هو والده أو من تكون والدته.
30 يوليو 2021 - 11:17 بتوقيت القدس
من هو ملاخي ومتى كُتِبَ السّفر؟

لا نعرف مكان ولادة ملاخي، ولا يمكننا إلّا أن نفترض أين تنبّأ.

نستنتج أنّ ملاخي عاش أثناء وجود الهيكل لأنّه يتحدّث إلى الكهنة الّذين يعملون يوميًّا في عمل الله في الهيكل. ذِكْرُ "الوالي" يشير إلى أنّه عمل أثناء الحكم الفارسيّ: "...وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ، أَفَلَيْسَ ذلِكَ شَرًّا؟ قَرِّبْهُ لِوَالِيكَ، أَفَيَرْضَى عَلَيْكَ أَوْ يَرْفَعُ وَجْهَكَ؟" (ملاخي 1: 8). الاصطلاح "والي"() أي "باشا" وهو مصطلح فارسيّ يعني حاكم مدينة أو منطقة. على الرّغم من وجود عدد أقلّ من الولاة (باشوات) في الإمبراطوريّة البابليّة أيضًا، ولكن حينها كان الهيكل خرابًا، لذلك نستنتج أنّ ملاخي تنبأوا خلال الحقبة الفارسيّة.

يبدو أنّ ملاخي عمل في أيّام عزرا ونحميا ما بين الأعوام 410-430 قبل الميلاد. في وقت العودة إلى صهيون كان هناك والي، وكان الهيكل مبنيًّا والكهنة يخدمون في الأقداس.

كما هو الحال في جميع كتب الأنبياء، فقد وردَ اسم النّبيّ أيضًا في بداية هذا الكتاب: "وَحْيُ كَلِمَةِ الرَّبِّ لإِسْرَائِيلَ عَنْ يَدِ مَلاَخِي"، ومع ذلك، فإنّنا لا نعرف على وجه اليقين ما إذا كان "ملاخي" هو اسم النّبيّ، أو لقبًا يصف دوره. لا يظهر اسم ملاخي في أيّ موضع آخر في الكتاب المقدّس ولا في الأسفار الخارجيّة من تلك الفترة. يقترح بعض المفسّرين اليهود فرضيّات مختلفة بخصوص هويّة ملاخي. يعتقد معظم الرابانيّون أنّ ملاخي لم يكن اسم النّبيّ، لكنّهم لم يعرفوا بالضّبط من هو. وفقًا لأحد التّقاليد، كان ملاخي هو الكاتب عزرا، ووفقًا لتقليد آخر - هو مردخاي اليهودي أو زربابل بن شألتئيل وآخرين.

حسب نص "مَاسِيخِتْ مِجِيلَاهْ"()، الّذي كتب عدّة مئات من السّنين بعد من فترة ملاخي، يعرض بالتّفصيل فرضيّات مختلفة حول هويّة ملاخي وعن الوقت الّذي عمل فيه، جنبًا إلى جنب مع حجي وزكريا في أيّام داريوس (صفحة 15، العامود الأوّل).

يزعم التّقليد أنّه تنبأ في السّنة الثّانية لداريوس، لكنّنا نعلم أن النّبيّ تنبّأ بينما كان الهيكل يعمل بالفعل بشكل كامل، بينما وفقًا للإشارات الواردة في كتاب عزرا، في السّنة الثّانية لداريوس، لم يكن الهيكل يعمل بعد، وتمّ تجديد بنائه في ذلك العام فقط (عزرا 4: 24).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا