ابتسم واحبس الألم بكفوف السحاب | من أثقال يصعب تحملها بحار |
كسفينة يبحر فيها قلاع العذاب | تبحث عن ضفة ازدهار |
بنغمات تنهيدٍ غضاب | من وقع أثار الدمار |
من أحبةٍ كالصباب (الشجر المر) | يقدمون لك أزهار |
باتت باهتة الأثواب | يحرقها المٌ بلا نار |
سودٌ حالكة وجوههم كوجه الغراب | ترفرف في احتضار |
بإخلاص مؤلم كصمت الغاب | والبغض بأعينهم يسري كتيار |
مسربلون بالنفاقِ الكذاب | ببستان أشجار لا تحمل ثمار |
كذاك الشلالُ المنساب | بفنون الحقد والتعذيبِ والحصار |
بقناعٍ عابرٍ من سراب | بسلاسل العشق الغدار |
بكلامٍ ملونٍ خلاب | يشتت جهات الأفكار |
حرقتي في هذا الخطاب | أشعرها كغرزة مسمار |
مللت ليلا الانتحاب | مكبلاً بهدوءِ إعصار |
ليس الحقُ باكتئاب | إنما كشف قناع الإسرار |
لا اهدي للزمنِ عتاب | فحياتكم تحتاج لقرار |
لم يعد بالدنيا شهدٌ للانسكاب | كزهرةٍ أحناها الانتظار |
لا يتشابهُ بالطعمِ الشراب | وسأمضي مع قلمي اكتب الأشعار |
قدمت لهم حباً من أرقى كتاب | عجزوا عن فهم قوةِ الجبار |
سأبتسم رغم الأوصاب (الألم الشديد) | ناظرة إليك ربي بافتخار |
فماذا يشكي القلب من غدر الأحباب | والهي أوصى بالمحبةِ شعار |