الهيكل في الكتاب المقدس

الهيكل بناء مخصص لعبادة الإله . والكلمة فى العبرية هي " هيكل " كما هي فى العربية ، وتعنى القصر أو البيت العظيم ، وقد ترجمت فعلاً إلى قصر 31 مرة
23 يوليو 2008 - 02:00 بتوقيت القدس

1: هيكل: (معلومات عامة)

الهيكل بناء مخصص لعبادة الإله . والكلمة فى العبرية هي " هيكل " كما هي فى العربية ، وتعنى القصر أو البيت العظيم ، وقد ترجمت فعلاً إلى قصر 31 مرة ( 1 مل 21: ، 2 مل 20 : 18 ، مز 45 : 8 و 15 ،أم 30 : 18 ، اش 13 : 22 ، ، اش 39 : 7 ، دانيال 1 : 4 ، 4 : 4 و 20 و 5 : 5 ، 6 : 18 ، نا 2 : 6 ) . وهى أصلا مشتقة من الكلمة الأكادية " إكالو " المستعارة بدورها من الكلمة السومرية " إيجال " أى " البيت العظيم " ( وفي المعجم العربى ، " الهيكل " : الضخم من كل شيء ).

وعلاوة على استخدام الكلمة للدلالة على " الهيكل فى أورشليم " ، فإنها استخدمت أيضاً في الإشارة إلى " خيمة الشهادة في شيلوه "( 1 صم 1 : 9 ، 3 : 3 ) ، وإلى مسكن الرب فى السماء (2صم 22 : 7 ، مز 11 :4، 18 : 26 اش 6 : 1 ) ، وإلى المعابد الوثنية ( يؤ 3 : 5 ) .

كما أنه كثيراً ما تستخدم كلمة " بيت " ( فى العبرية كما في العربية ) فى الإشارة إلى الهيكل ، سواء كان إلى هيكل وثن ( قض 9 : 46 ، 2 مل 10 : 21 .. الخ ) أو إلى هيكل الله فى أورشليم ( 1 مل 6 : 2 - 10 ، 2 أخ 35 : 20 .. الخ ) .

وقد أسفرت الاكتشافات الأثرية عن الكثير من المعابد الوثنية في أرض كنعان . وكانت تتكون في الغالب من ثلاث حجرات رئيسية ، وهي الحجرة الأمامية أو الرواق أو المدخل المسقوف الذي يؤدي إلى المقدس الحقيقي ، الذي كان مدخله عادة عبارة عن بهو أعمدة يحمل السقف ، وكان به عادة مذبح لتقديم القرابين ، ومقاعد حجرية بجانب الحائط . ثم الحجرة الداخلية وهي قدس أقداس الهيكل ، أو " المحراب " . وكانت عادة ترتفع عن مستوى الأرض ، ويُصعد إليها بسلالم . وكانت تشتمل على قاعدة يوضع عليها تمثال الإله ، أو مشكاة فى الحائط لنفس الغرض .

وقد كشف عن معبد " بيت إيل بريث " ( قض 9:46) في شكيم ، ويبدو أنه كان حصناً ضخماً به عمود مقدس في الفناء . والأرجح أن معبد " داجون " فى أشدود ( 1 صم 5 : 2 - 4 ) 1 أخ 10 : 10 ) كان سبيها بمعبد عشتاروث ( 1 صم 31 : 10 ) في بيت شان .

2: هيكل سليمان:

 

(1) داود الملك يهيئ للهيكل :

رافقت خيمة الشهادة بني إسرائيل فى رحلاتهم فى البرية من أول السنة الثانية لخروجهم من أرض مصر .( خر 40 : 26 ) ، إلى السنة الحادية عشرة من ملك سليمان . وقد رأي داود الملك أنه ليس من اللائق زن يظل تابوت عهد الرب ساكنا في شقــق ( فقد كان فى ذلك الوقت فى خيمة صنعها داود له ( 2 صم 6 : 17 ) ، بينما كان داود يسكن فى بيت مكسوة جدانه بخشب الأرز . فحالة الزمه من التجوال وعدم الاستقرار ، التى كانت تستلزم وجود خيمة متنقلة كتابوت العهد ، قد انتهت ، واستقر الشعب فى أرض كنعان ، وأصبح له حكومة ملكية منظمة ، فأصبح الأمر يستلزم وجود بيت ثابت للرب يكون " عظيما جدًّاً ( 1 أخ 22 : 5 ) كما يليق بمجد الرب . ولكن الرب لم يسمح لداود ببناء هذا البيت لأن داود كان رجل حرب وقد سفك دماء كثيرة ، وقال الرب إن ابنه الذي يخرج من أحشائه هو الذي يبني بيتا لاسم الرب ( 2 صم 7 و 1 أخ 22 : 8 مع 1 مل 5 : 3 ) .
وبدأ داود في أعداد كميات ضخمة من الأخشاب والأحجار والذهب والفضة ، وغير ذلك من المواد اللازمة لبناء مقدس للرب ، والأدوات اللازمة للعبادة فيه ، بل والعمالة الفنية اللازمة ، وبخاصة من الصيدونيين والصوريين ، وأوصى ابنه سليمان ببناء بيت للرب ( 1أخ 22 : 2 - 17 ) كما أعطى " سليمان ابنه مثال الرواق وبيوته وخزائنه وعلاليه ومخادعه الداخلية ، وبيت العطاء ومثال كل ما كان عنده بالروح لديار بيت الرب ولجميع المخادع حواليه ولخزائن بيت الله ، وخزائن الأقداس ولفرق الكهنة واللاويين ، ولكل عمل خدمة بيت الرب ، ولكل آنية خدمة بيت الرب .. " .. ( وقال له ) : " قد أفهمنى الرب كل ذلك بالكتابة بيده عليّض ، أي كل أشغال المثال ... تشدد وتشجع واعمل . لا تخف ولا ترتعب لأن الرب الإله ، إلهي معك .. " ( 1 أخ 28 : 11 - 21 ) .

(2) وصف الهيكل :

بُنى الهيكل على أساس خيمة الشهادة ، ولكن كانت أبعاده - فى أغلبها - ضعف أبعاد خيمة الشهادة . ويرى البعض أن سقف الهيكل - وكذلك سقف خيمة الشهادة - كان على شكل " جملون " ، فلا يتبع ذلك أن يكون سقف الهيكل على شكل " جملون " ، فقد كان مبنياً من حجر ، كما أن أبعاد الهيكل ، وذكر سقفه ( 1 مل 6 : 15) دليل على أن السقف كان - على الأرجح - مسطحاً .

(3) موقع الهيكل :

بُنى الهيكل على التل الشرقى من التلين اللذين كانت أورشليم مبنية عليهما ، وهو المعروف باسم " جبل المرياً ( 2 أخ 3 : 1 ) ، أو " جبل صهيون " ، حيث كان بيدر أرنان اليبوسى ، حيث بنى داود مذبحا للرب لتكف ضربة الوباء عن الشعب ( 1 أخ 21 : 22 ، 2 أخ 3 : 1 ) . وينعقد الإجماع الآن على أن المكان تحدده قبة الصخرة ، حيث تذكر التقاليد أن هذه القبة بنيت فوق المكان الذي كان يشغله " مذبح المحرقة " ، وإلى الغرب منه قامت مبانى الهيكل . ويقول يوسيفوس إنهم قد قاموا بتسوية قمة الجبل ، فردموا المنخفض منها ، كما أزالوا النتوءات لتمهيد الأرض للبناء .

(4) مساعدة الفينيقيين :

طلب سليمان المعاونة من حيرام ( حوران ) من قبل ، فأذن لسليمان أن يرسل عبيده لقطع الأخشاب في لبنان والمعاونة فى نقلها ، وفي قطع الحجارة ونحتها . كما أرسل إليه رجلاً حكيما صاحب فهم ، حورم أبي ابن امرأة من بنات دان ، وأبوه رجل صوري ، ماهر في صناعة الذهب والفضة والنحاس والحديد والحجارة والخشب والأرجوان والأسمانجونى والكتان والقرمز ، ونقش كل نوع من النقش ، واختراع كل اختراع يُلقى عليه " ( 1 مل 5 : 17 و 18 ، 6 : 7 ) .

(5) بناء الهيكل :

كانت خيمـــــــــة الشهــــادة خيمــــة متنقلـــــة ، أما الهيكـــــل فكـــــان بنــــــــاء ثابتـــا . وكـــان طولـــــه ســـتين ذراعـاً ، عرضــه عشرين ذراعاً ، وارتفاعه ثلاثين ذراعاً ، مبنياً من حجارة ( الأرجح من الحجارة الجيرية المتوفرة فى المنطقة ) وكانت به حجرات فى ثلاثة طوابق ويدور حول جوانب البيت وخلفه وزمامه ، رواق فخم ، كان يقوم أمامه عمودان من نحاس هما " ياكين " على اليمين ، و" بوعز " على اليسار ، ويعلو كل عمود منهما تاج ( 1 مل 7 : 21 ، 2 أخ 3 : 4 و 15 - 17 ) وكسا الحوائط من الداخل بخشب أرز من الأرض إلى السقف ، وفرش الأرضية بأخشاب سرو ، " وغشى سليمان البيت من داخل بذهب خالص ، وسد بسلاسل ذهب قدام المحراب ، وغشاه بذهب . وجميع البيت غشاه بذهب ... وكل المذبح الذي للمحراب غشاه بذهب ، وعمل في المحراب ( قدس الأقداس ) كروبين من خشب الزيتون ، علو الواحد عشر أذرع ، وخمس أذرع جناح الكروب الواحد ، وخمس أذرع جناح الكروب الآخر . عشر أذرع من طرف جناحه إلى طرف جناحه . وعشر أذرع الكروب الآخر ... وجعل الكروبين فى وسط البيت الداخلى ( المحراب ) .. وغشى الكروبينن بذهب .

وجميع حيطان البيت فى مستديرها رسمها نقشا بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج . وغشى أرض البيت بذهب من داخل ومن خارج . وعمل لباب المحراب مصراعين من خشب الزيتون .. ورسم عليهما نقش كروبين ونخيل وبراعم زهور وغشاهما بذهب ، ورصَّع الكروبيم والنخيل بذهب . وكذلك عمل لمدخل الهيكل قوائم من خشب الزيتون مربعة ، ومصراعين من خشب السرو .

المصراع الواحد دفتان تنطويان ، والمصراع الآخر دفتان تنطويان وتحت كروبيم ونخيلا وبراعم زهور ، وغشاها بذهب مطرق على المنقوش . وبنى الدار الداخلية ثلاثة صفوف منحوته وصفا من جوائز الأرز . في السنة الرابعة أسس بيت الرب في شهر زيو ، وفي السنة الحادية عشر في شهر بول ، وهو الشهر الثامن أكمل البيت ... فبناه فى سبع سنين " ( 1 مل 6 : 14 - 38 ) . ويضيف سفر الأخبار أنه " رصَّع البيت بحجارة كريمة للجمال ... وغشى البيت أخشابه وأعتابه وحيطانه ومصاريعه بذهب ونقش كروبيم على الحيطان " (2 أخ 3 : 6ر7 )

وكانت أرضية المبنى ترتفع ( على الأرجح ) عن مستوى أرضية الفناء ، ويصعد إليه بسلالم . وكان المبنى - مثله مثل الخيمة - يواجه الشرق ، ويحيط به فناء داخلى وآخر خارجى . وكانت الأبعاد فى الطول والعرض حيث الأبعاد فى خيمة الشهادة ، أما الارتفاع فكان ثلاثة أمثال ارتفاع الخيمة ( 1 مل 6 : 2 و 18 و 20 ) . فإذا اعتبرنا الذراع معادلة لقدم ونصف ، فتكون أبعاد الهيكل من الداخل 90 قدماً طولاً ، 30 قدما عرضا ، 45 قدما ارتفاعاً .

ووضع فى قدس الأقداس تابوت العهد وغطاءه الذي يسمي " كرسى الرحمة " وفوقه الكروبان . أما في القدس فكان مذبح البخور من الذهب ، وعشر منائر ذهبية ، وعشر موائد لخبز الوجوه ، وكل خمس من المنائر والموائد في جانب من القدس ( 2 أخ 4 : 7 و 8 ) .

وكان طول الرواق مساويا لعرض الهيكل ، وعرضه عشر أذرع قدام المبنى ( 1 مل 6 : 3 ) . وكان هناك فناءان ( 2 مل 23 : 12 ) ، فناء داخلي يحيط بالمنطقة المقدسة المخصصة للكهنة ( 1 مل 6 : 36 ، 2 أخ 4 : 9 ) ، والدار الخارجية زو الدار العظيمة " ( 2 أخ 4 : 9 ) للشعب وكانت الدار الداخلية تسمى أيضاً " الدار العليا " ( إرميا 36 : 10 ) مما يدل على أنها كانت مرتفعة عن الدار الخارجية . والمعتقد زن الدار الداخلية كانت الأقل 100 ذراع عرضا ، 200 ذراع طولاً ، بينما كانت الدار الخارجية ( أو السفلى ) التى للشعب 400 ذراع طولاً ، 200 ذراع عرضا.
وقد اُحتفل بتدشين هذا المبنى الفخم على مدى أسبوع من التشكرات والصلوات . وعندما صلى سليمان لتكريس المبنى ، زمام مذبح المحرقة ، " نزلت النار من السماء وأكلت المحرقة والذبائح ، وملأ مجد الرب البيت ، ولم يستطع الكهنة أن يدخلوا بيت الرب لأن مجد الرب ملأ بيت الرب . وكان جميع بنى إسرائيل ينظرون عند نزول النار ومجد الرب على البيت . وخروا على وجوههم إلى الأرض على البلاط المجزع ، وسجدوا وحمدوا الرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته " ( 2 أخ 6 : 13 - 7 : 1 - 3 ) .

(6) تاريخ هيكل سليمان :

تأسس الهيكل في السنة الرابعة من حكم الملك سليمان ( 1 مل 6 : 1 ) واستغرق بناؤه نحو سبع سنوات ( 1 مل 6 : 38 ) . وعند إتمامه أحضروا تابوت العهد من صهيون في احتفال عظيم ، وقدموا أعداداً هائلة من الذبائح ووضعوا التابوت فى مكانه فى قدس الأقداس - ولم يكن به سوى لوحى الشريعة - ثم تم تدشين الهيكل ، وصلى سليمان صلاته الجميلة ( المسجلة فى 1 مل 8 : 22 - 53 ، 2 أخ 6 : 12 - 42 ) . واستمرت الاحتفالات على مدى أربعة عشر يوما ( 2 أخ 5 : 9 ) . وفى نهاية الاحتفالات ، امتلأ بيت الرب سحابا ولم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب لأن مجد الرب ملأ بيت الله " ( 2 أخ 5 : 14 ) .

ولكن فى زمن الانحراف الدينى فى أواخـر أيام سليمان ، أصاب الأمة والهيكل أنواع من التخريب . وعند موت سليمان انقسمت المملكة ، وأقام يربعام بن نباط عجلي ذهب أحدهما فى بيت إيل والآخر في دان ، فلم يعد الهيكل في أورشليم هو المكان الوحيد للعبادة ( 1 مل 12 ك 25 - 33 ) .

وفى السنة الخامسة للملك رحبعام بن سليمان ، قام شقيق فرعون مصر بحملة على يهوذا وأورشليم " وأخذ خزائن بيت الرب ، وخزائن بيت الملك وأخذ كل شيء ، وأخذ أتراس الذهب التى عملها سليمان " ( 1 مل 14 : 25 - 28، 12 أخ 12 : 2 - 9 ) . وكانت معه امرأة رحبعام تتعبد الأوثان ، ففى حكم ابنها أبيام " عملتت تمثالاً لسارية " فى الهيكل ، ولكن اسا - حفيدها - خلعها من أن تكون ملكة ، وأحرق تمثالها " فى وادىقدرون " ( 1 مل 15 : 2 و 12 و 13 ) . ولكن آسا نفسه " أخط جميع الفضة والذهب الباقية فى خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك ، ودفعها ليد عبيده وأرسلهم الملك اسا إلى بنهود .. ملك أرام " ليصد عنه بعشا ملك إسرائيل ( 1 مل 15 : 18 و 19 ) .
ثم تعرض الهيكل مرة أخرى للتخريب على يد عثليا الخبيثة وأبنائها ، مما استلزم أن يقوم يوآش ملك يهوذا بتجديد بيت الرب ( 2 مل 12 : 4 - 15 ، 2 أخ 24 : 4 - 14 ) .
ثم جاء يوآش ملك إسرائيل " إلى أورشليم ، وهدم سور أورشليم .. وأخذ كل الذهب والفضة وجميع الآنية الموجودة فى بيت الرب ، وفى خزائن بيت الملك والرهناء ، ورجع إلى السامرة " ( 2 مل 14 : 13 و 14 ) .

وقد ضرب الرب عزيا الملك بالبرص لأنه " دخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور " ( 2 أخ 26 : 16 - 20 ) . ويبدو أن يهوشافاط قام - قبل ذلك - بتوسيعع الفناء وبناء دار جديدة ( 2 أخ 20 : 5 ) ، كما بنى يوثام بابا جديـداً ( 2 مل 15 : 35 ، 2 أخ 27 : 2 ) .

وذهب الملك الشرير آحاز إلى أبعد مما ذهب إليه سابقوه ، فى تدنيس الهيكل . فبعد أن " أخذ الفضة والذهب الموجودة فى بيت الرب وفى خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك أشور هدية " لينقذه من ملك أرام ، أرسل إلى زوريا الكاهن شبه المذبح الذي رآه فى دمشق .. "فبنى أوريا الكاهن مذبحا حسب كل ما زرسل الملك آحاز من دمشق … فلما قدم الملك من دمشق ، رأي الملك المذبح فتقدم الملك إلى المذبح وأصعد عليه ، وأوقد محرقته وتقدمته وسكب سكيبه ، ورش دم ذبيحة السلامة التى له على المذبح . ومذبح النحاس الذى أمام الرب قدمه من أمام البيت … وجعله على جانب المذبح الشمالى " . وأمر الملك آحاز أوريا الكاهن أن يوقد المحرقات والذبائح على ذلك المذبح الجديد . " وأنزل البحر عن ثيران النحاس التى تحته وجعله على رصيف من حجارة . ورواق البيت … غيره فى بيت الرب من أجل ملك أشور " ( 2 مل 16 : 8 - 18 ) .

وقام حزقيا ملك يهوذا التقى بمحاولة للإصلاح الدينى ( 2 مل 18 : 1 - 6 ، 2 أخ 29 : 31 ) ، ولكنه رغم ذلك اضطر إلى زن يأخذ " جميع الفضة الموجودة فى بيت الرب وفى خزائن بيت الملك .. قشر حزقيا الذهب عن أبواب هيكل الرب والدعائم التى كان قد غشاها حزقـــيا ملك يهوذا ، ودفعه لملك أشور " ( 2 مل 18 : 13 - 16 ) .

وازدادت الأمور سوءاً فى أيام منسى ، الذى س عاد فبنى المرتفعات التى أبادها حزقيا أبوه ، وأقام مذابح للبعل ، وعمل سارية ... وبنى مذابح فى بيت الرب ... وبنى مذابح لكل جند السماء في دارى بيت الرب " ( 2 مل 21 : 3 - 7 ، 2 أخ 33 : 3 - 11 ) .

ثم حدث أعظم إصلاح فى أيام يوشيا الملك التقي ، فقام بترميم الهيكل . وفي أثناء الترميم وُجد سفر الشريعة ، الذي أدي اكتشافه إلى تجديد العهد مع الله ، وازالة المرتفعات وتطهير الهيكل تطهيراً كاملاً من كل الرجاسات ( 2 مل 22 ، 23 : 1 - 5 ، 2 أخ 34 ، 35 ) ، ولكن قلب الشعب لم يكن قد تغير ، فبعد موت يوشيا ، سرعان ما عادت الشرور القديمة بكل قوة ( انظر مثلا حز 8 : 7 - 19 ) .

(7) التدمير النهائى :

لقد اقتربت النهاية ، ففي أيام يهوياقيم بن يوشيا ، صعد عليه نبوخذ ناصر ملك بابل ، وأخذ بعض آنية بيت الرب إلى بابل ، " وجعلها في هيكله في بابل " ( 2 أخ 36 : 5 - 7 ) .
وفى أيام ابنه يهوياكين ، " صعد عبيد نبوخذ ناصر ملك بابل إلى اورشليم ، فدخلت المدينة تحت الحصار ، وجاء نبوخذ ناصر ملك بابل على المدينة ... وأخرج من هناك جميع خزائن بيت الرب ، وخزائن بيت الملك ، وكسَّر كل آنية الذهب التى عملها سليمان ملك إسرائيل فى هيكل الرب " ( 2 مل 24 : 8 - 10 ) .

وفى أيام صدقيا بن يوشيا ، فى السنة التاسعــة لملكة ( 586 ق.م ) " جاء نبوخذ ناصر ملك بابل هو وكل جيشه على أورشليم " وأخذوا صدقيا أسيراً بعد أن قتلوا أبناءه أمام عينيه ، ثم " قلعوا عينى صدقيا وقيدوه بسلسلتين من نحاس وجاءوا به إلى بابل " ( 2 مل 25 : 1 - 6 ) .

وبعد ذلك بنحو عشر سنوات ، " جاء بنو زردان رئيس الشرط عند ملك بابل إلى أورشليم ، وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار " ( 2 مل 25 : 8 و 9 ) . وهكذا أنتهى الهيكل الذى بناه سليمان ، بعد نحو 400 سنة من إقامته .

3: هيكل حزقيال:

من الواضح أن الهيكل الذى رآه حزقيال النبى فى رؤيا ( حز 40 : 2 - 47 : 2 ) يختص بالأزمنة الأخيرة عقب القضاء على جوج وجحافله ( حز 38 ، 39 ) ، ولذلك يرى بعض المفسرين - ممن يعتقدون بأن مجئء المسيح ثانية سيسبق الملك الألفى - أنه سيكون هناك هيكل بهذه الصورة فى أيام ملك المسيح .

وسيبنى هذا الهيكل على نمط هيكل سليمان ، وتوصف أبوابه بالتتفصيل ( حز 40 : 6 - 44 ) ، وهى تماثل تماماً الأبواب التى كشف عنها المنقبون الأثريون فى مجدو وحاصور وجازر ، والتى ترجع إلى عصر سليمان ، وبخاصة فيما يتعلق بالباب الشرقى (حز 40 : 6 - 16) .

وأهم المعالم الرئيسية فى هيكل حزقيال هو التماثل الهندسى ، فكل جانب من جوانبه الأربعة خمس مئة قصبة ( حز 42 : 15 - 20 ) . ولكن لم يذكر حزقيال في محتويات الهيكل بحر النحاس ( 1 مل 7 : 23 - 26 ) ، اذ يبدو أنه حل محله ، المياه التى تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق ، والتى تحولت إلى نهر سباحة لا يُعبر ، وصل إلى البحر الميت ، فشفى مياهه ، وأصبح يفيض بالأسماك ، وينبت على شاطيء النهر " كل شجر للأكل لا يذبل ورقه ولا ينقطع ثمره ... ويكون ثمره للأكل وورقه للشفاء " ( خز 47 : 1 - 12 ) ، وهي أوصاف شبيهة بتلك المذكورة في سفر الرؤيا ( 22 : 1 - 5 ) عمَّا سيكون في ملك المسيح .

4: هيكل زربابل:

بعد ثمانية وأربعين عاماً من تدمير نبوخذ نصر لهيكل سليمان ، انتهت الإمبراطورية البابلية ( 538 ق.م.) وحلت محلها الإمبراطورية الفارسية بانتصار كورش ملك فارس . وفي السنة التالية اصدر كورش الملك أمراً بعودة اليهود المسبيين ، إلى بلادهم وإعادة بناء الهيكل فى أورشليم ( 2 أخ 36 : 23 ، عز 1 : 1 - 4 ) ولم يقتصر الأمر على زن يأمر كورش بإعادة أوانى الهيكل المقدسة ( عز 1 : 1 - 11 ) ، بل زمر داريوس الملك أيضاً بأن تُغطى النفقـــــــــة ( التكاليف ) من بيت الملك وأمر حكام الولايات الواقعة غربى الفرات بأن يقدموا لليهود كل ما يلزم لبناء الهيكل وتقديم الذبائح أيضاً ( عز 6 : 3 - 12 ) .

عادت الجماعة الأولى من المسببين - ولم يتجاوز عددهم أربعين ألفا - بقيادة " شيشبعر رئيس يهوذا " ( عز 1 : 8 و 11 ) ، والذى يرجح الكثيرون أنه الاسم البابلى لزربابل الذى يسمى " والى يهوذا" ( حج 1 : 1 ) وكان معهم أيضاً يشوع أو يهوشع الكاهن العظيم ( عزه : 5 ، زك 3 : 3 ) .

وكان أول عمل قاب به يشوع وزربابل هو بناء المذبح فى موقعه القديم ، في الشهر السابع من عودتهم من السبي ، وقدموا عليه الذبائح ( عز 3 : 3 ) ، وطلبوا من الصيدونيين والصوريين فأمدوهم بخشب أرز من لبنان لبناء بيت الله ( عز 3 : 7 ) . ووضعوا أساس الهيكل فى السنة الثانية باحتفال عظيم وسط بكاء الرجال المسنين الذين رأوا البيت السابق الذي بناه سليمان ( عز 3 : 8 - 13 ) .

ولكنهم قوبلوا بمعارضة شديدة من السامريين وغيرهم ، الذين أرادوا أن يشاركوهم فى بناء البيت ، ولكن زربابل ويشوع وبقية رؤوس الآباء رفضوا هذا العرض . فأرسلوا شكوى لملك فارس ، كان من نتيجتها أن توقف العمل في بناء الهيكل مدة خمسة عشر عاماً إلى السنة الثانية من ملك " داريوس هستاسبس "( 250 ق.م . - عز 4 ) .
وجاء النبيان حجي وزكريا وأيقظا حماسة الشعب - التى كانت قد فترت ، فاستصدروا إذنا جديداً من الملك ، واستأنفوا البناء بسرعة حتى تم في 516 ق.م . واحتفلوا بتدشينه بفرح عظيم ( عز 5 ، 6 ) .

وليس لدينا سوى القليل من المعلومات عن هذا الهيكل . لقدبُني على نفي الموقع القديم . وعدم مضاهاته هيكل سليمان في العظمة والفخامة ( عز 3 : 12 ، حج 2 : 3 ) لا علاقة له بحجم الهيكل وأبعاده ، فإن مجد البيت الأول - المشار إليه - إنما يشير إلى فخامة المبنى وما كان يزدان به هيكل سليمان من ذهب وفضة وحجارة كريمة ، ووجود تابوت العهد به ، الذى لم يكن فى هيكل زربابل . وتذكر المشنا ( أحد كتب التلمود اليهودي ) أن هذا الهيكل كانت تنقصه خمسة أشياء : التابوت ، والنار المقدسة ، وسحابة المجد ، والروح القدس ، والأوريم ،التميم .

وكان الهيكل مقسما مِثل سابقه - إلى القدس وقدس الأقداس بنفس النسب بلا شك . ونجد إشارة إلى الحجاب الذي كان يفصل بين القسمين فى 1 مل 1 : 22 . ولم يكن في قدس الأقداس شىء سوى حجر كان يضع عليه رئيس الكهنة المنجرة في يوم الكفارة .

أما القدس فكان ، أدواته : المذبح الذهبي ( أي مذبح النجور ) ، ومائدة واحدة لخبز الوجوه ، ومنارة ذات سبع شعب . وقد أخذ هذه جميعها أنطيوكس إبيفانس ( 1 مك 1 : 21 و 22 ) . ولكن جددها بعد ذلك يهوذا المكابي الذي قام بتطهير الهيكل مما دنسه به أنطيوكس ، كما هدم يهوذا المذبح المدنس وبنى مذبحاً جديداً ( 1 مك 4 : 41 - 50 ) وأصبح ذلك اليوم أساساً للاحتفال " بعيد التجديد " ( يو 10 : 22 ) .

وما جرى لهذا الهيكل بعد ذلك نجده مفصلا فى سفر المكابيين الأول وفي تاريخ يوسيفوس ، وفي الإصحاح الخمسين من سفر يشوع ابن سيراخ ( الأبوكريفي ) حيث نقرأ أن سمعان بن أونيا الكاهن العظيم رمم البيت وبنى سوراً شامخا حول الهيكل ( 50 : 1 ر 2 )
كما قام يوناثان المكابي بعمل المزيد من التحصينات ، وكذلك يوحنا هركانس ( 134 - 103 ق.م. ) الذي كان أول ملك أسموني يشغل مركز رئيس الكهنة أيضا . ومن المعروف أن هركانس هو الذي بنى القنطرة الكبيرة فوق وادى التيروبيون ، والتى ربطته بفناء الأمم . كما أن " الكسندريانيوس " ( 101 - 75 ق.م.) هو الذي بنى الدوايزين الذي يفصل فناء الكهنة عن فناء إسرائيل . وقد تعرض الهيكل للتخريب عند استيلاء بومبي - القائد الروماني - على أورشليــــــم ، واقتحانه للهيكل في يوم الكفارة ، بعد حصار دام ثلاثة أشهر . وكذلك عند اقتحام هيرودس لأورشليم ( 37 ق.م. ) .

5: هيكل هيرودس:

لم يكن الهيكل الــذي بُني بعد العودة من السبي البابلي ، من الفخامة بالصورة التى ترضى طموح رجل مغرم بالمظاهر مثل هيرودس الكبير ، وبناء على ذلك شرع في إعادة بناء الهيكل على صورة أفخم ، ويبدو أن ما دفعه إلى ذلك كان محاولة منه لكسب رضاء اليهود على ملكهم الأدومي . وما قام به هيروددس كان إعادة بناء للهيكل ، فليس من السهل أن يقال عنه إنه " هيكل ثالث " ، لأن هيرودس نفسه قال إنه إنما أراد أن يوسِّع هيكل زربابل ويجمِّله . وبعد أن قام بالتجهيزات اللازمة ، شرع في البناء في السنة العشرين من حكمه ( 19 ق.م. ) في وجه معارضه شديدة . ولكي يرضي اليهود ، أمر بتدريب ألفاً من الكهنة على أعمال قطع الأحجار والنجارة وأعمال الديكور ، حتى لا تمتد يد غير طاهرة إلى البناء المقدس . وأكمل العمل فى المقدس الرئيسى فى خلال 18 شهراً ، أما باقي الأبنية فقد ظل العمل جاريا فيها في زمن الرب يسوع المسيح ( ارجع إلى يوحنا 2 : 20 ) ، ولم تكمل تماماً الإ في عام 64 م. فى عهد أغريباس الثاني ، أي قبل تدميره نهائيا بست سنوات فقط .
وقد قام بتسوية المساحة اللازمة لإقامة الهيكل فوقها ، وبلغ طولها من الشمال للجنوب 054 متراً ، ومن الشرق إلى الغرب 300 متر ، وأحاط هذه المساحة بسور من حجارة ضخمة ، طول الحجر الواحد خمسة أمتار وارتفاعه متر ( ارجع إلى مرقس 13 : 1 ) . وفي الركن الجنوبي الشرقي الذي يطل على وادي قدرون ، كان الفناء الداخلى يرتفع نحو 45 متراً فوق الصخر . ولعل المتراس فوق هذا الركن كان هو المعروف بجناح الهيكل ( مت 4 : 5 ) . ومازالت بعض أجزاء من هذا الحائط قائمة . وكان يخترق السور الشمالي بوابة واحدة ، ولكن يبدو أنها لم تكن تستخدم ، كما توجد بوابة أخرى في السور الشرقي . ومازالت تُرى بقايا هاتين البوابتين ، وكانت ترتفع من هاتين البوابتين منحدرات مائلة تؤدى إلى الفناء الأعلى . وكانت هناك أربع بوابات في الجهة الغربية ، كان يصل إليها القادم عبر جسور فوق وادي التيروبيون . وفي الركن الشمالي الغربي كانت تقوم قلعة أنطونيا تطل على الفناء . وكانت هذه االقلعة هي مقر الوالي فى أثناء إقامته في أورشليم ، وكانت الحامية العسكرية المقيمة فيها ، على استعداد دائم لقمع أي شغب فى الهيكل ( ارجع إلى لو 13 : 1 ، أع 21 : 31 - 35 ) . وكانت ملابس رئيس الكهنة تخزن فيها أيضاً ضماناً للخضوع .
وكان الفناء الخارجي للهيكل محاطا برواق داخل الأسوار . وكما يصفه يوسيفوس : كان في الرواق الجنوبي أربعة صفوف من الأعمدة ، وكان يسمى الرواق الملكى . أما الأورقة في الجوانب الأخرى فكان بكل منها صفان فقط . وكان رواق سليمان يمتد على الجانب الشرقي ( يو 10 : 23 ، أع 3 : 11 ، 5 : 12 ) . وكان الكتبة يلقون دروسهم ويعقدون محاوراتهم في أبهاء الأعمدة ( لو 2 : 46 ، 19 : 47 ، مر 11 : 27 ) . أما الباعة والصيارفة فكانت لهم موائدهم ( يو 2:11-16) لو 19 : 45 و 46 ) . وكانت المنطقة الداخلية ترتفع قليلا عن فناء الزمم ويحيط بها درابزين .
وكانت هناك لوحات مكتوب عليها باليونانية واللاتينية لتحذير الأمم من اختراق هذا السياج ، إذ كانت عقوبة ذلك الموت . وقد اكتشفت اثنتان من هذه اللوحات . وكانت هناك أربعة أبواب في كل من الجانبين الشمالي والجنوبي ، وواحد في الشرق ، وكان لهذا الباب مصاريع مزخرفة من نحاس كورنثوس ، ولعله هو الباب الذي كان يطلق عليه " الباب الجميل " ( أع 3 : 2 ) .
وكان في الفناء الداخلي ( فناء النساء ) صناديق للعطاء اللازم لخدمات الهيكل ( مر 21 : 14 - 44 ) . أما الرجال فكان مسموحاً لهم بالدخول إلى فناء إسرائيل الذي كان يرتفع عن مستوي فناء النساء . وفي أيام عيد المظال كان يمكنهم الدخول إلى الفناء الداخلى ( فناء الكهنة ) للاقتراب من المذبح الذي كان مبنيـا من حجارة غير منحوتة ، وعلى بعد 22 ذراعاً من الرواق ( ارجع إلى مت 23: 35 ) .
وكان الرواق مربعاً طول ضلعه 100 ذراع ، وارتفاعه 100 ذراع ، والمدخل باتساع عشرين ذراعاً ، وارتفاعه أربعون ذرعاً . وكان الباب المؤدي إلى المقدس أربعين ذراعاً طولاً ، وعشرين ذراعاً عرضا ، وكان يفصل بين القدس وقدس الأقداس الحجاب ( ( مت 27 : 51 ، مرقس 15 : 38 مع 2 أخ 3 : 14 ) . وكان قدس الأقداس مربعا ، طوله عشرون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً ، وارتفاعه أربعون ذراعاً . وكانت هناك حجرة خالية فوق القدس وقدس الأقداس ترتفع إلى ارتفاع الرواق ، أي إلى مائة ذراع . وكانت تحيط بالجوانب الشمالية والجنوبية والغربية حجرات من ثلاثة طوابق لارتفاع أربعين ذراعاً . وكانت هناك شبكة من الأشواك الذهبية لمنع الطوير من أن تحط على سطح الهيكل .
وقد دمر تيطس القائد الروماني هذا الصرح الفخم في 70 م، وأخذ معه المنارة الذهبية ، ومائدة خبز الوجوه وغيرها غنيمة معه إلى روما ، كما هو مبين على قوس تيطس بروما .

6: الهيكل في العهد الجديد:

هناك كلمتان يونانيتان تترجمان إلى " هيكل " ، هما هيرون " ( Hieron ) " وناوس " ( Naos ).والأولى تشير إلى مجموعة أبنية الهيكل فى أورشليم ، أما الثانية فتشير بصورة أكثر تتحديداً إلى " المقدس " . ومما يذكر هو أن كتبة رسائل العهد الجديد في وصفهم للكنيسة كهيكل ، يستخدمون كلمة " ناوس " .

(1) الهيكل في الاناجيل :
دعاه الرب يسوع " بيت الله " ( مت 12:4،مع يو 2 : 16 ) ، وأنه مكان مقدس ويقدس كل ما به ، لأن الله يسكن فيه ( مت 23 : 17 و 21 ) وغيرته لبيت أبيه ، جعلته يظهره ( يو 5 : 17 ) . كما زن المصير الذى كان ينتظر المدينة المقدسة ، جعله يبكى عليها ( لو 19 : 41 - 44 ) . ولكنه كان هو " أعظم من الهيكل " ( مت 12 : 6 ) ، كما تنبأ بأن الهيكل سينقض تماماً لا يترك فيه حجر على حجر ( مرقس 13 : 1 و 2 و 14 ) . وهو ما حدث فعلاً على يد الجيوش الرومانية بقيادة تيطس فى 70 م .

(2) الهيكل في سفر أعمال الرسل :
بعد صعود الرب يسوع المسيح ، بدأ الرسل والتلاميذ يجتمعون فى الهيكل فى أورشليم ( أع 2 : 46 ، 3 : 1 - 10 ، 5 : 12 ، 20 و 24 و 42 ) . ولكن يتضح من حديث استفانوس أنهم أدركوا زن الإيمان بالمسيح لا يتفق مع النظام الذي يعبر عنه الهيكل اليهودي ( أع 6 : 11 - 15 ، 7 : 48 - 50 ) . فنجد التلاميذ بعد ذلك مجتمعين فى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس ، للصلاة من أجل بطرس ( أع 12 : 13 ) .

(3) الهيكل في الرسائل :
كثيراً ما يذكر الرسول بولس فى رسائله زن المؤمنين هم هيكل الله والروح القدس يسكن فيهم ( 1كو 3: 16 و 17 ، 6:19، 2كو6 : 16- 7 :1 ، أف 2: 19 - 22 ) ، ويستشهد الرسول بولس ( 2كو 6 : 61 - 7 : 1 ) بما جاء فى سفر اللاويين ( 26: 12 ) ، ونبوة حزقيال ( 37 : 27 ) ، وتطبيق ذلك على الحياة اليومية ( 2 كو 7 : 1 ، 1كو 6 : 18 - 20 ) . ويفترض ذلك وحدتهم لأن الله واحد ومسكنه واحد ، والانقسام يفسد الهيكل ، مما يستجلب التأديب ( 1 كو 3 : 5 - 17 ) . والصورة المرسومة في الرسالة إلى المؤمنين فى أفسس ، لها تطبيقها التعليمي ، وبخاصة فيما يتعلق بعدم العنصرية في كنيسة الله ، " لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله " ( رو 3 و 23 ) . ويستخدم الرسول بطرس كلمة " بيت " ( عوضا عن هيكل ) ، فيقول للمؤمنين : " كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً ، كهنوتاً مقدساً .. ( 1 بط 2 : 4 - 10 ) .

(4) الهيكل في الرسالة إلى العبرانيين :
يذكر كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن المقدس السماوى هو المثال الذي بُني عليه المسكن الأرضي ، فلم يكن الهيكل اليهودي إلا صورة للمسكن الحقيقي في السماء ( عب 8 : 5 ، 9 : 24 ) ، والذي أصبح من امتياز المؤمنين في العهد الجديد ، الدخول إليه بالإيمان " حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائراً على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد " ( عب 6 : 19 و 20 ) . فرغم أننا مازلنا على الأرض ، فإن لنا امتياز " الدخول إلى الأقداس ( السماوية ) بدم يسوع " ( عب 10 : 19 - 22 ، 12 : 22 - 24 ) .

(5) الهيكل في سفر الرؤيا :
تقرأ في سفر الرؤيا عن جبل صهيون السماوي حيث رأي الرائي جموع المفديين ( رؤ 14 : 1 ) ، وعن " أورشليم الجديدة النازلة من السماء " ( رؤ 3 : 12 ، 21 : 2 - 26) . كما أشار الرائي أيضاً إلى هيكل أورشليم الأرضية ( رؤ 11 : 1ر2 ) .
ومن هذا الهيكل السماوي - المكون من جموع المفديين - سيرسل الله دينونته على الأشرار ( رؤ 11 : 19 ، 14 : 15 و 17 و 15 : 5 - 16 : 1 ) .
ونقرأ أنه لم يرَ في أورشليم السماوية " هيكلاً لأن الرب الإله القادر على كل شذء هو والخروف هيكلها " ( رؤ 21 : 22 ) . وهو بذلك يريد أن يؤكد أن موضوع العبادة سيكون الله وابنه ، حيث ستختفى الحواجز جميعها التى تفصل الإنسان الآن عن الله ، فلا يبقى ما يخبىء الله عن شعبه ، " وعبيده يخدمونه . وهم سينظرون وجهة " ( إو 22 : 3 - 5 ، ارجع أيضاً إلى 1 يو 3 : 1ر2 ) ، فهذا هو الامتياز المجيد لكل المؤمنين .

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا